![]() |
حين يكون التعليم عارا في امة اقرأ
حين يصبح التعليم عارا في أمة اقرأ ! ا
(رسالة إلى كل من كتب عن الشهادات العليا الوهمية) كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الشهادات العليا التي تم الحصول عليها من خلال بعض الجامعات الخارجية،العربية منها والأجنبية.....غير أن كل الحوارات والكتابات -فيما بدا لي- كانت تدور فقط حول انتقاد هذه الشهادات وانتقاد حامليها دون التعرض لكثير من جوانبها المختلفة، الإيجابية منها والسلبية،ولا للمسببات الحقيقية التي ألجأت الدارسين لسلوك هذا الطريق . وهل التعليم العالي قد منح مثل هؤلاء الفرص الكافية التي تضمن لهم مواصلة تعليمهم العالي ؟! أم تعسف في قرارته التعليمية حتى غدا الحصول على مثل هذه الشهادات ضربا من الخيال ؟ في زمن أصبح بإمكانية الفرد فيه أن يتعلم حتى في أحلك الظروف والمواقف؟! نعم كانت معظم الكتابات تركز على انتقاد هذه الشهادات وانتقاد حامليها وأن الهدف من تلك الدراسات هو الرغبة في الدال......ولا أعتقد أن في ذلك عيبا قط..... فلم أعلم أن أحدا واصل تعليمه وهو لا يرغب في ذكر تلك الدال....أو أن هناك من حرص على الوصول إلي شيء ما، وهو لا يرغب في لقبه. فهذه سنة الله في خلقه ينبغي عدم ادعاء سواها بمثالية مفرطة .خاصة وأننا نعيش في مجتمع لديه اشكالية فكرية -شئنا ذلك أم أبينا- تجعل من الألقاب مفتاحا سحريا تفتح لصاحبها أبوابا ربما لن يصلها بدونها ، فهي لا تنجح الفرد بذاتها ولكنها -لدينا - تسهل -فقط - للناجحين النجاح. عموما ينبغي علينا احترام كل وجهات النظر التي قيلت وكتبت في هذا الموضوع ،خاصة وأني أعتقد بل أجزم أنها تنشد الصالح العام للوطن أولا، ولكل الأطياف الأخرى ثانيا ، وبما أني أحد أبناء هذا الوطن فقد دفعت بي عدة تساؤلات أن أسهم في هذا الإطار . فما رأيك لو أن أحد المارة شاهدك وأنت تتسلق جدار منزلك للدخول إليه ؟! هل تتوقع أن يقرك على هذا التصرف أم إنه سيزجرك؟ طبعا الإقرار هنا مباشرة أو الزجر أيضا، كلاهما تصرف يحتاج إلى إعادة في النظر . فالعاقل سيتحرى عن مسببات ذلك السلوك قبل أن يصدر حكمه عنه. فلو علم فقدك مفتاح منزلك وأن ما تملكه من مفاتيح بديلة تقبع في الداخل حيث لايوجد إلا شخص واحد (أصم ،أبكم ،أعمى ) لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، فبالطبع ستجده يقرك على ذلك التصرف أكثر من إقراره ضياعك للوقت بطرق الباب، أو اتخاذك قرار المبيت في الشارع ؟! أما لو كان الباب أمامك مشرعا ؛ أو هناك من تأمل مساعدته بالداخل ؛ فمن العدل لك أن يصفك بالحماقة والجنون. هذه هي حقيقة الموقف، تنبني على معرفة أسبابه قبل إطلاق أي حكم ايجابي أو سلبي تجاهه. نحن ياسادة يا كرام نتعارك هنا مع النتائج متجاوزين كل التجاوز الأسباب التي أدت إلى تلك النتائج.تلك الأسباب التي دفعت بالكثير لسلوك هذا المسلك.....واستمرار الأسباب مدعاة لاستمرار النتائج.......فإطفاء الحريق دون التعرف على أسبابها يعني احتمال حدوثها مرة أخرى . وحين تخاطب العقلاء ينبغي أن تخاطبهم بالمنطق العاقل الذي تقنعهم به أو تقنع الغالبية منهم،أما أن تجور في المنطق وتتعسف في اتخاذ القرار ، فمن الظلم أن تفرضه على الكل بمجرد أنك تملك اتخاذه. وأنا هنا لن أتحدث عن تلك الجامعات التي تمنح الشهادة خلال أسبوع أو أسبوعين .أو تمنحها بناء على الخبرات فهي -بلا شك- تدين الحاصل عليها أكثر من أنها ترفع شأنه. ولكن هذه الجامعات الوهمية -استثمرت التعقيد العالي من وزارة التعليم العالي - فوجدت لها مكانا خصبا تمنح فيه مثل هذه الشهادات في أسبوع واحد . أقول هنا (استثمرت) وأقصد هذه الكلمة ، وإلا فما رأي كل من كتب عن هذا الموضوع في جامعات تصنفها وزارة التعليم العالي ضمن الجامعات الموصى بها، غير أنها ترفض الاعتراف بها بحجة أن الدارس أتم دراسته بها في الفترات الصيفية بالرغم أن زمن الحصول عليها في الصيف هو ضعف زمن الحصول عليها في الشتاء بحيث تتتعادل الفترتان في زمن الدراسة وفي إنهاء كافة مقرراتها ، هذا لو علمنا كذلك بأن نظام الوزارة يجيز للمبتعثين دراسة الفترات الصيفية باستثناء البدايات فقط. فهل يعني ذلك أن الجامعة معترف بها في السبت والاثنين وغير معترف بها في الأحد والثلاثاء ؟!!!!. هل يعقل ذلك ياسادة؟!أي منطق هذا ؟!! هل التعليم العالي اعترف بالجامعة وصنفها ضمن الموصى بها بناء على كفاءتها المهنية أم على اعتبارات أخرى لا نعلم عنها شيئا ، ولا يحق لنا أن نعلم. ولا أعلم كيف تعترف الوزارة بشهادة وترفض أخرى صادرة من نفس الجامعة؟! مع أن جميع طلابها يلتزمون بنفس المواد ،وبنفس معايير الحصول على تلك الشهادة ، بل ربما يكون نفس الدكتور المشرف قد أشرف على طالبين اعترف بشهادة أحدهما ورفضت شهادة الآخر ! ولا حجة لدى الوزارة إلا أن زيدا درس في الشتاء بينما درس عمرو في الصيف.مع أن عمرا درس لفترة أطول ، وحرم نفسه من إجازاته السنوية ، وفوق ذلك أنه لم يكلف الوزارة هلله واحدة . ألا يستحق مثل هذا أن يكافأ؟ عوضا من أن يتعرض للاستهزاء والسخرية لا لشيئ إلا لأنه تعلم؟! أليس من الظلم أن يعترف بشهادته في كافة أقطار الأرض إلا في وزارة تعليمه العالي ؟! أليس من المثير أن ترفض شهادته بينما يتم التعاقد مع متعاقدين أشقاء حصلوا على نفس الشهادة من نفس الجامعة وبنفس الطريقة؟! أليس من الملفت والمؤلم أن ترفض شهادته بينما يتم التعاقد مع متعاقدين حصلوا على نفس الشهادة ولكن من جامعات -أقل كفاءة - حسب وجهة نظر نفس الوزارة - وأعني حصولهم على الشهادة من جامعات غير مصنفة ضمن الجامعات الموصى بها للدراسة! إلا أنها -أي وزارة التعليم العالي- تناقض نفسها وتعترف لهم بشهاداتهم حيث إنها تتعاقد معهم للتدريس في جامعاتها.ومنهم من يدرس الآن وهو خريج لجامعة غير موصى بها وليس له شفيع لذلك إلا أنه من غير أبناء الوطن !!! أليس من المحزن أن يصبح التعليم في يوم ما(وفي أمة اقرأ) عارا على الفرد ؟!!!!!. وهل في مثل هذه الحالات يعد الخلل في الشهادة أم في نظام إقرار الشهادة ؟! وأيهما أحق بالكتابة نظام وزارة التعليم العالي أم أولئك الذين رفضوا الانصياع للمبررات غير المنطقية في ممارسة حقوقهم التعليمية ؟! ياسادة ياكرام بهذا النظام الحالي بالله عليكم كيف أحدكم سيقنع أحدا لمواصلة الدراسة في جامعة هارفارد أو اكسفورد أو كامبردج (للدراسة الصيفية) وهو يعلم أنها لن تفرق في نظر وزارته ومجتمعه عن جامعة لا تملك سوى غرفة واحدة بنافذة واحدة خصصت فقط لتسليم طلابها شهاداتهم. أليس من العار أن يقف من يحمل شهادة اكسفورد في نفس الصف في الوزارة مع الذي يحمل شهادة من جامعة وهمية ويحصل على نفس الإجابة ونفس التصنيف ثم نقول لماذا ؟!!! أليست الوزارة نفسها هي من رفعت أسهم تلك الجامعات الوهمية حين ساوتها في المنع مع جامعات تخرج منها صفوة أبناء العالم وصفوة رجالاته ؟!!! نعم تساؤلات عدة دفعتني أنأقول أنها (استثمرت) وأقصد هذه الكلمة ،فهي تعلم- أي الجامعات الوهمية - أن المجتمع السعودي سيتجه لها لاعتبارات كثيرة منها أنها تتعادل مع أعرق جامعات العالم حسب أنظمة وزارة التعليم العالي التعسفية !!!!! كما أنها تعلم أنها لو منعت هنا أي في السعودية- فلن يستطيع أحد منعها من الشبكة العنكبوتية أو فتح فروع لها في الدول المجاورة .وستستمر في العطاء اللامحدود مااستمرت وزارة التعقيد العالي في التعقيد. لذا لن يكون منعها أو التحذير منها هو الحل الأمثل ،لأن استمرار الأسباب يعني استمرار النتائج ولكن امنح الناس فرصة أن يتعلموا مثل كل أنظمة العالم المتقدم التي تمنح فرصة التعلم عن طريق الانتظام الكلي أو الانتظام الجزئي أو عن طريق البحث . نعم .... امنح الناس فرصة أن يتعلموا وستشاهد تلقائيا بعدهم عن مثل هذه الجامعات وتسفيههم لها، وأراهن ثم أراهن ثم أراهن على ذلك. كما أني أراهن أن الوزارة لن تعييها الحيلة متى ما أرادت ذلك ،من خلال إمكاناتها التي وفرتها لها الدولة وقدرتها على اختيار الجامعات الملائمة لذلك وقدرتها على ضبط المخرجات وتقييمها. لكن أن تمنعهم من فرص التعليم من خلال نظام غير منطقي ثم تطالبهم بأن يكفوا عن ممارسة حقوقهم التعليمية فاعتقد أن ذلك لا يعني إلا تعسف المنصب وتعسف فردية القرار . ويكفينا ضياع أكثر من ربع قرن ، ضاع فيه أكثر من جيل لم يكن له حيلة سوى أن يقول (لبيك ياوزارة التعليم العالي)ويتقبل فقط!!!! طبعا هذا إذا رأت وزارة التعليم أن التعليم وحده هو وسيلة رقي الأمم ووسيلة تقدمها ؟!!! خاطرة: نلوم من يقذف نفسه من أعلى الطابق الأول ،ولكننا نمنح العذر من يقذفها من الطابق العاشر حينما تكون كل الأدوار السفلية مشتعلة. موسى حاوي الذروي |
رد: حين يكون التعليم عارا في امة اقرأ
اقتباس:
و منحوا من خلالها شهادات..!! :: يسلموخيو. |
الساعة الآن 12:48 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل