![]() |
سفر القلب..من أعظم آيات الله وعجائب صنعه
[ النظر في آيـــات الله عز وجل] والنظر في هذه الآيات وأمثالها نوعان: الأول: نظرٌ إليه بالبصر الظاهر، فيرى- مثلا- زرقة السماء ونجومها وعلوها وسعتها، وهذا نظرُ يشارك الإنسان فيه غيره من الحيوانات وليس هو المقصود بالأمر. الثاني: أنَّ يتجاوز هذا البصر بالبصيرة الباطنة، فتفتح له أبواب السماء، فيجول في أقطارها وملكوتها وبين ملائكتها، ثم يفتح له باب بعد باب حتى ينتهي به سير القلب إلى.. عــــرش الرحمـــــن فينظر سعتـــه وعظمتـــه وجلالـــه ومجـــده ورفعتـــه، ويرى السماوات السبع والأرضين السبع باالنسبة إليه كحلقة ملقاة بأرض فلاة، ويرى الملائكة حافين من حوله لهم زجلُ(الزجل:صوت له رعد) بالتسبيح والتحميد والتقديس والتكبير، والأمر ينزل من فوقه بتدبير الممالك والجنود التي لا يعلمها إلا ربها ومليكها فينزل الأمر بإحياء قومٍ وإماتة آخرين وإعزاز قومٍ وإذلال آخرين وإسعاد قوم وشقاوة آخرين وإنشاء مُلْك وسلب مُلْكٍ وتحويل نعمة من محل إلى محل وقضاء الحاجات على اختلافها وتباينها وكثرتها من جبر كسير وإغناء فقير وشفاء مريض وتفريج كرب ومغفرة ذنب وكشف ضر ونصر مظلوم وهداية حيران وتعليم جاهل ورد آبق أمان خائف وإجارة مستجير ومددٍ لضعيف وإغاثةٍ لملهوف وإعانة لعاجز وانتقام من ظالم وكف لعدوان . . فهي مراسيم دائرةٌ بين العدل والفضل، والحكمة والرحمة، تنفذ في أقطار العوالم لا يشغله سمع شيء منها عن سمع غيره،ولا تغلّظه كثرة المسائل والحوائج على اختلافها وتباينها واتحاد وقتها،ولا يتبرم بإلحاح المُلحين، ولا تنقص ذرةٌ من خزائنه، لا إلــــــــه إلا هــــو العزيــــــــز الحكيــــــــــم، فحينئذٍ يقوم القلب بين يدي الرحمـــــــــن مُطْرِقاً لهيبته خاشعاً لعظمته، عانٍ لعزته، فيسجد بين يدي الملك الحق المبين سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم المزيد. فهذا سفـــــر القلـــــب وهو في وطنه وداره ومحل مُلكه، وهذا من أعظم آيات الله وعجائب صنعه. منقـــــــــول للفــــــــائدة |
رد: سفر القلب..من أعظم آيات الله وعجائب صنعه
بارك الله فيك
|
رد: سفر القلب..من أعظم آيات الله وعجائب صنعه
الله يثبته و يوفقه
كل الشكر لك هذلي قديم يعطيك الف عافيه |
الساعة الآن 11:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل