![]() |
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الاّ ظله00000
وقفات مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( سبعة يظلهم الله في ظله000))
،يقولr:((سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)) رواه البخاري، ومسلم، وأحمد، قال ابن عبد البر في التمهيد : هذا أحسن حديث يروى في فضائل الأعمال ، وأعمها ، وأصحها إن شاء الله وحسبك به فضلا لأن العلم المحيط بأن من كان في ظل الله يوم القيامة لم ينله هول الموقف . فيا عبدالله :تصدق ،وليكن قلبك عامرا بحب المسلمين ،الصالحين ،والعباد والزاهدين واذكر الله في خلوتك ،ولتجر على خدك من خشيته دمعتك،وعلق قلبك في البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، فهذه أربعة من سبعة ،لمن تعدى سن النشأة والشباب،وأما من كان في ريعان شبابه فليقبل على الله تعالى،فتزداد فرص الظلال عنده إلى خمس من سبع ، ليستظل ظلا لا نصب فيه ، ولا وهج ، في اليوم الشديد حره الطويلة مدتة 0وإذا قرأت إعلانا عن مشروب يبرد عليك ظمأك،ويذهب عنك عطشك فإني دال لك على ما هو خير من كل مشروب،عليك بالصوم،((فما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا)) . أخرجاه . وعند النسائي والترمذي وابن ماجه : ((من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا)) . ولا تنس وأنت تعاني شدة الظمأ وأنت صائم في الحر ما وصف الله به أهل النار أعاذني الله وإياكم منها ، يقول سبحانه : }أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ{[الزمر : 24] ويقول جل وعلا : }وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ {[الكهف :29]فباعد وجهك عن حرها ، وسمومها بظمأ يوم أو ما شئت من أيام ، تنل راحة ، وظلا ظليلا . إخوة الدين والعقيدة :إن حر الدنيا مقدور أن يتخلص منه المرء بما تيسر له من مبردات ، ولكن حر الآخرة ليس له إلا مبرد واحد ،هو طاعة الله تعالى ،وفي حديث السبعة آنف الذكر : ((ورجل تصدق بصدقة فأخفاها )) ولكن في حديث آخر في فضل الصدقة ،ما أخرجه الإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم من حديث يزيد بن أبي حبيب قال (كان مرثد بن عبدالله البيزني أولَ أهلِ مصرَ يروح إلى المسجد ، وما رأيته داخلا المسجد قط إلا وفي كمه صدقة ، إما فلوس ، وإما خبز ، وإما قمح ، قال : حتى ربما رأيت البصل يحمله ، قال : فأقول : يا أبا الخير إن هذا ينتن ثيابك ، قال فيقول : يابن أبي حبيب ، أما إني لم أجد في البيت شيئا أتصدق به غيره ، إنه حدثني رجل من أصحاب رسول الله r،أن رسول الله rقال:(( ظل المؤمن يوم القيامة صدقته )). وعند الطبراني بإسناده عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله r((إن الصدقة لتطفيء عن أهلها حر القبور،وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته )). وقد ثبت في الصحيح عنه rقوله :((اتقوا النار ولو بشق تمرة)) . أيها المسلمون : إن السر في تخصيص هؤلاء السبعة بظل الرحمن ذكرا ، مع تفاوتهم في الصفات،فهذا ملك ، وذاك شاب،وهذا رجل دعته امرأة ، وذاك رجل تصدق كما سمعتم ،إن الرابط بين هؤلاء السبعة ، وهو السر في استظلالهم يوم العرض على الله بظل عرش الله،ومن فاز بذلك الظل فلا ريب أنه من أهل الظل الممدود ، والماء المسكوب ،الذين وقاهم الله}شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً $ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً $ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً $ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً {[الإنسان:11-14] إن القاسم المشترك في هؤلاء السبعة هو الخوف من الله ، ومراقبته في السر ،وهم قد خلوا ،وتمكنوا،ونالوا ،فآثروا رضا الله،وألجموا النفس عن هواها،ولم يعطوها مبتغاها ، فهذا الملك العادل ،لولا مخافة الله ومراقبته لما كان له وقاية من ظلم العباد ، ونهب خيرات البلاد ،لكنه لما علم أنه وإن ملك فهو مملوك لخالقه ،مرده إليه خاف الله فيهم ، واتقاه ،وعمل بما يرضيه فعدل بينهم ،ونظر في مصالحهم ،وهو يعلم أن الله وحده هو الذي يجازيه على هذا العدل ، والمطلع على السريرة ، الذي يعلم المفسد من المصلح . وهذا هو السر في الشاب الذي نشأ في طاعة الله مع ما يدعوه من ريعان شبابه ، وقوته ونشاطه لمخالفة ذلك والانعتاق من أوامر الله ،وشرعه ،وطول الأمل عند أمثاله ، والرغبة الجامحة في نفسه للهو واللعب . وذلك الرجل إنما تعلق قلبه بالمسجد لله وحده ،فليس في المسجد دنيا يصيبها،أو امرأة ينكحها ، أو جاه يناله ،أو مال يغدق عليه ،وما تعلق قلبه بالمسجد إلا ليذكر الله وحده ويتحقق فيه وصف الله في أولئك الرجال: }لاتُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ{[النور: 37 ] فلما تعلقت نفسه بربه وصلاته كافأه الله بالظل يوم لا ظل إلا ظله . أيها المسلمون:لما كانت الروابط بين الناس دنيوية،ومصالح ومنافع بينهم ،ترابط الرجلان بالله ، لم يجمعهم رحم،ولا نسب،ولكن تحابا في الله ،إذا اجتمعا فلله،وإذا افترقا فلله ،فاستحقا منابر من نور يغبطهما عليها النبيون يوم القيامة ،وكان ظل العرش مناسبا لتلك المنابر يجلسون عليها والناس موقوفون . فيا لله ألا يكفي ذلك في فضل الحب في الله ؟وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:(( جاء رجل إلى رسول الله rفقال : يا رسول الله كيف ترى في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم ، فقال رسول الله r: المرء مع من أحب)) . أخرجه البخاري . ومن حديث أنس رضي الله عنه : ((أن رجلا سأل رسول الله rمتى الساعة ؟ قال وما أعددت لها ؟ قال : لا شيء ، إلا أني أحب الله ورسوله قال : أنت مع من أحببت ، قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي r: أنت مع من أحببت . فأنا أحب النبي r، وأبا بكر وعمر ، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم)) . رواه البخاري ومسلم .ومن حديث عائشة رضي الله عنها ((ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة ، ولا يحب رجل قوما إلا جعله الله معهم)) . رواه أحمد . فما كان للحب في الله ذلك الأثر ، وذاق المرء المحب في الله طعم الإيمان ، كان من جزائه أن يستظل بظل عرش الرحمن ، }هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ{[الرحمن :60] أيها الأحبة في الله : لقد تغلب هذا المتصدق على شح نفسه ،}وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ {[الحشر: 9 ] ، وتغلب على ما جبل المرء عليه من حبه للثناء ، وفرحه بالإطراء ، و ممن تسعر بهم النار يوم القيامة رجل يكثر من الصدقة ، فلما وقف بين يدي الله تعالى وعرفه نعمه ، وعرفها قال له : ما عمل فيما آتيتك ؟ قال : كنت أصل الرحم،وأتصدق فيقول الله له:كذبت .وتقول الملائكة كذبت . ويقول الله تبارك وتعالى: بل أردت أن يقال:فلان جواد ، وقد قيل ذلك . فلما صفى قلب ذلك المتصدق لله وحده كافأه بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ،والجزاء من جنس العمل . وهذا ما أسال دموع ذلك الباكي خشية لله ،ورغبة فيما عنده ،أبكاه خوفه ،وخشيته ، أبكاه ماضيه ،وأنه لا يدري بم سيختم له ،ويوم يعرض على ربه فيه ، فيخاف أن لا يغفر له ، وأن يدخله النار فيخزيه . وهذا الخوف من الجليل هو الذي قلع قلب الرجل من جوفه حين دعته المرأة ،لها حسب ، ومنصب،وذات جمال ، }وَقَالَتْ هَيْتَلَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ{[يوسف :23]، إني أخاف الله ،}إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{[يوسف :23]. فمن أراد الظل فتقوى الله هي العصمة في الدنيا وظلال في الآخرة ، فليستظل من أراد الظل،فظلها ممدود،ليس له حدود ،لا يتبعه نصب ،ولا يشوبه يحموم ،بل تتبعه جنة عالية }أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا{[الرعد :35] ، }فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ $ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ $ سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ{[يس : 56 -58]نسأل الله بكرمه ومنه أن يبلغنا تلك المنازل، وأن يعيننا على أنفسنا، وأن يغفر لنا ولوالدينا أجمعين.نفعني الله وإياكم بهدي كتابه ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب فاستغفروه ، فيا فوز المستغفرين . |
رد: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الاّ ظله00000
جزاك الله خيراً
وبارك فيك |
رد: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الاّ ظله00000
جزاك الله خيرا
وجعل ماكتبت في ميزان حسناتك |
رد: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الاّ ظله00000
جزاك الله خيرا وسدد خطاك
تحياتي واحترامي |
الساعة الآن 01:27 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل