::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الايمان باليوم الاخـــــــــر
الحمد لله الأول فلا شيء قبله. والآخر فلا شيء بعده . والظاهر فلا شيء فوقه .
والباطن فلا شيء دونه .( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )
أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأرجوه الحكمة وفصل الخطاب .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله واصطفاه واجتباه

ووفقه وهداه فكان كريم الأحساب وكان عظيم الأنساب.
اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه
وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه ونهجه إلي يوم الدين .
أما بعد : فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله .
وأحذركم ونفسي من عصيان الله . ثم أستفتح بالذي هو خير .
يقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين .
ينعي حال الكافرين.الخارجين المارقين الماكرين .
الباذخين الجاحدين المنكرين .
عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
"ألَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين : 6] .......
عباد الله أيها المسلمون :ـــ
الدور ثلاثة :ـ (دار الدنيا ودار البرزخ والدار الآخرة ) .
أما دار الدنيا : فهي دار من لا دار له ومال من لا مال له
ولها يجمع من لا عقل له وصدق رب العالمين "
وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "
ولا يعني ذلك ترك العمل للدنيا .
بل إن الحصيف الذكي هو الذي يسير بخطا متوازية بين العمل للدنيا والعمل للآخرة
وكما قيل اعمل لدنياك بمقدار عيشك فيها واعمل لآخرتك بمقدار مكثك فيها .
ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور .
وأما البرزخ : فهو أول منازل الآخرة . وهو إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار .
وللقبر فتنة استعاذ منها رسول الله صلي الله عليه وسلم .
وهي تعني "سؤال القبر"
ففي القبر يأتي الملكان منكر ونكير فيسألان الميت في قبره. من ربك ؟
وما دينك ؟ وما تقول في الرجل الذي بعث فيكم ؟
فأما المؤمن فيقول ربي الله . ديني الإسلام . رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام .
وأما الظالم الكافر فيقول هاه هاه لا أدري. سمعت الناس يقولون كلمة فقلتها .
فيضربونه ويقولون له لا دريت ولا تليت .
فإياك أن تظن أخي المسلم أن الفصاحة واللباقة تنفع في هذا الوقت .
أو أن الجاه والسلطان يفيد هنا . أو أن الامتحان سهل والجواب معروف .
تلك قضية تحكمها عدالة السماء . والقاضي فيها رب العالمين .
واسمع لربك "يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم : 27].
وفي القبر عذاب ونعيم . والإيمان بذلك واجب دون الخوض في تفاصيل لأن علم ذلك عند الله .
ويكون العذاب والنعيم للروح والجسد معا .
وعذاب القبر علي نوعين( دائم للكافرين ومؤقت للعاصين) .
دائم: للكافرين واسمع لرب العالمين
(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) [غافر : 46]
ومؤقت : للعاصين ويخفف عنهم لصدقة أو استغفار أو دعاء .
وأنكرت طائفة عذاب القبر متعللين قائلين نحن لا ندرك أثرا للنعيم أو العذاب علي الميت.
ونقول لهم:1ـ إن عدم إدراكنا للشيء لا يعني عدم وجوده .
2ـ كما أن أمور الآخرة لا تنقاس بأمور الدنيا .
3ـ وعذاب القبر ونعيمه من الأمور التي أخبر بها رب العالمين
وأكدها الرسول صلي الله عليه وسلم وهي من الغيبيات التي حجب الله علمها عنا.
فلا ينبغي السؤال عنها. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تسوؤكم وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [المائدة : 101].
وقال رسول الله صلي عليه وسلم " إن الله حد حدودا فلا تعتدوها وحرم حرمات فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء من غير نسيان رحمة بكم فلا تسألوا عنها " .
وأما الدار الآخرة : فهي المقر والمستقر وهي دار الجزاء .
وصدق رب الأرض والسماء [وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت : 64].
والقيامة نوعان صغري وكبري . أما الصغرى: فهي لكل أحد وتكون بخروج روحه وانقطاع سعيه عن الدنيا وجاء في الخبر(من مات فقد قامت قيامته ) .
أما الكبرى فتكون بقيام الناس لرب العالمين بعدما ينفخ اسرافيل في الصور النفخة الثانية .
ولإسرافيل نفختان وبين النفختين أربعون قيل يا رسول الله أربعون يوما قال أبيت أربعون شهرا قال أبيت أربعون سنة قال أبيت .
فمع النفخة الأولي يموت الكل ولا يبق إلا خالق الكل .
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ )
فيطلع الحق علي الخلق وهم موتي . ويناديهم بلسان العزة والجلال
أنا الملك فأين ملوك الأرض ؟ أنا الجبار فأين الجبارون ؟
أين الأكاسرة ؟أين القياصرة ؟ أين الأباطرة ؟ أين الذين طغوا في البلاد ؟ أين فرعون وعاد ؟؟
فلا يرد أحد. مات الكل ولم يبق إلا أنت يالله ... لا إله إلا الله .
ابن آدم :ـ
انظر إلي الدنــــيا بعين فكر تري الدنيا الدنيئــة كالخيــــــــــــال
وأن كل من عليها سوف يفني ويبقي وجه ربك ذو الجـــــــــلال
ولي في سماء الخلق أكبر عبرة لمن كان في بحر الحقيقة راق
شخوص وأشكال تغدوا وتروح تفني جميعا والمهيمن بـــــــــاق
أين الذين تكبروا وجبروا أين الذين غشوا وغصبوا واستضعفوا وسلبوا وطففوا وبخسوا؟
ماتوا جميعا ولم يبق إلا رب العالمين. لمن الملك اليوم ؟
لله الواحد القهار . واسمع لربك . [ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ يوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ].
ثم ينفخ في الصور النفخة الثانية .( ُثمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ [الزمر : 68] .
وفي هذه النفخة ينادي إسرافيل عليه السلام .
أيتها العظام البالية . أيتها الشعور المتناثرة . أيتها اللحوم المتبعثرة .
إن الله يأمركم أن تقوما لفصل يوم الحساب ."
واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة
بالحق ذلك يوم الخروج " روي البخاري والنسائي رحمهما الله
عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل بني آدم وفي حديث مغيرة كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب."
يأمر الله السماء فتمطر فيقع المطر علي عجب الذنب فينبت الناس من قبورهم كما ينبت البقل .
هذا هو البعث والإيمان به واجب "َأيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ [القيامة :] .
[و َضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ .
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس : 79].
ومنكره كافر[ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لتنبئن بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن : 7].
ويبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما كما ولدتهم أمهاتهم
فقالت عائشة يارسول الله والكافر يري عورة أخيه المسلم
قال كلا ياعائشة الأمر أشد من ذلك بكثير لكل امرئ منهم يومئذ شان يغنيه ".
فماذا يجري في عرصات القيامة ؟
تدنو الشمس يوم القيامة من رؤوس الخلائق فيكون بينها وبين العباد كمقدار الميل الواحد
( قيل مسافة ميل. وقيل هو ما تكتحل به المرأة ) سبحان الله
الشمس التي بيننا وبينها آلاف الأميال ونشعر بحرها يكون بيننا وبينها مسافة ميل .
والعباد علي قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يصل العرق إلي كعبيه.
ومنهم من يصل العرق إلي حقويه . ومنهم يلجمه العرق تلجيما .
عندئذ تذهل كل مرضعة عن ما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .
ويود الناس الفكاك من حر الشمس ولو إلي النار فيستشفعون بالأنبياء فيتنحي كل نبي متعللا بما فعل من أخطاء .
إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم يتصدي لها ويسجد تحت العرش .
ويقول إني لها إني لها يارب أمتي فيقول له الله يا محمد ارفع
راسك وسل تعطه واشفع تشفع وهذه هي الشفاعة العظمي لتقريب موعد الحساب
وهي التي قال عنها الله (عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً) [الإسراء : 79].
ويصح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبدا لله بن عمرو بن العاص؛
أنه سمع النبي صلى الله عله وسلم يقول"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول.
ثم صلوا علي. فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا.
ثم سلوا الله لي الوسيلة.
فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عبادالله. وأرجو أن أكون أنا هو.
فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة".ثم ينصب الميزان :
وهو ميزان حقيقي له لسان ينطق وكفتان يوزن بهما الأعمال
[ والْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ) [الأعراف : 9].
والكل يشكو من قلة الزاد يذهب الولد إلي أبيه لقد كنت بك بارا وعليك مشفقا فهل أجد عندك حسنة يثقل الله بها موازيني ؟
فيقول له لا .إني أشكوا مما تشكوا منه .
وتنادي الأم علي ولدها لقد كان بطني لك وعاء وصدري لك سقاء وحجري لك وطاء وغطاء فهل أجد عندك اليوم حسنة يثقل الله بها موازيني ؟
فيقول لها لا . إني أشكوامما تشكين منه وصدق رب العالمين [يبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ .وفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهَِ ومَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ ] .وقد أنكرت طائفة الميزان .
وأولوه بالعدل ولكن ذلك باطل مرفوض لورود الميزان في الكتاب والسنة والإجماع . وأمور الدنيا لا تنقاس بأمور الآخرة .
ثم تنشر الكتب : وهي الصحائف التي يكتب فيها أعمال العباد وتطوي يوم يموت ثم تتطاير يوم القيامة وتفتح "
[وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً.
اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا [الإسراء : 13] .فيقرأ بنفسه ليكون شاهدا علي نفسه "
فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول ....
وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ....."
الثانية :
إذا كان الأمر كذلك فهلا نستعد ؟ يكون الاستعداد بالتزود بخير ذاد ( إن خير الزاد التقوى ).
وصدق من قال :
تزود من حياتك للمعاد وقم إلي الله واجمع خير زاد
أترضي أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد

أعداد وتنفيذ
اخوانكم بالمجلس العـــــــام
تقبل الله مني وإياكم صالح الاعمال
لا تنسوني من دعاكم