![]() |
التأصيل العلمي
[mark=cc0000]هذا موضوع قيم طرحه شيخنا الشيخ فهد العيبان أنصح طالب العلم بالإستفادة منه[/mark]
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد، أيها الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. موضوع التأصيل العلمي مرتبط بمسألة العلم ، وأهمية العلم ، وفضل العلم ، وأمثالكم يدرك أهمية العلم . يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : لولم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين ، ومراقبة الملأ الأعلى وصحبة الملائكة وصحبة الملأ الأعلى لكفى به عزاً وشرفاً فكيف عز الدنيا والآخرة منوط به ، وبتحصيله ، والأدلة على ما يتعلق بفضل العلم وأهميته وكرمه وشرف أهله كثيرة من الآيات والأحاديث يقول الله عز وجل : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) . يقول ابن مسعود : ( يرفع الله الذين آمنوا وأوتوا العلم فوق الذين آمنوا ) يعني درجة العلم والإيمان فوق مجرد درجة الإيمان . ويقول الله عز وجل : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وغير ذلك ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ، والأدلة في هذا من القرآن كثيرة . ومن السنة كذلك أدلة كثيرة : ففي سنن أبي داود والترمذي بسند صحيح : عن كثير بن قيس قال كنت جالساً مع أبي الدرداء في جامع دمشق، فجاء رجل فقال يا أبا الدرداء ، جئتك من مدينة الرسول ليس لي حاجة إلا أني سمعتك تحدث بحديث النبي فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله يقول : من سلك طريقاً يلتمساً فيه طريقاً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضي لطالب العلم ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنما وَرّثوا العلم ؛ فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) . هذا الحديث لوحده كافياً لمن تأمله أن يعلم مقام العلم ومقام أهل العلم ، وكافياً في شحذ النفوس والهمم لتحصيل هذا العلم . وفي صحيح مسلم أن النافع بن عبد الحارث كان أميراً على مكة لقي عمر بعسفان في الحج فقال عمر لنافع بن عبد الحارث وكان قرشياً من خلفت على أهل مكة ؟ قال : خلفت عليهم ابن أبزة . قال ، ومن ابن أبزة هذا ؟ قال مولاً من موالينا . قال أوَ خلفت على أهل الوادي (تقصد القرشيين) مولاً من مواليهم ؟ قال يا أميرَ المؤمنين ! إنه قارئ لكتاب الله ، عالم بالفرائض . قال أما إن قلت ذلك فإني سمعت رسول الله يقول : إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع آخرين . أي بهذا العلم وهو القرآن . فأقول إن النصوص في هذا الباب كثيرة ولا حاجة للإطالة فيها ، فأمثالكم يعرف أو يعلم مقدار ما للعلم من أهمية ، والموضوع الذي نتحدث في هذا المجلس المبارك يتعلق بمسألة التأصيل العلمي ؛ والتأصيل العلمي لعل لهذا العنوان شبيه بالعنوان الذي قبله ، ولعل بعض الكلام قد يتكرر ، ولا حرجة ، ولا حرج في تكرار مثل هذه المسائل وتنوعها ؛ لأن مثل هذا الأمر مما يرسخ فهمه عند طالب العلم .. التأصيل العلمي كلمة جامعة شاملة تشتمل على معان كثيرة ، منها : أن يعتني طالب العلم بالأصول والقواعد الكلية لكل علم التي ترجع إليها مفرداته وجزئياته يُرجعها إليه ، ولا ينشغل فقط بالفروع والجزئيات ، وأن يكون عند طالب العلم المؤصل تكامل في تأصيل العلمي ، فلا ينشغل بفن من الفنون على حساب الفن الآخر ، ولا ينشغل بمسألة على حساب الأخرى ، وإنما عنده تحصيل شامل للعلم ، وكذلك من التأصيل العلمي سلوك الطريق الصحيحة التي سلكها أهل العلم في الحفظ وفي الفهم ، هذا تقريباً توضيح لمعنى التأصيل العلمي الذي يسأل عنه الكثير من طلاب العلم . الكلام على مسألة التأصيل العلمي طويل جداً ومتفرع ومتشعب ولعل كثير منكم يعني عنده شذرات من كلام من هنا وهناك سمعهم من أهل العلم فيما يتعلق بالتأصيل العلمي ، والمحاضرات ، والكتب ، والأشرطة التي قدرت في بيان هذا الأمر أيضاً كثيرة في توضيح ما يتعلق بالتأصيل العلمية أو المنهجية العلمية . ولذلك ليس صحيحاً أن كل منهج علمي أو تأصيل علمي يطرحه بعض أهل العلم أنه يوافق كل طالب علم ، ويناسب كل طالب علم ، فكل طالب علم له ظروفه وسليقته في تحصل العلمي لكن هناك أشياء شبه متفق عليها بين أهل العلم وهناك مسالك شبه مسلوكة ومطروقة من أهل العلم ينبغي لطالب العلم أن يتلمسها وأن يعتني بها ، وأن لا يأتي باجتهادات يعني قد تسبب له شيء من التشتت والضياع في تحصيل العلم ، فهناك خطوط واضحة بينة ظاهرة لطلاب العلم هذه التي ينبغي الحرص عليها . أما دقائق التفصيلات ما يتعلق بالمنهجية العلمية أو تأصيل العلمي هذه قد لا تتوافق مع كل أحد سواء في طرق الحفظ أو في طرق التحصيل ، أو في طرق القراءة ، أو في الكتب التي يقرؤها ، أو في الدروس التي يحضرها ، أو في الأوقات التي يحفظ فيها هذه كلها أمور لا يؤتى به القاعدة تتربت به على جميع الناس ، وإنما هي طرق وتجارب جربها أهل العلم قبل أن تنفعها لبعض الناس دون بعض لكن كما قلت لكم وأعود وأكرر إلى أن هناك أصول وطرق ومسالك هذه في الغالب يتفق عليها عامة أهل العلم أنها هي الطرق الصحيحة للتأصيل العلمي والمنهجية الصحيحة في التأصيل العلمي ، لماذا نتحدث عن هذا الموضوع الذي هو التأصيل العلمي نتحدث عنه لعدة أسباب ، وهذه الأسباب ظاهرة ، من ذلك التخبط في طلب العلم . نلاحظ ونشاهد كثير من طلاب العلم عندهم تخبط ظاهر في طلب العلم ، وتجده تمر عليه السنوات الطوال وهو لا يزال يبحث ماذا أقرأ ماذا أكتب ، ماذا أحفظ ، وهو لا يزال في التخبط ، لا يزال لم يسلط الطريق الصحيح مع أن هذه الخمس سنوات كفيلة بأن تخرج طالب علم طالب علم مؤهلاً ، ومتميزاً يفوق أقرانه ، ولكن هذه الخمس سنوات قضاها هذا الطالب في التخبط ، يحضر لفلان ثم ما إن يجلس شهراً شهرين حتى يمل ، ويسمع كلاماً آخر فينتقل بسببه إلى شيخ آخر ثم ينتقل إلى كتاب آخر ثم كان ابتدأ في حفظ هذا المتن فتبين له أنه خطأ انتقل إلى متن آخر ثم من المتن الآخر وجد أنها صعب ثم انتقل إلى متن أسهل منه وهكذا، التخبط والتنقل ، وهذا كله حقيقة لا يمكن أن يخرج الطالب من أربعين مهما أوتي العلم من قدرات في الحفظ والفهم لا يمكن أن يخرج طالب علم . لذلك هذا التخبط في تحصيل العلم وعدم التأصيل العلمي أظهر في الساحة الواقعي العلمي نتائج حقيقة سلبية ، نتائج مرة لعدم التأصيل العلمي مثل الفتور في طلب العلم ، الفتور من أعظم أسبابه هو عدم حصول الطالب على التأصيل العلمي والمنهجية العلمية فتجده بسبب عدم سلوكه المسالك الصحيحة تخبط ، تمل من هذه الدراسة التي لم تخرجه طالب علم إلى الخمس سنوات فترك طلب العلم ، كذلك التعجل في الفتوى فتجد طلاب العلم حصل شيئاً يسيراً من العلم وفرح كثيراً في المسائل التي حفظها والأدلة التي حفظها قد يكون حفظ القرآن أو السنة وبدأ يتعجل في الفتاوى ، ويستقبل أسئلة الناس ويتوسع في التصدر للناس حتى حسنه الناس ، وحتى أهلك نفسه , وأهلك قلبه ، ووقع في إشكاليات ووقع في مزالق بدأ يناطح كبار أهل العلم في فتاويهم وبدأ يزاحم في بعض المسائل المشكلة ، وبدأ يزاحم في شواذ العلم ، فإن يطرح مسائل علمية شاذة لم يستفيد منها أحداً من علماء بلده ، وإن كانت في نظره هو أنها راجحة لكن عند كثير من علماء مرجوحة ، فهذا كله بسبب عدم التأصيل العلمي . أيضاً عدم التأصيل العلمي ، وعدم المنهجية الصحيحة في طلب العلم تؤدي إلى عدم الفهم العلمي هذا أيضاً من أنواع التخبط ، بعض طلاب العلم قرأ وبحث في نفسه ولكن حفظ المسألة ، وفهم فهماً مغلوطاً ، واستمر على هذا الفهم وبعد عشر سنوات تبين له أن هذا الفهم هو غلط أصلاً بصورة أنه تصور تصوراً غير صحيح ، والسبب في ذلك أنه ما كان تأصيله تأصيل علمي صحيح غير مسألة عدم وصول للغاية وضياع الوقت الذي لا يؤصل علمياً ، ولا ينهج منهجاً شرعياً أو منهج صحيح ، ولا سلك مسالك أهل العلم الصحيحة هذا في الغالب أنه لا يصل إلى مبتغاه ، وإن وصل وصل وصولاً منقوطاً لا يفيده فائدة كبيرة في حين أن أمثاله وأقرانه من سلك مسالك صحيحة ، وشرع شروعاً جاداً في تأصيل النفس العلمية تجده في نفس المرحلة ، وفي نفس السن ، وفي نفس المدة التي قضاها في طلب العلم هذا بلغ منزلاً ، وذاك لا يزال في تخبطه وفي تأثره في طلب العلم . أيضاً الكلام على هذا التأصيل نتكلم فيه ؛ لأنه يغيب عن أذهان بعض طلاب العلم وذلك لأن لكل محنة ولكل فن من فنون العلم منهج وطريقة في تأصيلها حتى الأعمال الفنية كالنجارة ، والحدادة ، و.. كل شيء من هذه العلوم له مهارته وله فنه ، وله أصله وتأصيله ومنهجيته ، فكيف لا يكون للعلم الشرعي منهجيته وتأصيله ليس صحيحاً كل إنسان يقرأ ما يشاء ، ويحفظ ما يشاء ، ويمشي على هواه في تأصيل العلم . إذا رأيت الجامعات الشرعية و المعاهد الشرعية تجد لها منهجاً مضى عليه السنوات ، وتخرج من خلاله عدد من الطلاب ، وكذلك ينبغي أن تضع لنفسك منهجاً مشابهاً لهذه المناهج فانظر أهل العلم كيف طلبوا العلم ، لماذا ابتدءوا ولماذا انتهوا ، ماذا قرؤوا ، وكيف قرؤوا ، ماذا حفظوا ، وكيف حفظوا ، هذه كلها مناهج مطروقة ومسلوكة غير صحيح أن المسألة عبث ، وكل من شاء يختار لنفسه ما يشاء من المسالك . هناك ملاحظات مهمة : كثير من طلاب العلم المبتدئين يظن ، وهذه هي مفرق ومفصل في هذه المحاضرة لابد وأن نتنبأ إليه على غراره سيتبين مسلكنا في طريقة عرض ما ستسمعه من الكلام . هناك عدد كبير لا أكاد أحصيهم من الطلاب العلم المبتدئين بل الطلاب المتقدمين للأسف يظن أن التحصيل العلم والتأصيل العلمي والمنهجية في طلب العلم تقوم على جانب ما ذا يقرأ وكيف يقرأ ، كيف يحضر للدروس ، فيحفظ ما هو يحفظ كيف يلخص ، كيف ينتقي هذه الفوائد واستمر على جانب أو ما يسمى بالجانب العملي فقط في هذه المسألة ، وتجد همه دائماً يسأل عن هذه القضية ، وإذا رأيت برنامجه تجد برنامج بالفعل برنامج علمي جاد في كل وسائل التعلم ، وفي كل أسباب وطرق العملية أو إن شئنا أن نقول التقنية فقط ، ولكنه يغفل عن جانب آخر مهم وخطير من جانب السلوكيات السلبية التي وقعت بسببها الإخلال به ، وهو الجانب المعنوي في طلب العلم . وهو الجانب العملي ، والسلوكي والنفسي في طلب العلم ، جانب علاقتك مع الله عز وجل ، علاقتك مع الناس يعني الجانب الذي هو ثمرة العلم ، هذا الجانب للأسف إن تحدث عنه تحدثاً عابراً حينما تطرح مسائل المنهجية في طلب العلم . دائماً اقرأ كثيراً ما طرح في مسألة المنهجية وتأصيل العلمي تجد يغيب عنهم الكلام على ما يتعلق بالجانب المعنوي ، الجانب التربوي ، والجانب السلوكي في طلب العلم ، والإخلال بهذا الجانب ، والأصل الأصيل في مسالة التأصيل العلمي المنهجية العلمية حصول كثير من السلبيات منها: الفطور عن طلب العلم ، والضعف في طلب العلم ، وستلاحظ ذلك من النقاط التي سنعرضها في هذا الجانب. كثير من طلاب العلم انقطع عن طلب العلم ، وإذا نظرت في منهجه وإذا هو منهج متكامل . ليش انقطع ، ليش لم يحصل التحصيل التي كان مراد أن يحصله مثل هذا الطالب وإذا به قد أخلى في جانب المعنوي إخلالاً واضحاً تجده مثلاً إذا جاءت وقت الصلاة في الصفوف الأخيرة تنظر في حياته علاقته مع والديه ليست علاقة طالب علم ، تجده في صلاته ليس صلاته مثل أحد من أهل العلم . الإمام مالك لما أراد أن يحدث أو يسمع من شيوخه كان يأتي وينظر في صلاته وغيره من أهل السلف ينظرون في صلاة هذا العالم أو طالب علم هل هو ممن يعمل بعلمه ولا فقط مجرد كلام يجمع في صدره ، فالإخلال في هذا الجانب التربوي السلوكي كان سبباً من أعظم الأسباب تفريط كثير من العلم بالعلم مع أنه أوتي من الحفظ والفهم والقدرات والوقت والفراغ والأسباب والوسائل كثيرة العملية فتتفاجأ بعد خمس سنوات ، ست سنوات ، عشر سنوات وإذا به ما هو طالب علم بمعنى طالب العلم المؤصل ، لا تظهر عليه آثار العلم ، ولا نفع الناس ، وأيضاً قد ينشغل بعد ذلك إما في تجارة أو أشياء أخرى غير العلم ، أين تلك البرامج التي كانت يشهد بها ذاك التفرغ ، ذاك القدرة وذاك الفهم الثاقب أين هذا ؟ أين ذهب سببه هذه المسائل المعنوية التي أغفلت في جانب التعلم ، ولذلك أنا أركز وأود من طلاب العلم أن يركزوا على هذا الجانب حينما تعرض الجوانب العملية ، لأن الجوانب العملية من السهل على طالب العلم أن يحصلها . أن يقرأ كتاباً يدل من أهم المتون يقرأها ولكن ليس شأن هذا ، الشأن أن تعنى بهذا العلم الذي يتحول إلى عمل وإلى منهجية الحياة حيث يكون متكاملاً ، ويكون متكامل . ولذلك سنقسم الكلام في هذه المحاضرة إلى قسمين ، وأرجو أن يسعفني الله بالوقت ، ويعينني على عرض هذا الكلام ، وإن كنت سأختصر كثيراً؛ لأن هذه المحاضرة سبق طرحها لعلي أختصر بعض الاختصار حتى يسعفنا الوقت في ذلك الوقت . سأقسمها إلى قسمين : القسم الأول : الكلام على هذا الجانب المعنوي والنفسي والسلوكي ، وبعض وقفات مهمة تدعم طالب العلم في هذا الجانب وتبين مدى الغفلة التي غفلنا عنها في هذا الجانب . القسم الثاني: في جانب العلمي ، والذي سنعرضها بطريقة لعلها تكون مناسبة بإذن الله تعالى . أقول في بيان أهمية الجانب الأول وهو - الجانب العملي - لو تأملت سيرة السلف اقرأ سيرة أي عالم من علماء السلف تجد أبرز قضية واجبك في سيرته سواءً كان في مبدأ علمه أو في منتها أبرز قضية هي ليست قضية محفوظاته ، وليس قضية كيف قرأ , وكيف تعلم وعلى من قرأ . هذه الجوانب تأتي بعدين . أول ما تلاحظه في تراجم السلف هي الكلام على القضايا المعنوية كيف هي عبادته ، وكيف صبره ، أشياء كثيرة . تتكلم عن معاني القلوب ، وأعمال الجوارح شيء عظيم ، الإمام أحمد جبل من جبال الحفظ ، يحفظ أكثر من مليون إسناد ، ومع ذلك إذا قرأت سيرة الإمام أحمد لا تجد جانب الحفظ بارزاً في حياته كيف حفظ ، وشو حفظ ، وش لون حفظ ، والمنهجية في حفظه ليست هذه تجد جانب العبودية ، جانب التعلق ، جانب السلوك في حياته بارزاً جداً من مبدأ حياته ، وقس على ذلك الإمام البخاري رحمه الله تجد في ترجمته وهو صغير يظهر عليه علامات النبوغ من خلال عبادته وسلوكه ، وقس على ذلك بقية السلف النقطة البارزة في هذه القضية .. وكما قلت قد تحصل كل الوسائل التعلم العملية لكن بغياب الخشوع والورع والجانب النفسي والجانب الدعم النفسي بطريقة التعلم بغيابها يشكل هذا منعطف خطير في حياة طالب العلم، وقد لا يصل إلى مبتغاه ، ولا يصير المطلوب..،،،، لذلك سنستعرض أول جانب وهو الجانب المعنوي ، وهذا الجانب المعنوي ليس بالضرورة مركز على الجانب التعبدي الجانب التعبدي جزء منه لكنني أتكلم عن الجانب المعنوي كل ما يتعلق بجانب سلوك طالب العلم ، نفسية طالب العلم ، وإبداع النفسي لطالب العلم والأشياء النفسية لابد أن يراعيها في طلب العلم حتى يصير في طريقه ، وهذه النقطة سنعرضها بطريقة وقفات قد لا تكون مترتبة . أول هذه الوقفات في الجانب المعنوي هو قضية الإخلاص ، والإخلاص أظن أن الجميع يعرف أهميته وعظيم خطره في جميع العبادات ، وجميع العلاقات مع الله عز وجل فكيف بالعلم الذي هو من أشرف العبادات . فالإخلاص أمره عظيم بل هو أساس الأعمال وركنها الركين وهو الذي يقع بسبب القبول والتوفيق ، وبقدر ما يخالف نية طالب العلم في العلم من اللوثات كحب الدنيا والرئاسة ، والعجب ، ومراعاة السفهاء بقدر ما يخالف نيته في هذا الجانب بقدر ما يضعف عنده كالتأصيل العلمي ، وهذا الكلام من واقع المشاهدة والتجربة ، وكلما كان الإنسان أبعد من الإخلاص وأقرب إلى الرياء أو العجب أو غير ذلك من شهوات الدنيا كلما كان ضعف عنده جانب التحصيل وجانب السعي في طلب العلم ، وجانب الصبر على طلب العلم وجانب التوفيق والسداد في طلب العلم ، والعكس صحيح . كلما كان جانب الإخلاص قوياً في طالب العلم كلما تتفتح ذهنه ، وقوي على الحفظ وعلى الفهم ووفقه الله عز وجل لفهم ما لم يفهم غيره . والحفظ على ما لم يحفظ غيره ، والصبر على ما لم يصبر عليه غيره والتوفيق والسداد في كلامه حتى لو أخفى يوفق بعد ذلك للصواب وغير ذلك من معاني التوفيق والسداد التي تحصل بهذه العبادة العظيمة وهي مسألة الإخلاص ، وهذا الجانب للأسف يسأل كل منا نفسه كم هو مقصر في تتبع النفس ، وتتبع القلب ، هذه المداخل التي تدخل عليك كل يوم تجد أن الإنسان يعني ما يراقب هذا الجانب مراقبة مثل ما يراقب حفظه ، أو يراقب درسه ، أو يراقب الشرح . مراقبتك لنفسك وتحسين النية وإخلاصك من أهم وأولى وهي سبب من أسباب الفلاح ما سيأتي بعدها ، وكم شاهدنا من أهل العلم من طلاب العلم ، والله لم يعطوا مزيد حفظ على الناس ، ولا مزيد فهم على الناس ولكن أعطوا ذكاءً وإخلاصاً نحسبه والله حسيبه ، ولذلك تجد عندهم التوفيق والسداد والقبول ...... وضياع النفس بهم أكثر من غيرهم ممن أعطي أكثر منهم في الجوانب العملية وذلك أحسبه والله أعلم أنه يراجع بعض جوانب الأعمال القلبية: ، وانظر إلى الإمام النووي رحمه الله الذي بلغ (45) سنة ثم توفي وخلف مدرسة كبيرة في العلم ، ومدرسة كبيرة في الزهد ، والتعبد إلى آخر أنواع القلوب : يقول ما عالجت شيئاً مثل ما عالجت نيتي ..يعني ما عالجت شيء بدأت أتصارع أنا وإياه وأجاهده مثل ما أجاهد نيتي لشدة خطورة هذه النية . ويقول الإمام الدار قطني رحمه الله طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله. - ليش لأنهم يجاهدون أنفسهم - حتى يكون لله ، قد يكون في بداية العمر أنه شاب صغير، وفي نوع من التنازع لكن بعد ذلك إذا أخلص النية جاهد في دين الله تصلح .. ولذلك لابد من المراقبة بهذا القلب والاعتناء به يعني أعظم الاعتناء . سئل الإمام أحمد ، - وهذا السؤال مهم والجواب نفيس - كيف الإخلاص في العلم ، ( يعني كيف الإخلاص في العلم ) فقال الإمام أحمد رحمه الله الإخلاص فيه أن ينوي رفع الجهل عن نفسه .. هذا أول درجات الإخلاص أن تنوي رفع الجهل عن نفسك . ثاني هذه النقاط المهمة في الجانب المعنوي لطالب العلم أن تستعين في طلب العلم الإعانة في الله ، وهذا الجانب أيضاً يغفل عنه كثير من طلاب العلم . أن تستعين بالله عز وجل في طلب العلم ، فالمؤمن ضعيف بنفسه لا يقوى مثل هذه الأعمال إلا بعون من الله عز وجل : يقول الله عز وجل : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) أي لا نعبدك إلا بعون منك يا الله ، والعلم نوع من أنواع العبادة ، فإذا أردت أن تسلك العلم سلوكاً صحيحاً فاستعن بالله عز وجل، وقد نقل عن جماعة من السلف كانوا يتحرون هذا الجانب بقوة ، ويستعينون بالله عز وجل في صلواتهم ، وفي دعائهم . نقل عن الإمام ابن حجر رحمه الله أنه إذا أراد أن يشرب ماء زمزم يسأل الله العون وأن يعطيه مثل ما أعطى الإمام الذهبي في التصنيف . هذا من أبواب العون ، وذكر أبو عبد الله بن الرشيد أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية عن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : إني أقرأ في الآية أكثر من مائة تفسير ثم أقول: اللهم يا معلم إبراهيم علمني ، ويا مفهم سليمان فهمني.. هذا شيخ الإسلام ابن تيمية انظر كيف تعلقهم بالله عز وجل والاستعانة به . فلذلك قد تواجه صعوبة في الحفظ ، وتواجه الصعوبة في الصبر في طلب العلم ، وتواجه بعض الإشكاليات من جانب أهلك ، أو من جانب الاجتماع أو عوائق ، انشغالات ، شهوات ، فتن ، فقر.. كيف تتخلص منها وتواصل في طريق العلم إلا بالاستعانة بالله عز وجل . وإذا كان سجودك دائماً تسجد ويخلو من أن تستعين بالله عز وجل في طلب العلم قل لي بربك كيف ستوفق ، وكيف ستسدد من دون عون الله عز وجل احرص في هذا نصب عينيك استعن بالله في الصباح والمساء أن يوفقك وأن يفتح عليك في العلم وأن ييسر لك مسالك العلم ودروب العلم حتى توفق حتى تصل إلى مبتغاك . أيضاً ومن وقفات في هذا الباب أن تجعل لنفسك هدفاً تريد الوصول إليه للأسف من الأشياء الملاحظة على طلاب العلم وبالأخص المبتدئين حينما تأتيه وتسأله ما هو هدفك ؟ تجد أن الهدف ما هو واضح عنده ليس ظاهراً يظهر ويغيب أحياناً ، والدليل عليه هذا التذبذب في طريقته لتحصيل العلم وتأصيل العلم ما عنده هدف واضح ، وذلك ينبغي لك أن يكون لك هدفاً واضحاً وتأصيل العلم أنت تقول أن هدفي في العلم من خلال الحضور لهذه الدروس أن أكون إماماً من أئمة المسلمين لا ترضى بالقليل ، أنت تقول أن أكون إماماً من أئمة المسلمين وليس على الله ببعيد أن تصل بهذا الهدف دائماً ، سأكون عالماً من علماء المسلمين ، سأكون إماماً من أئمة المسلمين إلى أن تصل ، وذكر علماء النفس ، وعلماء التربية أن من يحدث نفسه بشيء ويكثر من ذلك ويجعل ديدنه في الغالب يصل بتوفيق الله عز وجل مع وجود الأسباب الأخرى لكن الإنسان ليس هذا هدفاً له ، وإنما يدرس لأن أكثر الناس يدرسون ويذهب مع الشباب لأنهم يذهبون ويحضرون الدرس لأنهم رأوا إعلان وأن هناك درس والشيخ معروف سنذهب إليه إذاً ليس هناك هدف واضح . ولذلك المسألة على هدف وأن يكون لك هدف واضح هذه يطول ولكن لابد أن يكون الهدف واضحاً وأن تكون جاداً في تحصيل هذا الهدف ، وأن تسعى بكليتك على أن تبتعد عن كل أسباب التي تعوقك عن هدفك ، وتقصر من كل أسباب التي تعينك على تحصيل هدفك أحياناً بعض الأسباب قد يكون لا علاقة له بالعلم لكنه سبب من أسباب فرضك عن العلم إذاً هذا يخالف هدفك لابد أن تتخلص منه . جلسة من الجلسات مع بعض الشباب قد تكون سبب من أسباب بعدك عن العلم لابد إذاً لابد وأن تقطعها سفرة من السفرات لا تناسبك كإمام من أئمة المسلمين كعالم من علماء المسلمين في المستقبل لا تذهب إليها ، مجلس من مجالس تراه أنه قد يعوق أهدافك أتركه ، عمل من الأعمال ، وأحياناً اختيار لباسك ، وممشاك ومدخلك ومخرجك في حياتك لابد وأن تعيش عيشة تشعر بالفعل أنك ستصبح عالماً في المستقبل ، ولا أعيني التشبه بما لم تعطى فهذا الذي يتشبع بما لم يعطى كما في الصحيح ....... كاذب . أقصد أن تتلبس بزي العلماء ، أنا أقصد أن تتلبس مسيرة أهل العلم وتتشبه بهم في سلوكهم وطريقتهم وأي شيء في حياتهم في أكلهم ، وشربهم ومدخلهم ومخرجهم ، وطريقة كلامهم ليس تكبراً وإنما قصداً بالتشبه حتى تتأسى بهم وتصل إليهم ما وصلوا إليه وهذا يعيدونا إلى أن تعيش هذا الهم لأنه إذا جعلته هدفك أصبح همك حينما تعيش حياتك كلها هم حتى يصبح الناس من حولك يشعرون أنك بالفعل هو هدفك بل حتى أهل بيتك وزوجتك وإخوانك يعينونك على هذا الأمر . الرابع من الأسباب أو الوقفات . إياك واليأس والاستصعاب العلم . من الأسباب الخطيرة التي تتعلق بالجانب المعنوي أنه دائماً يتطرق إلى نفسية طالب العلم يأس واستصعاب للعلم يدرس سنة أو سنتين تمر عند بعض أهل العلم فيجد عندهم ما شاء الله التوسع العلمي والقدرة العلمية الهائلة يأتيه شيء من الوسوسة ، ويقول كيف أصل إلى هذه الدرجة ، فييأس ويترك هذا الطريق. العلم يا إخوان وأبشركم بهذا وأظنكم ممن مارس هذا العلم والله سهل وممتع، ولكن لمن أقدم بنفس طيبة وراغبة في طلب العلم ، العلم ليس صعباً العلم سهل لكن يحتاج إلى إقبال وجهد ومجاهدة و صبر والمصابرة عليه ليس سهلاً ستصل إليه بإذن الله ، لا تستصعب الأمر ، لا تيأس من الوصول إلى ما تصبوا إليه . لذا ومن المهم أن تعلم أن العلوم التأصيلية حتى لا تيأس العلوم التأصيلية التي لابد من ضبطها حيث تكون أساساً لطلب العلم ، ومنها تنطلق ، وبها تتميز بين أقرانك ، وإن كان هذا الأمر ليس هو المقصود هذه العلوم التأصيلية التي يحصل بها التأصيل العلمي هي أولاً قليلة ليس كما نسمع العلم بحر لا ساحل له ، نعم العلم بحر لا ساحل له لكن العلوم التأصيلية التي ينبغي لطالب العلم أن يبتدئ بها ويؤصل نفسها منها ينطلق ليس بحراً لا ساحل له هي قليلة ، وهي مختصرة محصورة في مجموعة متون لابد وأن تعرف ذلك حتى لا يتشتت ذهنك ، وهي أيضاً محصورة إذا هي قليلاً ، مختصرة محصورة ، وهي فيما أحسب يدرسها مجموعة من طلاب العلم وإخوانكم في هذا الجامع المبارك شرعوا في هذه الطريقة ؛ وهي حصر متون العلم التأصيلية في مجموعة متون سبعة أو ثمانية ، وجعلوها أساس لطالب العلم فبدؤوا يدرسون طلاب علمهم . فهذا الحصر يجعل الإنسان ما ييأس في طلب العلم لكن حينما ينفتح عليه العلم على مصراعيه ، وينظر في المطولات وهذه الأساليب وهذه الكتب ، ويسمع من طلاب العلم المتقدمين كلاماً عظيماً وكبيراً فيتشتت ويظن أن هذا العلم ما يمكن الوصول إليه ، وهذا غير صحيح. العلم يتبدئ بهذه الطريقة ، هذه التفريعات والفوائد التي تسمعها هذه تأتي بعدين أولاً تبتدئ بهذا التأصيل كما قلت : قليل مختصر محصور، ولذلك دخلت على أحد كبار العلماء الشناقطة الذي توفي وهو محمد طيب الشنقيطي رحمه الله كان رجل زاهد لا يعرفه أكثر الناس ، فليس عنده مكتبة بل عنده مجرد دولاب صغير وقديم ، وفيها مجموعة الكتب القديمة ، وأكثرها ممزقة فالعلم محصور بهذه الكتب ، ولكنه حافظ من حافظة الزمان هذا الرجل . العلم لابد وأن تعرف أنه ليس متشعباً بهذا التشعب التي يظن البعض كما في هذه المكتبات . على قضية اليأس أخرج الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع أن أحد طلبة العلم أنه ما حصل شيء ما صار شيخ الإسلام ابن تيمية كما يظن، بل أصبح من المفتين، ولم تعقد عنده الجلسات ، وتثنى عنده الركب يعني جلس سنتين يدرس العلم فقال ظن أن في عقله ركودة بلادة يعني ما يصلح لطلب العلم ، فترك طلب العلم كما يفعل كثير من طلاب العلم ، ثم بعد زمن مرة هذا الطالب في صخرة يمقت فيها ماء ، وهذا الماء قد أثر في هذا الصخر حتى حفره فوقف متعجباً قال إن عقلي وفهمي ليس بأقسى من هذا الحجر ، وهذا الماء الذي أثر في هذا الصخر ليس بألطف من العلم الشرعي قال الله ، وقال الرسول ، وهذا العلم ألطف وأسرع تأثيراً في القلوب من هذا الماء في هذا الحجر فرجع إلى طلب العلم وأصبح من أهل العلم مع أنه انصرف بسبب هذا اليأس ؛ لأنه وجد سنتين وما حصل شيء إذاً لست من أهل العلم. فلذلك أمثلة كثيرة عبد الرحمن بن نفيس يحكي أنه كان أحد المغنيين فطلب العلم حتى أصبح من كبار أهل العلم ، وقس على ذلك ابن حبان طلب العلم بعد عشرين سنة صاحب الصحيح . وحدثت أن الشيخ صالح البليهد رحمه الله من كبار علماء المذهب عندنا ، وتتملمذ على يديه كثير من علماء هذه البلاد ، هذا الشيخ حدثت هكذا أن ما طلب العلم إلا بعد ثلاثين أو قرابة ثلاثين سنة ومات وهو من أكابر أهل العلم . الإنسان لا ييأس ، ويقول أنا صغير أو كبير أو لا أصلح أو لا أفهم إلى آخره هذا كله لا أصل له ، وكلها فقط مجرد وساوس وسببه هو عدم الاعتناء بالجانب النفسي والاهتمام به . أيضاً ينبغي لطالب العلم أن يحذر في مسيرة علمية من جانب نفسي يحذر الفتور واليأس وأسبابه ، مثل : مصاحبة البقالين ، مثل المثالية وعدم التعنت في طلب العلم ، المعاصي والانشغال بالدنيا وغيرها من أسباب الفتور . فالطالب العلم ينبغي أن يتنبه لقضية الفتور ؛ لأن مسألة الفتور إذا طالت سببت فتوراً دائماً لا يرجع إلى طلب العلم بعده . نعم قد يفتر بعض الطلاب لسبب الزواج لمدة شهر أو شهرين أو حصل له قضية من القضايا لكن ينبغي أن يتدارك نفسه ويتعجل . أيضاً من الوقفات المهمة في الجانب المعنوي ، الجدية والثبات في طريق العلم ، لابد أن تشجع نفسك وتدرب نفسك على مسألة الجدية والثبات في طلب العلم . يقول الأولون : ( من ثبت نبت ) النبتة الصغيرة لما تنقله من مكان إلى مكان لا يمكن أن تنبت تبقى صغيراً مثل أولئك الشباب الذين يتنقلون من درس إلى درس ، من باب إلى باب، من علم إلى علم هذا لا ينبت ، لابد من الثبات ، لا بد أن تنبت حتى تحصل ، أما كثير التنقل في الغالب لا يحصل ، وأيضاً لا بد من التمهل في اختيار الدروس والحذر من التسويف والبعد عن الملهيات والتقلل منها ؛ لأن هذه كلها تنافي الجدية الذي يكثر على نفسه الملهيات ، ويفتح على نفسه أبواب المباحات لا يمكن أن يُحصِّل العلم سيكثر عنده الانشغال وعدم الجدية والنفس إذا اعتادت الكسل تكسل ، وإذا اعتادت الجدية تجد هذه مسألة واضحة وبينة يقول ثعلب أحد علماء اللغة ما فقدتُ إبراهيم الحربي من مجلس نحو ولا لغة خمسين سنة . انظر كيف الثبات على العلم ، خمسين سنة ما فقده كله جالس يطلب العلم ، بعض العلماء يطلب العلم ولو بلغ سبعين سنة فهذه هي الجدية الحقيقية في طلب العلم . وعليه أن يكون جاداً حتى ينمي الهمة العالية عنده ، وذلك بقراءة سير القوم ممن تقدمنا والنظر في أحوالهم ، والمجالسة الجادين من الناس من مسألة الجدية والثبات في طريق العلم ترى هي سبب من أعظم تفلت في العلم بدأ غير جاد ، ولم يجالس الجادين ، ولم يحرص على أسباب تجعله جاداً يعني ضعفت الهمة وانتهت . أحد السلف حُدث بحديث في مرض الموت فأمر كاتبه أن يكتب مع أنه لا يقرأ بعد ذلك لأنه يموت ولكن انظر كيف الجدية وصله إلى آخر رمق في حياته . أيضاً من الأسباب التي ينبغي الاعتناء بها الصبر والمصابرة والمجاهدة وحب العزلة والتقليل من مجالسة البطالين ، عود نفسك يا طالب العلم على تقليل المخالطة . يا إخوان الذي لا يقلل من تقليل مخالطة الناس وهو طالب علم لا يمكن أن يُحصل العلم هذا من واقع تجارب المتقدمين والمتأخرين الذي يكثر من مخالطة الناس ، ويكثر الخروج من البيت بسبب أو لغير سبب هذا غالباً لا يُحصّل العلم ، ولا أعني بذلك العزلة التامة هذا أيضاً خطأ ومسلك خطير جداً انتبه له بسببه انحرف بعض الشباب لابد لك صحبة صالحة ، لابد أن تخالط الناس ، لابد أن تخالط أقاربك كن لك علاقة اجتماعية ، ولكن لا يكون وقتك هم لكل غادية ورائحة ، لكل من أرادك أن تأتي تأتي ، فلان قال لي تعال معي إلى السوق مشينا إلى السوق ، تسافر معي نوصل هذه مشيت ، لابد أن تخفف من هذه الخُلطة وتُكثر من الصبر على العزلة ، وأيضاً تدرب نفسك العزلة والجلوس مع الكتاب ، كثير من طلاب العلم يشتكي عدم صبره للجلوس على الكتب والقراءة . يقرأ ربع الساعة ثم يتذكر الجوع فيذهب ويأكل ويترك ثم يرجع ويقرأ عشرة دقائق ويضرب جرس الهاتف فيقوم يسابق للرد عليه ؛ لأنه ما فيه أحد يرد عليه فيريد أن يتخلص لأنه يشعر بالثقل للجلوس مع الكتاب . بينما غيره من طلاب العلم ، ومن أهل العلم الذين سلكوا مسلكاً صحيحاً في الجدية في طلب العلم تجده يقرأ الكتب بالساعات . يحدثني أحد طلبة العلم الكبار سناً الذي هو الآن من مشاهير طلبة العلم والدعاة في مصر يقول جئت من مصر أدرس هنا ، فلما جلست بين يدي أهل العلم وجدت أني يعني جاهل جهلاً متقعاً ، وكنت أنني ابن القيم في زمانه بسبب الجهل وقلة العلم فلما رأيت سباق أهل العلم أولاً ما ابتدأت بالشيخ ابن باز رحمه الله لما رأيت هذا الواقع شعرت بأنني بحاجة إلى أن أجلس في مكتبتي فحبست نفسي قرابة ستة عشر ساعة في المكتبة أقرأ وأبحث طبعاً يتخلل في الصلاة وغيره ولكن ستة عشر ساعة وهو يقرأ ويبحث حتى حصل تحصيلاً طيباً مباركاً . نسأل الله أن ينفع به . يقول الله عز وجل في هذا المعنى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) اللام للقسم : أي والله لنهدينهم سبلنا ، جاهدوا فينا .. تحتمل أمرين مهمين: أولاً : المجاهدة ، والصبر . ثانياً : فينا أي في الله عز وجل وهو الإخلاص لله عز وجل . فكل من جاهد بالعلم أو الدعوة أو في أي شيء يراد بها وجه الله عز وجل سيصل ؛ لأنه قسم من الله أن يهديه السبيل . الوقفة الأخرى : العناية بالوقت ، وهذه أعظم حقيقة ما يعتني به طالب العلم . قد تجدون بعض الوقفات مترابط بعضها البعض وهكذا ينبغي أن يكون مترابط . الوقت من أنفس ما يمكن أن يعتني به طالب العلم ، وإذا أردت أن تنضم به مسيرتك العلمية أو في مسيرة غيرك فهل أنت ماشي في طريقك الصحيح؟ أنظر في قيمة الوقت عندك ، إذا كان الوقت عندك سهل ويسير ، ويباع بدرهم ودينار فاعلم أنك لست على الطريق الصحيح واعلم أن عندك خلل كبير جداً في تحصيلك للعلم ، وأنك في الغالب إلا أن يشاء الله أن تصل إلى مبتغاك ، وإذا كان العلم عندك نفيس وشحيح كما قال الحسن البصري رحمه الله : ( أدركت أقواماً أحدهما شح بوقته أو بعمره من درهمه وديناره ) يعني لا يهمه الدرهم والدينار يضيع لكن ما يضيع وقت شحيحين أوقاتهم ، تجد واحد منهم طول الوقت في طلب العلم ، فهذا الشح بالوقت علامة من علامات التوفيق والسداد في طلب العلم والذي لم يدرب نفسه على محافظة الوقت دقائقه ، وثوانيه وساعاته اعلم أنه في الغالب عنده خلل كبير ينبغي أن يهتم به . والكلام حقيقة في الوقت فيه كلام طويل جداً لا أريد أن أخوض فيه لأنه يأخذ منا الوقت لكنه قد تكلم ابن الجوزي كلام جميل في صيد الخاطر ، وكلام نفيس في كيفية الوقت وتكلم ابن رجب ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن كيفية انتفاعه بوقته أنه يكتب كما قال ابن القيم في الجمعة أو في اليوم الواحد يكتب ما ينسخه النساخ في جمعة كاملة يكتب في اليوم الواحد ، ويؤلف ما ينسخه النساخ في واحد أسبوع . وذكر ابن أبي الوفاء العقيل كلاماً نفيساً في كثرة تأليفه كان يستعيذ عن مغذ الطعام بكفه حتى يكون أسهل به ، ويبلعه مباشرة ، وانظر إلى تراجم أهل العلم الإمام النووي عمره (45) سنة ألفاً كتباً غالب الشافعية أصبحوا عالة عليها بل غير الشافعية أصبحوا عالة على كتبه في ضبط مذهبهم وعمره خمس وأربعين سنة . هذا شيء عجيب . وكان ينتفع بالوقت ، ومع ذلك ما كان إماماً في العلم بل هو إمام التعبد والتحلم والنسك شيء عجيب يدل على فعل دقائقهم وثوانيهم لا تضيع هدراً منهم . حافظ حكمي عمره (35) سنة لما توفي رحمه الله وهو معاصر، ترك وراءه شيء كثير، وهذا يدل على انتفاعهم بأوقاتهم . الإمام الطبري حارة العقول من كثرة المؤلفات لما قسم على أيام عمره أكثر من أيام عمره يدل بالفعل على أنه كان ينفع بوقته . الكلام في هذا الباب كثير جداً . وذكر عن بعض العلماء أنه يضع في كله كتاباً عند الخليفة فينتظر أي فرصة ويخرج الكتاب ويقرأ ما يترك ولا فرصة من جلوسهم في مجالس الناس . وذكر عن الجاحظ إمام من أئمة المعتزلة ذكر أنه كان يكتري كتب الوراقين ويستأجرها ويبيت فيها ، وقرأ كتباً كثيرة جداً . النقطة وهي النقطة المهمة ومن أهم النقاط : العناية بالتعبد والتألف، هذا الجانب من أهم الوقفات ، ويلاحظ خلل كبير جداً جداً عند طلبة العلم وبالأخص عند المتأخرين منهم في هذا الزمان . العشرين سنة متأخرة ، العشرة سنة متأخرة لاحظ ضعف الجانب التعبدي عند طالب العلم ، وهذا انقسام خطير جداً بين العلم والتعبد ، بين العلم والعمل بهذا العلم ، وهذا أنا أرجع كثير من عدم التوفيق وعدم التثبيت عند طلبة العلم خصوصاً أرجعه لضعف هذا الطالب ، والله رأينا طلاب علم المتقدمين من أكابر أهل العلم الآن رأيناهم وقرأنا في سيرهم وسألناهم فرأيت أن من أعظم الأشياء التي وفقوا فيها هو جانب التعبدي والتألف بالله عز وجل ، والله ما كان عندهم ساعة للحفظ ولا للفهم ولا الساعة حتى في الوقت كان بعضهم يعول أسر ولكن وفق بسبب إني أحسب والله حسيبه بسبب هذا التألف والتعبد اقرأ في سيرة الآن الموجودين من أهل العلم سألت أكثر واحد منهم متى تقوم الليل أقل واحد أجابني على الاستحياء وفي المجلس أنا وهو بسبب القرابة فجرئت أن أسأل منه هذا السؤال، فقال ساعة ، أقل واحد وأضعفهم ، وأما الذين نسمع منهم وسألناهم أو سمعنا من سألهم أقل من ثلاثة ساعات يعني ساعتين ونصف ، أتكلم عن الموجودين الآن مثلاً تنظر في سير ابن باز رحمه الله شيء عجيب في العبادة والزهد والورع والزهد ، والذكر وغيره ، والشيخ عثيمين رحمه الله والآن المعاصرين الشيء تعجب كيف هذا الشيخ محمد القاسم رحمه الله تعجبت لما سمعت ، ما فاتته صلاة الجماعة منذ أن كان عمره ست سنوات . هذا يا إخوان شيء عجيب جداً ، ومرة فاتته صلاة الجماعة فحزن حزن شديد، وأحد العلماء توفي ، وقام قبل الفجر بساعة كان معتاد بثلاث ساعات فحزن الله المستعان خشي أن يكون هذا بسبب ذنب لما فاتته ساعتين من قيام الليل هذا التألف أوصل هؤلاء القوم إلى ما وصلوا إليه . وانظر في طلاب العلم المتميزين نفع الله بهم أن أكاد أجزم في حياتهم السر وهو قضية التألف والتعبد . أما أن يكون طالب علم يحفظ المتون والقرآن ، والصحيحين ، والبلوغ المرام ، وعمدة الأحكام ويحفظ كم هائل من المتون . قرأ وحفظ عند الدروس تجده في الصفوف الأخيرة لا يهتم بسنن الرواتب ، ولا بالصيام ، ولا بالصدقة ، ولا من البكاء ، ولا من الخشوع ، ولا من التوكل ، ولا من التعبد ، ولا من رقة القلب ، حقيقة خلل كبير ، ومثل هذا إن لم يتداركه الله برحمته والله لن ينفعه الله بهذا العلم بل سيكون هذا العلم حجة علينا يوم القيامة ، ليس هكذا أهل العلم ، لم يظهر أثر العلم على عبادته وعلى سلوكه يعني هذا العلم ما فيه بركة هذا العلم مجرد سوري مجرد عملي آلة من الآلات فقط تحفظ لا قيمة لها لابد أن نعتني في هذا الجانب غاية الاعتناء ، وذلك كما قلت سابقاً أظهر ميزة وأوضح ميزة في سيرة السلف في قضية التأصيل العلمي وحياتهم العلمية هي قضية التعبد ، وهي ظاهرة في حياتهم هذا أيضاً يدعون العلم بالعمل ، ومن أعظم ما يفتح للعبد في فهم العلم أن يعمل بعمله أن يكثر من العمل به حفظ السنن ، أو قرأ في السنن يعمل بهذه السنن كل سنة لابد وأن يعمل بها . الإمام أحمد كان يحرص على كل سنة يعمل بها حتى ما يعطيه للحجامة أعطاه كما أعطاه النبي مع أن حقه أقل لكن اقتداء بالنبي حتى يعمل بكل حديث رواه ولما حدث عن أنس في مرض موته رحمه الله ما كان يإن أو كان يكره الأنين ما سمع الإمام أحمد رحمه الله يأن بعدها . انظر كيف العمل بهذا العلم . وفي حديث : أن كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة . يقول راويه أو قيل عن راويه مرثد اليزني راويه عن عقبة بن عامر كان هذا أبو الخير مرثد اليزني كان لا يفوت يوم إلا ويتصدق ولو ببصلة حتى يعمل بهذا الحديث. أيضاً من الأشياء من الأمور النفسية وهو ما يتعلق بالجانب العلمي هو ما يتعلق بالقراءة ، وأنها طريق العلم ، سيأتي ما يتعلق بالجانب العلمي أو العملي في القراءة هذا جانب آخر ، نحن نتكلم في جانب النفسي في القراءة. القراءة مما لاحظت من خلال التتبع والنظر في بعض أحوال طلاب العلم وبالأخص المبتدئين منهم لاحظت أن هناك عزوب وعدم المحبة في القراءة ، وجانب تدريب قوي لطالب العلم وتوصلت إلى قاعدة من خلال بحث ونظر إلى أن الذي لا يحب القراءة لا يمكن أن يكون شيء في المستقبل هذه القاعدة أكاد أجزم عليه الذي لا يحب القراءة لا يمكن أن يحصل العلم إلا أن يشاء الله إلا أن الشخص مجرد يقرأ ورقة ويحفظها كالآلة الطابعة ممكن هذا أما طالب علم لا يحب القراءة لا يمكن أن يحصل شيء ، ولا يمكن أن يصل إلى طريق العلم الصحيح . ولذلك يجب على طالب العلم أن يريد طلب العلم أن يدرب نفسه على طريقة القراءة . كيف يدرب نفسه ؟ يعني لابد أن تتحول القراءة من شيء تعالجه من نفسه صعب على النفس اللذة والهواية تعشقها ما تعشقها اللباس والذهاب والإياب إذا تحول القراءة إلى هواية واللذة ثق بأن هذا أول خطوات تفوق علمي والتأصيل العلمي أما طالب علم لا يحب القراءة فلم يصل إلا أن يشاء الله ، ولذلك لابد أن تدرب نفسك على حب القراءة يحتاج إلى مرار وحب القراءة لا يمكن أن يتأتى في المغني . الإنسان يحتاج إلى أن يتدرب حتى يحصل ، ولا يمكن عن طريق المغني ؛ لأن المغني ثقيل ، ولذلك تجد طلاب العلم يقرأ عشرة دقائق في الكتب المطولة ما يستطيع أن يواصل لأنه ما يحب القراءة فأول طريق لتدريب النفس للقراءة هو أن تفتح الباب على مصراعيك في القراءة اقرأ كل ما يحل بيدك بلا استثناء إلا ما يضر من الكتب الضارة أو التي لا نفع فيه لكن افتح على نفسك أبواب في القراءة في التاريخ في الأدب في كل ما تجد نفسك وتشتاق اقرأ فيه . حتى في الروايات النافعة اقرأ تحت يدك من كتب نافعة لا تجعل لنفسك هدوء ترتيبات ليس هذا وقته ، وليس هذا أوانه كل ما تشتاق إلى نفسك من الكتب اقرأها حتى تصل إلى وقت وهذا ليس ببعيد بل قريب لا يحتاج إلى سنوات والله يا إخوان من واقع التجربة والمشاهدة لا تستطيع أن تنام إلا وأن تقرأ ، بل تشعر إذا مرت عليك ساعة من النهار وأنت ما قرأت شيء تشعر بالضيق والغيظ على فوات هذا الوقت من دون القراءة ، وأعرف واحد من طلاب العلم جرب هذا الأمر مع أبنائه فتح عليهم باب القراءة وهم صغار ، وبعضهم في الابتدائي ، وبعضهم في المتوسط ، وبعضهم في الثانوي .. والله يا إخوان إنه الآن كاد أن تصل مسألة القراءة أصبح يسهرون الليل كله وهو شاب صغير في المتوسط أدخل عليه ساعة الواحدة بالليل وهو يقرأ وهذا الكلام يا إخوان ما جلس إلا مجرد شهرين فقط ليس سنتين بل شهرين . يأخذهم إلى المكتبة ويطلق أيديهم على الكتب اشتروا ما تشاءون كل شيء ثم يفرزه المناسب وغير المناسب . والله يا إخوان خلال أشهر قليل أصبحت شيء غير طبيعي في انفتاحهم على القراءة ، لا شك أنهم ما وصلوا إلى القراءة العلمية كلها قراءات قصص والروايات وفي المستقبل سيتحول من الرواية إلى الهواية بعد هذه التجربة التي جربها في أشهر قليلة جداً أراد أن ينظر هل التجربة نجحت أم لا ؟ فجاء في رمضان القريب هذا ، وقال لأبنائه نريد الآن كما انفتحنا قراءة الروايات والقصص نبدأ على قراءة كتاب الله عز وجل ونتسابق وهم صغار أصغرهم سناً ختم القرآن أربع مراتب في رمضان قراءة نظر ، والذي أكبر منه قريب منه ، وأضعفهم مرتين ، وكانت أنثى ومشغولة في البيت مع والدتها هذا واقع تجربة موجودة الآن . رمضان الذي قبله يقول هو والله كنت أجاهدهم أن يختموا مرة واحدة في رمضان ما استطاعوا كلهم هذه المرة لأنهم تدربوا على القراءة أصبحت الجزء والجزئين هذه في خلال دقائق ، ولا يجد ملل لأنهم تعدوا على القراءة . فيا إخوان أنصح طلاب العلم إذا أردت أن يُفتح عليك أبواب العلم على مصاريعك تبدأ ما تبدأ بعد استعانة الله عز وجل أن تدرب نفسك على حب القراءة ، وقلت لك إن طريق الحب لها افتح على نفسك على أبواب اقرأ كل شيء شرطاً نافعاً غير ضار لحيث لا يتضرر بها إنسان ، وستجد خلال أشهر أنك لا تصبر على القراءة ، وإذا وصلت إلى هذا المستوى والله أن تقرأ مثل فتح الباري الثقيل أو المغني أو أشباهه من المطولات كسهولة على شرب هذا الماء ، وهذا يا إخوان ترى ليس مجرد متون عليا لا هذا واقع مجرب ، وقد رأيت كثير من طلاب العلم يعني حدثني إنسان أكثر من عشرين سنة وهو طالب علم متمكن يقول أول ما بدأت في حب القراءة بدأت في كتب التواريخ في البداية والنهاية ثم بعد ذلك ما استطعت أصبحت تجريباً إن سافرت معي كتب ، وإن جلست معي كتب ، وأراد أن ينام مع زوجته مجموعة من الكتب . واحد من طلاب العلم بدأ بهذه الطريقة يقول أنهيت البداية والنهاية في الفترة التي يقضيها الناس في القيلولة كان شاب صغير ، أتغدى وأجلس أقرأ في البداية والنهاية فأنهيت مجلدات فأنهيت خلال هذه الدقائق قبل العصر ، وحتى أصبحت أحب هذه القراءة ، أنا طولت في هذه النقطة لأنها من أهم النقاط التي تعين على طلب العلم . أيضاً من النقاط المهمة الحرص على الضبط كثير من طلبة العلم يفتقدون لهذا الضبط العلمي التأصيل العلمي لا يأتي إلا بالضبط العلمي كثير من طلاب العلم الجانب المعنوي يغفل عن قضية الضبط فتجده دائماً يقرأ وينسى ، يحفظ وينسى . ولذلك السؤال الدارج عندنا كثيراً ماذا حفظ ؟ وكم حفظ ؟ فعل ماضي ، ولكن كثير من أسئلة السلف كم تحفظ ، وكم تروي ، وكم تقرأ ، كم تحفظ فعل مضارع الآن كم معك في صدرك ، والعلم الذي لا يدخل معك كما يقال إلى دورة المياه ليس فعل لكن في صدرك تدخل دورة المياه ، فهذا الذي يدخل معك بسبب ضبطه أنك اعتنيت بالضبط . ولذلك أهم قضية وبالأخص في تأصيل العلوم المبدئية أن تحرص على قضية المبدئية في الضبط لا تتجاوز كتاباً ولا متناً إلا بعد أن تطمئن إلى ضبطه . أحد المشايخ يحدثني بالأمس كبير قرابة ثمانين سنة يقول أول ما جئت لطلب العلم إلى الشيخ إبراهيم رحمه الله حولت إلى القراءة على الشيخ أبو حميد رحمه الله ، والشيخ عبد الله الحميد كان يرعى أولاً طلاب المبتدئين ( الأصول الثلاثة الأجرومية ، ونحوها من المتون المختصرة ) قبل أن يأتون عند الشيخ إبراهيم رحمه الله مع كبار الطلاب وهذا الذي يجعلنا أن نقول إن هذه المتون التأصيلية السبعة أو غيرها هذه أساسيات العلماء يعتنون بها غاية الاعتناء يقول فلما جئت قال تحفظ القرآن ؟ قلت لا بقي لي بعض الأجزاء قال اذهب فأحفظ أولاً قبل أن تأتي . قلت سأحفظ القرآن قريباً بإذن الله فأخذ علي العهود يقول فبدأت أحفظ القرآن في مسجد ، وأشد على نفسي في حفظ القرآن حتى حفظت في وقت وجيز ، وبدأت أضبطه كل يوم أختم ختمة لمدة شهر كامل ثلاثين ختمة . يقول جاءني شيء من الخوف أن أنسى فاضطررت إلى أني ما أترك حفظ القرآن حتى أطمئن إلى ضبطه بهذا حصل العلم .. أحد مشايخنا من الشناقطة لما جئت إليه قلت نريد أن نقرأ إليك قال ما تقرؤون لابد وأن تحفظ وأنا أشرح قلت طيب فأعطاني أبيات من الأبيات الألفية التي عنده فجاهدنا أنفسنا وحفظنا هذا البيت ثم بدأ يشرح قال يا الله فيسألنا عن بيت الأول ويعطينا بيت ثاني حتى تضبط فقال هكذا العلم عندنا العلم ما تنتقل من متن حتى تضبط الذي قبلها وأسألك في قبلها حتى تستقر في صدرك ، لابد أن تعتني في جانب الضبط ، وتجعلها ديدن حياتك العلمية . كثير من الشباب يفكر متى ينتهي الكتاب ولا يفكر في كيفية الضبط والإتقان فيه ، ولذلك بعد خمس سنوات من القراءة والدراسة والبحث والنظر وإلى آخره يخرج كما دخل ، والدليل على ذلك انظر إلى الخريجين من كليات الشريعة الآن عدد كبير يتخرجون لكن أين الضبط ما في ضبط للأسف ، والضبط يختصر العمر ؛ ومن أسباب الضبط أو من وسائل الضبط بعد التوكل على الله والاستعانة به هو قضية التكرار ، التكرار هو سر الضبط العلمي تكرار العلم سواء بالنظر فيه أو في حفظه سواء كان مقروءاً أو مسموعاً أو محفوظاً حتى الفهم ترى ينسى ، بعض المسائل ؛ فضبط العلم يأتي بالتكرار . قال البخاري رحمه الله في سبب الضبط قال لم أرى أنفعة العلم من بهمة الرجل يعني همته ونهمته في العلم ومداومة النظر . هذا جبل العلم يقول ، وكذلك مثله مدارسة العلم ومدارسته ، وبالأخص المناسبات صاحب المذاكرة يعني إذا جاء وقت الاستسقاء اقرأ في أحكام الاستسقاء ، إذا جاء رمضان اقرأ في مسائل رمضان ، هذا من التكرار الذي يعين على الضبط. كذلك الحذر من المثالية والحرص على الرفق والتأني سئل النبي عن أحب الأعمال ؟ قال : أدومها وإن قل كما في البخاري ، وقال البخاري : اعملوا من الأعمال ما تطيقون ، لابد وأن تعرف من قدراتك تعرف اش ماذا عندك من القدراتك منها ما تستطيع والتأني والتدرج في تحصيل العلم ، وعدم العجلة : ما كان الرفق في شيء إلا زانه . وقال الإمام الزهري من رام العلم جملة ذهب جملة . إذا أردت كله سيذهب كله ، الاستعجال في الحفظ والدروس بلا فهم هذا من أخطر ما يواجه طلاب العلم لابد أن تربي نفسك على عدم الاستعجال ، والتأني والصبر ، وستصل بإذن الله تعالى . التدرج في العلوم أيضاً التحصيل في العلوم أولاً . حصل الفروع والجزئيات وتشبع بها ويترك الأصول ، فإذا سأل عن شروط الطهارة عددها لي ؟ ما يدري ما هي لكن اسأل المسألة دقيقة في الطهارة تجد أنه حافظها خلل علمي كبير في مسألة التأصيل . عدم الانشغال بهذه التفريعات ودقائق المسائل ، لابد أن يتدرب الإنسان في هذه الأمور قبل أن يتدرب على الفرعيات ، المسألة أو الأمر طويل ولذلك والوقت يداهمنا ، ولابد أن ننتهي من هذا الجانب . أيضاً الحذر من استعجال الثمرة ، كثير من طلاب العلم يستعجل الثمرة ، وهذا الجانب معنوي نفسي لابد وأن ننتبه له . يا أخي ما في حاجة إلى أن تستعجل ثمرة هذا العلم تستعجل الوصول إلى أن تكون من كبار أهل العلم ليس هذا مقصد فلا تستعجل هذا الأمر ، وكما ذكرنا في المثال الذي درس سنتين ثم ظن أنه لن يصل هذا نتيجة استعجال الثمرة ، وذلك في الحديث ( دعوت فلم يستجب لي ) هذا الذي يستعجل . اصبر على الدعاء، وسيفتح لك بابه ، اصبر على العلم سيفتح لك بإذن الله بابه . أيضاً الحذر من المعاصي والتقليل منها ، وهذا الجانب تأخذ بجانب التعبد الله جل وعلا يقول: ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) ، وأيضاً يقول الله ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) حتى في العلم يجعل لك من أمرك يسراً حتى في العلم ويقول تعالى ( إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ) بتقوى الله تستطيع أن تفرق ، وذلك لما سأل الإمام أحمد طلابه من نسأل بعدك ؟ قال اذهبوا إلى عبد الوهاب الوراق فقالوا إنه قليل العلم ما عنده كثير من المسائل الفقه مثلك دلنا على شخص مثلك . قال إنه رجل يخاف الله ، ومثله يوفق العلم يعني صاحب عبادة ، وصاحب يبعد من المعاصي ويقدر أن يفوق العلم . وابن مسعود نقل عنه رضي الله عنه ليس العلم عن كثرة الحديث إنما العلم خشية الله عز وجل . فهذا الذي يخشى الله فهو الموفق ، ويفتح له أبواب العلم ؛ لأن العلم من فتوحات الله عز وجل ليس العلم كله قدرات علمية ولا فهم فتوحات من الله عز وجل يفتحه لمن يشاء والذي يطرق الأبواب يفتح له مع الصيانة والديانة والتوفيق والبعد عن المعاصي . النقطة الأخيرة في الجزء الأخير من هذه المحاضرة ، هو التوازن والتكامل في تحسين العلم .. فيحرص طالب العلم دائماً على التوازن والتكامل في تحسين العلم ، وإن كان هذا ارتباط بالجانب العملي لكن أيضاً على الجانب النفسي ، بعض طلاب العلم تجده يوغل في فن من الفنون ، ويهمل بقية العلوم لابد من البدايات أن يكون عندك أرضية مستوية يستوي فيها النحو والفقه والعقيدة مستوية إيش معنى مستوية يعني تحصل هنا ما تحصل أصول ثم بعد ذلك إذا ارتقى العلم تركز على جانب الفقه مثلاً جانب الحديث لكن لابد لك أصل مستوي متوازن ، أما طالب علم لا يمكن أن يحسن العبارة أو طالب علم موغل في جانب الآلة ولكن لا يحسن جانب الاعتقاد ، ولا جانب الفقه هذا خلل في التأصيل العلمي ، وخلل أيضاً يجعل طالب العلم يخرج في المستقبل ليس من أهل العلم الذين يعتد بعلمهم يكون عنده شيء من الارتباك عدم التأصيل والرسوخ العلمي . هذا هو الجانب المعنوي كما قلت اختصرت كثيراً ولكن فيما ذكرت لعل يكون كفاية . الجانب الآخر ، وهو الجانب العملي التفصيلي ، الجانب الثقني في طلب العلم، كيف يؤصل نفسه علمياً ، كيف يتأصل علمياً وهذا يتعلق بالجوانب الحفظ وجوانب القراءة وجوانب الشروح وجوانب المتون التي احفظها جوانب كثيرة ، ولعل من سبقني الشيخ عبد الله لعل أغناني عن كثير من الكلام في هذا الجانب ، ولكن سنعرض إلى بعض النقاط ، وإن كان فيه نوع من التكرار فأول من هذه النقاط التي يتعلق بالجانب التأصيل العلمي في الجانب العملي: ما يتعلق بالحفظ ، وهو جانب دائماً يكثر السؤال عنه. الحفظ وسيلة من وسائل التعلم ، وسيلة من الوسائل العملية في التعلم، والحفظ مهم ، وأمثالكم مستغني عن التوسع في ذكر كلام أهل العلم في أهمية الحفظ ، ومكانته من العلم ، فلا شك أنه وسيلة من وسائل العلم وهو يدفع طالب العلم إلى الترابط العلمي والرسوخ العلمي والتأصيل العلمي حينما تحفظ متناً يسيراً صغيراً فيه أدلة وفيه شروط وواجبات وأركان حتى لو ما فيه شرح هذا يجعل العلم عندك مترابط غير متشتت بينما لم يكن الإنسان طالب علم فقط مجرد يقرأ ، ولا يحفظ قد يحصل عنده ؛ لأن بعض الطلاب العلم قد يستغني عن كثرة التكرار في العلم ، ويستغنى عن الحفظ لكن الحفظ يضمن لك هذه المسائل ويرتبها في ذهنك ، وإذا أردت أن تشرح أو تقوم تبين أو تفتي أو تعلم تجد أن العلم مترابط ، ثابت ، راسخ ، مؤصل لماذا لأنك ضبطت أصوله بهذه المتون والمتون كما قلنا قليلة مختصرة محصورة ليست المتون كما يقول الناس يستمر حياة علمية منذ أن ينشأ طالب العلم إلى أن تشيب وهو يحفظ العلوم هذا ليست طريقة أهل العلم طريقة أهل العلم يحصرون المتون المهمة ، ويحفظونها خلاص يشتغلون في شرحها وفهمها والتوسع في قراءة شروحها فقط ، أما يستمر الحياة كلها في حفظ المتون ، مشايخنا وحفاظنا ما كانوا حفاظاً كباراً لكثير من العشرات من المطولات والألفيات هم يحفظون المتون المحددة القرآن والسنة وبعض العلوم في الآلة واكتفوا بها ، واشتغلوا بفهم العلم وضبطه وإتقانه فلذلك الحفظ لابد من الاعتناء به . هنا جانب الحفظ الطلاب بين الطرفين والوسط ، هناك من فرط فيه فهذا أخفى ، وهناك من أفرط فيه وأصبح حياته في حفظ هذه المتون ، أما الفهم فهو بعيد به فلا هذا ولا هذا التوسط هو الصحيح أن تحصر المتون وهي غالباً محصورة في عشرة متون ، اثنا عشر متون أو قريب من ذلك أقل أو أكثر فقط . هذا الذي كان يعتني به أهل العلم والباقي ينشر بفهمها وقراءة المطولات فيها والإطلاع على كلام أهل العلم وممارسة ذلك هذا هو العلم . لذلك نقف وقفات مع الحفظ . لابد لطالب العلم أن يحصر المتون التي يحتاج إليه عادة للعلماء وطلاب العلم لابد أن تحصرها وتعرف ماذا تحفظ ممتدة بحفظ المتون وأنت ما تدري وش منتهاك احصرها بعد سؤال أهل العلم ما هي المتون التي أحفظها كيف اجعل ورقة لحفظ المتون برنامجاً وجدولاً بحيث أقوم في يوم كذا وتاريخ كذا أنتهي من هذه المتون خلاص أشتغل بالعلم ما يصبح عمري كلها في حفظ المتون تبقى بقية عمري في مراجعتها كل يوم يطلع لي متن وكل يوم أحفظ متن ما يلزم هذا الأمر في بداية الأمر احصرها واعرف ماذا تحفظ واجعل جدولاً زمنياً للانتهاء منها إلا إذا تريد أن تمشي مع الشرح هذا شيء ثاني لكن أنا أنصح أن تحفظها كلها في وقتها وتقبل على شرحها وما يتعلق بفهمها . الحفظ كما قلنا قبل قليل يحتاج إلى ضبط وإتقان وضبطه وإتقانه بشيء واحد بعد الاستعانة بالله عز وجل هو التكرار ، ولذلك هناك خلطة ثلاثية انتبه له واحفظها إذا أردت أن تحفظ العلم وتتقنه وتطبقه فهناك خلطة ثلاثية ، أنا أزعم إن شاء الله أنها هي السر في تميز كثير من طلاب العلم، هذه الخلطة الثلاثية تشتمل على : أولاً: الهمة ، لابد أن يكون لدى الإنسان همة في طلب العلم وشحن هذه الهمة في مصاحبة الذوي العلم العالية والقراءة في سير أهل العلم. الأمر الثاني : الصبر ، تعود نفسك على الصبر على الجلوس للعلم كما قلنا قبل القليل في جانب المعنوي . الأمر الثالث: هو التكرار ، وهو سر الضبط العلمي على الإطلاق بعد توفيق الله هو تكرار العلم الذي لا يغفل عن كثير من أهل العلم . حدثت عن أحد الشناقطة هو يكرر العلم قيل ألف مرة ، وحدثت عن آخر كان إذا أراد أن يحفظ القرآن الوجه الواحد يكرره مائة مرة يعني كأنه يقرأ خمسة أجزاء متى يأتي هذا التكرار؟ بعد الحفظ بعض الإخوان يحفظ ويكرر من بداية هذا التحفظ لا ؟ بعد ما تحفظه وتشعر أنه في صدرك الآن ابدأ كرره كرره عشرين ثلاثين أربعين بقدر ما تكرر بقدر ما يكون مقامك في الضبط والإتقان العلمي والتأصيل العلمي وبقدر ما يقل التكرار عندك وبقدر ما يتفلت هذا العلم لذلك النبي يقول : في القرآن تعاهدوا، تعاهده تكراره حتى يضبط هذا العلم . فلذلك لابد أن تكرر وتكثر من هذا التكرار وتصبر عليه هذا سر تفوقك في العلم وتأصيلك العلمي . الحفظ أيضاً لابد من التأني وترسل شيء فشيئا، ولا يتنقل ما يكون الإنسان مستعجلاً يريد أن يحفظ في وقت قصير كما هو الحاصل الآن التوسع في جانب التحفيظ السريع في الإجازات هذا الأمر تكلمت عنه كثيراً، ولست ضده لكن الانفتاح بهذه الصورة لا . لابد أن يعطي الإنسان التشبع في أشياء ليست عنده كم من الناس رأيناه يحفظ القرآن في شهرين ثم يعالج حفظه سنين بعد ذلك ، وكم من الناس جلس يحفظ الصحيحين في شهرين وجلس يعالج هذا الأمر بعد ما حفظ ما يستطيع أن يراجع . الحفظ لابد منه التأني والترسل هذه الدرجة عليه أهل العلم ، أما الاستعجال هذا لن يعطيك التشبع ، وإذا شبعك تشبع شيء نفسي أنك حفظت القرآن حفظت السنة إذا جاءت المراجعة لا يكفي خلاص مثل الشهادات العلمية الحمد لله أنني خرجت من الجامعة ، أخذت الرسالة تشبع علمي أراجع العلم بعدين فيقال هذا حافظ كتاب الله عز وجل ليس حافظ الآن لا يحفظ ، حافظ السنة مو حافظ هو سبق أن حفظ مرة عليها قديماً ، فلذلك لابد من التأني والترسل . أيضاً في المتون العلمية لابد أن تعتني المتون التي اعتنى به علماء بلدك ، فلا تأتي بالمتون الغريبة لا يعرفها إلا بعض الناس من أثقاف الدنيا مثل من يبحث عن متون الشناقطة ويتحفظ بها ، أنا أقول هذا علم أستفيد منها لا لكن ليس هذا سلوك صحيح . المسلك الصحيح أن تعتني بالمتون التي اعتنى به علماء بلدك حتى تجد من يشرح لك لا تأتي بالمتون الغريبة قد لا تجد من يشرحها ، وقد لا تجد كتباً تشرحها هذا حقيقتاً ليس مسلكاً صحيحاً قد يناسب تلك البلد ، وقد لا يناسب ، ولا تأتي متوناً عند مذهب من المذاهب ليس هو مذهب أهل بلدك فتعتني بحفظه وتقدم على غيره فاعتني أولاً بالمتون التي اعتنى به علماء بلدك ، ثم لا بأس بعد ذلك أن تتوسع تتوسع في غيرها لكن أولاً أصل نفسك في المتون العلمية التي اعتنى بها علماء بلدك ثم انتقل بعد ذلك إلى غيرها . الحفظ ينبغي أن تعتني في كل متن أو في كل فن من الفنون تعتني بحفظ متن واحد فإن كانت الفن له متن ابتدائي أو متن منتهي فتبدأ متن ابتدائي ثم متن منتهي على حسب استطاعتك فمثلاً المتون الأولية التي لابد أن تعتني بها مثل النحو الأجرومية ، وفي العقيدة الأصول الثلاثة ، كتاب التوحيد أو الواسطية ، وفي الفقه مثلاً : آداب المشي في الصلاة أو منهج السالكين لابن السعدي أو عمدة الفقه مثلاً ، وفي الحديث الأربعين النووية ، عمدة الأحكام مثلاً هذه المتون الابتدائية لابد أن تعتني بها ، في المصطلح مثلاً البيقونية أو النخبة ، وأنا أفضل النخبة لأن البيقونية فيها إشكالات، وليست متناً رصيناً ، أصول الفقه مثلاً الورقات أو ما يشبه في مثل مستواه . هذه المتون الأولية إلى أن أعطاك الله القدرة على مواصلة بعد ذلك بعد ما تواصل نفسك في هذا كما سيأتي تنتقل إلى ما بعده مثلاً تنتقل إلى ألفية ، وفي العقيدة انتقل مثلاً إلى الطحاوية ، تدمورية ، جامع الأصول وغيرها. وفي الحديث مثلاً انتقل إلى بلوغ أو مختصر الصحيحين، وأنا أفضل البلوغ لأنه مادة الفقهاء ، المصطلح انتقل مثلاً إلى ألفية العراقي أو سيوطي أو غيرها أصول الفقه تنتقل مثلاً إلى روضة الناظر ، المختار من ألفية مراقب سعود أو غير ذلك المقصد تنتقل من أدنى إلى الأعلى هكذا يتنقل طالب العلم فيبدأ أولاً في الأصول المبدئية ، وإذا أتقنها وأحفظها فيمكنه أن ينتقل إلى ما بعده . لابد من المرور على المتون التي تحفظها بين الفينة والأخرى للاطمئنان على بقايا هذا العلم. الحذر من معوقات الحفظ: الحفظ له معوقات ، والحفظ فتح من الله يفتح لمن يشاء ، والحفظ يحتاج إلى التقوى من الله عز وجل . شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي لأن العلم نور *** ونور الله لا يؤتى لعاصي فمن أسباب حرمان من الحفظ أو ثباته هو المعاصي ولا يعني أن الإنسان لا يقع في المعاصي كلنا نقع في المعاصي لكن يقع ويداوم عليه ، لا يتوب منها ، ولا يقلع عنها . الابتعاد قدر المستطاع عن الملهيات والشهوات وكثرة المباهات كما تقدم معنا كثرة الملهيات تعوق عن الحفظ ، أيضاً تفريغ النفس من هموم الانشغال الهموم بالشيء لا يمكن أن يحفظ إلا أن يشاء الله الذاكرة (ذاكرة الإنسان) : كثير من طلاب العلم يشتكي من الذاكرة ، يا إخوان الذاكرة كلما دربتها على الحفظ كلما ابتعدت لا تقل لي حفظي ضعيف كثير من طلاب العلم يشتكي من سوء الحفظ هذا ليس صحيحاً، أنت عندك همة ضعيفة عدم الصبر على التكرار فقط ، وأعرف عدد كثير من طلاب العلم والله يا إخوان ليسوا من المتميزون في الحفظ ولكن أعطاهم الله جل وعلا توفيقاً في الصبر والهمة والتكرار ومداومة النظرففتح لهم في الحفظ حتى أصبحوا ضرب المثل في الحفظ ، وغالباً قاسي الحفظ في البدايات هو أكثر الناس في الضبط في النهايات ، وأما سريع الحفظ في البدايات في الغالب أو كثير منهم سريع النسيان والحافظة القاسية مثل الحجر إذا حفرت عندها لا ينسى ، والحافظة السريعة . والحافظات أنواع ، سريع الحفظ سريع النسيان ، فكثير الناس تجدهم مع سريعة الحفظ سريعة النسيان هذا كالخط على الرمى ما أن تجد ريح يمت فلا بد أن تعتني بالذاكرة ، ولا تيأس بأن الذاكرة تتوسع بقدر ما تضع فيها تتوسع ، ورأينا عدد من طلاب العلم ليسوا متميزين في الحفظ ولكن وفقهم الله في الهمة والصبر ومداومة النظر . طرق تحصيل العلم: هذه النقطة من النقاط من الجانب العملي لعل نذكر ، وهي مشهورة ومعروفة ولكن من باب التذكير بها : أولاً : القراءة على أهل العلم ، هذه الطريقة من الطرق التأصيل العلمي المهمة لابد أن يعتني طالب العلم ، يعتني بالقراءة على أهل العلم ، ولا يكتفي بالأشرطة ، ولا بقراءة الكتب معنى أنها مهمة لا يكتفي بها لابد من مواجهة العالم والجلوس بين يديه ، وهذا له عدة فوائد : ومنها: مجالسة أهل العلم ، وهذه أقوى وأنفع في طريق تأصيل العلمي والرسوخ فيه والاطمئنان إليه يعني تطمئن بأن الذي أعطاك الشيخ هي سلسلة متصلة إلى النبي فهم هذا العلم ، وأيضاً هذه الطريقة جرى الراسخون من أهل العلم من قديم وإلى الآن . كذلك يأمن طالب العلم بهذه الطريقة من الانحراف في الفهم كم من الناس انحرف في فهمه في بعض المسائل وشذ بعض المسائل بسبب أنهم ما أخذ العلم من أهل العلم. كذلك مجالسة أهل العلم تعينه على مواصلة العلم تجذبك نفسياً إلى مواصلة العلم ، كم من الناس جلسوا مع أهل العلم استفاد نفع عظيم بسبب مجالسة أهل العلم ، وكذلك تعينه على التأدب بآداب العالم ، وحصول بركة مجالس العلم . كذلك قراءة العالم تزيل الإشكالات التي تطرأ على طالب العالم يعني تستطيع أن تسأل وفي الشريط ما تستطيع أن تطلب إلا أن تتصل إذا قرأت من كتاب قد تظن أنك فاهم ولكن تفاجئ فيما بعد أنك لست فاهماً فيقع خلل . يقول موفق الدين البغدادي : أوصيك أن لا تأخذ العلوم من الكتب وحدها ، وإن وثقت بنفسك قوة الفهم ، وينبغي أن تكثر في ابتهامك لنفسك ولا تحسن الظن بها ، وأن تعرض خواطرك على العلماء ، وأن تطلع على تصانيفهم التي تتثبت ولا تتعجل . انتهى كلامه رحمه الله أيضاً القراءة على العالم تؤدي إلى التأدب والتواضع طالب العلم الذي لا يقرأ على أهل العلم تجد عنده نوع من التكبر بالعلم الذي يأخذه بالحفظ الذي يحفظه ، ولكن حينما يجلس متواضعاً عند ركب العلماء ، وعند أرجل العلماء هذا يعطيه بإذن الله توفيق للتواضع والصبر على العلم . هناك ملاحظة مهمة في القراءة على أهل العلم بعض طلاب العلم تجده يظن أن طلب العلم هو كثرة الدروس ، وكثرة الحضور لمجالس العلم ليس هذا وحده العلم هي تجربة واقعة مشاهد القراءة على أهل العلم لا تكفيك من العلم إلا ربعه من العلم فقط ثلاثة أرباع العلم بتوفيق الله عز وجل يأتيك بجهدك الشخصي وجلوسك في العلم في بيتك أو مكتبتك بالقراءة والنظر والبحث إلى آخره ، أما مجرد حضورك لدروس العلم من دون أن تراجع ولا تبحث ولا تنظر ولا تقرأ . لو تحضر عمرك كله لن تحصل إلا القليل ؛ لأن العالم يفتح لك الأبواب فيحتاج منك أن تخطوا الخطوات فتدخل وتحصل العلم . أيضاً نقطة ونقف عند هذه المسألة ، كيف أبدأ في تحصيل العلم هذا السؤال يتكرر كثيراً في باب التأصيل العلمي أن هذا السؤال مهم كيف أبدأ في طلب العلم هل أبدأ من فوق أو من تحت ولا يمين ولا شمال هل أبدأ بكذا ، ولا بكذا هذا السؤال دائماً يتكرر. ولعلي أسوق ما يتعلق بالمتون السبعة التأصيلية والتي الإخوان يدربونه في هذا المسجد ووفقوا لها : أول ما تبدأ ابدأ بالمتون المختصرة لما تقرأ في كلام أهل العلم أو في سيرهم تجد ينصون دائماً في الكتب المختصرة في كل فن إنه في العقيدة ، والعلوم الآلة ، وسائر العلوم الآلة وفي الفقه والحديث المتون المختصرة ، وكل بلد اشتهر فيها المتون المختصرة اعتنى بها طلاب العلم . الشيخ محمد إبراهيم رحمه الله جمع كتاباً في زمنه وباسمه ، وكان يُدّرس على كبار مشايخه قبل افتتاح كلية الشريعة ، وكان الذي يدرس في هذه المعاهد هم من أمثال الشيخ جبرين رحمه الله شيخنا ، وغيره من الشيوخ كانوا يدرسون في هذه المدارس العلمية قبل أن يدخلوا كلية الشريعة وكان الذي يدرس في هذه المعاهد العلمية أمثال الشيخ ابن باز رحمه الله ، والشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله وأمثالهم من أكابر أهل العلم كانوا يدّرسون في معاهد العلمية ، وكان أربعة سنوات ، وليس ثلاث سنوات ، وكانت تدرس فيها هذه المتون ، وكان فيها المجموعة السعودية جمع الشيخ . المتون السبعة التي درس في الجامعة وغيره مأخوذة من هذه المجموعة هذه المجموعة مشتملة على الأصول التي لابد لطالب العلم أن يبتدئ بها كالأجرومية مثلاً ، نخبة الفكر ، الأصول الثلاثة ، كتاب التوحيد، الواسطية ، آداب المشي إلى الصلاة ، أو ما يوافقها من كتب الفقه، هذه المتون التي يعتنى بها أهل العلم ، فلابد أن تبدأ بهذا . إذاً لا تكثر السؤال من أين من أين أبدأ ، ابدأ بهذا الأصول حفظاً وفهماً فإذا أتقنتها غاية الإتقان اسأل بعد ذلك عن ما بعدها . وهناك متون أخرى غيرها أيضاً لها أولوية في مقدمة العلم كمقدمة تفسير أو القواعد الفقهية لكن هذه أهم من الأصول العقيدة قلنا والأصول الثلاثة كتاب التوحيد والواسطية ، في النحو والأجرومية في مصطلح الحديث نخبة الفكر في الأصول الفقه ورقات في الفقه إما آداب المشي إلى الصلاة ، عمدة الفقه أو منهج السالكين لأنه كتاب سهل ، وألفه الشيخ عثيمين رحمه الله لأجل هذا المعنى لأجل المبتدئين وهو المشتمل على الأدلة الكثيرة جداً من القرآن والسنة ، ويعتني بالقول الأرجح ، بالأخص في المذهب . نقطة تتعلق في التحسين لابد أن تعتني في هذه المتون التي ذكرتها لك ، بما تبدأ ، تعتني بضبطها حفظاً وإن أمكن ذلك شرحًا ولا تنتقل منها إلى غيرها إلا بعد الاطمئنان من ضبطها . كيف تطمئن إلى ضبطها : أن يفتح زميلك الكتاب ويسألك في متن أو في شرح ، فإن أجبته فأنت إن شاء الله مطمئن أن تحفظ هذه المتون السبعة لو ضبطها أنا أجزم أنك ستكون متميزاً بين أقرانك بل ستلاحظ أنك ستذهب إلى دروس العلم المتون المطولة ، وتلاحظ أنك لا تكتب كل شيء ؛ لأن كثيراً مما يقال أخذته تأصيلاً البدايات ، وستكتب شواهد من العلم ونقاط مهمة هنا وهناك لكن الملاحظة من طلاب العلم تجده يحضر درس يكتب كل شيء ؛ لأن ما عنده تأصيل لأصول ما بناه فارغ ما عنده شيء وما أتقن شيء فالذي يذهب إلى كتب العلم يقرأها أو إلى كتب دروس العلم في متون مطولة كبيرة ولم يؤصل نفسه في الغالب فيضطر إلى كتابة كل شيء ، وإذا عطلت نفسك في هذه المتون والله ستجد نفسك بأنك ستفهم بالسرعة تقرأ فتح الباري أو تقرأ في المطولات تفهم تحضر دروس تفهم لا تكتب كل شيء تعلق المهم ؛ لأن هذه الأشياء الكثيرة اتفقت وعطلت . يخصص لهذه المتون السبعة التي ذكرناه قبل القليل شرحاً من الشروح المطبوعة تجعل لكل متن أصول الثلاثة تجعل لها مثلاً شرح ، حاشية ابن قاسم رحمه الله أو حصول المأمول للشيخ عبد الله الخزيم مثلاً أو غيرها ، وتستمع للشرح ، وتعلق الشرح على هذا الأصل ، وقبل أن تأتي لابد أن تقرأ هذا الشرح حتى لا تعلق معلقاً ، ولا تكتب مكتوباً يكرر الكلام وتسود الصحائف بكلام أصلاً مكتوباً أو في الشرح الذي عندك . اكتب فقط الذي زاد عن الشرح . اجعل هذا الكتاب أصلاً عندك . وترجع إليه تريد أن تجعل هو الأصل الذي تطمئن إلى ضبطه لا تكثر عليك الشروح ؛ لأن الشروح في الغالب متشابهة قد يتفوق وقال عن هذا في بعض المسائل بعض التفريعات لكن الأصل والأساس متشابه فاكتفي بشرح واحد وتعلق عليه ... كيف تحضر عنده أو شرح آخر تكتفي بهذين الشرحين . تجعل الأصل عندك ، وحافظ عليه تراجعه كما تراجع الحفظ بهذا يتأصل العلم ، وينضبط العلم . يمكن الجمع بين الشرحين على شرح واحد . هذه المتون مع شروحها أصول عندك لابد أن تعتني بها وتحافظ عليها؛ تقرأ بين فترة وأخرى ويصبح عندك سبعة متون وسبعة شروح لها تجعل ديدنك في السنوات المتقدمة الأولية وضبطها عندك ، وهناك توسع في غيرها ولا تقرأ في المطولات غيرها كرر جهدك في هذه المتون، واحذر من الاستعجال ، وعليك بالتأني ، ولا تتشعب في طلب العلم . أيضاً من النقاط المهمة في هذه الجانب في بدأ التأصيل الانتقال من المتون المطولة والعناية بحفظها إن أمكن وضبط شرحها بعد أن تطمئن من ضبط هذه الأصول تنتقل إلى المتون المطولة مع العناية بشرحها مثلاً بلوغ المرام في الحديث الزاد في الفقه ، الألفية في النحو، وغيرها من المطولات سواء حفظاً إن استطعت أو تكتفي بمداومة النظر في شرحها ، وإتقان شرحها . هناك كثير من طلاب العلم لم يحفظ هذه المطولات لكن اعتنوا بشرحها أو حفظوا بعض المطولات كبلوغ المرام مثلاً لكن اعتنوا بشرح هذه المطولات وأكثر النظر دائماً يذهب ويأتي عليها حتى تشبع منها ، فأصبح ضبط الأصول والمقدمات وضبط النهايات ثم يأتي بعد ذلك ما سيأتي فيه الآن ، ويجعل كما قلنا في الأول متن له شرح واحد فقط شرح لا تكثر على نفسك لأن الشروح متشابهة في الجملة شرح واحد اجعل لهذا المتن واجعل هذه أصولك كما عند أهل الحديث أصول ، فهذه أصولك اضبط الكتب مع متونها في المتون الأولية وسبعة كتب أو خمسة أو ثلاثة في المتون النهائية هذه أصولك التي إلى أن تشيب وأنت تراجعها بعض أهل العلم لو تنظر في كتابهم متقطعة أو الرعب من كثرة ما ينظر فيه له مجلس يومي بلغ الآن سبعين من عمره له مجلس ثابت ينظر في الروض أو الروعب لايش حتى يضبط العلم وإلا فيتفلت هذا العلم لا يمكن أن يجيب الناس يسأل مرة في الزكاة ، ومرة في القضاء ، ومرة في الصيام ومرة إذا لم يكن حاضر الذهن دائماً النظر في قوله الذي سبق في بداياته ضبطها يتفلت هذا العلم . كثير من التفريعات التي تراه في المطولات ستدرج أدراج الرياح لن يبقى معك إلا أصولك الذي ضبطتها وبضبط هذه الأصول ترجع تلك الشوارد التي سبق وأن حصلت في أيام الطلب . لابد من جعل أوقاتك سنة يراجع فيها يراجع طالب العلم أصوله المحفوظات ذكرنا هذا كثيراً حقيقة . أمثلة تطبيقية لتحسين هذه الفنون قلنا أولاً احرص على العقيدة هذا الجانب مهم في كيفية تأصيل نفسك مثلاً في العقيدة العناية في العقيدة الصحيحة ، لا تدخل في شبهات أهل الكلام وغيرها من العقائد الباطلة إبدأ في العقيدة الصحيحة ، وضبطها قبل الدخول في العلوم وتفاصيلها البدأ في الأصول الثلاثة كما قلنا ، وفي الفقه العناية بمذهب من المذاهب لابد من العناية في مذهب من المذاهب ، يا إخوان علماء الأمة المتقدمين من شيخ الإسلام ومن بعده وقبله وهم أكابر أهل الحديث وأكابر أهل العلم أول ما شرعوا في مذهب أهل بلدهم سواء الحنابلة أو الشافعية فضبطوا المذهب أولاً ثم فرعوا وينظرون في الأدلة ما يبدأ طالب العلم أولاً بغير النظر إلى السنة ويترك النظر في مذاهب أهل العلم ؛ لأنه لا يستطيع أن يستنبط والكلام في هذه المسألة يطول فلذلك الشبهة التي نريدها وهو قد ما يكون فهم لها أول ما تبدأ ابدأ في صحيح البخاري وفي شرحه وهو لا يتقن الأصول الثلاثة ولا يتقن مبادئ الفقه التي يصح بها الطلاق نعم السنة أهم ولكن الأهم عنده أصول يبدأ بها أما أن تأتي وتجدد له البحر بيديك وليس معك سفن تخوض فيه ثمار هذا البحر لا يمكن هذا حقيقة خلل في التأصيل العلم أولاً ابدأ في مختصر الذي أهل بلدك الحنابلة مثلاً عندنا هنا تقرأ على علماء المذهب ، والقراءة في المذهب ليس يا إخوان للتعبد هو للتفقه التعبد بابه الترجيح أنت لما تقرأ العمدة مثلاً أو زاد ما تعبد بأنك تعبد الله بكل كلمة فيها ، أنت تقرأ لتتفقه لتعرف الفقه ، أما باب التعبد فتنظر إلى أرجح دليلاً سواء كان مذهب الحنبلي أو الشافعي أو غيره . ثم بعد المتون المختصرة ابدأ في المطولة المطولة كالزاد وشرحه ، ولا بأس أن تعلق مثلاً في الزاد اجعل لك أصل اجعل لك شرح تعلق على هذا الشرح اجعل حاشية ابن قاسم مثلاً كأصل ، وتعلق عليه شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أو تجعل شرح الشيخ فوزان رحمه الله صاحب البليهي هذا كأصل واجعل له شرح وهكذا تجعل هذا أصلاً لك بعد الانتقال من تأصيل هذا ثم النظر في المطولات القراءة في المطولات العلمية ، ولها شروح الحديث والفقه وغيرها تقرأ فيها ها كالمغني وفتح الباري ، ونيل الأوطار ، وأشباهه من المطولات تقرأ فيها قراءة تدقيق والنقد والنظر وجمع الفوائد إلى آخره هذه القراءة بعد ما حصلت الأصول ، وستكون القراءة كالماهر في السباحة الذي يسبح في هذا البحر الذي بالفعل لا ساحل لها بعد ما أنهيت الأصول ، وكذلك في أصول الفقه وفي النحو وإلى غير والحديث ابدأ في شرح الأربعين النووية ثم العمدة وإن اكتفى في البلوغ فأنا حقيقة لا أنظر الجمع بين العمدة وبلوغ المرام ، من أراد أن يحفظ فليحفظ أحدهم ؛ لأن هذه وسائل ليست أصول كالبخاري ومسلم والذي عنده همة فليحفظ البلوغ يكتفي بها عن عمدة ما عنده همة أن يحفظ البلوغ أو لا يستطيع فيحفظ العمدة فإن أراد يجمع فيسبب له خلط إلا من أوتي له القدرة الفائقة في الحفظ لكن أنا لا أنصح في الجمع بينهما يكتفي بواحد منها والأصل البلوغ ، وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ ابن جبرين رحمه الله أيهما أولى حفظ البلوغ لطالب العلم أو مختصر الصحيحين فنصحوا بحفظ البلوغ أنفع للفقيه ؛ لأن الصحيحين مملوءة بالأحاديث قد ليس من أحاديث الأحكام ، والفقيه بحاجة إلى أحاديث الأحكام ثم إذا حفظوا البلوغ وأتقنه فلا بأس بحفظ الصحيحين . أيضاً من النقاط المهمة في هذا الجانب الجانب التأصيل العلمي العناية في اختيار الشروح والشيوخ والدورات العلمية يا إخوان بعض طلاب العلم المبتدئين ليس له عناية بهذا الأمر الذي يرتب له جدول علمي ما هو الإعلانات في المساجد شاف دورة بسم الله شاف درس بسم الله وانتقل من درس إلى درس عنده عناية ما عنده ترتيب هذه الدروس الحمد لله لن يفوت إذا فاتك الدرس مسجلة فيما بعد لكن خليك على برنامجك لا تتنقل من يوم إلى يوم من مكان إلى مكان لابد أن تعتني بالاختيار ، وأيضا يكون هذا الاختيار يراعى في جانب التأصيل والتسلسل العلمي ما تطلع شرح في كتاب مطول وأنت لم تأخذ بدايات إلا إذا كان لا يتعارض ممكن هذا يعني قد تجد شرح مثلاً في متن مطول لكن لا يتعارض مع ما أنت فيه حرج ، وأما أن تبدأ فيه وأنه ما عندك من البدايات هذا غلط هذا خطأ ، خطأ في تأصيل العلمي يسبب لك التشتيت . أيضاً لابد وأن تراعي جانب الاستفادة والتحصيل هل هذا الشيخ وهذا الدرس يناسب في قضية أنت ولا لا تتعب نفسك هل هذه الدورة تناسبك أو تناسب مستواك العلمي وإلا لا تتعب نفسك فيها دور على غيره إذاً لابد أن تراعي جانب قدراتك ، جانب تأصيلك جانب فهمك حتى يكون نفعك أكبر. لابد من رسم منهج واضح يسير في طلبك العلمي حيث لا تكون هناك التخبط في دراستك العلمي أو تبدأ في المهم ، وتترك الأهم ، وأيضاً الجانب الرسمي المذهب لابد أن ينظر فيه من جانب عدم المثالي كثير من الإخوان يرسم في مناهج كبيرة وضخمة ، ولا يستطيع أن يخلص منها شيء ولا ينهي منها شيء فاكتب الأشياء تستطيع عليها ، وبإذن الله يوفقك الله . ختاماً .. القراءة تكلمنا سابقاً عن مبدأ القراءة وهي مبدأ مهم جداً القراءة لطالب العلم في الجانب العملي لابد كما قلنا عادة محببة ، ولكن بعد العادة المحببة أن تنظر في ماذا تقرأ . أولاً لابد أن تخصص أوقاتاً مخصصة للقراءة المتخصصة ، يعني هناك أوقات متخصصة في ضبط العلمي ، وهناك قراءة تنفعك في مسيرك العلمي كقراءة الأدب ، في السير ، السلوكيات ، تربويات . لا تخلي نفسك من القراءة . كذلك القراءة العامة هذا بابه مفتوحة ليس لها أوقات كل ما وجدت نفسك يعني في وقت فاضي اقرأ في هذه الكتب العامة التي تشتمل على المجلات المفيدة القراءة في السير، تواريخ وغيرها ، فافتح لنفسك هذا الباب وأيضاً المستجد من الكتب الساحة المهمة سواء كانت سياسية أو علمية أو تربوية أو سلوكية لكن بشرط أن لا تكون هذه القراءة على حساب تأصيلك العلمي وضبطك العلمي . هذه أهم المسائل التي حقيقة أود طرحها في هذا المجلس وإن كنا قد اختصرنا لا أقول كثيراً بل بعض النقاط التي لم يسعدنا الوقت لذكرها. ختاماً يا إخوان التأصيل العلمي بابه واسع لا يمكن أن نعطيكم في مجلس واحد كل شيء قد أنا بل أنا حقيقة لا أملك هذا الأمر لا أملك كل ما يمكنه إعطاء ، لأنني لا أبلغ هذه المنزلة التي أحتاج فيه لكني أعطيتك ما رأيته، وما جربته وما نظرته ، وما تابعته من خلال واقع طلاب العلم لكن هذا لا يغنيك من الرجوع إلى من هم أهل الرسوخ العلمي والتأصيل إلى العلم الحقيقي ، وتسأله من أكابر أهل العلم فلمت أحوالهم وستجد خيراً كثيراً . نسأل الله التوفيق والسداد للجميع ، والله أعلم ، وصلى الله على وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . * * * |
رد: التأصيل العلمي
أيها الأحبة هذا الموضوع فعلا طويل جدا جدا لكنه قيم وهو خاص بالتخصصين ......
|
رد: التأصيل العلمي
أستاذي الفاضل
أثابك الله و أحسن إليك موضوع غاية في الأهمية نسأل الله أن يهدينا و يوفقنا لطلب العلم الصالح جزاك الله خير |
رد: التأصيل العلمي
عز الرفيق جزاك الله خير على المرور ......
|
رد: التأصيل العلمي
بارك الله فيك يا نسيم الطائف
موضوع متكامل صحيح أنه طويل جداً لكن تحصل به الفائدة إن شاء الله |
رد: التأصيل العلمي
نسخت الموضوع
ونقرأه على فترات ان شاء الله تعالى لأنه مفيد جداً فجزاك الله خير قبل وبعد |
رد: التأصيل العلمي
جزاك الله خير يانسيم الطائف
|
رد: التأصيل العلمي
جزاك الله خير
|
الساعة الآن 12:57 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل