::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
إن من كمال إيمان المرء أن يحب ويبغض في الله، فقد أخرج أحمد والترمذي والحاكم عن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل الإيمان".
فالحذر والتحذير من أهل الزيغ والبدع ، قلّ من يعمل به في زماننا هذا ، بل ما أكثر من يجهله ، بل أن هناك من يدعو إلى تمييع الدين ومصافحة أهل البدع بغض النظر عما يقولون ويعتقدون فكثيرا ما نسمع من يقول : ( نجتمع ونتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) ومن يقول أيضا : ( وحدة الصف لا وحدة الرأي ) ، وإن العاصي ليس أولى بالهجران من المبتدع؛ لأن كلاً يعطى ما يستحقه، وبما أن المبتدع أشرّ من العاصي، كان التأكيد في حق هجر المبتدع، أعظم من التأكيد في حق هجر العاصي قال سفيان الثوري رحمه الله : ( البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، المعصية يُتاب منها والبدعة لا يُتاب منها ) .
فإليك أخي طالب الحق ومبغض البدع وأهلها أقوال سلفنا الصالح وتابعيهم في معاملة أهل البدع والحذر والتحذير منهم :
(1) قال صلى الله عليه وسلم : ( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم ) " مقدمة صحيح مسلم ، باب 4 " .
(2) وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم ) " رواه البخاري ومسلم " .
(3) قال ابن عباس رضي الله عنه : ( لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب ) " الإبانة 2/ 438) .
(4) وقال الإمام مالك رحمه الله : ( لا تسلّم على أهل الأهواء ولا تجالسهم إلا أن تغلظ عليهم ، ولا يعاد مريضهم ، ولا تحدّث عنهم الأحاديث ) " الجامع لابن القيروان " .
(5) وقال أبو الجوزاء : ( لأن أجالس الخنازير أحب إليَّ من أن أجالس أحداً من أهل الأهواء ). " الإبانة لابن بطة ( 2 / 438 ) .
(6) قال الحافظ الإمام أبو بكر الإسماعيلي : ( ويرون مجانبة البدعة والآثام وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهوى يدعو إليها فالقول فيه ليس بغيبة عندهم ) ( اعتقاد أئمة أهل الحديث [ ص ( 78 ) ] .
(7) عن الحسن ، قال : « لا تجالس صاحب بدعة ؛ فإنه يمرض قلبك »
وفي البدع لابن وضاح :
(8) عن سفيان الثوري ، قال : « من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث : إما أن يكون فتنة لغيره ، وإما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيدخله الله النار ، وإما أن يقول : والله ما أبالي ما تكلموا ، وإني واثق بنفسي ، فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه » .
(9) قال ناشر بن حنيفة الحنفي يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يظن ، قال : « من أتى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام » .
(10) عن كثير أبو سعيد قال : « من جلس إلى صاحب بدعة نزعت منه العصمة ، ووكل إلى نفسه » .
(11) قال يحيى بن أبي كثير : « إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر »
(12) قال أبو قلابة : « لا تجالسوا أهل الأهواء ، ولا تجادلوهم ؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون » . قال أيوب : وكان - والله - من الفقهاء ذوي الألباب .
(13) روى الخلال : ( أن رجلاً سئل الإمام أحمد: عن رجل له جار رافضي يسلم عليه؟ قال: لا، إذا سلم عليه لا يرد عليه ) ( السنّة، للخلال 1/494) .
(14) روى الآجري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال لمن سأله عن المنكرين للقدر: "إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء، وهم منه براء، ثلاث مرات ) ( الشريعة، للآجري، ص205) .

وما قيل في أهل البدع والتحذير والحذر منهم أكثر من هذا ، وفي ما نقلت كفاية لمن أراد الحق واتباعه ، وأما من كان في قلبه مرض وهوى فو الله لو نقلت أو قرأت القرآن عليه من أوله إلى آخره فلن تجد له سبيلا ( وما أنت هاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ) ، والله المستعان .
أيها الأحبة : نسمع من يهتف ويقول : إن ذكر أخطاء أهل البدع والتحذير منهم يعتبر غيبة !! ، فلنسمع ما قاله السلف الصالح عن هذه الغيبة المزعومة لأصحاب الهوى هؤلاء :
(1) قال الإمام أحمد : ( لا غيبة لأصحاب البدع ) " طبقات الحنابلة 2/274".
(2) وعن إبراهيم قال : ( ليس لصاحب بدعة غيبة ) " الإبانة 2/274" .
(3) وعن الحسن قال : ( ليس لصاحب بدعة غيبة ، ولا لفاسق يُعلن بفسقه غيبة ) " شرح أصول السنة للالكائي 1/158" .
(4) وقال يحيى بن سعيد القطان : ( سألت سفيان الثوري ، وشعبة ، ومالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، عن الرجل تكون فيه تهمة أو ضعف : أسكت أو أبيّن ؟ قالوا : بيّن ) " تاريخ دمشق (8/15) " .
(5) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فلا بُدّ من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم ) " الفتاوى 28/233 " .
(6) وقال عاصم الأحول : جلست إلى قتادة ، فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه ، فقلت : لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض ، فقال : يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع فينبغي أن يُذكر حتى يُحذر ) " ميزان الاعتدال 5/330) .
فأختم هذا الكلام بفتوى للإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وقد سئل سماحته في شرحه لكتاب فضل الإسلام ، عن الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم ،هل يأخذ حكمهم ؟
فأجاب رحمه الله : نعم ما فيه شك ، من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم ، يدعو لهم ، هذا من دعاتهم ، نسأل الله العافية ) .
هذا ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم ، أن جعلنا من عباده العالمين العاملين ، الداعين إلى الله ، الصابرين على الأذى في سبيل الله ، المتبعين لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، المحبين لسنن خير خلق الله ، ومن العارفين لطريقه فاقتفاه ،المبغضين لأهل البدع الغواة ، فاللهم عليك باليهود والنصارى ومن ناصرهم ، وبشيوعيين والشيعة ومن شايعهم ، وبالخوارج والرافضة ومن وافقهم ، ووبالزنادقة و المبتدعة ومن تابعهم ، اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم ، وندرأ بك في نحورهم ، فاكفناهم بما شئت ، وصلى الله وسلم على الشمعة المحمدية ،ونور البشرية ،ومزلزل كيان الوثنية ، طاقة لأمر الله في سورة الأحزاب المدنية بقوله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وعلى آله وصحبه أجمعين .