![]() |
علماء أحرقوا كتبهم
[align=right]سمعت أن الموسيقار الرائع "سراج عمر" قام برمي أعماله في حاوية النفايات، فتذكرت كم مر علي من أشباه هذا الفعل في التراث الإنساني والإسلامي بشكل خاص.
ماهي الأسباب؟ اليأس من الواقع أم الشعور بتفاهة الحياة أم العزلة الثقافية والغربة المجتمعية أم كل ذلك يؤلف بعض من العوامل التي تؤدي بالمبدعين إلى محاولة الانفصال والبحث عن الذات الغائبة بعيدا عن بهرجة الإنتاج وغوغاء المعجبين. أنا متأكد أن الشعور بالذنب هو أقل العوامل المؤدية إلى مثل هكذا قرار. في كل حال تبقى هذه المشكلة صراع نفسي مؤلم. حرق الكتب واللوحات الفنية والدواوين الشعرية وغيرها وغيرها من النتاج الانساني ليس حكرا على الموسيقين والفنانين إليكم بعض الأمثلة على علماء دين ولغة أحرقوا كتبهم سفيان بن سعيد الثوريّ، الإمام، الحافظ،المجتهد. قال الذهبي:« قد كان سفيان رأساً في الزهد، و التألّه، و الخوف، رأساً في الحفظ، رأساً في معرفة الآثار ...» أوصى سفيان إلى عمّار بن سيف في كتبه فأحرقها. وفي رواية أخرى، قال أبو عبد الرحمن الحارثيّ:« دفن سفيان كتبه، فكنت أعينه عليها. فقلت: يا أبا عبد الله! و في الرِّكاز الخُمس. فقال: خذْ ما شئت. فعزلتُ منها شيئاً، كان يحدّثني منه.» توفي عام 126هـ. أحمد بن أبي الحَواريِّ، اسمه ميمون أبو الحسن الدمشقيّ، من جِلّة العلماء و الحفّاظ. قال عنه الجنيد:« أحمد بن أبي الحواريّ ريحانة الشام.» رمى أحمد كتبه في البحر، بِشرُ بن الحارث الحافي، العالم، الربّانيّ، القدوة، الزّاهد، عُني بالعلم، ثم أقبل على شأنه، ودفن كتبه. قال إبراهيم بن هاشم:« دفنّا لبشر بن الحارث ثمانية عشر ما بين قِمطر وقوْصَرة من الحديث.» بِشر بن منصور، أبو محمد الأزْديّ السَّليميّ، البصريّ، الزّاهد. قال ابن المَديني:« ما رأيت أحداً أخوف لله منه. و كان يصلّي كل يوم خمسمئة ركعة.» قال ابن أخيه:« ما رأيت عمّي فاتته التكبيرة الأولى، و أوصاني في كتبه أن أغسلها أو أدفنها.» توفي عام 180هـ. الحسن بن رودبار كوفى ثقة. دفن كتبه، وقال: لا يصلح قلبي على الحديث. داود بن نُصير الطائيّ، الفقيه، الزّاهد، تفقّه بأبي حنيفة، قال سفيان بن عيينة: « ثم ترك طلب الفقه، وأقبل على العبادة، ودفن كتبه.» توفي عام 163هـ. سَلْم بن ميمون الخوّاص، رازيٌّ، سكن الرّملة ، من العبّاد. دفن كتبه. شعبة بن الحجّاج، أحد الأمراء في الحديث، قال سعد بن شعبة: « أوصى أبي إذا مات أن أغسل كتبه، فغسلتها.» توفي عام 160هـ. ضيغم بن مالك، أبو بكر الراسبيّ، البصريّ، عالم زاهد. قال عليّ بن المديني: دفن ضيغم كتبه. توفّي عام 180هـ عروة بن الزبير بن العوّام، أبو عبد الله القرشيّ، عالم المدينة و أحد الفقهاء السبعة. أحرق عروة كتباً له، فيها فقه، ثم قال:« لوددتُّ لو أني كنت فديتها بأهلي ومالي.» وفي موطن آخر يقول عروة، و في الصدر حزازةٌ و في القلب غُصَّة: « كنا تقول لا نتّخذ كتاباً مع كتاب الله، فمحوت كتبي. فوالله لوددت أنّ كتبي عندي، إنّ كتاب الله قد استمرّت مَريرته(قوي واستحكم).» توفي عام 93هـ. عطاء بن مسلم الخفّاف، أبو مخلد الكوفي، نزيل حلب. وقال أبوحاتم كان شيخا صالحا وكان دفن كتبه، فلا يثبت حديثه، وليس بقوي. علي بن محمد بن العبّاس التّوحيديّ، أبو حيّان، فيلسوف، متصوّف،أديب.أحرق كتبه في آخر عمره لقلّة جدواها، وضنّاً بها على من لا يعرف قدرها بعد موته. فكتب إليه القاضي أبو سهل، عليّ بن محمد، يعذله على صنيعه، و يعرّفه قبح ما اعتمد من الفعل و شنيعه. فأرسل إليه أبو حيّان رسالة مطوّلة يبين فيها عذره. و كان من جملة جوابه: « وبعد، فلي في إحراق هذه الكتب أسوةٌ بأئمة يقتدى بهم، ويؤخذ بهديهم، ويُعشى إلى نارهم، منهم: أبو عمرو بن العلاء، وكان من كبار العلماء مع زهد ظاهر وورع معروف، دفن كتبه في بطن الأرض فلم يوجد لها أثر. وهذا داود الطائي، وكان من خيار عباد الله زهداً وفقهاً وعبادة، ويقال: له تاج الأمة، طرح كتبه في البحر وقال يناجيها:" نعم الدليل كنت، والوقوف مع الدليل بعد الوصول عناء وذهول، وبلاء وخمول". وهذا يوسف بن أسباط، حمل كتبه إلى غار في جبل وطرحه فيه وسدّ بابه، فلما عوتب على ذلك قال: " دلّنا العلم في الأول ثم كاد يضلّنا في الثاني، فهجرناه لوجه من وصلناه، وكرهناه من أجل ما أردناه." وهذا أبو سليمان الداراني جمع كتبه في تنور وسجرها بالنار ثم قال:" والله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك." وهذا سفيان الثوري، مزّق ألف جزء وطيّرها في الريح وقال: "ليت يدي قطعت من ها هنا ولم أكتب حرفاً." . وهذا شيخنا أبو سعيد السيرافي سيد العلماء قال لولده محمد:" قد تركت لك هذه الكتب تكتسب بها خير الأجل، فإذا رأيتها تخونك فاجعلها طعمة للنار"». توفي أبو حيّان عام 400هـ. علي بن مُسْهِر، علامة، حافظ، جمع الفقه و الحديث. دفن كتبه. توفي عام 189هـ. أبو عَمرو بن العلاء، القارئ، اللغويّ. كان أعلم الناس بالقراءات و العربية و الشعر و أيام العرب. ذكرت كتب التراجم أنّ كتبه كانت قد ملأت بيتاً له إلى قريب من السقف، ثم إنه تنسّك فأحرقها. توفي عام 154هـ. محمد بن العلاء، أبو كُرَيب الهمْداني، الكوفيّ، من أئمّة الحفاظ. قال مُطيَّن:« أوصى أبو كريب بكتبه أن تدفن فدفنت.» توفي عام 248هـ. محمد بن عمر بن محمد، أبو بكر الجِعَابي ،التميميّ البغدادي، الحافظ، قاضي الموصل. كان إماماً في المعرفة بعلل الحديث و ثقات الرجال و مواليدهم ووفياتهم. عُرف بالتشيُّع. قال ابن كثير:« ولما احتُضِر أوصى أن تحرق كتبه فحرقت، و قد أحرق معها كتب كثير كانت عنده للناس. فبئس ما عمل!» توفي عام355هـ يوسف بن أَسْباط الشيباني، الزاهد، الواعظ، قال الإمام البخاري:« قد دفن كتبه فكان حديثه لا يجيء كما ينبغي» توفي في حدود 200هـ.[/align] |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما الفنانين والمبدعين والادباء ، لايرون أعمالهم بنفس القوة التي ربما يراها الأخرين ، وهذه ظاهرة معروفة ، تجد مثلا الشاعر حتى وإن كان مبدعا ،حينما يقرأ لمبدع أخر يبدأ في التقليل من إبداعه. وكأنها قضية تشبه قضية سماع الأنسان لصوته، كل من يسمع صوته يراه غريب ولايعجبه ، وأقصد فالتسجيل ،فسبحان الله ، لاتجد أحد يرضى عن إبداعه وفنه ، في قرارة نفسه تمام الرضى وإن بالغ وكابرأما الناس. شكراً لك يابو المثلم ..........على هذا الموضوع الجميل. تحية طيبة ...........وقمعة مباركة |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
اليأس من الواقع 000 أم الشعور بتفاهة الحياة
نعم كل ذلك يؤلف بعض من العوامل التي تؤدي بالمبدعين إلى محاولة الانفصال والبحث عن الذات الغائبة بعيدا عن بهرجة الإنتاج وغوغاء المعجبين. وماذكره اخي عماد الهذلي له صله بالحقيقه وكذلك الشعور بالذنب في نهاية المطاف من اقوى الاسباب وغيرها اسباب كثيره منها عقايديه ومنها نفسيه وربما خوفاً من التحريف ... المهم إشراقتك وحضور قلمك بالمجلس العام يسعدني و يشرفني اخي أبو المثلم ومشكور على ماقدمته من طرح بهذه الصفحه وسجل احترامي وتقديري لشخصك |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
شكرا عماد
بعد آخر مهم أضفته "الشعور بعدم الرضا" |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
العفو يا أبا فهد
المجلس العام محظوظ بإشرافك الرائع وقلمك المتزن ويشرفني المشاركة فيه دائما تحياتي أيها النبيل |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
يعطيك الغافية على الموضوع
عساني ماحرق قصايدي<<< من كثرها هههههههههههههههههههه تقبل مروري |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
لا والله وانا ....بلاه والله من شينها ههههههههههه
يعطيك العافيه يا ابا المثلم |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
سلمت يداك على مانقلته لنا من معلومات قيمه ونظره لبعض امور الحياه
لكن الا تعتقد يا اخي ربما يكون الموسيقار سراج عمر عندما رمى اعماله - اكيد طبعا الموسيقيه - توبه ورجوع الى الله وليست يأس او عزله او الشعور بعدم الرضا ومن هنا اتمنى ان تكون توبه له ورجوع الى الطريق السليم الذي لن ينفعه الا ذلك والله اعلم |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
مطرفي الجوف لا تحرق قصائدك
شوفني طلبتك هههههه يعطيك العاقية يا غالي |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
هلا والله يا سلطان
الله يعافيك ويسلمك |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
أخي الغالي الفند الضبيبي
سلمك الله وحفظك لا أعتقد ذلك، لأن مثل هذه "التوبة" غالبا تكون في مقتبل العمر حيث للشباب وفورته دور في رفض الواقع. أما في الشيخوخة فالإنسان غالبا ما يتمسك بانجازاته ويقدسها حتى ولو لم يبق منها سوى الذكريات لذلك أميل إلى فرضية أن سراج عمر يمر بأزمة نفسية شكرا أخي الكريم |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
السلآم عليكم ورحمـه الله وبركاتـه .... أعتقـد والعلـم عنـد اللـه أن سبب حرقـه لمكتبته المسيقيه يرجـع لهذآ السبب . (الشعور بتفاهة الحياة ) .. وقد نطق بهـآ قبـله الفنان الإماراتي المعتزل ( محمد المازم ) باركـ الله فيكـ أخي آبو المثـلم ... تنور المجلس العام دائمـآ بحظوركـ وتعطرنا بموضوعاتكـ .. |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
تسلم على هذا الطرح
تحياتي لك |
رد: علماء أحرقوا كتبهم
اقتباس:
قصر نشاطه على الأعمال الوطنية فقط. فلعلها توبة إلى الله ، بعد صراع مع المرض والألم. |
الساعة الآن 08:59 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل