::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

[grade="4169E1 FF4500 008000 FF4500 8B0000"]]كل عـــــــــــــــــام أنتم وذووكم بألف خير.

الإنسان في هذه الحياة لابد له من ارتباط بغيره ، وكلما كان معهم أمينا في معاملته ساميا في صلته مع الناس أستطاع أن يكسب محبتهم وتقديرهم
والخلافات لا تدوم في القلوب إن كان هناك ود ، فالاختلاف لا يفسد للود قضية

ولقد أوصى عليه السلام فقال ( يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا )
وقال صلى الله عليه وسلم ( مثل الأخوين إذا التقيا مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى وما التقى مؤمنان قط إلا أفاد الله أحدهما من صاحبه خيرا )

ويقول الشاعر :

الناس شتى إذا ما أنت ذقــتهـم *** لا يستوون كما لايستوى الشجر
هــذا لــه ثـمــر حـــلـو مـذاقـــه *** وذاك ليس لـه طــعــم ولا ثــمــر

ويقول الآخر

واحذر معاشرة الدَّني فإنها *** تعدي كمـا يـعدي الصحيح الأجرب
يلقاك يحلف أنه بك واثق *** وإذا توارى عنك فـهـو الــعــقــرب

ومن يرى الناس اليوم وهم يتصارعون على هذه الدنيا ويتكالبون عليها يدرك لماذا يفقد البعض دينه ويضيّع الكثيرُ أهلَه وأولاده، وتنتشر الأحقاد وتُزرع الضغائن، وتعمّ البغضاء.
رأيت الدنيا كالحية ، لين ملمسها والسم في جوفها .
لا تبقى على حالةٍ، ولا تخلو من استحالةٍ، فالركون إليها خطر، والثقة بها غرر، كثيرة التغيير، سريعة التنكير، شديدة المكر، دائمة الغدر، أمانيها كاذبة، وآمالها باطلة، عيشها نكد، وصفوها كدر، وما هي إلا أيام معدودة، وآجال مكتوبة،وأعمال مشهودة، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً، وإن سرّت يوماً ساءت أشهراً وأعواماً، وما حصّلت للعبد فيها سروراً إلا خبّأت له شروراً ولا ملأت بيتاً فرحاً إلا ملأته ترحاً وحزناً.ونسوا أنها في حقيقتها ، حياتها عناء، ونعيمها ابتلاء، جديدها يبلى، وملكها يفنى، ما هي إلا معبر إلى الدار الآخرة، وميدان يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه المتسابقون.
كان صلى الله عليه وسلم يتخوف الدنيا على أصحابه أن تبسط عليهم كما بسطت على من كان قبلهم، فيتنافسوها كما تنافسها القوم، فتهلكهم كما أهلكت من كان قبلهم.
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء)) .
العمر يوم مضى وانقضى ، ويوم أنت فيه تنتظر ، ويوم قادم منتظر
فلنجدد صفحاتنا مع إخواننا ونحن على مشـارف وداع عام هجري ، واستقبال عام جديد
نعم ، ذهبت الأيام كلمحة برقٍ أو كغمضة عين، عام مضى وانقضى من أعمارنا ولن يعود إلى يوم القيامة.
رحل عامٌ مخلفاً ذكرىً وموعظةً في القلوب

فكم من عامرٍ عمّا قليل يخرب *** وكم من مقيمٍ مغتبطٍ عمّا قليل يرحل.

إخوتي ، أخواتي ، العمر أنفاس تسير بل والله تطير ، والأمل منام لا يُرى فيه إلا الأحلام .
فهذا سيف الموت قد دنا ، وهاهي فرس الرحيل مسرجة ، وإلى وادي القبور مخرجة

قال تعالى ({قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (8) سورة الجمعة

شخص البصر وسكن الصوت ولا يمكن التدارك للفوت وقد نزل بك ملك الموت ، ودرجوك بالكفن ، وحملوك إلى بيت العفن

كم ودعنا من أب وأم، وكم نعينا من ولد وبنت، وكم دفنا من أخ وأخت، ولكن أين المعتبرون؟ فأكثر الناس إلا من عصم الله في هذه الحياة مهمومٌ مغمومٌ في أمور الدنيا، لكنه لا يتحرك له طرف ولا يهتز منه ساكن إذا فاتته مواسم الخيرات، أو ساعات تحرّي الإجابات، تراه لاهياً ساهياً غافلاً، يجمع ويطرح يزيد وينقص، وكأن يومه الذي يمر به سيعود إليه، أو شهره الذي مضى سيرجع عليه.

ألم يأن للغافلين اللاهين في هذه الحياة أن يدركوا حقيقتها؟.

يا راقد الليل مسروراً بأوله *** إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

وكل عام ونحن الى الله اقرب بالعبادات والطاعات

وسلام من الله عليكم ورحمته وبركاته

تحياتي

اختكم بنت الشيوخ[/grade]