![]() |
الظهير البربري
الظهير البربري
________________________________________ تعريف: - الظهير البربري أو كما يسميه الفرنسيين بالمرسوم البربري هو قانون أصدره الاحتلال الفرنسي للمغرب في 17 ذي الحجة 1340 هـ / 16 مايو 1930 م و ينص هذا الظهير على جعل إدارة المنطقة البربرية تحت سلطة الإدارة الاستعمارية و المناطق العربية تحت سلطة حكومة المخزن والسلطان المغربي و تم إنشاء محاكم على أساس العرف والعادة المحلية للبربر وإحلال قانون العقوبات الفرنسي محل قانون العقوبات الشريفي المستند إلى الشريعة الإسلامية ومن ثم قام هذا القانون بنوعين من العزل تجاه المناطق البربرية: أولا: عزل الإدارة السلطانية عنهم وعزل الشريعة الإسلامية عن التقاضي بينهم على اعتبار أن العادات والأعراف البربرية كانت سابقة على الإسلام ثانيا: عزل المجتمع البربري عن المجتمع العربي بحيث كان البربر يشكلون حوالي 91% من سكان المغرب في تلك الفترة ----------------------------------------------------- جاء إصدار هذا القانون ضمن سياسة فرنسية عرفت باسم السياسة البربرية التي ترتكز على أن البربر ذوو إسلام سطحي غير متعمق في نفوسهم فهم ما زالوا محتفظين بكثير من عاداتهم القبلية وهؤلاء يمكن تمسيحهم وتنصيرهم بعد خلق فجوة بينهم وبين العرب ولهذا فمن الضروري على فرنسا أن تعطي فرصة لنمو مشاعر التمايز بين عنصري الأمة بعد إبعاد البربر عن الإسلام واللغة العربية وذكر محضر اللجنة المكلفة بإعداد المشروع أن الفرنسيين رأوا أنه لا ضرر من كسر وحدة التنظيم القضائي بالمنطقة الفرنسية عندما يكون الأمر متعلقا بتقوية العنصر البربري وذلك لتحقيق توازن مع العنصر العربي وتحقيق فوائد من الناحية السياسية للاستعمار لأنه يضع البربر في مواجهة السلطان المغربي والشريعة الإسلامية والعرب ويحقق التصاقا بين البربر والاستعمار ولم يمض وقت طويل حتى فتحت مدارس في المناطق البربرية لتشجيع النزعة الانعزالية ومُنع الحديث فيها باللغة العربية ودُرّس التاريخ على أن العرب غزاة وأن البربر هم أصحاب البلاد الأصليون وأنهم قريبون من الحضارة الأوربية التي تنتمي إلى الحضارة اليونانية يقول المستشرق الفرنسي جودفروي دومومبين في كتابه المهمة الفرنسية فيما يخص التعليم في المغرب الصادر عام 1928م: إن الفرنسية -وليست البربرية- هي التي يجب أن تحل مكان العربية كلغة مشتركة وكلغة حضارة -- وجود العنصر البربري مفيد كعنصر موازن للعرب يمكننا استعماله ضد حكومة المخزن-- إن قوام السياسة البربرية هو العزل الاصطناعي للبربر عن العرب، والمثابرة في تقريبهم منا من خلال التقاليد -- وهذا أيضا ما قرره الكولونيل مارتي في كتابه مغرب الغد الصادر في تلك الفترة أن المدارس البربرية يجب أن تكون خلايا للسياسة الفرنسية، وأدوات للدعاية، بدلا من أن تكون مراكز تربوية بالمعنى الصحيح ولذلك دعا أن يكون المعلمون فيها وكلاء لضباط القيادة ومتعاونين معهم ودعا أن تكون المدرسة البربرية فرنسية بتعليمها وحياتها بربرية بتلاميذها وبيئتها صدر قانون الظهير البربري مع تنامي النشاطات التبشيرية في الأوساط البربرية يقول الجنرال بريمون في كتابه الإسلام والمسائل الإسلامية من وجهة النظر الفرنسية الصادر 1930م: يجب محو إسلام البربر وفَرْنَستهم أما الأب جيرو في كتابه العدالة الشريفة: عملها، تنظيمها المستقبلي الصادر 1930م فيقول: يجب توجيه غزو معنوي للبربر. الغزاة سيكونون من الإرساليات التبشيرية. لنكلم هؤلاء الناس حول المسيح؛ أساطيرهم مليئة باسم المخلص وحسب تقارير كنسية فرنسية فإن فكرة الظهير البربري وتنصير البربر كانت إستراتيجية لا محيد عنها وعلى عكس ما كان يرجو المستعمر كان صدور الظهير البربري عاملا هاما في إيقاظ الروح الوطنية بين المغاربة وتسليط الأضواء على القضية المراكشية بشكل غير مسبوق يقول دانييل ريفيه الأستاذ بجامعة السربون في كتابه المغرب أمام امتحان الاستعمار: إن المغاربة تمسكوا بما لم يستطع الاستعمار أن ينتزعه منهم حيث اصطدم هذا المرسوم مع جيل بأكمله ونهض هذا الجيل لمواجهته واستغل هذه المواجهة لإيقاظ النزعة التحررية لقد كان ظهور أول حزب مغربي بعد صدور الظهير إذ ثار المغاربة على محاولات الاستعمار المسّ بوحدتهم الوطنية واشتعلت حركة الاحتجاج في عدد من المدن مثل فاس و سلا و طنجة و تطوان وكان من ذكاء الحركة الوطنية في ذلك الوقت أنها ربطت الأمر بالدين وهو ما وفر لها احتشادا جماهيريا كبيرا كما أنها انطلقت من المسجد الكبير في سلا وبعد دعاء طويل لله ألا يفرق بين العرب والبربر وبذلك حملت الهم الوطني إلى المسجد فاشتعلت المظاهرات وانضم التجار والصناع إلى المتعلمين واجه الاستعمار الحركة الوطنية الآخذة في التكون بالقمع واعتقال المحرضين لكن المظاهرات تأججت بشكل أكبر واستمرت في بعض المدن عدة أيام متواصلة وتكونت أول جماعة للكفاح الوطني في منزل أحمد المكوار وأخذ أعضاؤها أسماء حركية على أسماء العشرة المبشرين بالجنة وأطلقت هذه الجماعة على نفسها اسم الطائفة وفي 29 من ربيع الأول 1349هـ=23من أغسطس1930م كتبت عريضة لتقدمها إلى السلطان محمد الخامس تضمنت 3 بنود أساسية وهي: إلغاء التشريعات المتعلقة بالظهير البربري وتوحيد التشريع والإدارة في البلاد وتركيز السلطات في يد الملك والحكومة استمر هذا الظهير موجودا حتى ألغاه السلطان محمد الخامس في منتصف الخمسينيات استطاعت الحركة الوطنية إفشال الأهداف الكبرى لهذا الظهير لكن بقيت بعض رواسبه حتى الآن في بعض مظاهر الازدواجية الثقافية واللغوية بين النخبة المثقفة في المغرب ويلفت النظر آراء عدد من الباحثين الذين يذهبون إلى أن الفرانكوفونية وهي الرابطة التي تجمع الشعوب الناطقة بالفرنسية ما هي إلا تطوير فرنسي للظهير البربري كما أن الإستراتيجية الفرنسية ما زالت تشجع الفصل بين العرب والبربر ففرنسا أنشأت الأكاديمية البربرية سنة 1383هـ= 1963م التي اضطلعت بكتابة الإنجيل بالأبجدية الأمازيغية كما أن باريس كانت تشجع الهجرة البربرية إليها دون الهجرة العربية من شمال أفريقيا |
رد: الظهير البربري
مشكور على المعلومه القيمه
|
رد: الظهير البربري
شكرا على المرور
|
الساعة الآن 03:26 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل