أتذكر حينما كنت طفلة ، كان جدي رحمه الله يضع لي بعضاً من " زبدة الغنم في يدي " كي أتذوقها > " مو حلاوة ودلع " زبدة و اللي عادة تجي قبل " الحقين "

و لم أكن أحبها و أخذتها من باب المجاملة ، فكنت أختبيء عن الأنظار و ألقي بها على أحد الصخور و استمريت على هذا المنوال حتى اكتشفوا أمري

ففي يوم ٍ من الأيام وجد جدي آثار تلك الزبدة على الصخرة التي كنت ألعب بجوارها و وبخني و من بعدها تعلمت أن لا أجامل الناس على حساب نفسي و أن

أكون صاحبة قرار و رأي دون الخوف من أحد حتى لا أعرض نفسي للحرج ؟

في طفولتي : " كنت أكره لحم الصيد وخصوصاً ما يسمى - بالوبر - و أحب القهادي خصوصاً إن رُضِفت على الحجر "

8

لا أحد يدقق تخاريف ما قبل النوم

" أذكر أن والدتي كانت تخوفنا بأن هنالك في الجبال القريبة من منازل جداني رحمة الله عليهم نمور متوحشة و أنها تلتهم الأطفال الذين يخرجون من " الخيمة " خوفاً علينا من ضربة الشمس و من بعدها " حرمت " أعتب برى الخيمة و صار يخيل لي أن الحجارة نموراً فألزم مكاني دون حراك "

شتان بيننا وبين أطفال اليوم لو الواحد يجيب لهم الأدغال بما فيها ما يخافون بسم الله عليهم و لا يصدقون أصلاً ..

في طفولتي : " كان لدي ّ صخلة جميلة ، ألعب معها و لكن كنت أخاف من كل ذي قرن ، لأني رأيت العبرة في أخي حينما نطحه التيس بل كبير التيوس في غنم جدي رحمه الله "

أصعب موقف تعرضت له في صغري " حينما تهت في جبال ديرتنا و علقت بين صخورها " فلولا لطف الله ورحمته لهلكت ..

ومن بعدها كرهت رياضة تسلق الجبال ..

أتذكر في سالف الزمان أن جدي أحضر كمية من الحَب لأغنامه ، و لكن لم نلبث سويعات حتى هاجمتها القرود ..

و عبثت بها و نثرتها هنا وهناك ، حاول جدي إبعادها لم يستطع و ما كان بيده إلا أن " ثوّر " فيها بندقيته " والله ناسيه هي شوزن و إلا أم خمس "

و لكن ما أتذكره أن احداها وقع صريعاً و تجمعت حوله بقية القرود و بدأت تنزل من أعالي الجبال و تتجمهر حوله ، و كأنها تبكيه هذا المنظر أحزنني ولن

أنساه ما حييت " فسبحان من قسم الرحمة بين خلقه

الله أكبر حق ..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ..

لي عودة لسرد القصص > مع نفسي أدري