![]() |
حقيقة الاستعانة بالله
الاستعانة بغير الله
من فوائد المحن والشدائد ، أنها تعرف العباد بخالقهم ، بعد أن كانوا غافلين، وتدفعهم للالتجاء إليه بعد أن كانوا عنه معرضين ،وحال المشركين أهل مكة لم يكن يخرج عن هذه القاعدة ، فكانوا إذا ضاق بهم الحال وتعرضوا لشدة ، حين تهب عليهم الرياح العاتية ، وتتلاعب بهم الأمواج العظيمة ، ويأتيهم الموت من كل مكان، في تلك الساعة يعلم المشركون ألا ملجأ من الله إلا إليه ، فتسقط جميع الآلهة التي كان يعبدونها ويتقربون إليها ، ويتوجهون بقلوب مخلصة إلى الله سبحانه طالبين النجاة من هذا الامر العظيم ، وقد وصف القرآن الكريم حالهم، وقال تعالى :(قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا ) }(النفاحتج عليهم سبحانه بدعائهم إياه حال الشدة والعسر، على بطلان دعائهم غيره حال الرخاء واليسر ، فإن من ينجي من الشدائد هو المستحق وحده أن يدعى في كل الأحوال ، وهو الإله الحق وما سواه باطل ، كما قال تعالى :{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرض أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ مل:62). كل هذه الآيات وغيرها كثير تبين بما لا يدع مجالا للشك ، أن الله وحده هو الكاشف للضر وليس غيره ، وأنه المتفرد بإجابة المضطرين . وإنما تجوز الاستغاثة بغيره في الأسباب الظاهرة العادية، من الأمور اليسيرة، كقتال عدو ، أو دفع سَبُع ، أو نحو ذلك من الأسباب الظاهرة ، أما الاستغاثة في الأمور التي لا يكشفها إلا الله كالمرض والضيق والفقر ، وطلب الرزق ونحوه ، فلا تطلب إلا منه. ورغم هور هذه الحقيقة وتقريرها في كتاب الله ـ عز وجل ـ وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، إلا أن ممن ينتسب إلى الإسلام ، ضلَّ بهم اظلطريق ، وحادوا عن الصراط المستقيم ، فتوجهت قلوبهم ساعة والشدائد إلى أولياء -زعموا -يدعونهم ويتضرعون إليهم ،لينجوهم من تلك الكروب ويرفعوا عنهم تلك الشدائد . ولا يخفى بطلان مسلكهم ، وكونه شرك وعبادة لغير الله سبحانه . وإن احتجوا بأن للأولياء الذين يدعونهم جاه ومنزلة عند الله ، فنقول :هذه الحجة هي نفس ما احتج به المشركون ، كما حكى الله عنهم قولهم :{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }(الزمر:3) . قتادة :كانوا إذا قيل :لهم من ربكم وخالقكم ؟ ومن خلق السموات قالوالأرض وأنزل من السماء ماء ؟ قالوا :الله، فيقال لهم :ما معنى عبادتكم الأصنام ؟ قالوا :ليقربونا إلى الله زلفى ، ويشفعوا لنا عنده. فتبين من خلال ما سقناه في هذا المقال أن الدعاء مطلق الدعاء -سواء أكان في حال الشدة أم في حال الرخاء -إنما يكون لله عز وجل ، قال تعالى :{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }(غافر:60)، فمن استكبر عن دعاء الله فقد توعده الله بالعقاب الأليم ، أما من دعا غيره وتقرَّب إلى من سواه فقد أتى الشرك من أوسع أبوابه. فالواجب على المسلم أن يتعلم من العلم ما يعرِّفه بالتوحيد ، وما يؤهله إلى أن يعبد الله على بصيرة ، فما ضل من ضل إلا بسبب الجهل والإعراض. |
رد: حقيقة الاستعانة بالله
جزاك الله خيراً أخي الكريم ،،،
|
رد: حقيقة الاستعانة بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الغالي عطر القصيد ونفع بما تقدم لأخوتك .. وجزاك الله عنا خير الجزاء .. |
رد: حقيقة الاستعانة بالله
:jazak-allah::jazak-allah:
|
رد: حقيقة الاستعانة بالله
جزاااك الله كل خير
|
رد: حقيقة الاستعانة بالله
|
رد: حقيقة الاستعانة بالله
الاخ الكريم عطر القصيد بارك الله فيك
وجعل ماتكتب وتطرح في موازين حسسسسسسسسسناتك |
رد: حقيقة الاستعانة بالله
شكرا ً لمروركم وبارك الله فيكم .
|
الساعة الآن 06:02 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل