![]() |
السُّرياليّة Le Surrealisme
( سلسلة المذاهب الأدبية الغربية في الأدب والفن)
السُّرياليّة Le Surrealisme يعد هذا المبحث ضمن سلسلة نعرض خلالها المذاهب الأدبية الغربية التي أثرت كثيرا على الحراك الثقافي والفكري في العالم ، وألقت بظلالها على الكثير من النصوص الأدبية العربية بل وفي موضوع اليوم نجد أن السريالية تلتقي في كثير من جوانبها مع التراث الشرقي للصوفية والدراويش ، وتجلياتهم وما يصاحب ذلك من حالات اللا وعي .. 1- السُّرياليّة والعالم الباطن: تعني كلمة السّريالية في اللغة الفرنسية مذهبَ ما وراء الواقع. والواقعُ ما هو موجود؛ سواءٌ في عالم المادّة أم الحسِّ أو الوعي؛ أي ما يدركه الإنسان مباشرة في العالم الخارجي أو ما يشعُر به ويعيه في عالمه النفسي. والسّرياليّة لا تهمل هذا الواقع، ولا تنكره ولكنها لا تثق به ولا تعوّل عليه. فهو في رأي بروتون زعيم السريالية "معادٍ لكلّ ارتقاء فكريّ وخُلُقي" ولذلك فهم يبحثون عن واقع خفيّ يقبع في أعماق النفس دون أن يشعر الإنسان بوجوده وقد تكوّن درسا في الأعماق منذ زمن الطفولة، أو ربما في الأجيال السابقة. إنه واقعٌ موجود، ولكنْ في عالم اللاَّشعور أو اللاوعي، وهو يؤثر في شخصيتنا وسلوكنا وتصرفنا ودوافعنا دون أنْ نعي آلية هذا التأثير، ويظهر بين الحين والآخر حين تنعدم رقابة الشعور في أشكال مختلفة كالأحلام النوميّة وأحلام اليقظة وهذيانات السَّكْر أو التخدير أو الحمّى وزلاّت اللسان والأخطاء غير المقصودة، والميل أو عدم الميل نحو شخص من الأشخاص أو شيءٍ من الأشياء، وفي التنويم المغناطيسي والأمراض النفسية والمخاوف التي لا نجد لها مبرّراً معقولاً والنزوات والجرائم الغامضة التفسير.... هذا هو عالم ما وراء الواقع. إنّه جزءٌ من الذات. وهو موجود ولكنه غير مرئيّ ولا ملاحظ، كالوجه الآخر للقمر.. ويرى العالم السويسري تيودور فلورنوا "أن الذات الواعية لا تؤلف إلاّ جزءاً يسيراً من الكيان الفرديّ؛ بل هي تغوص في لجج الذات اللاواعية التي تلوح في بعض الأحيان بشكل وَمَضاتٍ وتجليات روحية". 2- تقنيات السّريالية وطقوسها: إذا كانت السريالية إملاءً من الفكر اللاوعي في غياب كل مراقبة من العقل والمنطق فكيف يمكن الوصول إلى هذا الفكر؟ للسُّرياليين في ذلك تقنياتٌ وأنشطةٌ أبرزها: 1- الكتابة الآليّة: وهي عند بروتون عفوية الفكر الطليق، وهذا ليس مقتصراً على العباقرة، بل يشترك فيه كلّ الناس، والمراد بالآلية هنا تسييرُ الفرد من قبل قوة داخلية تقهر كل المقاومات الواعية اليومية، والكتابة الآلية هذياناتٌ كما في حالات الأحلام والجنون يجري فيها تدفّقُ تيار اللاّوعي، وتتخلّلها صَحَوات. والذي يدخل هذه التجربة يطلق نفسه على سجيّتها ويُملي كل مايخطر بباله من التداعيات أو يدوّنه في حالة الصحو دون تنقيح أو تجميل أو زيادة أو نقص. وقد يستعينون للدخول في هذه التجربة بالمخدرات. وهم يرون أن حصيلة هذه الكتابة الكشفُ عن قرارة اللاشعور الذي يزخر بتياراتٍ فكرية هي أغنى وأعمق مما تنتجه الذات الخارجية الواعية. وإذا كان كلّ فنانٍ إنساناً تراوده الأحلام والرؤى والتداعيات، ويطلق العنان للخيال والشعور واللاشعور ويعبّر عن كل ذلك بالعبارات والرموز، فالفرْق في السريالية أن هذه الحالة ليست واعية ولا منطقية ولامقصودة ولا مترابطة ولايُراعى فيها الشكل الفنّي أو القيمة الأخلاقية. 2- لعبة الجيفة الشهيّة: يجلس السرياليون ويتناولون ورقةً يتناوبونها فيما بينهم، فيما يدون كلٌ منهم فيها كلمة أو عبارة، كلٌ بدوره. مما يخطر بباله فوراً دون تفكير ورويّة ودون أن يكون هنالك رابط بين هذه العبارات والكلمات. وبالنتيجة يحصلون على نصٍّ عجيب كتبته الجماعة، يعكفون على تحليله ليستنبطوا من خلاله اللاّشعور الجمعي...! وسبب هذه التسمية أن التجربة الأولى أسفرت عن هذا النصّ: "الجيفة- الشهيّة -ستشرب- الخمر- الجديد". وفي مرة أخرى حصلوا على النصّ الآتي: "النجار المجنح يغوي الطير المسجون -بحّار السنغال سيأكل الخبز المثلث الألوان...". وقد يعمدون إلى الرسم بَدَل الكلمات فيرسم الأول خطاً ثم يضيف كلٌ بدوره خطاً بالتناوب مكملاً الرسم؛ فيخرج رسمٌ سريالي من إنتاج عدة أشخاص أو ربما يعمدون إلى كتابة قصيدة مشتركة بهذه الطريقة الآلية لا وزن لها ولا قوافي ولا موضوع. 3- وسيلة التنويم المغاطيسي: وقد لجؤوا إليها فيما بين 1922-1924، وكان روبير ديسنوس (1900-1945) خبيراً بالتنويم المغناطيسي، ينوَّم شخصاً ويخاطبه فيتكلم دون وعي أو ذاكرة فيسجّل مايقوله، ثم يجري تحليله. 4-إطفاء النور والكلامُ دون وعي، في جوٍّ من الفوضى والاختلاط وكأنهم سُكارى أو مجانين يهذون ولا يعرفون حدوداً لاستبصارهم الخيالي. 5-قراءة المواقع الخفيّة في اللاشعور من خلال استنطاق الأحلام النومية التي ينفلت فيها اللاشعور في واقعه الحقيقي قبل أن تضبطه وتفسره الثقافة والعادات والأخلاق. 6- تدوين أحلام اليقظة: وفيها يستسلم الإنسان في حال من الهدوء إلى شريط من الذكريات والتداعيات والتصورات التي تتوالى حرّةً تلقائية من دون ضبط أو رقابة أو إيقاف، ثم يدون فوراً كلّ ماعبر في هذا التيار ليعود من ثم إلى تحليله وتأمّله. 7- التقاط كلام المجانين وهذياناتهم ورَصْدُ تصرفاتهم كوسيلة لمعرفة أعماق ذواتهم. فالجنون حلمٌ ممتدّ يتمسّك به المريض للهروب من واقع غير مرغوب فيه؛ ويصبح هذا الحلم عنده حقيقة، وهو يسمح بتدفق حرّ لتيار الرغبات المكبوتة. 8-اختراع أو تخيّل أشياء غريبة ذات مفارقات وتناقضات: (سيارة ضخمة مصنوعة من الجبس وملفوفة بألبسة نسائية -كتاب على ظهره عفريت خشبيّ ذو لحية آشورية تتدلى إلى قدميه..) فحين ينعدم الفكر المنطقي والرقابة الواعية يتاح المجال للصدفة والوهم والمدهش والغريب وعالم الأشباح والتجليات وانفلات الخيال. 9- تحليل الآثار الأدبيّة الشعرية والروائية التي يخلقُ فيها الخيال أشياء وأجواءً جديدة وغريبة، وتبرز من خلالها الانفعالات العميقة للكائن الإنساني، ويصير المستغرب وغير العادي داخلاً في الحياة اليوميّة. (رؤية الأشباح أو سماع هاتف خفيّ...). ولذلك أكثر السرياليون من تتبع أعمال شكسبير واستلهامها والروايات الانجليزية السوداء المملوءة بالغموض والأوهام والغرائب والطلاسم، والتي تشبه كوابيس يغيب فيها الإنسان عن الواقع مثل روايات شارل ماتوران وم.ج لويس والروايات الشعبية الفرنسية من نوع (أسرار باريس) لأوجين سو. 10- الدعابة الساخرة والتهكم الناقد اللاذع: وكان هذا دأبهم في كل اجتماع وحديث وكأنما وجدوا فيه وسيلة للاحتجاج على الواقع وتهديمه وإحلال كونٍ جديد مكانه، إن السخرية عندهم عملية محو وبناء في آن واحد، وهي وسيلة أمينة لقول الحقيقة وهز وجدان الإنسان العاديّّ الذي ترهقه الضغوط، والإنسان المتعب اليائس المحبط للتغلب على ضغوطات العالم الخارجي الرديء. ومن جهة أخرى يمكن القول: إن السّخرية وسيلةٌ يقاوم بها الإنسان آلامه الخارجية من داخل ذاته. إنها إطلاق شحنة حبيسة بشكل عدواني متوتّر. وليست أبداً للإمتاع والضحك ولكنها سوداء مؤلمة وقد كانت أجمل أغانيهم أكثرها يأساً وسخرية وإيلاماً. 11- التجوال في الشوارع وارتياد الأماكن الشعبية والمريبة للبحث عن الغرابة والمصادفة والمتوقع وغير المتوقّع والتقاط المدهشات.... 3- ماهيّة السُّريالية: السريالية تفكير وعمل، نظرية وتطبيق. إنها مغامرة للبحث عن طريق يجمع بين المعرفة والخلاص، ونظامٌ متكامل للحياة لا تنفصل فيه الروح عن المادة ولا الفرد عن المجتمع والعالم، إنها كالأديان والماركسية من حيث الرؤية الشاملة؛ لكنها تختلف عنهما في المنطلق والهدف والوسائل وطريقة العمل. إن كل نشاطها يتجه إلى الوصول إلى نقطة مركزية عليا تختصر العالم وتهيمن عليه، ومنها ينطلق الفكر ويشع في جميع جهات الحياة المرئية والخفية لتجديد الفرد والحياة الاجتماعية والانتصار على الواقع والتحكّم في المستقبل. والأمرُ الخاص بها والمميّز لها محاولتُها الربطَ بين عالم اليقظة والحُلُم، والواقع الخارجيّ والداخلي، والعقل والهلوسة والجنون، وهدوء المعرفة وحمّى الحبّ وتمّرد الثورة. هذا هو على الأقل ادّعاء السريالية فهل وفّقت في تحقيقه؟ لقد تمردت السريالية على الأديان لكنها لم تستطع الإتيان بدين جديد بديل. وتركت الإنسان قلقاً مرتعداً في مهبّ العواصف. وأرادت إصلاحاً جذرياً شاملاً لعالم البشر، لكنها لم توجد نظامها الكلّي وأدواتها المناسبة واضطرت إلى الانسياق مع الماركسيّة على ما بينهما من الخلاف لأنها وجدت فيها نظاماً فكرياً وعملياً جاهزاً هو أقرب الأنظمة إلى طبيعتها الثورية. ولكن اختلاف المنطلق بينهما أدى إلى تفسخ الحركة بعد أن اتضح عدم إمكانية تعايشهما في نهج واحد. "إذا كنت ماركسيّاً فلا داعي لأن تكون سريالياً" لأن الشيوعيين رموها بالمثاليّة والغيبيّة والروحانية والغموض والحيرة وضبابية الهدف والتخبط في الوسائل. فبقيت في حيز الأدب والفن وعلى نطاق الأفراد والمجموعات الصغيرة وتعرضت لكثير من الهزات والانقسامات ولم تصمد كنظام متكامل واضح المعالم والشخصيّة لخلق الحياة الجديدة. وبقي السرياليون يحاولون التعامل مع السلطات الخفيّة السوداء كالشياطين والأرواح والأساطير والخوارق والأحلام والشّطح الخياليّ مما كانت تنجذب إليه نفوسهم الحسّاسة، وعكفوا على أساليب غير علميّة كالبحث عن ماء الشباب وحجر الفلاسفة وممارسة السيمياء (الكيمياء القديمة التي كانت تحاول تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب) والنظر في السحر والتنويم المغناطيسي... الخ وعلى الرغم من أن ذلك كله لايتفق مع العلم فقد أرادت السريالية أن تمتطي مراكب العلم والتحليل النفسيّ والمادية التاريخية وعلم الاجتماع للوصول إلى النقطة المركزية العليا الكفيلة بتحرير الإنسان وتحقيق سيطرته على مصيره ومستقبل العالم.. ولكنها لم توفق إلى الجمع بين هذا الشّتات كلّه وبقيت نزواتٍ قلقةً ومتنافرة هي إلى طبيعة الفنّ أقربُ منها إلى بناء النظام الكوني والبشري الشامل. 4- السّريالية والأدب: السريالية تعتبر الحركة الشعرية الوحيدة ذات الأهمية فيما بين الحربين. فما عطاء السرياليّة في مجال الأدب؟ يقول بروتون: "السريالية آليّةٌ نفسيَّةٌ ذاتية خالصة تستهدفُ التعبير قولاً أو كتابة أو بأية طريقة أخرى عن السير الحقيقي للفكر وهي إملاءٌ من الذهن في غياب كل رقابةٍ من العقل، وخارج أيّ اهتمامٍ جماليٍ أو أخلاقي". وهذا القول يدلنا على أن السريالية رفضت كل المعايير الأدبية السابقة مثل معطيات الفكر ومعالجة الواقع المباشر والاستمداد منه والقيم الأدبية والجمالية... لأن ذلك في رأي بروتون "لا يسفر إلاّ عن كتبٍ مَشينة ومسرحياتٍ مَهينة ودأبه تملّق العامة في ذوقها المنحط" ولذلك صرفت السريالية اهتمامها صوب العالم الباطني وإملاءاته وهذياناته غير عابئة بما سوى ذلك. فالإبداع السريالي هو تفجير الينابيع العميقة الخبيئة وتركها تتدفق وتجري على هواها. وهذا الاختراق المدهش هو مصدر الجمال، ولا جمالَ فيما سواه. ولا مكان للقيم الأدبية والتقاليد السابقة المتعارف عليها في مختلف الأجناس الأدبية، ولا قيمة لها ولا حُرْمة ولا رعاية...! "ولا سيطرة للماضي على الحاضر؛ وكل المراكب يجب أن تحرق منعاً للعودة، ولا ينبغي لأحدهم أن يلتمس أسلافاً، كما يجب الحذر من تقديس البشر مهما كانوا عظماء في ظاهرهم". والبديل عند السرياليين الثقة بالإنسان الراهن وما ينطوي عليه من القُدرات، وإيمانهم بأنه الوحيد القادر على تغيير العالم إذا استطاع النفوذ إلى هذه القدرات وإطلاقها بحريّة تامّة. أما أهم سمات الأدب السريالي فتتلخص في الآتي: 1- التأليف بين عالمي الواقع والحلم والعبور من أحدهما إلى الآخر فالأحلام والذكريات إضاءات للمواقع الخفية في الإنسان؛ وهي تتشابك وأرجاءَ الواقع الراهن. وقد ألحَّ بروتون في بيانه الأول على أهميّة الأحلام وامتزاجها باليقظة، وبنى على هذه الصّلة كتابه "الأواني المستطرقة" الذي سجل فيه بعض أحلامه ثم عكف على تحليلها. 2- الدخول في عالم الغرابة والإدهاش.فالمصادفة التي تعدّ عنصر ضعفٍ في الرواية العادية تغدو عندهم عنصراً هاماً. وكذلك اللجوء إلى عالم الأشباح والتجسّدات وانفلات الخيال... 3- الاغتراف من الهذيانات بمختلف أنواعها حتى الجنوني منها لأنها ترشد إلى أعماق الذات. 4-الحب عندهم وسيلة لتصور العالم القادم، إنه الحب الكلّي المطلق المزيج من كل أنواع الحب. إنه وسيلة للمعرفة، وفي مجال الحب يغدو الممنوع مباحاً، ويصبح الحب سلاحاً ثورياً يباح معه كل شيءٍ محبوب والحب لا يعمل إلا مع الأمل، و بهما يتجدد العالم. 5- الخيال والصور: السريالية ديوان الأخيلة والصور الغريبة والمتناقضة العسيرة عن الفهم يقول آراغون: "السريالية هي الاستعمال غير المنظم والهوجائي للصورة المذهلة التي تولّد الشعور بالغرابة والدهشة والشذوذ والذهول. وسبب هذه الغرابة أنها خلقٌ ذهنيّ خالص لايمكن أن يتولّد من مقاربة أو مشابهة بين طرفين، بل من مقاربة بين واقعين متباعدين بنسبة أو بأخرى، وكلما كانت الصلة بين هذين الواقعين بعيدة جاءت الصورة قوية. وقد شبهها بروتون بصور الأفيون التي تأتي من ذاتها تلقائيةً طاغية لا يستطيع الإنسان صرفها عنه لانعدام سيطرته على إرادته، وأكثر ما تولدها الكتابة الآلية، وتجربة الجثة الشهية، ولغموضها لا ينتظر من القارئ فهمها من القراءة الأولى، بل لابد له من أن ينسى كل ما اكتسبه من ثقافته المصطنعة وينغمس مع السرياليين في حياتهم الداخلية. وإليك نماذج من هذه الصور: المسدس الأشيب- السمكة الذوّابة -اليأس عِقْد من الجواهر ليس له قفل -في الجدول أغنية تسيل -... الخ. 6- اللغة:يقول بيير روفيردي: "دع الكلمات تتكلّم وتقول ماتريد قوله متناسياً ماكانت تحمله من المعاني في الآداب السابقة. دعها تعمل وتؤثر مستقّلةً، تتزواج فيما بينها أو تتنافر مؤلفة صوراً وكاشفةً عن واقعٍ لم يقُلْه أحدٌ بالضرورة. هذا هو موقف السرياليين من اللغة؛ مثال ذلك قول لوتريامون (-1870) الذي كانوا يعجبون به: "إنه جميل مثل اللقاء المفاجئ بين آلة خياطة ومظلّة على طاولة تشريحٍ".. ولما كانت السرياليّة تحطيماً للقواعد وازدراءً للشكل ورفضاً للمنطق فقد أهملت الاهتمام باللغة والخضوع لقواعدها الصافية وراحت في عباراتها تتقطع وتتناقض بمنأى عن كل أساس منطقي أو عقلاني . فإذا بها مجموعة من التداعيات النابعة من اللاشعور قد تنمّقها أو تشوهها المقدرة الفنيّة الواعية. 7- الشّعر: الشعر السريالي ناشئٌ عن دافع لاشعوري يبتدع القصيدة كما يخلُق الحلم. ويرى إيلوار أن القصيدة مجموعة من الهلوسة والجنون والتذكر والقصص القديمة والمشاهد المجهولة والأفكار المتضاربة والتنبؤات البعيدة وحشد العواطف وتشويش العقل والعبث. إنها باختصار انطلاق ٌالإلهام الحرّ، من أعماق النفس وتدفقه بحرية تامة مخترقاً جميع الحواجز. وقد نهجوا في ذلك منهج الشاعر غ.أبو لينير (-1918) الذي يقول: ... "يا أعماق الشعور، سننقّب فيك غداً؛ ومن يدري أيةُ كائنات حيّة، ستبرز من هذه الهاويات، مع عوالم كاملة!... " 8- المسرح السريالي هو المسرح غير المألوف. وهم يرون أن المسرح ضرورة لابد منها، لشدة تأثيره على المشاهدين، وقصدهم منه التعبير عن الفردية والمزاجية والفوضى المشبعة بالحرية وإثارة الدهشة. وله وظيفتان: الهدم والبحث عن البديل. إنه مسرحٌ يصدم الحواسّ ويعمد إلى الإخراج المهوّل والمضخّم، والديكور الغريب والملصقات والمؤثرات المذهلة. وتبرز من خلاله الأحلام والغرائز والعنفُ والدّم والسرعة والتعبير عن الحياة المكبوتة لتحرير الإنسان من كوابيسها، فله إذن، من هذه الوجهة، وظيفة العلاج النفسيّ؛ إنه مسرح الانطلاق من سجن الجسد والظروف المكانية والزمانية. وخيرُ مثال عليه مسرحيتا ألفرِد جارّي: (أوبو ملكاً، وأوبو مقيداً). ولكنهم بعد ثورتهم على الواقع عادوا إليه من خلال لقائهم مع الماركسية وتسليمهم بالواقعية الاشتراكية. ومن ثم انتقلوا بالسلوك البشري اللاعقلي إلى العقلي. (المرجع المنقول منه : المذاهب الأدبية لدى الغرب تأليف عبدالرزاق الأصفر). |
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
اقتباس:
اشبه مايسمى بالخواطر .. فعلاً شعرهم غير مقفى ولا موزون !! أقول .. يازين الشعر العربي اشكرك يابو خالد .. طرح ومجهود رائع وحقيقتاً استفدت الكثير عن السرياليه تقبل ودي قبل ردي ،،،،،، |
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
من الفن السريالي
http://yomgedid.kenanaonline.com/pho...jpg?1252631606 http://kenanaonline.com/photos/11737...jpg?1252754967 ((هو عالم ما وراء الواقع. إنّه جزءٌ من الذات)) لاتكن سرياليا لكن من الواجب ان تفهمها رائع جدا يابو خالد لله درك |
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
الأخ صالح الكعبي أشكر مرورك وجزاك الله خيراً.
|
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
أشكر مرورك وإثراؤك للموضوع أخي الحبيب الفند الضبيبي.
|
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
سلمت على هذه النبذ اليسيرة ، والله يديم علانا لغتنا من التحريف والتغيير
هذا ماهو شعر عندي وأشبه ما تكون بالخواطر |
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
أشكر مرورك الكريم أخي أبا ثامر ،
والدراسة الأدبية لهذه المذاهب تبين لنا نعمة الأدب الإسلامي الملتزم. وهي معلومات مهمة للمهتمين بالحراك الثقافي وخلفياته وتاريخه |
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
يعطيك العافيه على النقل المتالق
|
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
أشكر مرورك الكريم أخي الأستاذ سالم السعيدي والله يعافيك.
|
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
بصراحه طرح راقي يدل دلاله واضحه
على الثقافه العاليه لدى صاحب الموضوع وبكل صراحه معلومات اول مره اقرا عنها لكن ومن خلال قرأتي ان الفلسفه اليونانيه هي الأكثر تأثير على ألأداب والأديان مشكووووووور اخي الفارس لك مني كل المحبه والتقدير |
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
حياك الله وبياك أخي الفاضل العود القماري
والأمر كما ذكرت فالنظريات اليونانية القديمة أثرت كثيرا في الفكر الأدبي والثقافات وسنفرد لها موضوعا خاصا للتحدث عن النظريات الأدبية لأفلاطون وأرسطو. تقبل مروري وتقديري ،،، |
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
اقتباس:
الحقيقة أن هذه المذاهب أفسدت شعرنا العربي فأصبحت هناك صراعات كبيرة تخطت أسوار جامعاتنا فتجدالأساتذة في كلية اللغة العربيةعلى ثلاثة أصناف صنف متشبث بالقديم متقعر في لغته ؛ يبكي على الأطلال في زمن ناطحات السحاب وقسم حداثي ناقم على التراث يتبع كل مذهب جديد ويأخذ الحداثة بحذافيرها ونصوصه الأدبية كأنها طلاسم السحرة والقسم الثالث هم من جمعوا الأصالة والتجديد المتزن وهؤلاء قلة قليلة |
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
أشكر مرورك الكريم وبالفعل هذا المذهب يلتقي مع الصوفية بشكل مريب كما اقتبست
وقد فصل ذلك "أدونيس" في كتابه "الصوفية والسريالية" ولك خالص تحياتي وتقديري على هذا المرور الخصيب ،،، |
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
استاذنا الفارس الحزين ......... اشكرك على هالموضوع القيم وفي انتظار المزيد من ابداعاتك |
رد: السُّرياليّة Le Surrealisme
أشكر مرورك المهيب أخي الغالي ابن عادي
وجزاك الله خيرا |
الساعة الآن 02:48 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل