::{ مجالس قبيلة هذيل  }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها (https://hothle.com/vb/index.php)
-   المجلس العام (https://hothle.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   عوامل التأثير على القناعات (https://hothle.com/vb/showthread.php?t=30298)

ماطر السويدي 08-07-2009 09:00 AM

عوامل التأثير على القناعات
 
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..
أما بعد..
مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم الشباب والتحديات..
كالعادة نطرح تحدي جديد من التحديات التي تواجه شباب الأمة الإسلامية، ونقوم بمناقشته مع ضيوفنا في الأستوديو، ومع ضيفنا في كل حلقة، وعلى ضوء هذا نخرج بالنتائج التي نرجو أن ينفع الله بها في هذه الحلقة سنطرح تحدي آخر من التحديات التي تواجه شباب الأمة وشباتها وهو تحدي عوامل التأثير على القناعات الناس يحملون قناعات، ويسير كل منهم بقناعاته بحياته يتصرف على ضوء ذلك يقدم ويحجم ويقبح ويحسن كل هذا على ضوء قناعات يحملها في ذهنه كلا من أفراد الناس هذه القناعات كيف تشكل؟ ماذا تمثل بحياة الإنسان؟ كيف يمكن التأثير عليها؟ ما هي حدود التمسك بهذه القناعة؟ ومتي يسوغ أن يتنازل الإنسان عن قناعته أو أن يغير قناعته؟
كل هذا سيكون بإذن الله تعالى موضوع هذه الحلقة في مقدمة الحلقة نرحب باسمكم جميعا بفضيلة ضيفنا في هذه الحلقة فضيلة الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي حياكم الله يا دكتور.
الدكتور: بارك الله فيك.
د. مسعود: أهلا وسهلا بكم نسأل الله التيسير، والتوفيق.. قبل أن نبدأ نرحب أيضا الشباب الذين معنا في الأستوديو بسم مشاهدينا الكرام، وندعو الجميع إلى هذا الاستطلاع الذي أجريناه مع بعض الشباب؛ لعلنا نستنير بما يرد فيه في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى تفضلوا بمتابعة هذا التقرير.
المعلق : أخي الكريم لك قناعاتك، وأفكارك من الذي زرع فيك هذه الأشياء هذه القناعات؟
شاب : من أو شي المدرسة كانوا يعلمونا بعدين بالبيت بتكمل مع المدرسة بعدين آخر شيء مع حلقات العلم بيعطيك قناعات كثير أحسن.
د. مسعود : حضر حلقات العلم ما المطلوب منه كشاب شو يعمل؟ هل هي الحفظ لكتاب الله عز وجل، وأحاديث النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام أم ما المطلوب من هذا الشاب؟ يعني كيف تتكون هذه القناعات؟ وكيف يمكن أن يدافع عن هذه القناعات؟
شاب : طبعا أهم شيء أنه يحفظ الأحاديث، ويحفظ كتاب الله بعدين ما بيكفي أنه بس يحضر لازم يحضر، ويفهم شو عام يحضر حتى يحسن ينشر الأفكار على غيره، وغيره يقتنع فيه كمان.
شاب آخر : والله كان والدي هو السبب يعني الحمد لله رباني على التربية الإسلامية، وعلمنا الآداب الشرعية، والصفات الحميدة، ولم يعزلنا عن الواقع.
شاب آخر : من وقت لما ختمت القرآن زادت البركة بوقتي.
شاب آخر: الحمد لله إن أبي بكل مراحل حياتي كان معي بكل خطوة، وبكل لحظة عطاني زبدة حياته، ومثلا إذا ارتكب خطأ بحياته ما بيريدني أنا أرتكبه أكثر شيء استفدت منه أبي الحمد لله كان؛ لأنه عام يلاحقني.
د. مسعود: مشاهدينا الكرام أهلا وسهلا بكم، والآن نستطيع بعد أن شاهدنا هذا التقرير أن ننطلق في محاور هذا الموضوع في هذه الحلقة د / محمد أهلا وسهلا بك في هذه الحلقة.
الدكتور : حياك الله.
د. مسعود :القناعات، ونحن نتحدث كالعادة في برنامجنا هذا إلى الشباب شباب الأمة الإسلامية، وشابات الأمة هذه القناعات نريد في البداية أن نتحدث عن مدى أهمية هذه القناعات؟ هل هي أمر مهم؟
الدكتور : بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. حقيقة يا شيخ هذا الموضوع من أهم المواضيع التي يجب أن تطرح، وفي الحقيقة موضوع جديد.. يعني في كثير من البرامج الإسلامية في عدد من القنوات تكون مواضيعهم أحيانا عن أشياء لعله يطرقها أحيانا خطيب الجمعة أو يسمعونها أحيانا في الإذاعة، ويقرؤونها في الجرائد تتكلم عن صلة الرحم.. بر الوالدين.. الصدق.. الكذب.. أفات اللسان.. إلى آخره.. لكن في الحقيقة أن يطرح موضوع بهذا العمق الفكري يتكلم عن قناعات الإنسان، ومدى تأثيرها أصلا في تصرفاته؛ لذلك تجد أن كثيرا ممن يغزون المسلمين في الحقيقة هم يغزونهم غزوا فكريا إن صح التعبير، والغزو الفكري هو عبارة عن تغيير قناعات أن ترى أن هذا عدو فيجعله صديقا بعد مجموعة من التعاملات معك الأنبياء بعثوا في الحقيقة؛ لتغيير قناعات هذا الناس.. كان الناس يرون أن هذه الآلهة تنفع وتضر.. هذه قناعة من قناعاتهم كانوا يرو ن أن وأد البنات هو أنفع لهم، وأستر لأعراضهم كانوا يرون أن أخذ الثأر أقوى لجاههم، وهيبتهم، وشجاعتهم عدد من القناعات كانت في رؤوسهم.. فبعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء مبشرين، ومنذرين لأجل أن يعدلوا هذه القناعات ما كان منها صالحا كقناعة الكرم؛ لأنها تؤثر البركة في المال، والوجاهة عند الناس، وغيره وحسن الخلق والنجدة وغير ذلك.. هذه ثبتها الإسلام.. أما بعض القناعات الأخرى التي كان يمارسها العرب أو التي أسلمت الأمم الأخرى ثم بقوا على ممارستها حتى غيرها الإسلام هذه قناعات إنما بعث الأنبياء في الحقيقة لأجل أن يغيروها؛ لذلك بعض الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبلوا التغيير في هذه القناعات وبدءوا ينظرون إليه، ويقولون: { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ } وجدنا أباءنا مقتنعين بأشياء ما نقدر نغيرها أباءنا كانوا إذا أصابهم الجذر، وامتنع القطر ذهبوا إلى ألهتهم أباءنا كانوا إذا جاءهم البنات دفنوهن وهن على الحياة حتى يموتن أباءنا كانوا إذا جاعوا سرقوا كانوا إذا أرادوا أن يقاتلوا أحدا ازدادوا في ظلمه؛ لأجل أن يكون لهم هيبة عندهم قناعات لم يرضوا أن يغيروها فمات بعضهم على مثل هذه القناعات، وأخبر الله تعالى عن مآلهم الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه عددا من الناس ممن عندهم قناعات خاطئة وهم يظنوها حسنة، وأود في الحقيقة أن نركز على هذا كثيرا؛ لأن بعض الشباب أحيانا، وبعض الفتيات قد يكون عندها قناعات تظنها حسنة وهي في الصحيح أنها خطأ مثل ما قال الله سبحانه وتعالى: { أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} وهذه مشكلة أن يبدأ الإنسان يتصرف تصرفات معينة يظن أنها هي الصواب أنها هي الذي تدعوه للحق فلا يستشير أحدا في قناعاته أحيانا قد تكون قناعاته مبنية على مجرد تفكير شخصي منه دون أن يستشير أحد ممن هم أقدم منه أو نحو ذلك الأمم السابقة ممن عندهم شيء من هذه القناعات التي يحاربون بها الآخرين خذ مثالا على ذلك قبل أن ننتقل للشباب لما أرسل الله تعالى موسى إلى فرعون كذب {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى}
نقاش طويل بينه، وبين موسى ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى.. أخرج يده فإذا هي بيضاء للناظرين.. هذه معجزات فرعون تدلك على أن لا يمكن أني أقلب العصا حيا، ولا يمكن أن أقلب يدي بيضاء للناظرين إلا أن يكون الله تعالى الذي صنعها هو الذي قدر ذلك قال فرعون { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} بدأ يتهم يحاول عنده قناعة يحاول أن ينشرها عند الناس هذا ساحر يا جماعه أنا أضع في رؤوسكم أن هذا ساحر اقتنعتم أنه ساحر اقتنعوا أنه ساحر كيف نتعامل مع الساحر أرسل في المدينة حاشرين.. يأتوك بكل سحار عليم.. الناس بدءوا يقترحون ما دام يا ربنا يا فرعون؛ لأنه كان ربهم يعتقدون أن هؤلاء سحره إذا نأتي بسحرة جاء السحرة، وقالوا لفرعون بكل ذل، واستجداء إن لنا أنا كنا نحن الغالبين قال: {نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ} أعطيكم فلوس، وخليكم جلساء خاصين بدأ السحرة بقناعة معينة أن اللي أمامنا ساحر، ونحن سحرة وهذا ساحر مبتدأ، ونحن سحره صار لنا سنين، ونحن على هذا السحر، ونحن أباء السحر أصلا فلما قال: موسى { أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ} ألقوا حبالهم وعصيهم وحلفوا بعزة فرعون قالوا: { بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} ألقى موسى عصاه.. فلما ألقى العصا هم كانوا يجعلون الحبل على الأرض، ويجعلون العصا فيه، ويحركونه، ويسحرون أعين الناس حتى يظن الناس أن هذه الحبال قد تحولت إلى حيات.. فلما ألقى موسي عصاه { فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} يعني انقلبت انقلابا تاما من أصلها إلى أصل آخر حية تسعى { تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} تبين للسحرة أن قناعتهم السابقة كانت خطأ.. لكنهم كانوا أبطال، وثبتوا في هذا التحدي..
الآن هل أثبت على أخطائي السابقة أم أغير قناعاتي؟ ما دام يا جماعة اقتنعت أنني كنت على خطأ ليش ما غير قناعتي؟ لماذا ما أكون بطلا وأتخذ القرار الشجاع؟
فلما رأوا هذه الحية بدأت { تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } قال الله: { فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ{46} قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ{47} رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} إحنا فعلا كلنا مقتنعين أن هذا رب، وأنه هو إلهنا، وأننا سحرة.. لكن الذي جئت به يا موسي هذا يدل ما في كلام فيه رب فوق فرعون، وفرعون بدأ يستخدم قوته، ويذكرهم بالقناعات السابقة بدأ يقول: { إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ}، { َأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم} ويهدد.. { قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ}..
عجيب يعني لكم رب غيري؟ نعم.. لدينا رب غيرك { إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ} وفعلا قام بقتلهم جميعا، وصلبهم، ونجا الله موسى، وبعض المؤمنين..
لذلك يقول مجاهد المفسر رحمه الله كانوا في أول النهار سحرة فجرة، وصاروا في آخر النهار شهداء بررة.
د. مسعود: شكرا يا شيخ محمد على هذا الطرح.. يعني في مقدمة هذه الحلقة، وأمر هام جدا تعريف بالقناعة، وتمثيل لها واضح.. الآن نريد أن نلتفت إلى الشباب الموجودين معنا في الأستوديو رأينا شباب وهو أمر تقريبا مفهوم أن القناعات تسير الخلق أنت بقناعاتك تتصرف.. فهذه القناعات في رأي الشباب كيف يمكن بناء هذه القناعة؟ بحيث تكون في مأمن؟ تكون قناعتك هذه تقودك إلى الصواب.. كيف يمكن بناء هذا النوع من القناعة الإيجابية؟ نريد إجابات منكم واقتراحات.. نبدأ من هناك لو سمحت تفضل.
شاب : نعم قبل الإجابة على السؤال.. أولا: نريد أن أطرح نقطة أن الشيخ جزاه الله خيرا طرح قصة فرعون، وقصة سيدنا موسى عليه السلام.. لكن الأحسن هو أن نتكلم مادمنا نتكلم على تحدي الشباب نتكلم على عوامل تأثير موجودة الآن من وسائل الإعلام من تحدي مثلا من الكلمة المؤثرة من الرأي الموجود من تحريف الكلام عن مواضعه، وغيره.. أما سؤالك الشيخ مسعود هو أن الإنسان عندما يربى تربية صالحة، وتكون هذه التربية متعلقة بشرع الله عز وجل في بيئة صالحه فإنها لا يمكن أن تؤثر فيه قناعات أخرى خارجية إذا كان على أسس صحيحة شرعية.
د. مسعود :يعني إذا العامل التي تقترحه أنت أنه عامل يؤثر في بناء القناعة بناءا إيجابيا هو التربية البيئة التي يتربى فيها الإنسان إضافات.
شاب آخر : بسم الله الرحمن الرحيم.. أولا: أنا مقتنع بفكرة معينة، وهذه الفكرة قد أخذتها من كتب موثوقة أو أخذتها من السنة أو من كتاب الله سبحانه وتعالى.. فأنا مقتنع بهذه الفكرة، وأعمل بها فجاء إنسان آخر فقال لي: فكرة أخرى مناقضة للفكرة التي أنا أقتنع بها.. فإذا كانت توافق كتاب الله سبحانه وتعالى أو سنة رسوله أو ما درسته أخذ بها وإلا وضعتها جانبا.. يعني ما يوافق ديننا، وشرعنا آخذ به، وما لا يوافق أضعه جانبا.
د. مسعود :إذا حتى تبني قناعة في نظرك أنت ايجابية يكون حكمك دائما هو وفق الكتاب والسنة لما تتلقاه من أفكار تؤثر في القناعات.
الشاب : أو ما يوافق الدين لا يسئ إلى الدين.
د. مسعود : مين كمان عنده إضافة؟ ناخذ من هنا كمان رأي.. تفضل.
شاب : بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا برأيي أن القناعة الإيجابية هي التي تبني على أساس صحيح، والأساس الذي أراه هو أساس العلم ويقول الله تعالى: { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } فهذه الآية تدل على وجوب أن القناعات ينبغي أن تبنى على العلم، وأسباب العلم كما عرفها علماؤنا الخبر الصادق أو العقل أو الحواس السليمة فإن كانت القناعة مبنية على هذا العلم بأقسامه فأراها صحيحة ما لم يكن ثمة خلل في الحواس مثلا أو في العقل أو خبر غير صادق
د. مسعود : إذن العلم.
الشاب : الأساس هو العلم.
د. مسعود: الأساس هو العلم نأخذ رأي أخير من هنا تفضل.
شاب : بسم الله الرحمن الرحيم.. أشكر الدكتور محمد، وكذلك الشيخ مسعود، وأرى أن من العوامل القوية التي تؤثر على التحدي لإيجاد قناعة صادقة أولا: كون الإنسان يحس أنه على مرأى من الله عز وجل، وأنه مراقبه.. هذا تأثير قوي يؤثر على قناعة الإنسان.. الأمر الثاني: بعد خوفه من الله عز وجل لابد أن يكون له قدوة صادقه كالإعلام الصادق مثل هذا المنبر المبارك.. نسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين ثم بعد ذلك أن يكون له جليس صالح بعد هذه القدوة الصالحة وشكرا.
د. مسعود: يعني الآن جمعنا مجموعة أراء من الشباب حول ما يرونه د / محمد يعني سبل لتحصيل القناعة لبناء القناعة الإيجابية فيما توافقهم، وفيما تصوبهم.
الدكتور : في بعض النقاط حول الطرق التي نستطيع بها أن نكون القناعات الإيجابية.. لكن لي كلمتين يا شيخ حول ما يتعلق بأهمية الطرح حول هذا الموضوع حتى إذا الإخوة والأخوات الذين معنا يشاهدوننا أن يشعروا أن هم شركاء معنا، وأننا بعد البرنامج نستطيع أن نفعل شيئا ليس فقط مجرد ثروة فكرية نكونها في أذهاننا يعني مثلا نعطيك مثال من القناعات السيئة عند الناس التي تحتاج منا إلى نقاشهم، وإلى تغييرها في أذهانهم.. بعض الناس الآن يرى إذا كان مثلا عنده معصية صغيرة، وجئت تنصحه بها مقتنع أنني أحسن من غيري، وبالتالي أنا ما فعلت شيئا كبيرا.. يعني بعض الناس الذي يصلي في بيته إذا قلت له: يا أخي لماذا لا تصلي في المسجد؟ قال: يا أخي الحمد لله أنا على خير أنا أحسن من غيري.. أهم شيء إني أصلي.. غيري ما يصلي أبدا.. تعال إلى بعض الناس الذي يصلي أربع صلوات في اليوم، ويترك صلاة الفجر مثلا ما يصليها أبدا يا أخي ليش ما تصلي الخمس صلوات كاملة؟ قال: أنا أحسن من غيري.. غيري ما يصلي إلا الجمعة.. تأتي لإحدى الأخوات يا أختي لما لا تتحجبين حجابا كاملا؟ قالت: أنا أحسن من غيري.. غيري تلبس القصير.. الشورت.. تعالي عند صاحبة الشورت لماذا قالت: أنا أحسن من غيري؟ وأذكر في الحج قبل الماضي خرجت إلى رمي جمرة العقبة الكبرى، وقد كان زحاما شديدا حتى الواحد يخرج يعد أصابعه لا يكون نقص منها شيء من شدة الزحام.. فلما خرجنا كان أمامي أحد الحجاج، ولا نزال بإحرامنا، وغبار عرفات فينا، ولا تزال روحانية بعد عرفات.. فالذي أمامي أول ما طلع من الزحام طبعا قد انخلعت نعالنا، وتعبنا تعبا شديدا.. أخرج علبة سجائر من إحرامه بدل ما يطلع مسواك.. ثم أخرج السيجارة ووضعها في فمه قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.. الآن قبل قليل ترجم، وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والله أكبر، والآن إبليس ركبك على طول.. فجيت سلمت عليه.. يا حاج الله يقبل منا ومنك وبارك الله فيك ووجهك ما شاء وجه حجاج، وما شاء الله تعالى خير.. قال: أشكرك قلت: لكن يا حاج إحنا لسه طالعين من رجم العقبة، وأمس في عرفات نسأل الله التوبة، والآن على طول بالسيجارة.. يعني على طول غلبك الشيطان لسه ما غيرت إحرامك فالتفت عليا قال: إحنا صحيح ندخن لكن ترى أحسن من غيرنا.. إحنا ما نشرب خمر.. شوف فرأى أنه عنده قناعة الآن هو يدخن، ولا يستشعر أنه عاصي؛ لأنه يقارن نفسه دائما بمن أشد منه عصيانا.. كذلك بعض الأخوات التي تتساهل بحجابها..
بعض الناس الذين يتساهلون بالنظر الحرام تقول: ما يجوز يا أخي تنظر إلى فيديو كليب وامرأة ترقص، وتضم رجل.. قال: يا أخي أحمد ربك أنا ما أنظر إلى أفلام خليعة.. أنا أحسن من غيري.. هذه القناعة يا جماعة ينبغي أن نهز الناس فيها هزة فعلا.. النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إياكم ومحقرات الذنوب" والله سبحانه وتعالى: { مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}
يقول ابن عباس: الصغيرة مثل السواك يسرقه الرجل ينبغي أن نبين للناس أن نغير قناعته أعني قناعة احتقار المعصية إلى قناعة أخرى وهي أن لا ينظر إلى صغر ما فعل، ولكن ينظر إلى عظمة من عصى تقنعه أن المعصية عموما سواء صغيرة الصحابة ما كانوا يقولون هذه صغيرة، ولا كبيرة.. لما ينهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء ما كان واحد ياجي يقول: يا رسول الله! زي واحد مرة سألني سؤال قلت: لا حرام.. قال: يا شيخ يعني حرام حرام؟ قول: آه يعني إيش قصدك يعني مكروه، ولا حرام حرام.. يا ويلي من الله الصحابة ما كانوا يسألون هذا السؤال.. كان يا رسول الله! حرام.. نعم حرام.. أضرب به عرض الحائط.. ما كانوا يلتفتون إليه أبدا..
أما بالنسبة للسؤال اللي تفضلت إليه الإخوة الكرام، وأنا أود الإخوة الشباب إذا جاء الدور عليهم أن يعطونا بعض القناعات غير هذه القناعات بعض القناعات التي تحتاج إلى تغيير عند الناس سواء قناعات تتعلق بالعقيدة.. أحيانا بعض الناس يدعوا غير الله تعالى يظنوا أن القبر فيه نفع، وضر من دون الله.. قد يذبحوا لصاحب القبر.. قد يدعوه من دون الله.. مع أن الله سبحانه وتعالى قد أمر ألا تكون العبادة إلا له وحده..
هذه قناعات عقدية ينبغي أن تغير في أذهان الناس.. بعض القناعات عند الناس أنه في السابق كان الربا حرام.. الآن خلاص الربا ما فيه ظلم كثير، و المسألة دول، وأصبح الربا حلالا.. بعض الناس قد يتساهل به، وهذه قناعة بلا شك أنها خاطئة ينبغي علينا أن نتعامل مع الناس لأجل تغييرها بالحوار كما سيأتي بنا شيء من ذلك.
د. مسعود: أشكرك محمد سنواصل إن شاء الله تعالى مشاهدينا الكرام نستأذن للحظات، ونعود لمواصلة هذا الحوار الشيق مع الدكتور محمد العريفي، والحضور معنا هنا.
فاصل
.................................................. .........................................
د. مسعود: مشاهدينا الكرام أهلا وسهلا بكم مرة أخرى دكتور محمد العريفي ضيفنا، وإياكم في هذا اللقاء، وكذلك الشباب الحضور.. نرحب بالجميع أهلا وسهلا يا شباب.. الدكتور محمد على ضوء ما ذكرتم، وما ذكر الشباب من ما مر في الجزء الأول من الحلقة أريد أن أسأل عن أمرين..
نبدأ بالأول من هذين الأمرين وهو القناعات الآن أدركنا أهميتها، ولكل متأمل يدرك أهمية القناعات؛ لأنها تورث الأعمال، والسلوكيات.. طيب عندما نقول هذه القناعة تحتاج إلى تغيير، وهذه القناعة ابقي عليها.. أيها الشاب أو الشابة ما هي الموازين التي نزن بها القناعات حتى نعرف السلبي منها من الإيجابي؟ تسمح لي أن أطرح السؤال على الشباب قبل أن نرده إليه.. تفضلوا يا شباب.. من عنده جواب على هذا السؤال؟ ما هي الموازين التي نزن بها القناعات حتى نقول هذه القناعة إيجابية تبقى أو ننميها وهذه المناعة سلبية يجب أن نغيرها.. ما هي الموازين؟
شاب : أحيانا أقول العقول الكبيرة يمكنها تميز بين القناعات الخاطئة، والقناعات الصحيحة.. لكن أفاجئ بشخصية مثل " الماهات ماغاندي" هذا الإنسان العملاق التي أسس حركة "لاو" عندما عاد إلى بلاده الهند كان يعبد " لاجو د" فهذا أمر عجيب هذا العقل العملاق مازال متمسك بهذه القناعة..
أقول: إن الخطأ في ذلك أن هذا الإنسان عندما صار برحلة البحث أخضع كل شيء للعقل أخضع كل شيء لسلطان العلم.. إلا أنه عندما تمسك بعقيدته استثنى هذه العقيدة، وجعلها جانبا.. أنا أظن أنه يجب على كل إنسان فينا أن يبدأ برحلة لتصحيح القناعات هذه القناعات التي لدينا هل هي قناعات صحيحة أم هي قناعات خاطئة؟
د. مسعود: جميل ما قولتلنا على العوامل؟ عوامل تثبيت القناعة الإيجابية، وإزالة القناعة السلبية كيف؟
الشاب : يعني الرحلة العلمية بشكل أساسي.
د. مسعود: العلم ترى أن العلم..
الشاب : يعني أنا أحيانا أناقش في أمر أراه بدهي، وأفاجأ أن الناس يناقشونني في هذا الأمر البدهي يقولون: أنت خطأ.. أنا أقول: لماذا هو خطأ؟ هذا أمر أنا أقول: بدهي بالنسبة لي.
المقدم : ما هو ميزانك أخي الحبيب إيش هو ميزانك في هذا خطأ ولا صواب؟
الشاب : الميزان هو الميزان الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى، وجعله شاهدا.. ألا وهو أولا الشريعة، وله الهيمنة الكلية، وثانيا الشاهد الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى ألا وهو العقل.
د. مسعود: جميل هذه موازينك تفضل.
شاب آخر: بسم الله الرحمن الرحيم.. الميزان اللي بعد الله عز وجل نقول: إن كل شيء من الله عز وجل هو إعمال العقل.. فسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام لما قال لهم ما ها الشيء عام تعبدوه؟ فهو الله اللي خلكم فما صدقوه.. فآخر شيء قال: { وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ{57} (فقال).. فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} فما تتالت الآيات، ورجعوا فلقوا الأصنام مكسرة إلا واحدا قال: ما فعل هذا بآلهتنا؟ قالوا: سمعنا فتي يقال له إبراهيم.. فقال: ارجعوا إليه فسألوه إن كانوا ينطقون.. فأعمل عقولهم عقوله ما توصل إلى فكرة مباشرة غير بعد إعمال هذه بمراحل عديدة؛ لأنه قال لهم: إن الله موجود فلم يصدقوه.
د. مسعود: طبعا العقل له دور قوي جدا في هذا ننتقل إلى طرف آخر.. تفضل.
شاب: بسم الله الرحمن الرحيم.. أولا: أريد ميزان القناعة.. ما هو ميزان القناعة؟ وأنا أريد أن أغير قناعتي بأمر ما أيضا عندنا شرع الله سبحانه وتعالى، والعقل والبرهان أنا مقتنع بأمر ما إذا أردت أن أغير هذه القناعة أريد برهان.. أريد دليل، وأيضا هناك هداية من الله سبحانه وتعالى.. مثلا الفضيل بن عياض كان مقتنع أن المعصية تفيده يعني كان قاطع للطريق لص في ليلة من الليالي يريد أن يقابل جارية وهو يقفز على السور سمع آية تتلى { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } غير قناعته.. قال: بلي قد آن.. فعاد، وتاب إلى الله سبحانه وتعالى.
د. مسعود: الميزان.. ما هو الميزان؟
الشاب: هو العقل، والشرع.
د. مسعود: طيب إذن في جديد هذا ما ذكره إخوانكم.
شاب : إضافة إلى ما ذكره الشباب عرض على الشرع والكتاب والسنة أول شيء علشان تغيير القناعات استشعار المشكلة.. أنا لدي مشكلة في قناعاتي باستشعر أن عندي أنا مشكلة في قناعتي..
ثانيا برجع للكتاب، والسنة القناعة الجيدة إضافة إلى ذلك أنه النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث من الله عز وجل بعث لتغيير القناعة.. فرب العالمين كان بقدرته أنه ينزل كتاب مباشرة بدون شخصية النبي صلى الله عليه وسلم.. إحنا الآن نحتاج إلى قدوة أو مرجعية عليا إضافة إلى الكتاب والسنة حتى نستشعر المشكلة.. بالإضافة إلى ذلك ما فتح باب الحوار.
د. مسعود: هذه سبل تغيير للقناعات يا شباب أنا أسأل عن الميزان.. على كل حال فيما ذكرته شيئا من هذا عندك تذكر ميزان لنا من موازين المقارنة بين القناعة السلبية والقناعة الإيجابية مثلا.
الشاب : من الموازين الهامة في تغيير القناعات إرجاع الأمر إلى أهل العلم كلا بحسبه في ميزان العلم الشرعي لدي العالم الشرعي لميزان العلم الطبي إلى الطبيب.. لميزان كذلك النجار إلى النجار.. {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
د. مسعود: جميل.. هذا ميزان آخر.. دكتور محمد الموازين التي نزن بها القناعات حتى نحن الآن عرضة، والشباب الذين ندعوهم إلى التأمل في الموضوع، وندعوهم الآن بدون تردد؛ لتغيير ما لديهم من قناعات سلبية إلى شيء أفضل.. ما هي الموازين التي تجعل الإنسان يقول هذه القناعات إيجابية، وهذه القناعات لا تخضع للموازين فهي سلبية أو غيرها؟ يعني هل لك أن تتحدث؟
الدكتور : الأصل عندنا ميزان أنزله الله سبحانه وتعالى هو الميزان الوحيد فيعرض هذه القناعات التي نعيشها نحن الكتاب والسنة مثل ما تفضل الإخوة { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} أي نازلة تنزل بالناس كان النبي صلى الله عليه وسلم يوحي إليه في شأنها، والصحابة من بعده كانوا يجتمعون كما كان عمر رضي وتعالى عنه يجمع أهل بدر، وكان يشاور كبار الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم كان يشاور كبار الصحابة إذا وزنت بميزان الشرع ووزن صحيحة أو لا؟ إن كانت صحيحة قبلت، وإن كانت لا ردت.. لكن شدني في الحقيقة الكلام عند الإخوة يتعلق بقدرتنا نحن على تغيير قناعات الآخرين.. يعني أنا أحيانا قد يكون عندي قناعات معينة ثم أفاجئ مثلا وهذه قناعة مسلمة عندي كما ذكر بعض الإخوان ثم تفاجئ أن اللي عندك ما هو مفكر في ها القناعة فمثلا أنا مقتنع أن الزنا حرام، وأتكلم مع صاحبي بناء على ذلك فأفاجئ أنه يقول: لا يا أخي الزنا في السابق كان حرام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الخلفاء من بعده إلى تقريبا قبل 50 ، 60 سنه كان حرام الآن خلاص كانوا في السابق يتورطون لما الحرمة تولد ولد ما يدرون مين أبوه هذا، وبعدين كان في السابق ما في أشياء طبية تمنع وقوع الأمراض الآن في حمض d. n. a الآن في قياسات معينة، وفي أمور معينة، وفي فحص طبي للبغايا.. خلاص أصبح حلال ليش تقول حرام؟ أحيانا أفاجئ ببعض الناس أنا عندي بعض المسائل أنا أجزم تماما أنها حرام ثم تفاجئ أنه يجزم أنها حلال كذلك مثل الخمر واحد من المرات نتكلم معه عن تحريم الخمر قال: الله تعالى يقول: { وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}.. { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} يا أخي منافع الخمر، وبدا يعدد منافع من عنده ياليته إستدل بكلام أطباء وكيميائية بدا يطلع منافع من عنده تفيد الكبد.. تفيد الدم.. تقوي العضلات..
قلت: يا أخي جايب الكلام ده من وين؟ فإذا يأتي من رأسه توقعات يتوقعها.. هذه قناعات أحيانا موجودة عند بعض الناس، وقد تكون مبنية على أهوائهم، وشهواتهم غير مبنية على أسس شرعية.. طيب السؤال الآن كيف نستطيع يا شيخ أن نغير هذه القناعات عند الآخرين؟ لو كانت في قناعة معينة عند ولدي وهو تحت يدي ممكن بالقوة هغير ها القناعة يا ولدي مرة ثاني إذا طلعت الشارع ولا مرة ثانية ضربت إخوانك أو مرة ثانية أخذت دفتر أختك ولا أخذت مني فلوس والله لأضربك.. غيرتها بالقوة.. لما يصير عندي واحد يؤمن أن الزنا حلال أو يؤمن أن الربا حلال أو عنده قناعات تتعلق باختلاط المرأة مع الرجل أو قول غير ذلك.. كيف نستطيع أن نغيرها؟
أنا في تصوري أن أهم شيء نستطيع بقى أن نغير قناعات للآخرين حتى نثق تماما أنهم لم يظهروا لنا فقط الموافقة.. إنما في بواطنهم مخالفين إلا أن نحاورهم الحوار المبني على أسس صحيحة المتضمن احترام الرأي الآخر حتى نستطيع أن نغير قناعاتهم.. خذ أمثلة على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه في يوم من الأيام فإذا بشاب يدخل إلى المسجد ينظر يمين ويسار بدل ما يأتي، ويجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم، ويستمع ها الذكر وتحفه أنوار النبوة معهم، وتنزل عليه السكينة أقبل واقفا ينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده كبار الصحابة، ولم يخجل من أن يطرح سؤالا عنده قناعة معينة عندي حبيبتي يجب أن أقع عليها بالفاحشة.. عنده قناعة.. يا رسول الله إئذن لي بالزنا وهو جاي متوقع أن ممكن يأذن له أصلا.. لو لم يتوقع ذلك مطلقا لما جاء.. لكن عنده احتمال لو واحد في المليون أنه ممكن يسمح لي، وأروح قناعة معينة أن الشريعة ممكن تتغير بناء على حاجة بعض الأشخاص أو شهوتهم.. النبي صلى الله عليه وسلم قادر أن يقول له: أعوذ بالله.. زنا! اخرج.. أخرجوه، ويطلع الشاب، وانتهينا حتى الصحابي لم يذكر اسمه، ولم يكن من كبار الصحابة، ولا من قادتهم.. يحتاج إلى ائتلافه.. لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع المخطئين كما يتعامل الطبيب الرفيق مع المرضى.. قام بعض الصحابة بيطلع الشاب يتفاهم معاه.. إحنا في حلقة ذكر.. إيه ائذن لي بالزنا؟ الناس يقولون: ائذن لي ببر الوالدين.. ائذن لي بالجهاد.. ائذن لي بطلب العلم.. ائذن لي بالزنا.. أعوذ بالله.. جلسه النبي صلى الله عليه وسلم، وبدأ يحاوره.. يغير قناعاته دخل إلى رأسه، وغير قناعته.. قال له: طيب أترضاه لأمك؟ الشاب مقتنع أن أبغي أزني.. لكن مو مقتنع أن أمه تزني.. قال: لا ما أرضاه لأمي.. قال: كذلك الناس ما يرضونه لأمهاتهم".. شوف الهدوء والثقة للنفس.. قال: ترضاه لأختك؟ قال: لا.. ما أرضاه لأختي.. قال: الناس ما يرضوه لأخواتهم.. أترضاه لعمتك؟ ترضى عمتك تزني.. أعوذ بالله.. لا يا رسول الله ما أرضى عمتي تزني.. كذلك الناس ما يرضوه لعماتهم.. أترضاه لخالتك؟ وجعل يعدد عليه محارم.. الشاب ينتفض كل ما يتخيل أن أمه في واحد يزني بها.. أو أخته.. أو عمته.. أو خالته العفيفة.. ينتفض.. قال صلي الله عليه وسلم.. فأحب للناس ما تحب لنفسك، وأبغض للناس ما تبغضه لنفسك".. أنت لما تزني.. تزني بأخت فلان، ولا عامته، ولا خالته، ولا بنته، ولا نزلتلك تطلعلك جنية من الأرض تزني بها أكيد الشاب أقتنع فعلا أنا غلطان أصلا بها السؤال.. قال: يا رسول الله.. قال: نعم.. قال: ادع الله أن يطهر قلبي.. أنا فعلا مخطئ بسؤالي.. سؤالي قناعة خاطئة.. ادع الله أن يطهر قلبي.. قال: تعال الآن.. جاء التصرف العاطفي.. قبل قليل حوار فكري.. الآن عاطفة جاء الشاب رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى صدره حتى وضعها عليه.. قال: اللهم اهدي قلبه، وحصن فرجه، واغفر ذنبه" خرج الشاب وهو يقول: شوف القناعة اللي انقلبت في صحيح مسلم يقول: والله لقد دخلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم وما شيء أحب إلي من الزنا.. محبة وصلت إلى الحد اللي ياجي يقول: يا رسول الله ائذن لي، وخرجت من عنده ولا شيء أبغض إلى من الزنا.. تغيير القناعة..
شخص آخر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي من البر أبيض، وزوجته بيضاء، وجاءت بغلام أسود.. ولدت غلام أسود استغرب يمكن زنت بأحد العبيد عنده.. يمكن رجل أسود اغتصبها شك الرجل في الموضوع.. جاء يا رسول الله! قال: نعم.. يا رسول الله امرأتي جاءت بغلام أسود.. عنده قناعة لا يمكن واحد أبيض، وزوجته بيضاء، ويأتيهم ولد أسود.. غير معقول أو العكس.. فقال صلى الله عليه وسلم عندك إبل؟ شوف أيضا قدرته على الكلام مع رجل حسب بيئته.. ما سأل عن التمر، والنخل اللي موجود بالمدينة، وسأل عن الإبل؛ لأن أهل الأعراب اللي في البر إبل هذا شغلهم بيئتهم إبل.. قال: عندك إبل؟ قال: نعم.. قال: ما ألوانها؟ قال: بيض.. قال: هل فيها من أورق؟ فيها واحد أسود كدة بحمرة؟ قال: نعم.. قال: إيش جابها؟ مادام هذا أحمر أسود وهي كلها النوق، والبعيرين الإبل والأناثي كلها بيض.. كيف طلع الأسود من بينها؟ قال: لعله نزعه عرق يمكن واحد من أجداد الأب أو أجداد الأم أسود، وطلع، والولد فيه هذا الشبه.. فقال صلى الله عليه وسلم، وكذلك ولدك لعله نزعه عرق.. سكت.. السلام عليكم، وراح يقبل ولده.. فأنا أقول الحقيقة أيضا الأستاذ مطالب أن يغير قناعات طلابه.. الزوج مطالب أن يغير بعض قناعات زوجته.. لما يا أخي بعض الأزواج أول ما يتزوج يقول لزوجته: تتحجبي تقول: ما أبغي أتحجب.. يقول: ألا تتحجبين ولا طالق؟ يا أخي غير قناعاتها.. أن تعدل سلوك كامل.. لا تريد فقط أن تحول مشكلة بينك وبينها.. ولدك.. يا ولدي صلي في المسجد.. ما أبغي أصلي في المسجد.. أقولك صلي في المسجد ولأعطيك. يا أخي غير قناعاته.. يا ولدي تدري إيش فضائل الصلاة في المسجد؟ تدري ليش الله أمرنا نصلي بالمسجد؟ حتى يتحد المسلمون.. غير قناعات في رأسه حتى يصلي في المسجد سواء كنت تراقبه أم كنت ميتا أم طلقت أمه أم ضاع عنك هو نقل هذه الفكرة لغيره.. المهم أن نستعمل هذا الحوار لأجل فعلا أن نحاول أن نعدل من قناعات الناس.
د. مسعود: يمكن أن نواصل إن أذنت بس نريد أن نلتفت للشباب قليلا نواصل إن شاء الله في أساليب تغيير القناعات.. لكن نريد أن نسأل الشباب بعد ما سمعوا منك ما سمعوا حيال أساليب تغيير القناعات، وأيضا الإنسان يدرك أحيانا أهمية أن تغير قناعة من خطأ إلى صواب من شيء يضره إلى شيء ينفعه..
الآن نريد أن نسأل الشباب إلى أي مدى يعني أنتم مستعدون أنت أيها الشاب إلى أي مدى عندك استعداد لقبول أن تغير قناعتك إذا جاء من يرشدك إلى أن هذه القناعة ما هي طيبة سلبية شيء أفضل؟ فإذا عندك استعداد تقبل تغير القناعة من يجيب عندنا؟ وهنا كمان شوف ها الشاب الأخير.
شاب : عندي استعداد أغير القناعة إذا كان اللي عام يخاطبني أهل؛ لأنه يخاطبني يخليني أغير القناعة أو يعطيني دليل على القناعة اللي بده يعطيني إياها مو ياجي بس يقول لي: أنت على هاي الشغلة غلط بدك تسوها هيك أو يقول لي هاي مو منيحه بدك تغير لهيك إذا أعطاني دليل، وأقنعني تمام، وخاطب عقلي، وخاطب جانبي الروحي.. فيعني أغير قناعتي.. أما إذا هيك قعد يصب على أفكار يصب على أفكار بدك تغير ده غيره ما هيستفاد مني شيء.
د. مسعود : جميل.. السؤال هو مبدأي أنت مبدئيا عندك استعداد إذا اتضح لك أن القناعة التي لديك أنها قناعة ليست صحيحة أن تغير في ناس يقول لك: لا أنا قناعتي ما أغيرها أبدا فأنا أسأل عن مدى استعدادك مبدئيا نسمع برده من زملائك.
شاب : إذا أتاني الذي يخاطبني كشاب، ومثقف، وأتاني بأدله على هذا الخطأ الموجود فيعني أنا.. لكن على تعقيب كلام الشيخ تكلم، وأتى بأمثلة على مجتمع الرسول صلي الله عليه وسلم.. لكن في اختلاف شاسع جدا بيننا، وبين مجتمع الرسول صلي الله عليه وسلم.. ففي مجتمعنا الآن فيه فئات ممكن لا تقبل الحوار نهائيا بمجرد أن أكون أنا مقتنع بشيء وهو يعرف أنني مقتنع بهذا الشيء ما في حوار نهائيا.. يعني نحن نعرف بأن المجتمع العربي أصبح فيه فئات، وأحزاب، وشيع كثيرين مختلفة جدا وهي متضادة بينها تضاد كبير جداً لا في حوار، ولا في أي شيء لابد.. نحن نبحث عن سبل ثانية حتى نصل إلى الاجتماع، والتكاتل بينا في المجتمع الإسلامي.
د. مسعود: جميل برضه نرجع مرة ثانية هنا لو سمحتم إلى أي مدى عندك استعداد تغير قناعتك إذا اتضح لك أنها خاطئة؟
شاب : إذا اتضح أن قناعتي خاطئة أغيرها إذا كان الدليل الذي قد وجه إلى أقوى من الدليل الذي أقتنع به أنا، وأيضا أخي تفضل قبل قليل أنه إذا خاطبه أهل علم واستطاعوا الدخول إلى جانبه الروحي، ولا يكفي الجانب الروحي في رأيي.. بل يجب أن يغيروا الجانب العقلي؛ لأن يخاطبوا عقلي لا يكفي روحي ليست روحي هي التي توجهني، وليس هواي هو الذي يوجهني.. بل عقلي، وديني.. فيجب على أن أسمع الدليل أقوى من الدليل التي أقتنع به، وأن يكون وفقا لعقلي، ولشريعتي.
د. مسعود : إنما عندك استعداد؟
الشاب : عندي استعداد تام.
د. مسعود: نسمع رأي أخير من أحد الإخوة هنا تفضل.
شاب : كل إنسان غير مستعد لتغيير قناعته يعتبر متعصب.. فلذلك تغيير القناعة إن كان بدليل فهذا أمر واجب تغييره.
د. مسعود :جميل شكرا لك يذكرنا الأخ بحلقة ماضية كنا تحدثنا فيها عن التعصب وهو الآن يذكرنا بحديث دار هناك، ويقول: إن الإنسان الذي لا يقبل تغيير قناعته عندنا اتضح له أنها خاطئة هذا متعصب.. التعصب المذموم.. بناء على ما ذكره الشباب شيخ محمد يعني مدى استعداد الإنسان لتغيير قناعته، وكذلك أيضا ما ذكره أحد الإخوة هنا من أنه تغيير القناعة، وأسلوب مخاطبة الآخر لتغيير قناعته إذا لم نتمكن من إقناع الطرف الآخر الذي نرى أنه مخطئ في قناعته.. إذا لم نتمكن من الوصول إليه؛ لتغيير هذه القناعة من المسئول هو أم نحن؟ هل نحن شركاء للمسئولية؟
الدكتور : أنا ودي أن ننظر دائما نظرة مشرقة عندما نريد أن نناقش الآخرين.. المشكلة لما آتي أنا، وأناقش شخصا معينا في قناعة من القناعات.. أضرب عليها أي مثال من الأمثلة سواء اقتصادية أو اجتماعية أو ديني أو غير ذلك.. إذا وضعت أنا في نفسي منذ أن آتيه بأن هذا إنسان مكابر، ولن يقبل مني، وأن المجتمع العربي مجتمع لا يقبل من أحد.. يا أخي ما الفائدة من آني ألقي شباكي في نهر أعلم أن ليس فيه صيد؟ أخي اذهب ونم جائعا أحسن لك بدل ما تتعب، وتجوع أكثر.. نحن مطالبون أن نبين الحق للناس، وأن نقبل إلى الناس بنفس مشرقة، وحسن ظن برب العالمين أنه سيهديني..
يا أخي النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في أول الإسلام، ويقول: اللهم انصر الإسلام بأحد العمرين.. العمران عمر بن الخطاب تدري من الثاني؟ أبو جهل فرعون هذه الأمة اللي لما قتل في معركة بدر، وجئ للنبي صلى الله عليه وسلم برأسه ما صدق.. قال: يا رسول الله! هذا أبو جهل.. قال: الله.. قالوا: نعم.. قال: الله.. قالوا: نعم.. ويتخيل أبو جهل وهو يضع رجله على رقبة النبي وهو ساجد.. يتخيله وهو يضربه أعادها مرة ثالثة.. معقول؟ الله.. قالوا: الله.. قال: هذا فرعون هذه الأمة، ومع ذلك كان يدعوا أيد الإسلام بأحد العمرين.. عمر بن الخطاب أو عمرو بن الهشام اللي هو أبو جهل.. نحن ينبغي أن ننظر نظرة مشرقة عندما نريد أن نتحدث مع الآخرين.. { إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} يقولها الله عز وجل أنا على أن أبلغك دين الله.. اقتنعت على عيني، ورأسي.. ما اقتنعت هذا الذي أمرني به الهداية هو إرشاد.. أنا مأمور بها أبين للناس أدلهم، وأرشدهم..
أما هداية الإيمان، والتقوى، والتوحيد فإلى رب العالمين.. { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ} ما قال: أهدي {بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} ما قال ما أديت أنا خلاص بلغت الرسالة هذا اللي عليا يارب العالمين.
د. مسعود: {لَيْسِ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} قال رب العالمين.
الدكتور :وهذه في الحقيقة أمر مهم أن ننظر للناس نظرة مشرقة عندما نتكلم معهم.. الأمر الثاني أن نحمل الهم.. يعني أنا أستغرب من بعض الناس أن يكون عنده فكر شيوعي أو رأس مالي أو ليبرالي أو علماني أو أي فكر مخالف للفكر الشرعي الإسلامي، وتجد أنه يستميت في سبيل نشر هذا الفكر عبر الصحيفة السيارة، وعبر المجلات، وعبر الإعلام، وعبر مجالسا تلقاه.. يحمل هما كلما جلس في مجلس تلقاه ينشر هذا الفكر عند الناس..
يا أخي نحن أصحاب فكر.. الأخوات والإخوة الذين معنا أنتم أصحاب فكر فيما يتعلق بالحجاب.. أصحاب فكر فيما يتعلق بالاختلاط.. أصحاب فكر فيما يتعلق بالحكم بما أنزل الله.. فيما يتعلق بالخمر.. فيما يتعلق بالربا.. فيما يتعلق بالأحكام الشرعية المتعلقة بالزنا.. بطلب العلم.. بغيرهم من الأمور.. هذا الفكر الذي نحمله في رؤوسنا.. هذا النور ينبغي بنا أن نكون فوانيس تمشي بين الناس بحيث ما دام عندي فكر صحيح مقنع للآخرين يجب أن أتبع الطرق الشرعية الصحيحة، وأن أقوي نفسي علميا في أن أناقش الآخرين فيه.
د. مسعود :جميل د . محمد شكرا لك سنعود باستكمال الموضوع إن شاء الله تعالى مشاهدينا الكرام لحظات، ونعود بإذن الله تعالى لاستكمال هذا الموضوع.



د. مسعود : أهلا وسهلا بكم مرة أخرى بعد هذه الاستراحة القصيرة.. مازلنا مع موضوع عوامل التأثير على القناعات، وخطابنا مازال بين شبابنا، وشابات الأمة عبر هذا البرنامج.. أهلا وسهلا بكم د . محمد تغيير القناعات كنا نتحدث عن وسائل، وسبل تغيير القناعات.. سيرت فيها شوطا في موضوع.. بس يشغلني قليلا قبل ننساه، وقبل أيضا أن ينتهي البرنامج.. قبل أن نعالجه..
الآن الوسائل التي تؤثر على القناعات منها ما نستطيع التحكم فيه نحن، ومنها ما لا قدرة لنا في التحكم فيه، وإنما نستطيع أن نتقي سلبياته مثلا هذا الإنسان الذي نتكلم عن قناعاته، والرغبة في أن تكون هذه القناعات إيجابية يعيش في مجتمع الفكر العام.. في المجتمع عندك وسائل مؤثرة كوسائل الإعلام هذه تبث ليل نهار، وفيها ما يتصادم مع القناعات الإيجابية، وفيها ما يدفع إلى القناعة السلبية كثير جدا، وغيرها من السبل، والوسائل كثير جدا.. رفاق السوء إلى آخره.. طيب ما هي النصيحة التي تقدم للشباب والشابات حتى يمكن أن يتقوا سبل التأثير على القناعة تأثيرا سلبيا؟ يا شيخ محمد..
الدكتور : إذا كان الشخص عنده من العلم الشرعي ما يستطيع به أن يدفع القناعات السيئة عنه فلا بأس أن يتابع ما شاء من البرامج التليفزيونية، ويجلس مع من شاء من أصحاب متعددة.. أما إذا كان هذا الشاب أصلا أو الفتاة أو المسلم أو المسلمة غير محصن فكريا.. فلا ينبغي يا أخي أن يعرض نفسه لهذه الأمور.. يعني مثلا أنا لما أجلس أتابع لي برنامج يشكك في مسألة قسمة المواريث في الإسلام.. ثم يبدأ يقول: والإسلام أعطى المرأة سهم، والرجل سهمين، والإسلام.. الإسلام.. أنا إذا لم تكن القضية مبحوثة فيها من قبل، وعندي فيها تأصيل شرعي، وإلا ما يجوز لي يا أخي أن أتابع هذه الشبهات.. يعني كوني أتي وأبدأ إملاء عقلي بالشبهات قبل أن أملأه بالعلم الشرعي هذه مشكلة.. كذلك الناس الذين عندهم تأثير على الآخرين لو عندي مثلا أحد من رفاقي عنده نوع إلحاد أو تارك للصلاة وهو يرى أن الصلاة الواحد لا يصلي إلا بعد سن الأربعين، وحافظ كام حديث مثلا ضعيف في هذا الموضوع أو مثلا يخالط الفتيات، وعنده القناعة أن الشخص إذا كان لسه ما تزوج أنه عادي يزني إذا تزوج.. خلاص حرام مثلا قناعة عنده إذا كنت عندي ردود عليه، ومؤصل نفسي شرعا ليس مشكلة ممكن أن أصاحبه أن أخالطه بحيث أني أأمن على نفسي بإذن الله أن يصيبني بضرر.. أما إذا كنت ليس مثل هذا التأصيل فلا ينبغي أن يكلف المرء نفسه مالا يطيق، والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "لا تتمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموه فأثبتوا" هذا ينبغي أن نهتم به بقي عندي نقطة بس أبي أذكرها من أهم النقاط غير الحوار..
أحيانا قد يقول بعض الإخوة والأخوات الذين يشاهدونا أو الشباب اللي معنا يا أخي الحوار كلام جميل، وأنا فعلا أعرف واحد عنده فكرة كذا، وأعرف واحد عنده فكرة كذا.. لكن صراحة ما أعرف أحاور، وأتلعثم، وذاك رجل سليط اللسان.. طيب ليس شرط أن تحاوره أنت.. يا أخي أعطه شريط يحاوره.. شريط عن هذا الموضوع.. أعطه c d) ) قرص مضغوط.. إما محاورة مرئية أو مسموعة ممكن أن تحاور هذا الموضوع.
د. مسعود: كتاب.
الدكتور: أحسنت كتاب فيه خير الجليس في الزمان كتاب خليه يقرأ هذا الكتاب يعدل فيه بعض المفاهيم التي عنده.
د. مسعود: تحيله إلى قادر من القادرين على الحوار غيرك.
الدكتور : ممتاز أن تدعو شخصا من العلماء أو شخصا من أصحابك أو أحد الناس، وتجعله يجلس معك ثم بعد ذلك تحاول أن تثير معه هذه المسائل حتى تناقشه فيها.
د. مسعود: بس إذا أذنت نلتفت للشباب قليلا، ونعود إليك.
الدكتور : باقي نقطة واحدة خطيب الجمع الحقيقة أن أحمل خطباء الجمع أن يعدلوا قناعات الناس الخاطئة إلى صواب.. يا أخي نشكو من كثير من أحبابنا، وإخواننا خطباء الجمع أنه لا يهتم بتحضير خطبته.. العالم كله يطوف، ويثور على مواضيع معينة فكرية وغير ذلك.. ثم يأتي هو في خطبه، وينقل الناس نقلة بعيدة جدا لا حضر، ولا هناك أسلوب جيد في الإلقاء، ولا مهارات إلقاء، ولا تطور طريقته في الإلقاء.. لم يأخذ دورة في فن الإلقاء، ولا فن الاتصال، ولا نبرات الصوت، ولا حركات الجسد.. ما عنده أي قدرة.. ثم يقول يا أخي جماعتي ما يتأثرون بي.. سبحان الله! يا أخي أنت السبب.. الخطأ فيك.. ليس في الناس الله سبحانه وتعالى أمرهم أن ينصتوا إليك.. من مس الحصا فقد لغى.. من قال لصاحبه أنصت فقد لغى.. ينبغي على خطيب الجمعة أن يعرف ما جعله الله تعالى عليه من الثغر العظيم جدا من ثغور الإسلام.. أنت بين يديك أكثر من 1000 أو 2000، وربما يكون المسجد كبيرا يحتمل أكثر من ذلك.. هذا العدد الكبير الذي فرغه لك لمدة نصف ساعة لا يجوز أن يحرك الأرض يجب عليه أن يستمع إليك.. يا أخي ليه ما تعطيهم شيء تعدل بهم قناعاتهم.. كلمهم مرة عن الاختلاط.. أعطهم القناعات الإسلامية الصحيحة.. مرة عن الأمور الاقتصادية، والمالية.. مرة كلمهم عن الإعلام أعطهم القناعات الشرعية.. ثق تماما أن لو تكلم أي واحد من الإعلام بشيء، وتكلمت أنت أيها الخطيب في كثير من الأحيان يستمع الناس إلى خطيبهم لمعرفتهم به، والتصاقهم به، ومحبتهم له أكثر من سماعهم من غيره.
د. مسعود: شكرا يا دكتور محمد سنرجع إليك إن شاء الله، ولكن نريد من الشباب الآن أن يتحدثوني عن تأثرهم أنتم الآن شريحة من شرائح الأمة.. مدى تأثر الشاب أو الشابة بهذه الوسائل المؤثرة في القناعات كوسائل الإعلام.. كالفكر السائد في المجتمع.. تعيش في بيئة معينة، ومجتمع معين هناك فكر سائد رأي عام في المجتمع يؤثر على القناعات.. مدى تأثر الشخص بهذه الأشياء.. مدى تأثرك أنت بهذه الأشياء؟ من يجيب؟ تفضل.
شاب : من القناعات التي تنتشر في مثل هذه الأيام قضية اللباس مثلا للفتاة.. ترى القنوات الفضائية، وما يلبس في القنوات الفضائية، وكيف تمشي هذه الفتاة؟ وكيف تلبس؟ وكذلك الشاب ترى أن قناعات كثيرة من الناس تتغير.. كذلك قناعات البعد من إنسان ربما يخاف من الله عز وجل.. فربما يتغير عند الفتاة أو كذلك الشاب البعد عن الشاب الصالح أو فتاة صالحة بحجة أنه إنسان متزمت أو هذا إنسان معقد أو ليس عنده أريحية في الحياة.. هذه من القناعات التي تبثها القنوات الإعلامية، وربما يتشربها الشاب، والفتاة.
د. مسعود: هذه الآن إقرار بأن الوسائل الإعلامية تؤثر من أيضا يشارك أخاكم.
شاب آخر: من القناعات الموجودة الآن في المجتمع وهي التي أضفت شخصية كبيرة على المجتمع حتى أصبح مجتمع مادي هو الإيمان بالمادي فقط.. فنرى أن الناس قناعتهم الآن فقط بالمحسوسات، وخصوصا المال مثلا معك قرش فقيمتك قرش.. الأمور المالية ضرب مثال الدكتور في بداية الحلقة القبور.. فهذا أعتقد برأيي أنه ليس قناعات هنا انتقلنا إلى شيء صار عقيدة.. فالإنسان يأتي، ويسأل صاحب هذا القبر.. هذا إنسان ليس بمؤمن.. نحن نناقشه في إيمانه نعيده إلى حظيرة الإيمان.
د. مسعود :عنده قناعة بهذا الذي يفعله.
الشاب : اعتقاد.
د. مسعود : اعتقاد مبني على قناعة.
الشاب : أما الإنسان الذي يتوسل لله تعالى.. هذه قناعة جاءت عن شرع.. جاءت عن حديث اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق من جاء إليك، وبحق الراكبين إليك.. يعني هناك النبي علمنا هذه الأشياء انتقلنا هنا إلى الذبح، وهذا صار اعتقاد من قناعة موضوع المال.. موضوع اللباس.. هذه قناعات.. أما العقيدة أعتقد أنه شيء آخر.
د. مسعود :غير القناعة لا إشكال نسمع من صديق آخر.. تفضل.
الشاب : أحيانا التشويه دون الدليل مع تكرار هذا الأمر سبب في القناعات.. مثلا فلسطين اليوم الشعب الأوروبي عندما يسمع القضية الفلسطينية مشوهة، وتكرار هذا الأمر، وهذا التشويع مرارا فيصبح عندهم قناعة في هذا الأمر.
د. مسعود: صحيح معلش نقف عند هذا؛ لأنه بدأ وقت الحلقة يضيق سمعنا كلام الحقيقة مهم جدا على الأقل نقطتين نبحثهم إحدى النقطتين أن القناعات ليست دائما بالضرورة تتولد عن أدلة قوية.. ربما تكون القناعات تصنع صناعة، وهذا ملحظ مهم جدا الآن العالم الغربي يهجم هجمة شديدة على المسلمين، وخاصة الشباب والشابات لتغيير قناعاتهم من الصواب إلى الخطأ.. لكن بأساليب ماكرة.. فهل هذا ممكن تكون هذه الأساليب مغيرة كالمثال اللي ضربه الأخ هنا؟
الدكتور : جميل في نقطة بالنسبة بعض الإخوة ذكر أن الذي يدعو عند قبر ليس بمؤمن أصلا.. حقيقة الدعاء عن القبور ينقسم إلى أقسام، وأنا بحكم تخصصي في الماجيستير والدكتوراه في العقيدة، والمذاهب المعاصرة.. فإن دعا الله تعالى عند القبر لم يكن مشرك بالله تعالى، ولكنه صحيح دعا الله في موطن قد يوحي أحيانا بشيء من البدعة.. لكنه لم يقع في الشرك، وكذلك إطلاق مسألة أنه ليس بمؤمن تحتاج حقيقة إلى نوع من القيد، وإن كنا لا نوافق طبعا من دعا الله تعالى أو من يدعوا أصحاب القبور بلا شك من دون الله تعالى أن هذه إن لم تكن..
د. مسعود : لا نوافق من يدعو الله تعالى عند القبور.
الدكتور : لا نوافقه أن يدعو الله عند القبر إذن أعتقد أن دعائه عند القبر أنفع عن دعائه عند غير القبر.. بلا شك هذه البدعة.. لكن لو زرته أنا قبر جدي المتوفي، ودعوت الله عز وجل.. اللهم اغفر له، وارحمه.
د. مسعود: لا بأس في هذا.
الدكتور : هذا ما فيه.. لكن لو اعتقدت أن دعائي عند هذا القبر الصالح للرجل الصالح للولي أنه أنفع.
د. مسعود: هذا محل النظر.
الدكتور : هذا اللي في محل النظر، ولا شك أن الذي يأتي، ويدعوا الولي من دون الله.. هذا وقع في نوع من أنواع الشرك.
د. مسعود: نعود إلى كلام الإخوان عن مسألة القناعة يقول: إن أحيانا تكرار فكرة معينة على الناس قد لا تكون مبنية على دليل، وإنما يمكن تغيير القناعة من خلاله، وضرب مثل على قضية فلسطين توافق على هذا.
الدكتور: بلا شك.. أحيانا إذا كان الناس غير مأصلين شرعا.. يا شيخ ذكرت في البداية لا بد أن نؤصل الناس شرعا، وذكرت خطيب الجمعة.. الكتب الشرعية، ونحن في حوارنا في مجالسنا ينبغي أن نرسل رسائل ضمنية إلى الناس في مجالسنا نثبت عندهم قناعات معينة قبل لا يأتي غيرهم، ويثبتها يعني كما قال الأول أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكن.. يعني نحن ينبغي أن نعبئ قلوب الناس قبل أن يأتي غيرنا.
د. مسعود : جميل نشكرك على هذا التشخيص الجيد في قضية اليوم.. نشكر الشباب الذين شاركوا معنا.. نشكركم مشاهدينا أيضا على المشاركة..
مشاهدينا الكرام إلى أن نلتقي بكم في الحلقة القادمة من حلقات برنامجكم هذا الشباب والتحديات.. نستودعكم الله..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




منقول حرفياً .

صالح الكعبي 08-07-2009 09:43 AM

رد: عوامل التأثير على القناعات
 
\

طرح مفيد جداً

اشكرك اخي ماطر

تقديري لك ،،،،،،،،،،،

نصــراويRهذيــــــــل 08-07-2009 01:29 PM

رد: عوامل التأثير على القناعات
 
مشكور اخوي نصار وبيض الله وجهك

أهـ هذيل ـلاوي 08-08-2009 04:47 PM

رد: عوامل التأثير على القناعات
 
ماطر

http://www.bntjazan.net/vb/images/icons/b3.gif

عوافي على الطرح الرائع

ولو اني ماكملته صراحه








دمت بأسعد حال..
.
.
مودتي






http://up.7cc.com/upfiles/g1252586.gif


الساعة الآن 06:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل