![]() |
فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
الإخوة الفضلاء .. أسعد الله أوقاتكم باليمن والمسرات .. اخترت لكم نصاً لطالما تأثرت به .. من الشعر الجاهلي .. ولكن منطقه يغاير كثيراً ذلك العصر .. ولولا أن كتب التراث الموثوقة كالمفضليات وغيرها احتفظت لنا بهده القصيدة لشككت في صحة روايتها .. فلم تبدأ بوقوف على أطلال .. أو ترحل وسفر .. والقصيدة لأحد صعاليك العرب وعدائيها المشهورين .. إنه الشنفرى الأزدي المتوفى عام 70 قبل الهجرة 525م.. وقد اخترت لكم الأبيات الاثنتي عشرة الأولى .. التي قالها في زوجته أميمة المكناة بأم عمرو عند مفارقتها له ومغادرتها المنزل .. وهو غزل عفيف .. حسي وليس تجسيدي .. يبين صفات زوجته الحميدة .. وأنها لابسة قناع تستر به نفسها.. وأنها لا تتلفت أثناء سيرها من تعففها وحيائها .. وأنها امرأة كريمة تهدى غبوقها لجارتها في زمن الجوع حين تشح الهدايا .. وأن بيتها بعيداً عن اللوم .. والتهمة .. لما هي عليه من عفاف ومكارم أخلاق .. وإنها أيضاً عندما تسير فإنها لا تنظر سوى لموضع أقدامها في الأرض .. فكأنها أضاعت شيئاً فهي تبحث عنه .. وإذا ذكرت غيرها من النساء فإنها تعف وتجل عنهن .. لما لها من صفات عديدة خاصة الكرم والوفاء .. وأنه يأمنها على منزله وعلى نفسها ونفسه خاصة أن حياة الصعلوك تعتمد على الترحل والأسفار والمعارك والبعد عن الدار .. فهو حينما يقفل عائداً لبيته يعود مسروراً قرير العين .. لا يشك بها و لا يسأل أين ظلتِ .. فالكرم والوفاء قيمتان مهمتان في حياة الصعاليك .. تكمن قيمتهما لديه من منظور حياة أو موت وفقاً لنظرة الصعاليك .. وكأني بالشنفرى وهو يرصد موقف ترحل أميمة عن كثب .. ويرى مغادرتها دون توديع له أو للجيران .. فجادت نفسه بهذه التائية الرائعة .. وحسبكم بموسيقى وجـِرْس التاء في تجسيد معاناة الشاعر وعواطفه الجياشة .. وتقديمه للمرأة في سياق بعيد عن التصوير الجاهلي الذي يعرض تفاصيل جسد المرأة. وقد دفع ذلك الأصمعي إلى القول عن أبيات مقدمة قصيدة الشنفرى :" هذه الأبيات أحسن ما قيل في خفر النساء وعفتهن " [poem=font="Traditional Arabic,7,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] أَلاَ أُمُّ عَمْروٍ أَجْمَعَتْ فاسْتقَلَّتِ=وما وَدَّعَتْ جِيرانَها إِذْ تَوَلَّتِ وقد سَبَقَتْنَا أُمُّ عَمْروٍ بأَمرِها=وكانت بأَعْناقِ المَطِيِّ أَظَلَّتِ بِعَيْنَيَّ ما أَمْستْ فبَاتتْ فأَصبحت=فقَضَّتْ أُمُوراً فاستقَلَّتْ فَوَلَّتِ فَوَاكَبِدَا على أُميْمَةَ بَعْدَ ما=طَمِعْتُ، فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ فيَا جارَتِي وأَنتِ غيرُ مُلِيمَة=إِذَا ذُكِرَتُ، ولاَ بِذَاتِ تَقَلَّتِ لقد أَعْجَبَتْنِي لا سَقُوطاً قِناعُها=إِذا ما مَشَتْ، ولا بِذَات تَلَفُّتِ تَبِيتُ بُعيدَ النَّوْمِ تُهْدِي غَبُوقَها=لِجارَتِها إِذَا الهَدِيّةُ قَلَّتِ تَحُلُّ بِمِنْجَاةٍ مِن اللَّوْمِ بَيْتَها= إِذا ما بُيُوتٌ بالمَذَمَّةِ حُلَّتِ كأَنَّ لهَا في الأَرضِ نِسْياً تَقُصُّهُ=على أَمِّها، وإِنْ تُكَلِّمْكَ تَبْلَتِ أُميْمةُ لا يُخْزِي نَثَاهَا حَلِيلَها=إِذا ذُكِرَ النِّسْوَانُ عَفَّتْ وجَلَّتِ إِذا هُوَ أَمْسَى آبَ قُرَّةَ عَيْنِهِ=مآبَ السَّعيدِ لم يَسَلْ أَيْنَ ظَلَّتِ فَدَقَّتْ وجَلَّتْ واسْبَكَرَّتْ وأُكْمِلَتْ=فَلْوْ جُنَّ إِنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ[/poem] |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
فعلاً موسيقى وجرس التاء رائعة جداً ، شكراً ياابو خالد ياصاحب الذوق الرفيع
|
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
أخي سعادة الأستاذ سيف هذيل ..
أشكر مرورك الكريم .. وتعليقك القيم .. وجزاك الله خيراً ،،، |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
قصيده رائعه بروعه ناقلها تسلم يدك اخي الغالي الفارس حزين الطلعه على الطرح الراقي
|
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
لقد أَعْجَبَتْنِي لا سَقُوطـاً قِناعُهـا=====إِذا ما مَشَتْ، ولا بِذَات تَلَفُّـتِ
اعجبني هذا البيت جداا لما فيه من وصف لعفاف المراءة وحشمتها.... تَبِيتُ بُعيدَ النَّوْمِ تُهْـدِي غَبُوقَهـا=====لِجارَتِهـا إِذَا الهَـدِيّـةُ قَـلَّـتِ وهنا يتجلى وااجب لابد منه وهو الصلة مابين الجيران ومساعدته عند الحاجة غبوق: هو الحليب.... الف شكر للاستاذ:الفااارس حزين الطلعة لقد اخترت من القصيدة عشرون بيتا روية بالشعر تحياتي لك يالغااالي |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
اقتباس:
السلام عليكم .. أشكر لك تعليقك القيم .. ودعاءك الطيب .. جزاك الله خير الجزاء .. |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
اقتباس:
الفاظه جاءت بين القوة والنعومه ليوحي بشاعريه وحب ووصف وطقوس تجعل القارئ يعيش الفكره والمعنى !! استاذ/الفارس (لاشيْ يفوق اجواءك الخاصة في الإختيار) شكراً لك |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
شـــــــكـــــــــرآآآآآآ آآآآآآآآ آخـــــــــــــــــو الفـــــــــــــآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآرس على هــذ1 المــوضوع الـــرائـــع وآتمنــى منــك آيـــه الفــــــــآآآرس أن لآ تتــرجـــــل من علـى صهـــوهـ جـــواد الكتــــآآآآآبـــــه بــــــــــآآآرك الله فيـــــــك
|
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
اقتباس:
على المرور الكريم .. والمشاعر الطيبة .. جزاه الله خيراً ،،، |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
اقتباس:
على المرور الكريم .. وتذوقك المميز لبعض الأبيات.. جزاك الله خيراً ،،،[/size] |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
اقتباس:
السلام عليكم .. أشكر لك كريم المرور والتعليق القيم .. أما البيت الذي استشهدتي به فلم يزل من عهد الأصمعي إلى عهدنا الحاضر والأدباء منبهرون به .. لا سيما في التشبيه البديع الذي لم يسبق إليه .. (فَلْوْ جُنَّ إِنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّـتِ) ويبدو أن الذي جن بحسن أميمة هو الشنفرى .. |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
الموقر سهم هذيل ..
أشكر لك كريم المرور .. وجزاك الله خيراً .. |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
ابيات جدا راقيه على نفس رقي ناقلها
الى الامام ايها الفارس |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
اقتباس:
السلام عليكم .. أشكر مرورك الكريم وتعليقك القيم .. لا أنثلم قلمك .. ودام لنا تألقك .. والسلام ،،، |
رد: فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطربني جدا من يبحث عن الشعر العربي الأصيل كهذه الرائعة للشنفرى فَوَاكَبِدَا على أُميْمَـةَ بَعْـدَ مـا طَمِعْتُ، فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّـتِ فيَا جارَتِي وأَنـتِ غيـرُ مُلِيمَـة إِذَا ذُكِرَتُ، ولاَ بِـذَاتِ تَقَلَّـتِ الأجمل أيضا تسليط ألأديب الفارس الضوء على مكامن الجمال في القصيدة .. وكذلك نبذة مختصرة لشاعرها .. تحيتي لشخصك .. |
الساعة الآن 09:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل