::{ مجالس قبيلة هذيل  }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها (https://hothle.com/vb/index.php)
-   مجلس النثر والخواطر (https://hothle.com/vb/forumdisplay.php?f=59)
-   -   متمم بن نويرة يرثي أخاه مالك (https://hothle.com/vb/showthread.php?t=21434)

الشاعر 10-19-2008 11:40 AM

متمم بن نويرة يرثي أخاه مالك
 
هو أبو نهشل متمم بن نويرة بن جمرة بن شداد اليربوعي التميمي شاعر مقتدر وصحابي جليل من أشراف قومه سكن المدينة بعد إسلامه ومن أشهر شعره رثاؤه لأخيه مالك الذي قتل مرتداً على يد خالد بن الوليد ...

يقول متمم :

لعمري وما دهري بتأبين هالـك *** ولا جَزَعٍ مِمَّا أَصَابَ فَأَوْجَعَا

لَقَدْ كَفَّنَ المِنْهَالُ تحتَ رِدَائِهِ *** فَتًى غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّاتِ أَرْوَعَا

ولا بَرَمًا تُهْدِي النِّساءُ لِعِرْسِهِ *** إذا القَشْعُ مِن حَسِّ الشِّتَاءِ تَقَعْقَعَا

لَبِيبٌ أَعَانَ الُّلبَ مِنهُ سَمَاحَةٌ *** خَصِيبٌ إذاما رَاكِبُ الجَدْبِ أَوْضَعَا

تَرَاهُ كَصَدْرِ السَّيفِ يَهْتَزُّ لِلنَّدَى *** إذا لم تَجِدْ عندَ امرئِ السَّوْءِ مَطْمَعَا

ويومًا إذاما كَظَّكَ الخَصْمُ إِنْ يَكُنْ *** نَصيرَكَ منهمْ لا تكنْ أنتَ أَضْيَعَا

وَإِنْ تَلْقَهُ في الشَّرْبِ لا تَلْقَ فَاحِشًا *** على الكأسِ ذا قَاذُورَةٍ مُتَزَبِّعَا

وَإِنْ ضَرَّسَ الغزوُ الرِّجالَ رَأَيْتَهُ *** أَخَا الحربِ صَدْقًا في الِّلقاءِ سَمَيْدَعَا

وما كان وَقَّافًا إذا الخيلُ أَجْمَحَتْ *** ولا طَائِشًا عندَ الِّلقاءِ مُدَفَّعَا

ولا بِكَهَامٍ بَزُّهُ عن عَدُوِّهِ *** إذا هو لاقى حَاسِرًا أو مُقَنَّعَا

فَعَيْنَيَّ هَلاَّ تَبْكِيانِ لِمَالِكٍ *** إذا أَذْرَتِ الرِّيحُ الكَنِيفَ المُرَفَّعَا

ولِلشَّرْبِ فابْكِي مَالِكًا وَلِبُهْمَةٍ *** شَدِيدٍ نَوَاحِيهِ على مَن تَشَجَّعا

وَضَيْفٍ إذا أَرْغَى طُرُوقًا بَعيرَهُ *** وعانٍ ثَوَى في القِدِّ حتى تَكَنَّعَا

وأَرْمَلَةٍ تَمْشِي بأشعثَ مُحْثَلٍ *** كَفَرْخِ الحُبَارَى رَأْسُهُ قدْ تَضَوَّعَا

إذا جَرَّدَ القومُ القِدَاحَ وَأُوقِدَتْ *** لهمْ نَارُ أَيْسَارٍ كَفَى مَن تَضَجَّعَا

وَإِنْ شَهِدَ الأَيسارَ لم يُلْفَ مَالِكٌ *** على الفَرْثِ يَحْمِي الَّلحمَ أَنْ يَتَمَزَّعَا

أَبَى الصَّبْرَ آياتٌ أَرَاها وَأَنَّنِي *** أَرَى كلَّ حَبْلٍ بعدَ حَبْلِكَ أَقْطَعَا

وَأَنِّي متى ما أَدْعُ بِاسْمِكَ لا تُجِبْ *** وكنتَ جَدِيرًا أَنْ تُجِيبَ وتُسْمِعَا

وَعِشْنَا بِخَيْرٍ في الحياةِ وَقَبْلَنَا *** أصابَ المَنَايَا رَهْطَ كِسْرَى وَتُبَّعَا

فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا *** لِطُولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا

وكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيْمَةَ حِقْبَةً *** مِن الدَّهرِ حتى قيلَ لنْ يَتَصَدَّعَا

فإِنْ تَكنِ الأيَّامُ فَرَّقْنَ بَيْنَنَا *** فقدَ بانَ مَحْمُودًا أَخِي حينَ وَدَّعَا

أَقولُ وقدْ طارَ السَّنَا في رَبَابِهِ *** وَجَوْنٌ يَسُحُّ الماءَ حتى تَرَيَّعَا

سَقَى اللهُ أَرْضًا حَلَّها قَبْرُ مَالِكٍ *** ذهَابَ الغَوَادِي المُدْجِنَاتِ فَأَمْرَعَا

فَآثرَ سَيْلَ الوَادِيَيْنِ بِدِيْمَةٍ *** تُرَشِّحُ وَسْمِيًّا مِن النَّبْتِ خِرْوعَا

فَمَجْتَمَعَ الأَسْدَامِ مِن حَوْلِ شَارِعٍ *** فَرَوَّى جِبَالَ القَرْيَتَيْنِ فَضَلْفَعَا

فَواللهِ ما أُسْقِي البلادَ لِحُبِّها *** ولكنَّني أُسْقِي الحبيبَ المُوَدَّعَا

تَحِيَّتُهُ مِنِّي وَإِنْ كانَ نَائِيًا *** وأمسى تُرَابًا فَوْقَهُ الأَرْضُ بَلْقَعَا

تقولُ ابنةُ العَمْرِيِّ مَا لَكَ بعدَما *** أراكَ حَدِيثًا نَاعِمَ البال أَفْرَعَا

فقلتُ لها : طولُ الأَسَى إِذْ سَأَلْتِنِي *** وَلَوْعَةُ حُزْنٍ تَتْرُكُ الوَجْهَ أَسْفَعَا

وفَقْدُ بَنِي أُمٍّ تَدَاعَوا فلمْ أَكُنْ *** خِلافَهُمُ أَنْ أَسْتَكِينَ وَأَضْرَعَا

ولكنَّني أَمْضِي على ذاك مُقْدِمًا *** إذا بعضُ مَن يَلْقَى الحروبَ تَكَعْكَعَا

وغَيَّرَنِي ما غالَ قَيْسًا وَمَالِكًا *** وَعَمْرًا وَجَزْءًا بالمُشَقَّرِ أَلْمَعَا

وما غالَ نَدَمَانِي يَزيدَ وَلَيْتَنِي *** تَمَلَّّيْتُهُ بالأهلِ والمالِ أَجْمَعَا

وَإِنِّي وَإِنْ هَازَلْتِنِي قدْ أَصَابَنِي *** مِن البَثِّ ما يُبْكِي الحَزِينَ المُفَجَّعَا

ولستُ إذا ما الدَّهرُ أَحْدَثَ نَكْبَةً *** وَرُزْءًا بِزَوَّارِ القَرَائبِ أَخْضَعَا

قَعِيدَكَ أَلاَّّ تُسْمِعِيني مَلامَةً *** ولا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤَادِ فَيَيْجَعَا

فَقَصْرَكِ إِنِّي قدْ شَهِدْتُ فَلَمْ أَجِدْ *** بِكَفِّيَ عَنْهمْ لِلْمَنِيَّةِ مَدْفَعَا

فلا فَرِحًا إِنْ كنتُ يومًا بِغِبْطَةٍ *** ولا جَزِعًا مِمَّا أَصَابَ فَأَوْجَعَا

فلو أَنْ ما أَلْقَى يُصِيبُ مُتَالِعًا *** أوِ الرُّكْنَ مِن سَلْمَى إِذن لَتَضَعْضَعَا

وما وَجْدُ أَظْآرٍ ثَلاثٍ رَوَائِمٍ *** أَصَبْنِ مَجَرًّا مِن حُوَارٍ وَمَصْرَعَا

يُذَكِّرْنَ ذا البَثِّ الحَزِينِ بِبَثِّهِ *** إذا حَنَّتِ الأُولى سَجَعْنَ لَهَا مَعَا

إذا شَارِفٌ مِنهنَّ قَامَتْ فَرَجَّعَتْ *** حَنِينًا فَأَبْكَى شَجْوُهَا البَرْكَ أَجْمَعَا

بَأَوْجَدَ مِنِّي يومَ قامَ بِمَالِكٍ *** مُنَادٍ بَصِيرٌ بالفِرَاقِ فَأَسْمَعَا

ألمْ تَأْتِ أَخْبَارُ المُحِلِّ سَرَاتَكمْ *** فَيَغْضَبَ منكمْ كلُّ مَن كان مُوجَعَا

بِمَشْمَتِهِ إِذْ صَادَفَ الحَتْفُ مَالِكًا *** وَمشْهَدِهِ ما قَدْ رَأَى ثمَّ ضَيَّعَا

أآثَرْتَ هِدْمًا بَالِيًا وَسَوِيَّةً *** وَجِئْتَ بِهَا تَعْدُو بَرِيدًا مُقَزَّعَا

فلا تَفْرَحَنْ يومًا بنفسِك إِنَّنِي *** أَرَى المَوْتَ وَقَّاعًا على مَنْ تَشَجَّعَا

لَعَلَّك يومًا أَنْ تُلِمَّ مُلِمَّةٌ *** عليكَ مَن الَّلائِي يَدَعْنَكَ أَجْدَعَا

نَعَيْتَ امْرَأً لو كانَ لَحْمُكَ عندَه *** لآوَاهُ مَجْمُوعًا لَهُ أَو مُمَزَّعَا

فلا يَهْنِئِ الوَاشِينَ مَقْتَلُ مَالِكٍ *** فقدَ آبَ شَانِيهِ إِيَابًا فَوَدَّعَا

آسف على الإطالة .....

منقووووول

حامد السالمي 10-19-2008 08:29 PM

رد: متمم بن نويرة يرثي أخاه مالك
 
أشكرك كثيرا أيها الأخ الكريم،
على هذه المشاركة الشعرية الممتعة،
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك،
قصيدة سارت بها الركبان،
تلقاها حاضرة في مسامرات الأدباء والملوك،
وتعد ضمن أشجى قصائد الرثاء،
وهي القصيدة رقم (67) في اختيارات المفضل الضبي،
والمرثي هو :
مالك بن نويرة أخو متمم كان سرياً نبيلا يردف الملوك، وكان فارساً شجاعاً شاعراً مطاعاً في قومه بني يربوع بن حنظلة، وكان فيه خيلاء وتقدم، وكان ذا لُمة كبيرة، قدم على الرسول فأسلم، فولاه صدقة قومه، ثم كان ممن منع الزكاة بعد موت النبي، قتله ضرار بن الأزور في وقعة البطاح سنة (11) للهجرة، في حروب الردة، وبعد المعركة أقبل المنهال بن عصمة الرياحي في ناس من بني رياح يدفنون قتلى بني ثعلبة وبني غدانة، ومع المنهال بردان، فكانوا إذا مروا على رجل يعرفونه قالوا:: كفن هذا يا منهال فيهما ! فيقول لا ، حتى أُكفن فيهما الجفول مالكا، والجفول كثير الشعر، وبذلك كان يلقب مالك، ثم رفعت الريح شعره من أقصى القوم فعرفه فجاءه وكفنه.
ولما بلغ متمم مقتل أخيه حضر إلى مسجد رسول الله وصلى الصبح خلف أبي بكر فلما فرغ من صلاته وإنفتل في محرابه، قام متمم فوقف بحذائه واتكأ على قوسه، ثم أنشد :
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ::: خلف البيوت قتلت يابن الأزور
أدعوته بالله ثم غدرته ::: لو هو دعاك بذمة لم يغدر
وأوما إلى أبي بكر ، فقال : والله ما دعوته ولا غدرته، ثم أنشد :
ولنعم حشو الدرع كان وحاسراً ::: ولنعم مأوى الطارق المتنور
لا يمسك الفحشاء تحت ثيابه ::: حلو شمائله عفيف المئزر

ثم بكى وانحط على قوسه، فما زال يبكي حتى دمعت عينه العوراء، فقام عمر بن الخطاب فقال : لوددت لو أنك رثيت زيداً أخي بمثل ما رثيت به مالكاً أخاك، فقال يا أبا حفص ، والله لو علمت أن أخي صار بحيث صار أخوك ما رثيته. فقال عمر : ما عزاني أحد عن أخي بمثل تعزيته. وأراد متمم بذلك أن أخاه مالكاً قتل عن الردة غير مسلم، وأن زيدا بن الخطاب قتل شهيداً يوم اليمامة.
ولمتمم في أخيه مراثي مشهورة رائعة، وما أوردتها أخي الفاضل هي المقدمة عليهن.
وقال عمر بن الخطاب للحطيئة : هل رأيت أو سمعت بأبكى من هذا ؟ فقال : لا والله ما بكى بكاءه عربي قط و لا يبكيه.

الشرح الإجمالي للقصيدة كما ورد شرح كتاب : (المفضليات) تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر و عبد السلام محمد هارون :
أظهر متمم جلده وصبره في البيت الأول، وأشار إلى صنيع المنهال في البيت الثاني، وأبان أنه لم يقصد بشعره النوح، وإنما عمد إلى التنويه بمآثر أخيه وطيب خلاله، وأولها الإيثار والجود في الأزمات، ثم غلبته الخصوم، وأنه يملك نفسه في مجلس الشراب، ثم جلده في الحرب وإقدامه، ثم طغوة البكاء في البيت 11 وسرد ذكريات جوده وشجاعته ومروءته ، ثم عاوده الجزع والحسرة لفقد أخيه، فعزى نفسه بما تصيب المنايا من الملوك والأقيال، ثم استسقى لقبره الغوادي المدجنات التي تخضر بعدها الأرض، واستسقى الغيث لما جاور قبره من البقاع، وحياة تحية طيبة، ثم صور لنا تغير حاله بعد أخيه، وساق في حوار بينه وبين امرأة. وفخر بقوة نفسه وصبره على ريب الزمان، وذكر بعد ذلك أخلاطاً من الجزع والصبر، تكشف لنا عن أثر هول تلك الصدمة في نفسه، كما يضرب لنا في بعض الأبيات مثلاً بالنوق اللاتي فقدن حوارهن الذي يعطفن عليه، فهو أشد منهن وجدا وحنيناً.
كما يتحدث عن شماتة المحل بن قدامة بمصرع أخيه مالك، وإسراعه إلى قومه فرحاً ينعيه، وقـّرعه بأن الأيام دول، وأنه قد تنزل به الأحداث، وأنه قد شمت بمن كان يؤويه لو نابت النوائب،
ثم ختمها بالدعاء على الأعداء والشامتين
.

فـتى هذيل 10-19-2008 08:37 PM

رد: متمم بن نويرة يرثي أخاه مالك
 
كما ذكرت ياأبا خالد .....هي تعتبر من عيون شعر الرثاء

اقتباس:

فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا *** لِطُولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا
الله أكبر ......بيت قوي ويغني عن قصائد طوال في الرثاء

نقل موفق يالشاعر ...وشرح رائع يالفارس ...فبارك الله فيكما .

الفند الضبيبي 10-19-2008 09:56 PM

رد: متمم بن نويرة يرثي أخاه مالك
 
فعلا اللغه العربيه ساحره
تأخذ متلقيها الى المشهد فلايحتاج الا ان يطرب مسامعه بفنونها
شكرا اخي الشاعر على الاختيار
وانت يا أبا خالد ......... لله درك

الشاعر 10-19-2008 11:24 PM

رد: متمم بن نويرة يرثي أخاه مالك
 
اشكرك يالفارس على الإثراء ويعطيك ألف عافية


واشكر الفند الضبيبي و فتى هذيل أسعدني مروركم


الساعة الآن 08:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل