![]() |
طرائف ادبيه
الأعرابيان
قيل خرج أعرابي قد ولاه الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة. فلما كان في بعض الأيام ورد عليه أعرابي من حيه. فقدم إليه الطعام وكان إذ ذاك جائعاً فسأله عن أهله وقال: ما حال ابني عمير. قال: على ما تحب قد ملأ الأرض والحي رجالاً ونساءً. قال: فما حال أم عمير. قال: صالحة أيضاً. قال: فما حال الدار. قال: عامرة بأهلها. قال: وكلبنا إيقاع. قال: قد ملأ الحي نبحاً. قال: فما حال جملي زريق. قال: على ما يسرك. (قال) فالتفت إلى خادمه وقال: ارفع الطعام. فرفعه ولم يشبع الأعرابي. ثم أقبل عليه يسأله وقال: يا مبارك الناصية أعد على ما ذكرت قال: سل عما بدا لك. قال: فما حال كلبي إيقاع. قال: مات. قال: وما الذي أماته. قال: اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات. قال: أو مات جملي زريق. قال: نعم. قال: وما الذي أماته. قال: كثر نقل الماء إلى قبر أم عمير. قال: أو ماتت أم عمير. قال: نعم. قال: وما الذي أماتها. قال: كثرة بكائها على عمير. قال: أو مات عمير. قال: نعم. قال: وما الذي أماته. قال: سقطت عليه الدار. قال: أو سقطت الدار. قال: نعم. فقام له بالعصا ضارباً. فولى من بين يديه هارباً المأمون والطفيلي روى ابن عامر الفهري عن أشياخه قال: أمر المأمون أن يحمل إليه من أهل البصرة عشرة رجال كانوا قد رموا عنده بالزندقة فحملوا إليه. فمر بهم طفيلي فرآهم مجتمعين فظن خيراً ومضى معهم إلى الساحل وقال: ما اجتمع هؤلاء إلا لوليمة. فانسل ودخل الزورق وقال: لا شك أنها نزهة. فلم يكن إلا يسير حتى قيدوا القوم وقيد معهم. فعلم أنه وقع فيما لا طاقة له به ورام الخلاص فلم يقدر. وساروا إلى أن وصلوا إلى بغداد وأدخلوا على المأمون. فاستدعى بهم بأسمائهم واحداً بعد واحد. وجعل يذكره بفعله وبقوله ويضرب عنقه حتى لم يبق إلا الطفيلي. وفرغت العشرة فقال المأمون للمتوكل: من هذا. فقال: لا أعلم يا أمير المؤمنين غير أننا رأيناه معهم فجئنا به. فقال: يا أمير المؤمنين لم أعرف من أحوالهم شيئاً وإنما رأيتهم مجتمعين فظننت أنها وليمة يدعون إليها فلحقت بهم. فضحك المأمون وقال: أو قد بلغ من شؤم التطفل أن يحل بصاحبه هذا المحل. لقد سلم هذا الجاهل من القتل ولكن يؤدب حتى لا يعود إلى مثلها الراعي والجرة قيل إنه كان لأحد الأغنياء راعٍ يرعى غنماً في إحدى البراري. وكان قد عين له معاشاً فيه شيء من السمن. فكان الراعي يبقى السمن ويذخره في جرة له كانت معلقة في كوخه. فبينما هو ذات يوم جالس في كوخه عند غروب الشمس. وهو متكئ على عصاه. أخذ يفكر بما يعمله فيما اجتمع عنده من السمن. فقال في نفسه: إني سأذهب به غداً على السوق وأبيعه وأشتري بثمنه نعجةً حاملاً فتضع لي نعجةً أخرى. ثم تكبر هذه وتلد لي مع أمها نعاجاً أخر وهكذا إلى أن يصير عندي قطيع كبير. فأرد ما عندي من الغنم إلى صاحبه واتخذ لي أجيراً يرعى غنمي. وأبتني لي قصراً عظيماً فأزينه بالمفروشات الحسنة والأواني المرصعة والمنقوشات البهجة. ومتى بلغ رشد ولدي أحضر له معلماً أديباً حكيماً يعلمه الأدب والحكمة وآمره بطاعتي واحترامي. فإن امتثل وإلا ضربته بهذه العصا. ورفع يده بعصاه فأصابت الجرة فكسرتها. فسقط السمن على رأسه ولحيته وثيابه متبدداً في كل جهة. فحزن لذلك حزناً عظيماُ قائلاً: هذا جزاء من يصغي إلى تخيلاته جُحى حكى أن جُحى قال ذات يوم لرجل وهذا الرجل جاره: هل سمعت يا أخي البارحة صراخنا. فقال له: نعم. وأي شيءٍ نزل بكم. قال له: سقط ثوبي من أعلى السطح إلى الأرض. فقال له: وإذا سقط ما الذي يضره. قال له: يا أحمق لو كنت فيه ألست كنت أتكسر وأموت المنصور وابن هرمة دخل ابن هرمة على المنصور وامتدحه. فقال له المنصور: سل حاجتك. قال: تكتب إلى عاملك بالمدينة أنه إذا وجدني سكران لا يحدني. فقال له المنصور: هذا حد لا سبيل إلى تركه. فقال: ما لي حاجة غيرها. فقال لكاتبه: اكتب إلى عاملنا بالمدينة. من أتاك بابن هرمة وهو سكران فاجلده ثمانين جلدة واجلد الذي جاء به مائة. فكان الشرطة يمرون عليه وهو سكران ويقولون من يشتري ثمانين بمائة. فيمرون عليه ويتركونه طفيلي ومسافر صحب طفيلي رجلاً في سفر. فلما نزلوا ببعض المنازل قال له الرجل: خذ درهماً وامض اشتر لنا لحماً. فقال له الطفيلي: قم أنت والله إني لتعب فاشتر أنت. فمضى الرجل فاشتراه. ثم قال له الرجل: قم فاطبخه. فقال: لا أحسن. فقام الرجل فطبخه. ثم قال الرجل للطفيلي: قم فاثرد. فقال: والله إني لكسلان. فثرد ثم قال له: قم فاغترف. قال: أخشى أن ينقلب على ثيابي. فغرف الرجل حتى ارتوى الثريد. فقال له: قم الآن فكل. قال: نعم إلى متى هذا الخلاف قد والله استحييت من كثرة خلافك. وتقدم فأكل الشيخ المحتال والمرأة حكي أن بعض المجاورين كان لا يعرف الخط ولا القراءة وإنما كان يحتال على الناس بحيل يأكل منها الخبز. فخطر بباله يوماً من الأيام أن يفتح له مكتباً. ويقرئ فيه الصبيان فجمع ألواحاً وأوراقاً مكتوبة وعلقها في مكان وكبر عمامته وجلس على باب المكتب. فصار الناس ينظرون إلى عمامته وإلى الألواح والأوراق فيظنون أنه فقيه جيد فيأتون إليه بأولادهم. فصار يقول لهذا: اكتب. ولهذا: اقرأ. فصار الأولاد يعلم بعضهم بعضاً. فبينما هو ذات يوم جالس في باب المكتب على عادته وإذا بامرأة مقبلة من بعيد وبيدها مكتوب. فقال في باله: لا بد أن هذه المرأة تقصدني لأقرأ لها المكتوب الذي معها فكيف يكون عملي معها وأنا لا أعرف قراءة الخط. وهم بالنزول ليهرب منها. فلحقته قبل أن ينزل وقالت له: إلى أين. فقال لها: أريد أن أصلي الظهر وأعود. فقالت له: الظهر بعيد فاقرأ لي هذا الكتاب. فأخذه منها وجعل أعلاه أسفله وصار ينظر إليه ويهز عمامته تارة ويرقص حواجبه تارة أخرى ويظهر غيظاً. وكان زوج المرأة غائباً والكتاب مرسل إليها من عنده. فلما رأت الفقيه على تلك الحالة قالت في نفسها: لا شك أن زوجي مات وهذا الفقيه يستحي أن يقول لي أنه مات. فقالت له: يا سيدي إن كان مات فقل لي. فهز رأسه وسكت. فقالت له المرأة: هل أشق ثيابي. فقال لها: شقي. فقالت له: هل ألطم وجهي. فقال لها: الطمي. فأخذت الكتاب من يده وعادت إلى منزلها وصارت تبكي هي وأولادها. فسمع بعض جيرانها البكاء فسألوا عن حالها فقيل لهم: إنه جاءها كتاب بموت زوجها. فقال رجل: إن هذا كلام كذب لأن زوجها أرسل لي مكتوباً بالأمس يخبر فيه أنه طيب بخير وعافية وأنه بعد عشرة أيام يكون عندها. فقام من ساعته وجاء إلى المرأة وقال لها: أين الكتاب الذي جاءك فجاءت به إليه. فأخذه منها وقرأه وإذا فيه: أما بعد فإني طيب بخير وعافية وبعد عشرة أيام أكون عندكم وقد أرسلت إليكم ملحفة ومرطاً. فأخذت الكتاب وعادت به إلى الفقيه وقالت له: ما حملك على الذي فعلته معي. وأخبرته بما قال جارها من سلامة زوجها وإنه أرسل إليها ملحفة ومرطاً. فقال لها: صدقت ولكن يا حرمة اعذريني فإني كنت في تلك الساعة مغتاظاً مشغول الخاطر ورأيت المرط ملفوفاً في الملحفة فظننت أنه مات وكفنوه. وكانت المرأة لا تعرف الحيلة فقالت له: أنت معذور. وأخذت الكتاب وانصرفت عنه مجاني الأدب في حدائق العرب لويس شيخو |
رد: طرائف ادبيه
تم حفظها على سطح المكتب لقرائتها بتأني مثل هالطرائف الأدبية ما تفوت
الله يوفقك |
رد: طرائف ادبيه
الاخ سلطان
يعطيك العافيه على المرور تحياتي |
رد: طرائف ادبيه
بارك الله فيك
متابعا باهتمام ما تتحفنا به من مقتطفات أدبية في عدة مواضيع شيقة، وهذا أحدها. جزاك الله خير الجزاء ،،، |
رد: طرائف ادبيه
الاخ الفارس
يعطيك العافيه على المرور والرد تحياتي |
الساعة الآن 01:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل