::{ مجالس قبيلة هذيل  }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها (https://hothle.com/vb/index.php)
-   مجلس النثر والخواطر (https://hothle.com/vb/forumdisplay.php?f=59)
-   -   سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف) (https://hothle.com/vb/showthread.php?t=19937)

الثعلب 08-19-2008 04:20 AM

سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
اختلفت السلطات المحكِّمة في النقد الأدبي، وتوزّعت بحسب ترتيبها التاريخي- إلى ثلاث

سلطات: سلطة المبدع، والنص، والمتلقي.و قد كان اهتمام المناهج النقدية الأولى منصبّاً على مفهوم (المبدع) زمناً طويلاً؛ بوصفه مركز العملية الإبداعية، ولهذا ركّزت عليه الدراسات و المناهج النقدية في دراسة الأدب: كما نرى في المنهج التاريخي، والنفسي، والاجتماعي. حتى تمكّن (المبدع)، بظروفه الخارجة عن النص من فرض نفسه على الناقد؛ لتصبح سلطته مطلقة في العملية النقدية.

إن هذا الكائن لطالما اعتبر حجر الزاوية في العملية الإبداعية، وصاحب الصوت والسوط أيضا، وقد وصلت الأمور في ذلك الوقت إلى اعتباره كائناً مقدساً، لحد دفع الكثير من النقاد الرومانطيقيين إلى التركيز عليه، وتجاهل دور القارئ أو النص أو اللغة نفسها في إنتاج المعنى، أو إضفاء الدلالة.

(1) وبعد أن تربّع المبدع العرش فترة طويلة حاول النقاد الشكلانيون إزاحته ليضعوا مكانة النص، بوصفه الأساس، وما لبث فوق هذا العرش فترة من الزمن حتى أتى من يحاول زحزحته، كالتفكيكيين ؛ ليقدّم المتلقّي (القارئ) أساساً للعملية النقدية، فأصبح (النص) بناء ينتظر القارئ الذي يخلق منه المعنى الذي يريده، ولم يعد (القارئ)مجرد متلقٍ سلبي، أو مستهلك خاضع لسلطة النص، وإنما هو خالق النص.

البنيوية و سلطة النص الأدبي:
احتفلت البنيوية بالنص ذاته، رؤية، وبنية، ونتاجاً. وتتلخّص أهدافها في الدعوة إلى التعامل مع البنية في النص، ودراسة العلاقات الداخلية ما بين البــنى، وتفسيرها؛ للكشف عن مدى جودة النص، دون أن تتعدّى ذلك لتدرس علاقتها بالمحيط الخارجي، أو الكاتب؛ و ذلك -برأي أصحابها- لأن الأدب لا يقول شيئاً عن مبدعه أو عن مجتمعه، وإنما يقول عن نفسه فحسب.

(2) إن ظهور المدرسة البنيوية كان بداية الإعلان الفعلي والحازم عن (موت المؤلف)، فبروزها كمنهج نقدي بنظامها المغلِق للنص، كان ردّ فعل من المناهج التي سبقتها، والتي كانت مهتمة بالمبدع كونه أساس العملية النقدية؛ في محاولة منها لإعادة قيمة النص الأدبي ، وتأسيسها على أصول فنية صحيحة لتخرج لنا بهذا المفهوم (موت المؤلف)، داعية فيه إلى دراسة النص الأدبي بعيداً عن المؤلف، وكل الظروف التي تمتّ له بصلة، محاولة أن ترسّخ سلطة النص وتنمية اللغة. فالناطق، والمتحدث هو النص لا المبدع؛ الذي تقـتصر وظيفته على استخدام اللغة الموروثة فقط؛ فلا يُعدّ منشئاً للنص، أو مصدِّرا له.

(3) وأهم ما استثمره الداعي إلى هذا الموت رولان بارت- مفهوم التناص ليدعّم به ما يريد، محوِّلاً المؤلف إلى ناسخ، ومقلّد لا دور أو تأثير يملكه في العملية الإبداعية؛ فكل ما يمتلكه هو مجرد القدرة على خلط، أو تركيب كتابات موجودة بالفعل. وما يقوم به هو تجميع هذه الكتابات وإعادة نشرها، وهو في ذلك يستفيد من القاموس الضخم للغة والثقافة، والذي يكون مكتوباً بالفعل قبل مجيئه ؛ فالنص مجرّد كتابات متعددة تدخل في حوارات مع بعضها البعض، و تتحاكى وتتعارض.

(4) فليس الكاتب أباً حقيقياً للنص ، وإنما الأب الحقيقي هو تلك الكتلة المتناصّة، المختزنة في أرشيف التجربة ، وهذا المخزون الهائل من الإشارات والاقتباسات جاء من مصادر لا تُحصى من الثقافات، ولا يمكن استخدامه إلا بمزجه وتوليفه.
و هذا التهميش لدور المؤلف، لم يؤدّي إلى بديل واضح، فحيناً يقع التبشير بدلاً عنه بدور القارئ، وحيناً آخر اعتبرت سلطة النص ذاتها بديلاً عن الاثنين معاً.

(5) وبذلك يقع أصحاب هذه الفكرة رولان ومن تبعه- في نفس الخطأ الذي أرادوا الفكاك منه، فهم حينما رفضوا المناهج النقدية (التاريخية، والاجتماعية، والفنية، والنفسية)، رفضوها بوصفها مناهج وقعت في شرك التعليل الأُحادي؛ لأنها تفسّر النصوص الأدبية من وجهة نظر واحدة (المبدع)، وتركّز على وصف العوامل الخارجية في التأثير على الأدب، دون أن تهتم ببنيات النص الأدبية أو علاقاته الداخلية.

‏(6) بينما هم أصبحوا من حيث لا يدرون- بنظرة أحادية مركِّزة على النص لوحده.
وبعد هذه الدعوة، اُتهم البنيويون بنزع العمل الأدبي من سياقه؛ فهم بذلك يتجاهلون علاقته بالعصر، وطبيعته وأخلاقه. إلا أنهم ردّوا على هذا الاتهام بأنهم لا يرون مرجعاً للنص سوى النص ذاته، وفي لغته بلا ارتباط خارجي. وهذه العزلة قد تخفي بعض الحقائق المعينة على فهم النص وإضاءته.

(7) يكفي أن أختم بقولي: إن من دعا ونافح من أجل هذه الفكرة (موت المؤلف، وسلطة النص) قد تخلى عنها ليبحث عن سلطة أخرى كما فعل بارت نفسه-، وهذا في حدّ ذاته تأكيدٌ على أنها سلطة غير ثابتة، وليست صالحة، وإلا ما تخلوا عنها..


لكم تقديري

حامد السالمي 08-19-2008 08:31 AM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
أخي الثعلب
السلام عليكم
تسجيل حضور في المنصة الرئيسة،
ولعل لي عودة لاحقاً.

أمير بكلمتي 08-19-2008 12:23 PM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
يا أخي أنت سلطة الإبداع والتميز وما لنا غنى عنك


ما خليت لنا كلام نقوله شكراً حبيبنا الثعلب

وننتظر جديدك يالغالي

ابوفهد الياسي 08-21-2008 01:36 AM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
ماشاءالله والصلاة على الحبيب
فكر عالى............ وطرح متميز
ونقل موفق
يعطيك العافيه ثعلبنا

الثعلب 08-21-2008 02:20 AM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفارس حزين الطلعة (المشاركة 193925)
أخي الثعلب
السلام عليكم
تسجيل حضور في المنصة الرئيسة،
ولعل لي عودة لاحقاً.

حياك الله

وفي انتظار عودتك

الثعلب 08-21-2008 02:22 AM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير بكلمتي (المشاركة 193957)
يا أخي أنت سلطة الإبداع والتميز وما لنا غنى عنك


ما خليت لنا كلام نقوله شكراً حبيبنا الثعلب

وننتظر جديدك يالغالي

حياك الله

الجنــــــــتل

لك تقديري

الثعلب 08-21-2008 02:34 AM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوفهد الياسي (المشاركة 194295)
ماشاءالله والصلاة على الحبيب
فكر عالى............ وطرح متميز
ونقل موفق
يعطيك العافيه ثعلبنا


حكيم المنتدى

حياك الله وبياك

هذا بعض مما لديكم طال عمرك

فنحن نسير على خطاكم

ونستفيد من شخصكم الحكيم في هذا المجال

لك حبي

حامد السالمي 08-21-2008 10:47 AM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
العضو الفاضل (الثعلب)، بعد التحية والشكر والتقدير ..
بالأمس القريب كان موضوعك النقدي عن نظرية(موت المؤلف)،
وتهميش ذاته أثناء الكتابة، واعتباره عنصراً ثانوياً.
والطريف في ذلك أن أول من أدرك تهاوي نظرية (موت المؤلف)
هو من أتي بها (رولان بارت)، وتلقفها البنيويون من بعده.
وها أنت في هذا الموضوع تطل من خلال (سلطة النص)
وإنني لأتسأل عن هذه الفوضى التي أصابت نظريات النقد
وعلم الجمال والتذوق في مرحلة ما بعد البنيوية أو ما بعد الحداثة
بصفة عامة ..
وإنني لأضم صوتي لصوت (سباستيان سمي) حين قال :
يعاني مفهوم الفن من تضخم مرضي، بحيث أصبح هذا المفهوم يتضمن كل أنواع النشاط الإنساني، من الطبخ و التزيين إلى الأزياء.
حتى أن سجن أحدهم لنفسه في قفص زجاجي أمام الناس يمكن إعتباره وفق بعض النظريات الحديثة فناً. معظم أشكال السلع و الأشياء، بما فيها القمامة، أصبحت مرشحة للعرض في معارضنا الفنية إذا توافر أناس يملكون الوقت للنظر إليها. فهل مات الفن كمفهوم و كفضاء محدد للإبداع الإنساني؟

ويكفينا من مثل هذا الموضوع التعرف على بعض النظريات النقدية
المثيرة للجدل، وتأثيرها على المشهد الثقافي العربي.
وتقبل تحياتي وتقديري ,,,

الثعلب 08-22-2008 03:02 AM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
شكرا على تعقيبك

و لاحرمنا الله منك

مراقبنا الغالي

لك احترامي وتقديري

عبدالرحمن المسعودي 08-22-2008 01:49 PM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
؛؛


أشكرك أيها الثعلب.. المقال جدا جميل في العلاقة بين البينونة وسلطة النص

للكاتبة وضحاء بنت سعيد آل زعير ربما المقال قديما نشر في جريدة الجزيرة

لكنه اعادنا إلى محور النقد ومتذوقيه الكرام ..

ولعلي أن اذكر في هذا المقام مقالا قرأته وهو حول كتاب ( الخروج من التيه .. دراسة في سلطة النص )

والكتاب من تأليف الكاتب عبدالعزيز حمودة .

(وهذا الكتاب (الخروج من التيه.. دراسة في سلطة النص) يكشف عن تحول الثقافة الغربية إلى ثقافة مهيمنة، تضيق بالاختلاف، فتحاول إلغاءه.
وإلغاء الاختلاف والتفرد يفرض قيام الثقافة المهيمنة، إما باحتواء الاختلاف عند الثقافات القومية وإما بكبته لخلق فراغ تشغله قيم تلك الثقافة في نهاية الأمر، ويشكو المؤلف من أن المثقفين العرب تحولوا إلى نخب يخاطب بعضها بعضاً.. وفي كلتا الحالتين تخلى هؤلاء المثقفون عن دورهم القيادي في تنوير الجماهير، وابتعدوا عن الشارع العربي تاركين الثقافة الشعبية تحت رحمة الثقافة المهيمنة تفعل بها ما تشاء، وتغرس قيمتها الجديدة لتعيد تشكيل الوعي العربي.
لهذا كله كانت رحلة المؤلف داخل المشهد النقدي الغربي في القرن العشرين، ابتداءً بالشكلية والاتجاهات والمشاريع النقدية الغربية من سلطة النص الأدبي.
يقول المؤلف إنه كان لا بد من دخول التيه النقدي حتى نعيش حالة الضياع الكامل داخله، داخل المدارس النقدية المتداخلة والمتعارضة والمتشابكة التي امتلأ بها القرن الماضي، والتي اخترنا في العالم العربي النقل عنها والأخذ منها، مرتمين بذلك في أحضان تيه لم يكن من صنعنا.
يقع الكتاب في (381) صفحة من القطع المتوسط. )*


تحياتي للجميع
* جريدة الجزيرة 2005

؛؛

الثعلب 08-23-2008 01:21 AM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
حياك الله

مرورك شرف لي

لك تقديري

صآلح الهذلي 02-05-2009 11:30 PM

رد: سلطة النص (ما بعد وفاة المؤلف)
 
يعطيك العافيه


الساعة الآن 12:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل