::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها - الصالحات القانتات .. وصورة من السيرة

في زحمة الحياة واشتداد صخبها وتوالي حوادثها وكَرِّ أيامها ينسى الإنسان كثيرا وتتابع حلقات الإنسان لتغل العنق بأغلال الأرض ويلتصق بها مؤثرا إياها بل ربما يجعلها الآخرة والأولى والمبدأ والمنتهى، من هنا جاءت أهمية الذكرى لتنقشع غمامات الغفلة عن عين البصيرة ومدرك الحقيقة، وللسلف رضوان الله عليهم وهم القدوة حالات تُنبئُ بآثار اليقظة، ذكر عمر بن الخطاب http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif، يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدَّقَلِ ما يملأ به بطنه." والدقل هو رديء التمر.
ومر أبو هريرة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif بقوم بين أيديهم شاةٌ مصليّةٌُ، فدعوهُ فأبى أن يأكل، وقال: خرج رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير.
وتتكرر هذه الحالات في صور شتى ومواقف مختلفة وللذكرى بريقها وبرقها، بها نأمل ونتأمل، ثم أليس من حق الروح أن تحلق في سماء الوفاء؟!! إذا أردت ذلك فما عليك إلا أن تصاحبنا في لمحات من يقظة القلب وبصيرة العقل وحياة الروح مع هذا الحديث:
قالت عائشة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifا زوج النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif: "لما أُمِرَ رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif بتخيير أزواجه بدأ بي فقال: " إني ذاكرٌ لك أمرا، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك" قالت: وقد علم أن أبواي لما يكونا يأمراني بفراقه، قالت: ثم قال: إن الله جل ثناؤه قال: "يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها ـ إلى قوله ـ أجرا عظيما" ، قالت : فقلت: ففي أي هذا أستأمر أبويّ، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. قالت: ثم فعل أزواج النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif مثلما فعلت". أخرجه البخاري ومسلم.
اختار النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif لنفسه ولأهل بيته معيشة الكفاف، لا عجزا عن حياة المتاع وإنما استعلاء بنفس توقن أن الآخرة خير لها من الأولى وأنها الأبقى، جاءه جبريل عليه السلام بمفاتيح خزائن الأرض فعف عنها وتركها وآثر الآخرة عليها، كان ينفق ولا يخاف فقرا، يعطي عطاء اليقين وهو أجود بالخير من الريح المرسلة وكان يقول http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif لأصحابه: "أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم".
لقد كان رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ينأى بنفسه وآل بيته أن ينافسوا أحدا في ديناه ولو بتشرف نفس لأن ربه سبحانه علمه وأدبه ونهاه بقوله سبحانه: "ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى".
فالحياة الدنيا وما فيها من متاع وما يحوطها من زخارف ووشى زهرة والزهرة ستذبل بعد حين بعد الابتلاء بها والمحنة برواقها وروائها، أما رزق الله سبحانه له فهو نعمة بلا فتنة.
قال في الظلال: دعوة إلى الاعتزاز بالقيم الأصيلة الباقية وبالصلة بالله والرضى به. فلا تتهاوى النفوس أمام زينة الثراء، ولا تفقد اعتزازها بالقيم العليا، وتبقى دائما تحس حرية الاستعلاء على الزخارف الباطلة التي تبهر الأنظار...ولكن نساء النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif كن نساء من البشر، لهن مشاعر البشر، وللبشر حاجات وزينة من مال ومتاع ونفقة اجتمعن يسألنه http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif النفقة فأصابه من الأسى ما أصابه حتى احتجب http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif عن أصحابه.
وأقبل أبو بكر ـ http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif ـ يستأذن على رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif والناس بباه جلوس فلم يؤذن له، ثم أقبل عمر ـ http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif ـ فاستأذن فلم يؤذن له. ثم أذن رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif لهما فدخلا والنبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif جالس وحوله نساؤه وهو http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ساكت فقال عمر: لأكلمنّ النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif لعله يضحك. فقال يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد ـ امرأة عمر ـ سألتني النفقة فوجأت عنقها! فضحك http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif حتى بدت نواجذه وقال: " هن حولي يسألني النفقة"! فقام أبو بكر ـ http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif ـ إلى عائشة، وقام عمر ـ http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif ـ إلى حفصة، كلاهما يقولان: "تسألان النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ما ليس عنده؟! فنهاهما رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif فقلن: والله ما نسأل رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif بعد هذا المجلس ما ليس عنده، ونزلت آية التخيير.
بدأ رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif بحبيبته عائشة ـ رضي الله عتها ـ فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة وقالت: أسألك ألا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترت، فأجابها http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif: لا تسألني امرأة منهن عما اخترت إلا أخبرتها.
انطلاقة من هواتف الأرض وتحررا، كلهن http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة.
ملامح من عواطف الحب وومضات الإيثار في اليقين بما عند الله للصالحات القانتات، " ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين، وأعتدنا لها رزقا كريما".
صورة من السيرة فهل يا ترى تسافر أرواحنا لنعايش شيئا من جمالها ولملم القلوب حولها، وأخيرا: الصبر لله غناء وبالله تعالى بقاء، وفي الله بلاء، ومع الله وفاء، وعن الله جفاء، فاصبروا في الله، وصابروا في الله، ورابطوا مع الله.