::{ مجالس قبيلة هذيل  }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها (https://hothle.com/vb/index.php)
-   مجلس النثر والخواطر (https://hothle.com/vb/forumdisplay.php?f=59)
-   -   أحمد مطر سيرة وقصيدة (https://hothle.com/vb/showthread.php?t=19452)

الثعلب 08-04-2008 03:59 AM

أحمد مطر سيرة وقصيدة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحمد مطر وقصيدة الشعر والرقابة

سيرة ذاتية

ولد أحمد مطر عام 1956، ابناً رابعاً لأسرة فقيرة، تتكون من عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية 'التنومة' إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة، وهي كما يصورها تنضج ببساطة ورقة، وطيبة، وفقراً، مطرزة بالأنهار والجداول وبيوت الطين والقصب، والبساتين، وأشجار النخيل التي لا تكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح، وقد عاش طفولته بالقرب من 'بستان صفية'، و 'نهر الشعيبي'، وغابات نخيل 'كرولان'، التي تشكل أهم عناصر القرية في وجدانه، ثم انتقل في صباه عبر النهر ليقيم في محلة الأصمعي.
وتتميز البصرة بغابات النخيل الواسعة، التي تقدر بثلاثة وثلاثين مليون نخلة، وتحتوي المدينة على مصانع تعليب التمور الصالحة للتصدير، وقراها ذات مظهر فقير، يعتمد سكانها في الغالب على صيد الأسماك وزراعة الرز، ويعيشون في بيوت من قصب المستنقعات، ويربون الجاموس.
وقد أمضى الشاعر طفولته وصباه في أحضان الفقر المدقع والحرمان والتعثر بالدراسة، فلجأ إلى مطالعة الكتب ليهرب من مطاردة الفاقة والإرهاب، ويكون من خلالها سلاح الكتابة والإبداع دفاعاً عن نفسه، وفي سن الرابعة عشر في أوائل السبعينات بدأ يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل، والرومانسية والهيام والدموع والأرق، لكنه سرعان ما تكشفت له خفايا الصراع بين السلطة والشعب، من خلال عيون الناس وأحاديثهم والصحف والكتب والإذاعة والتلفزيون.
ولذلك ما كان من الشاعر إلا أن ألقى بنفسه في فترة مبكرة من عمره في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الاحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وقد كانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، تنتقل من موضوع إلى آخر، تتمحور حول موقف المواطن من سلطة لا تتركه ليعيش، وقد دفع الشاعر ثمن هذا الموقف من خلال مساءلته والتحقيق معه، مما قاده في النهاية إلى الكويت هارباً من مطاردة السلطة.
وقد لجأ الشاعر إلى الكويت في فترة مبكرة من عمره، وهناك واجه حياة اللاجئ، الذي لا يسهل عليه أن يثبت هويته، فقد عاش هناك عدة سنوات لا يستطيع الحصول على رخصة القيادة، لأنه يرفض التنازل عن مواقف مبدئية كثمن للحصول على حقه الطبيعي في الحصول على أوراق رسمية تثبت هويته، وتسهل عليه الحصول على رخصة القيادة، ولذلك راح يسير على قدميه في بلد يمكن لفقير كادح فيه أن يمتلك سيارة، وقد عاش في بيت متواضع يكلفه إيجاره نصف مرتبه في بلد القصور والعمارات الفارهة.
ثم راح يعمل في جريدة 'القبس' الكويتية محرراً أدبياً وثقافياً، حيث مضى يدون قصائده، التي أخذ نفسه بالشدة من أجل ألا تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة في بيت واحد، وراح يكتنز هذه القصائد، وكأنه يدون يومياته في مفكرته الشخصية، لكن سرعان ما أخذت قصائده طريقها من المفكرة إلى النشر الصحفي، حيث كانت (القبس) الثغرة التي أخرج الشاعر منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الانتحارية، وسجلت دون خوف لافتاته الشعرية، وساهمت في نشرها بين القراء.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر من ناجي العلي، ليجد كل منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كل منهما يعرف غيباً أن الآخر يكره ما يكره، ويحب ما يحب، وأن ما يثير غضبه يثير غضب صديقه وكثيراً ما كان يتفقان في التعبير عن قضية واحدة دون اتفاق مسبق، إذ إن الروابط بينهما تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الأيدلوجيا، أو مكاسب وأرباح الأحزاب، أو المنظمات أو السلطة، وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتة من لافتاته في الصفحة الأولى، ويختمها ناجي العلي بلوحة من رسوماته في الصفحة الأخيرة، وقد ترافق الاثنان من منفى إلى منفى، وفي لندن فقد أحمد مطر صديقه رسام الكاريكاتير، ليظل بعده نصف ميت، وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي لينتقم من قوى الشر بقلمه وريشته.
وتتكرر مأساة الشاعر في الكويت، فلهجته الصادقة، ولافتاته الصريحة تؤدي به في النتيجة إلى النفي والإبعاد.
وينتقل الشاعر في مطلع عام 1986 إلى لندن، ليعمل هناك في مكاتب 'القبس' الدولي، ويسافر منها إلى تونس، ويجري اتصالات كثيرة بعدد من الكتاب التونسيين، لكنه يستقر في لندن، ليمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، ينزف شعراً كلما نبض الوطن العربي، ويختلج فؤاده، في صراع مع الجنين والمرض، مرسخاً حروف وصيته في كل لافتة يرفعها، مستعداً لكل صنوف الاستشهاد، بينما يتابعه محبوه من أرجاء الوطن العربي المتباعدة شرقاً وغربا.
مجموعات أحمد مطر الشعرية
- لافتات 1 طبعة أولى 1984، طبعة ثانية 1987
- لافتات 2 طبعة أولى 1987
- ما أصعب الكلام طبعة أولى 1987
(قصيدة إلى ناجي العلي)
- لافتات 3 طبعة أولى 1989
- إني المشنوق أعلاه طبعة أولى 1989
- ديوان الساعة طبعة أولى 1989

[line]

قصيدة الشعر والرقابة

فكرت بأن أكتب شعراً
لا يهدر وقت الرقباء
لا يتعب قلب الخلفاء
لا تخشى من أن تنشره
كل وكالات الأنباء
ويكون بلا أدنى خوف
في حوزة كل القراء
هيأت لذلك أقلامي
ووضعت الأوراق أمامي
وحشدت جميع الآراء
ثم.. بكل رباطة جأش
أودعت الصفحة إمضائي
وتركت الصفحة بيضاء!
راجعت النص بإمعان
فبدت لي عدة أخطاء
قمت بحك بياض الصفحة..
واستغنيت عن الإمضاء

سيف هذيل 08-04-2008 04:16 AM

رد: أحمد مطر سيرة وقصيدة
 
شكرا لك على هذه السيرة الذاتية عن الشاعر أحمد مطر
والقصيدة المرفقة


تحياتي

حامد السالمي 08-04-2008 04:45 AM

رد: أحمد مطر سيرة وقصيدة
 
أشكر العضو الفاضل (الثعلب) على هذه المشاركة
الكريمة وفيها السيرة الذاتية للشاعر أحمد مطر وأبيات
مختارة له. وقد استمتعت بالأبيات ومضمونها.

سليمان المسعودي 08-04-2008 02:28 PM

رد: أحمد مطر سيرة وقصيدة
 
شكرا على الموضوع الراقي
أحمد مطر أسطورة الادب العراقي

مشعل الهذلي 08-04-2008 06:24 PM

رد: أحمد مطر سيرة وقصيدة
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الشاعر أحمد مطر خصم الساسة والسياسة الأول دون نقاش ..
شاعر متمكن وسيرته الذاتية وحياته جعلت من شعره شاعر متمرد على الواقع ..

شكرا للأستاذ والأخ الثعلب .

حفظك الله .

الـمـطــ الهذلي ــــرفي 08-05-2008 12:02 AM

رد: أحمد مطر سيرة وقصيدة
 
لك جزيل الشكر لتعريفنا بهذا الأديب الكبير..

الثعلب 08-05-2008 10:35 AM

رد: أحمد مطر سيرة وقصيدة
 
حياكم الله

وشكرا على مروركم الكريم

لكم تقديري


الساعة الآن 10:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل