::{ مجالس قبيلة هذيل  }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها (https://hothle.com/vb/index.php)
-   المجلس العام (https://hothle.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الخطر القادم!!! (https://hothle.com/vb/showthread.php?t=30129)

واثق 08-02-2009 11:48 AM

الخطر القادم!!!
 
الخطر القادم في نظري هو المخدرات فكم شتت من اسرة واضاعة من شباب
وإليكم هذه القصة العجيبة نقلتها للعبرة



بدأت حياتي سعيدة مع زوجي الذي كان يعمل رئيسا ًفي شركة مرموقة براتب مغر ٍ ..كنت أشعر بأنني أسعد زوجة في الدنيا فهو يحبني ويدللني ويفيض العطف علي وعلى أولادي... إذا ما غاضبته أو غاضبني كان هو المبادر إلي استرضائي ..كنت وكأني ملكة في بيتي وبين أحضان أسرتي..بل أنا كذلك.. وتمضي الأيام وسرعان ما يتحول هذا النعيم إلي جحيم.
بدأ مسلسل الأحداث المرة بتغير مفاجئ في حالة زوجي النفسية ..مزاج حاد متقلب..عصبية لأتفه الأسباب ...إلي أن بلغ الأمر إلي الضرب الذي فرق الأورام على صفحات وجهي.
نعم ..ليس هذا زوجي الذي كنت أعرفه، بل هو إنسان آخر ، الحياة معه لا تطاق .. فلا حب.. ولا عطف ..ولا حنان.
كان يأتي إلي البيت ورائحته كريهة جدا،وفي يوم من الأيام أخذت ثيابه كالعادة لأقوم بغسلها فوقعت يدي على مادة غريبة تبي لي فيما بعد أنها قطعت من الحشيش المخدر.
اكتشفت الطامة المفجعة، وهي أن زوجي غدا مدمنا ً للمخدرات ..لم تنجح محاولاتي المتكررة في نصحه فقد كنت كما لو أني اضرب في حديد بارد
لجأت إلي والديه واستنجدت بهما في نصحه وإرشاده للعلاج..استجابا لطلبي وحضرا وليتهما لم يحضرا ..فما أن تحدثنا في الموضوع إلا وشتمهما وضربهما وطردهما من المنزل.
ازدادت حالة زوجي سوء يوما ً بعد يوم إلي أن بلغ به الحال إلي سوء الظن وإثارة الشكوك بسلوكي.. كنت أتصبر أمام هذه الاتهامات، واقبض على مستقبل هذه الأسرة كما لو أني أقبض على جمرة...ربما لا تصدقوني لو قلت لكم إن المخدرات بلغت به مبلغ الشك حتى في سلوك ابنتي الصغيرة البالغة من العمر سبع سنوات!!!!!
في أحد الأيام يطرق الباب مغضبا فتقوم المسكينة لتفتح له الباب ولكنه في سكره وعربدته يخيل إليه أنها تجلس مع رجال!!! كيف؟ لا أدري
ينهال عليها بالضرب فتهرب المسكينة وينطلق ورائها كالمسعور فيجدها مختبئة في غرفتي ..يرسل عليها قنابل من زجاجات العطر فيشوه جسمها ويكسر يدها..صرخت بأعلى صوتي من هول الموقف ..اتصلت بأخي نقلنا ابنتي إلي المستشفى وقد دخل الزجاج في عينيها البريئتين فأفقدها النظر ردحا ً من الزمن..وفي يوم آخر من أيام عمري البائسة يدخل زوجي علينا كالثور الهائج فيأخذ ولدي الصغير ويلقي به في الشارع فيتورم رأسه ، ولكن لطف الله أن أم زوجي كانت معنا في المنزل فتأخذ ابني إلي المستشفى ليتم إسعافه.
كان تناول زوجي للمخدرات بمثابة إعلان لحالة الطوارئ في المنزل فكل شيء محزن يمكن أن يقع ..ما إن يتناول هذه السموم حتى يتحول إلي مخلوق آخر قلب بلا رحمة ..جسم بلا عقل..حيوان في مسلاخ بشر.
يدخل علينا يوما وقد احتد مزاجه بعد أن فقد عقله فيلقي ثلاجة الشاي الحار على رأس ابنتي الصغيرة فتصاب بحروق وتشوهات لا تزال إلى يومي هذا تنطق على صفحات وجهها ببشاعة الموقف.
أما ثالثة الأثافي ، وداهية الدواهي التي رميت بها فكانت في ابني الأكبر ، وكان عمره حينئذ اثني عشر عاما..كان ابني هو بصيص الأمل الذي بقي لي في حياتي المظلمة فقد يئست من زوجي الذي قتل آمالي...
وحطم كل المعاني الجميلة في نفسي ...بل و حطم أثاث البيت..حتى الأبواب لم تسلم من شراسته ... لم يبقى لنا في البيت سوى غرفة واحدة أتحصن فيها أنا وأولادي من شر طوارق الليل المرعب الذي يقضيه زوجي مع رفقة السوء .. في ليلة داجية يجتمع زوجي مع رفاقه في مجلس من مجالس الشيطان ..وكان من الطبيعي أن يحدث ما لا يحمد عقباه في نهاية هذا المشهد ...أخذت بناتي وولدي إلي الغرفة وأقفلت الباب ..مضت الساعات...نام الأولاد وبقيت وحدي ، وكيف لي أن أنام وقد تسربلت بثياب من الرعب زاد بها قلقي وطال بها ليلي.
مع هزيل الليل الدامس وعند الساعة الثالثة يرتج باب الغرفة وقد حال بيني وبين زوجي الذي يصرخ <<افتحي الباب>> صرخت<<لن أفتح>>
..استيقظ الأولاد ..للأسف لم يصمد الباب كثيرا ً فقد حطمته ثورة زوجي العارمة..يدخل الغرفة وفي عينيه الجاحظتين هالة من الغضب فينهال علي وعلى أولادي ضربا ًبكل ما تناولته يداه حتى تمزقت ملابسي ...تقع العصا في يديه فتكسر على رأس ولدي يلتفت يمينا ويسارا فلا يجد سوى الطاولة فيهوي بها على رأس الصغير فإذا الدماء تنفجر من رأسه صرخت بأعلى صوتي مستنجدة بمن قد يسمعني من الجيران الذين باتوا في بيوتهم هاجعين لكن لا مجيب ولا معين أسرعت إلى الثلاجة لأخرج قطعا ًمن الثلج وأضعها على رأس ابني وأربطه بالغترة ولكن لا فائدة فلا تزال الدماء تسيل من جرحه كسيل عارم.
الله أكبر..الصلاة خير من النوم ..لا زالت في ذاكرتي تلك النداءات الروحانية التي كانت تتردد من المسجد المجاور في أجواء ذلك الموقف العصيب..خرجت من المنزل أجري من هول المصيبة بلا شعور..بلا حذاء..بل بلا حجاب أطرق باب الجيران فيخرج جارنا بثياب النوم أخبره بما جرى فيجري إلي المنزل وأنا أجري وراءه ...وإذا بفلذة كبدي يسبح في دمائه نحمله إلي المستشفى فيوضع تحت العناية لمدة ثلاثة أسابيع ..وتأتي الفاجعة التي تجرعت مرارتها على مدى الأيام إذ يقرر الأطباء أن ابني قد اختل عقله من جراء الضربة ...كان هذا الموقف بمثابة السهم الذي أصاب مهجة الفؤاد.
بعد شهرين خرج ابني من المستشفى عالة علي في المنزل لا يملك لنفسه صرافا ولا نصرا ...فهل عساه أن يكون لي رداء يعيني على مصائب الحياة؟ ماذا أفعل وقد ضاقت علي الدنيا بما رحبت فكأنها ظل رمح أو هي أضيق..أشتد كربي واتصلت أحزاني ، وتواترت أشجاني لكني مع هذا كله لم أزل أسلي نفسي بزوال المحنة وانكشاف الغمة فلكل هم فرج ..ولكل ضيق مخرج ...وبعد أن بلغ السيل الزبى ، ولامس السكين العظم دعوت الله تعالى أن يقبض عليه ويسجن..وبعد أسبوع من دعائي الحار يقبض عليه رجال الأمن ليقضي عقوبة السجن لمدة عامين.
بدأت معاناة أخرى مع أولادي الصغار وأسئلتهم المتكررة بلا كلل ولا ملل : أين أبي؟ لماذا قبضوا عليه ؟ لماذا دخل السجن؟ ..أتيه في فكري فلا أجد لتساؤلاتهم جوابا ً إلا أن أقول بكل سذاجة:هذا جزاء الذي يطيع الشيطان !!
كنت أزوره في السجن ...وفي أحدى الزيارات طلب مني أن يرى ولده الصغير في الزيارات القادمة لبيت طلبه وليتني لم أفعل فهاهو ولدي الصغير يسألني بكل براءة ونحن في طريق العودة إلي المنزل :لماذا لا يأتينا أبي في المنزل مثل والد الجيران؟ لماذا يضعون أبي في الشبك؟
كانت هذه أسئلته تنزل على قلبي كالسكاكين فلا أجد لها جوابا إلا الصمت بكل مايحويه من ألم وحزن
وفي السجن كان زوجي قد ابتعد عن رفقة السوء ومجالستهم وتغيرت أحواله وسبحان مقلب القلوب، لا أستطيع أن أصف لكم كم كنت مسرورة برجوع زوجي إلي جادة الصواب ..ورب ضارة نافعة.
بعد انقضاء المدة خرج زوجي من السجن ولله الحمد محافظا ً على الصلوات متمسكا ً بالخلق والفضيلة ولما كان فقد وظيفته الأولى بدأ البحث عن وظيفة أخرى.. وبعد جهد متواصل عثر على وظيفة مناسبة إلى حد ما وإن كانت بالطبع دون الوظيفة الأولى.
كنت أظن أن زوجي عاد إلي رشده وأقلع عن المخدرات بالمرة ..ولكن حدث مالم يكن بالحسبان فقد تجمع حوله رفاقه السابقون ولم يبرحوا حتى استدرجوه بألاعيبهم إلي وهدة الإدمان من جديد. وماهي إلا أيام ويفصل زوجي من الوظيفة الجديدة فتتردى أحوالنا المادية بفصله من وظيفته الجديدة من جهة وإدمانه المخدرات من جهة أخرى ... لم يكن مستغربا أن يقوم ببيع معظم أثاث المنزل بل وحتى أدوات المطبخ طمعا في الحصول على المخدرات التي أنسته نفسه وأولاده ومع هذا كله لم تكن هذه الأموال لتشبع شراهته في تعاطي المخدرات فكان لابد من ثمن أغلى .
فماذا كنت الثمن ياترى؟كان الثمن ولأسف ابنتي الصغيرة ذات الأحد عشر ربيعا ً!!إذ يقوم بتزويجها رجلا منبوذا مصابا بانفصام في الشخصية ،في الواقع لم يكن اهتمامه بكفاءة الزوج بقدر لهفته على تحصيل المهر البالغ خمسين ألف ريال وتم له ما أراد فسلب ابنتي مهرها لينفقه على سمومه التي ملكت قلبه وعلى كل حال مضت الأيام والأعوام ورزقت ابنتي بعدد من الأطفال من هذا الرجل المريض
أما زوجي فقد كان في الواقع في عداد الأموات بل ليته يموت فاستريح..وفي أواخر الأيام قام زوجي بتقسيم البيت واستقل بمفرده في قسم وترك لنا القسم الآخر ..لم يكن يعيرنا أدنى رعاية أو اهتمام إلا إذا نفذ ما بيده فيدخل البيت ويأخذ ماوقعت عليه يده من قوتنا الذي كان يصلنا من المحسنين والجمعيات الخيرية ثم يمضي وقد يغيب أسبوعين مع شياطين الإنس ونحن لا نعلم عنه شيئا ً، ولم تكن المأساة لتقف عند هذا الحد بل تعدت آثارها إلي الأولاد الذين تأثروا بسلوك والدهم السيئ فكان بعضهم يغيب عن المنزل أياما عديدة دون حسيب أو رقيب .
فكرت في أيامي التي خلت....نزعت مني ما ألبست....وسلبت ضعف ماوهبت...وأوحشت فوق ما آنست...وفجعت أكثر مما متعت


من كتاب (من ميدان المكافحة قصص وعبر ومآسي لآسر)

عبد العزيز الطلحي 08-02-2009 02:15 PM

رد: الخطر القادم!!!
 
شكرا على الموضوع الرائع
ومشكور وبيض الله وجهك




اخوك

عبدالعزيز

فارس الطلحي 08-02-2009 03:43 PM

رد: الخطر القادم!!!
 
الله يقوي الدولة الكريمة على الهربين والمروجين وكل من ساهم في دخول المواد الخبيثة إلى وطننا






موضوع مهم تشكر عليه أخي الكريم

واثق 08-02-2009 10:21 PM

رد: الخطر القادم!!!
 
اشكركما على المرور الرائع

أبو رديد 08-03-2009 07:23 AM

رد: الخطر القادم!!!
 
الله يحمينا نحن ومن يعز علينا


أشكرك أخي واثق

نسيانك صعب 08-03-2009 12:34 PM

رد: الخطر القادم!!!
 
مشكور على هذا الطرح المميز

تقبل مررررروووورري

واثق 08-03-2009 01:17 PM

رد: الخطر القادم!!!
 
ابو رديد ,,,,,,,,,,,, جزاك الله خير على مرورك
نسيانك صعب ،،،،،،،،،،،، المميز هو مرورك


الساعة الآن 01:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل