![]() |
((موت المؤلف))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاءت نظرية ((موت المؤلف)) لتعلن انحسار العلاقة بين النص وكاتبه إلى أضيق حد بحيث أصبحت سلطة المؤلف لا تتعدى الانتساب إلى النص وليس بإمكان المؤلف الدفاع عن آرائه أو مقاصده لأنها غير مهمة في نظر القراء والنقاد.. ولكن هناك أسئلة جديدة تستثيرها هذه العلاقة وتؤطرها.. مثلا هل يعكس النص تصورات صاحبه أم أنه يمثل شخصا آخر لا علاقة له بالمؤلف؟.. هناك نظرية اسبق في أن ((الأسلوب هو الرجل)) وهي تتعارض تماما مع معطيات نظرية ((موت المؤلف)). في النظرية الأولى يموت المؤلف وفي الثانية يحضر بقوة ولا انفصام بينه وبين نصه. ومن تجاربنا في هذا المجال نجد أن المؤلف يتحدث عن نفسه غالبا حتى عندما يتحدث عن الآخرين وليس بإمكانه التخلص من موروثاته الاجتماعية والثقافية والسياسية بل انه غالبا ما يسقطها على نصه دون أن يدري. والنقاد السيكولوجيون منهمكون في هذا الاتجاه إلى حد التمحل بحيث لا يتركون شاردة أو واردة إلا ويفسرونها في هذا الاتجاه. ولنأخذ مثالين حيين من محيطنا الاجتماعي: الأول، شاعر اعتاد على الهجاء في شعره وهو يتفنن في شتائمه ويصوغها بمجازات مثيرة تصل حد الكوميديا السوداء.. ولو قارنا هذا الشاعر بشاعر آخر من الطراز نفسه أي شاعر هجاء نجد أن الشاعر الثاني يصل بهجائه إلى درجة راقية وفن رفيع في استعراض عيوب مجتمعه ومهاجمتها بطريقة فنية رائعة ويمكن أن نطلق على فنه بأنه ((هجاء رفيع)) بينما في حالة الشاعر الأول يكون ((هجاءاَ هابطا)) تماما مثل الكوميديا الهابطة أو ما تسمى بـ((الفارس)) على النقيض من الكوميديا الراقية الممثلة في كوميديات شكسبير على سبيل المثال. هنا نستطيع الجزم أن الشاعر الأول يعبر عن بيئة هابطة هي التي عاشها والمفردات التي استقاها منها لا يمكن أن تترعرع في غير بيئته.. بينما الشاعر الثاني يعبر عن بيئة راقية ووسط اجتماعي رفيع المستوى (ورفعة المستوى لا علاقة له بالتقسيمات الطبقية المعروفة). ونستنتج هنا انه يمكن التعبير عن أي موضوع بأسلوبين: الأسلوب الأول فج ومباشر ومبتذل والأسلوب الثاني لماح وغير مباشر وراق، تبعا لشخصية المؤلف.. ويعود بنا هذا الاستنتاج إلى نظرية ((الأسلوب هو الرجل)) |
رد: ((موت المؤلف))
تسجيل حضور
ولي عودة بإذن الله |
رد: ((موت المؤلف))
موضوع رائع بالفعل، يتناول العلاقة بين النص وكاتبه،
وحقيقة ارى أنه من الصعوبة بمكان الإقرار بنظرية (موت المؤلف)، فالمؤلف لابد أن يمر على مسرح النص، ويعرج على طرقاته، ولو على استحياء، ويترك بعضاً من مقتنياته الشخصية في المكان، ولن تكون موتة كبرى، وإن رقد في بعض الأحايين، فلا بد أن له صحوة، وستجدة في أحد أجزاء مقطوعاته الأدبية. ولن نقول (الأسلوب هو الرجل) على إطلاقه ولا (موت المؤلف) على إطلاقه بل نرى سبيلاً بينهما، وفقاً للمؤثرات النفسية والمواقف المتعددة اقتباس:
تحياتي وتقديري لك أيها العضو الراقي، |
رد: ((موت المؤلف))
لا شك أن النقد الأدبي تطور إلى درجة كبيرة
ولكنه تشعب إلى متاهات أفقدته ذوقه ورونقه , وما أكثر المتاهات التي ضاع فيها البعض ونستطيع أن نقسم النقاد إلى ثلاثة أقسام قسم يرفض كل ما جاء به النقد الحديث وقسم يقبل كل ما جاء به وقسم يأخذ ما طاب ويترك ما سواه , وهو المنهج الذي أستحسه ولقد فجر الدكتور جودت كساب - رحمه الله - ثورة نقدية عندما أزاح الستار عن بعض المفاهيم النقدية التي كانت تسيطر على عقول بعض النقاد الذين فاتهم الركب وطبق الكثير من النظريات الحديثة على قصيدة امرئ القيس وبين أنها لا تناقض النظريات الحديثة , وكذلك بين أنها تتجلى فيها الوحدة الموضوعية وكأنها نص حديث ,,, شكرا لك اخي الكريم |
رد: ((موت المؤلف))
شكرا على المرور الكريم
لكم تقديري |
رد: ((موت المؤلف))
أخوي الثعلب ,,
موضوع جداً متميز الله يعطيك العافية على المواضيع الرائعة,, وليس كل نص مليء بالفجوات وفق ما تؤشره مناهجهم المعروفة كي يبحثوا عنها انما كل نص لا يخلو من ابداع كاتبه وحضوره مهما بلغ حجم التهميش والاقصاء .. وهكذا اهتمت المناهج النقدية الغربية بالنص واهملت جوانب خطيرة تتمثل بالقيم الفكرية والانسانية التي يقف في مقدمتها المؤلف منشيء النص وربما سنشهد ظهور مناهج وافكار جديدة تدعو الى الغاء النص والاشتغال على العنوان بمفرده وقد نرى الاحتفاء بالمؤلف والنص معا وفق معايير جديدة تختلف عن المناهج التي سادت الادب قبل ظهور البنيوية .. ربما .. تحياتي... |
رد: ((موت المؤلف))
اقتباس:
ولكن مشاركة أخي الفاضل الأستاذ رداد، توجز كثيرا مما أردت قوله وأوافقه عليه من الانفتاح على جميع المدارس النقدية، واختيار الأصلح والأنسب، مما لذ وطاب والرمي بما يتعارض مع معتقداتنا الدينية عرض الحائط، ولو قال به أكبر المتحذلقين، والمقتاتين على موائد الأدب. |
رد: ((موت المؤلف))
شكرا لك اخي الكريم
|
رد: ((موت المؤلف))
أخوي الساهر
الموضوع قديييييييييييييييم |
رد: ((موت المؤلف))
اهلا"
وسهلا" بأ خطر الوجوه (( الثعلب )) صاحب القلم الباذخ والاسلوب المتفرد مأجمل هذه النظريه (( ومن تجاربنا في هذا المجال نجد أن المؤلف يتحدث عن نفسه غالبا حتى عندما يتحدث عن الآخرين وليس بإمكانه التخلص من موروثاته الاجتماعية والثقافية والسياسية بل انه غالبا ما يسقطها على نصه دون أن يدري. والنقاد السيكولوجيون منهمكون في هذا الاتجاه إلى حد التمحل بحيث لا يتركون شاردة أو واردة إلا ويفسرونها في هذا الاتجاه )) ولعل ماجعلك تختار اسم الثعلب ,,, الذي يعتبرون قراء الوجوه ان الشخص صاحب الوجه المشابه لوجه الثعلب من اخطر الوجوه وأذكاها ,,, هو الانسجام الفطري بين ماتحمله من طبيعة الدهاء والذكاء في هذا النوعيه من الوجوه وبين محبتك لآسم الثعلب الذي تراى انه يعكس افاق عن شخصيتك لكن وسلامتكم بعد مابلشت بين الكلامات مابغيت اطلع غير باالقوه هههههههه لكن اشره عليه ان عاد دخلت مواضيع فلسفه زي هاذي |
الساعة الآن 08:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل