![]() |
القاتل المحترف(2)
معاقبة المدخّنين
وأول ما ظهرت نبتة التبغ استقبلتها السلطات الدينية المسيحيّة بالرفض وصنَّفتها مع سائر المحرّمات. وقد اتّخذ تحريم التدخين أشكالاً متعددة من تحريم دينيّ الى النفي أو فرض الضرائب. بل وصلت العقوبات في بعض الأحيان إلى عقوبة إعدام المدخّنّين. وكان ملوك انجلترا هم أولّ من منع زراعة التبغ ومنعوا الشعب من ممارسة التدّخين لأنه يضرّ المخّ والصدر، وله رائحة كريهة ينفر منها الإنسان. كان الملك جيمس الأول ملك انجلترا أول من حذَّر من أضرار التدخين على الرئتين، عام 1605. وكانت الملكة كاثرين ملكة انجلترا عام 1585 قد أمرت بعقاب كل من يدخّن بوضع حبل في عنقه وجرّه في الشوارع كالسارق. في روسيا أمر القيصر ميخائيل رومانوف بجلد كل من يتعاطى التدخين أو بقطع أنفه أو نفيه إلى منطقة سيبيريا. بعد هذا صدرت قوانين قيصرية جديدة أشد عنفاً تقضي بتحريم التدخين تحريماً قاطعاً وإنزال أشد العقوبات بمن يخالف هذا القانون. وفي عام 1624 أصدر البابا أوربان السابع مرسوماً بابوياً حرَّم فيه على أبناء الطائفة المسيحية الكاثوليكية التدخين. إلاّ أنّ الناس استمرّوا في التدخين رغم ذلك. ثم جاء البابا «أرخين الثالث» وأصدر أمره بمنع دخول المدخّنين الى الكنائس المسيحية. ولا تزال معظم الكنائس المسيحية الإنجيلية «بروتستانت وغيرها» تنصح أعضاءها ليس فقط بعدم التدخين بل بالامتناع عن ممارسة أو الاشتغال في تجارة التبغ. وهكذا نادراً ما تجد مسيحياً مؤمناً ملتزماً بالعقيدة المسيحية يبيع السجائر، وهناك كنائس مسيحية كثيرة ترفض قبول عضوية المسيحي المدخّن حتى يتوب ويُقلع عن التدخين. «قَلْباً نَقِيّاً ٱخْلُقْ فِيَّ يَا اَللّهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي» (مزمور 51: 10) أمّا الطائفة الكلفينية المسيحية فقد اعتبرت التدخين ذنباً عظيماً إلى درجة أنّهم أضافوا إلى الوصايا العشر وصية أخرى هي: «لا تدخّن». لكن ورغم كل هذا المنع والتحريم، سواء من السلطات الدينية أو المدنية، الذي كان في بداية عهد التدخين، بدأ عهد السماح بالتدخين لكن مقابل ضريبة يدفعها إلى خزينة الدولة. وهكذا انتشرت قوانين دفع الضرائب للحكومة مقابل السماح بالتدخين في سائر أوروبا، وإلى عصرنا الحاضر الذي أصبح فيه التدخين عادة يمارسها كثيرون دون أن يضايقهم أحد. زراعة التبغ ينتمي التبغ Tobacco إلى مجموعة النباتات التي تُدخَّن أو تُمضغ، لما تحتوي عليه من مواد فعّالة. ولقد تعاطى الإنسان هذه النباتات المحتوية على بعض المواد المخدّرة من زمان بعيد جداً. وكان يرتبط استعمالها ببعض أعمال السحر أو طقوس العبادة. والتبغ من الفصيلة الباذنجانية السامة، له أوراق كبيرة وزهور جميلة ذات لون ورديّ مائل للحمرة. والجزء الذي يُستعمل منه في صنع السجائر هو أوراقه فقط، أمّا الجذور فلا فائدة منها. ويُزرع التبغ اليوم في بلدان كثيرة. وتقول منظمة الأغذية والزراعة F.A.O. «الفاو» التابعة للأمم المتحدة إنّ التبغ يُزرع حالياً في أكثر من 20 قطراً في مختلف أنحاء العالم. والمساحة المزروعة به بلغت لحد الآن 37 مليون فدان. أمّا البلدان التي تنتج أكبر محصول من التبغ فهي: الولايات المتحدة الأمريكية والهند والصين. كما أنّ زراعة التبغ امتدت إلى أندونيسيا وجنوب أفريقيا والاتحاد السوفياتي وتركيا واليابان والبرازيل، والبلدان العربية المطلّة على البحر الأبيض المتوسط. فالعالم العربي ينتج 50000 طناً من التبغ سنوياً. والجزائر وحدها تنتج نصف هذه الكمية. ويُزرع التبغ في الجزائر في منطقة متدجة، وهضبة القبائل، وناحية عنابة ووهران على مساحة 30 ألف هكتار. ماذا تعرف عن محتويات التبغ؟ هذا ما سنعرفه في الدرس القادم |
رد: القاتل المحترف(2)
متابعون .. مستمتعون .. لهذا السرد التاريخي والعلمي ..
وفقك الله وسدد خطاك. |
رد: القاتل المحترف(2)
أخي الفارس حزين الطلعة
اشكرك علي المرور ومتابعة المواضيع تحياتي وتقدير لك اخوك الرحال الزيادي علما بان الدرس(4) طرح |
رد: القاتل المحترف(2)
بارك الله فيك وفي طرحك المفيد
اخي الفاضل ....الرحال يعطيك العافيه |
رد: القاتل المحترف(2)
اختي الفاضله بنت مكه شكرا علي الرد الجميل
|
الساعة الآن 03:02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل