![]() |
من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...أما بعد
ذكر ابن رجب في ترجمة القاضي أبي بكر الأنصاري البزاز أنه قال كنت مجاوراً بمكة حرسها الله وأنا رجل فقير أصابني يوماً جوع شديد فخرجت من الحرم أبحث عن طعام فلم أجد. فبينما أنا أسير وجدت سرّةً مشدودة برباط حرير فاخر فأخذتها وجئت بها إلى بيتي فحللتها فوجدت فيها عقداً من لؤلؤ لم أرى مثله قط فربطتها واعدتها كما كانت فحفظتها في البيت ثم خرجت ابحث عن طعام فإذا بشيخ من الحجاج ينادي و يقول من وجد كيساً صفته كذا و كذا وله خمس مئة دينار من الذهب جائزة فقلت في نفسي أنا محتاج و جائع فآخذ هذه الجائزة و أرد إليه ماله و عقده فصحت به فقلت تعال اليّ فأقبل اليّ مستبشراً فأخذته إلى بيتي و سألته عن علامة الكيس وعلامة اللؤلؤ و عدده و صفة ما فيه فاخبرني به فإذا هو كما كان فأخرجته فدفعته إليه فسلم اليّ خمس مئة دينار الجائزة التي ذكرها فقلت له لا هذه أمانة عليّ و أنا والله أحوج ما أكون إلى ذلك المال فأقسمت ألاّ آخذ درهماً واحداً و تركتها لله و مضى الشيخ و تركني و أكمل حجه و رجع إلى بلده و أما أنا فاشتدت علي الفاقة حتى خرجت من مكة و ركبت البحر في مركب قديم مع جماعة فأصابنا وسط البحر موج عظيم و أهوال و رياح فتكسر المركب و غرق الناس و هلكت الأموال و سلمني الله من بينهم وتعلقت بخشبة حتى قذفني الموج إلى جزيرة فنزلت فإذا فيها قوم مسلمون فإذا هم جهلة أميون لا يقرؤون و لا يكتبون فذهبت إلى مسجدهم فصليت و قمت أقرأ القرآن فلما رآني أهل المسجد اجتمعوا حولي فلم يبق في الجزيرة أحد إلا قال لي علمني القرآن فعلمتهم القرآن و حصل لي منهم خير كثير ثم رأيت في مسجدهم مصحفاً قديماً ممزقاً فأخذته و تصفحت من أوراقه و جلست أقرأ فيه فقالوا لي عجباً أتحسن القراءة و الكتابة قلت : نعم ، قالوا : علمنا ، فقلت : لا بأس فأتوا بصبيانهم و شبابهم فأخذت أعلمهم و أحصّل من ذلك خير كثير و رغبوا في بقائي معهم فقالوا لي عندنا جارية يتيمة معها شيء من الدنيا نريد أن نزوجها لك و تبقى معنا في هذه الجزيرة فتمنعت فألحّوا عليّ و ألزموني حتى أجبتهم فجهزوها لي و أقاموا لذلك وليمة فلما دخلت عليها فإذا بالعقد الذي رأيته بمكة معلق في عنقها فدهشت لذلك و أخذت أمعن النظر إلي العقد و غفلت عن الفتاة فقال لي :بعض أهلها يا شيخ كسرت قلب اليتيمة لم تنظر إليها ، و إنما تنظر إلي مالها و عقدها قلت إن لي مع هذا العقد قصة فقالوا ما قصتك فأخبرتهم بخبري مع الشيخ الحاج الذي أضاع العقد ثم أعدته إليه قالوا ما صفة ذلك الحاج ؟ فأخبرتهم بوصف ذلك الشيخ فلما أتممت القصة صاحوا و ضجوا بالتهليل والتكبير قلت سبحان الله ما بكم فقالوا إن الشيخ الذي رأيته بمكة صاحب العقد هو أبو هذه الفتاة وكان يذكر بعد عودته من الحج والله ما رأيت مسلماً كذاك الذي ردّ عليّ العقد بمكة وكان يدعو ويقول اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه ابنتي فتوفي الشيخ وحقق الله دعوته ، قال : فدخلت بالفتاة فبقيت معها مدة من الزمن فكانت خير امرأة ورزقت منها بولدين ثم توفيت فورثت العقد أنا وولداي ثم نزل نازل فماتا فورثت العقد منهما فبعته بمئة ألف دينار قال ابن رجب و لا زال هذا القاضي ينفق أموالاً عظيمة فإذا سئل من أين لك هذا المال قال هذا من بقايا ثمن العقد المبارك . |
رد: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
شكرا لك أخي المنيفي على هذه القصة
وجزاك الله خير الجزاء ولعل التذكير بأن لقطة الحرم يحرم التقاطها ويجب تركها في مكانها الا لم أراد التعريف عنها |
رد: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
اقتباس:
يعطيك العافية |
رد: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
|
رد: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
قصه مؤثره
جزاك الله خير |
رد: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
جزاك الله خير
|
رد: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
الله يجزاك خير..
تحياتي.... |
رد: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
بارك الله فيكم
مروركم أسعدني |
رد: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
جزاك الله أخوي منير
بصراحة قصة مؤثرة ورائعة يعطيك العافية |
الساعة الآن 01:26 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل