![]() |
القصة بكااااااملها
[align=center]
(1) [/align] [align=right] الذي يقرأ للأستاذ "محمد سفر" ولم يره عن قرب ولم يعاشره لن يصدق أنه هذا الأربعيني الذي تتدلى نصف كرشته بين سروال "السنة" والفانيلة بينما يقلب بنهم مجلة "العربي" وتغيب يده بشكل سريع ومتواصل في كيس "الفصفص" الملقى بجانبة على "الطراحة"؛ لكن هذه هي الحقيقة. لقد كان "محمد سفر" رجلا بسيطا في حقيقته. [/align] يتبع |
رد: القصة بكااااااملها
[align=right]
وللفصفص عند "أبي ملهم" كما يحب أن يلقبه أصدقاؤه، طقوس مهمة جدا سواء في عملية اختيار نوع الفصفص ومن أي المقالي المشهورة، أو في لحظات تناوله التي يعتبرها "أبو ملهم" لحظات حميمية جدا يرفض فيها الكلام بل وحتى النظر إلى أي شيء آخر سوى مجلة "العربي"؛ لا تلفاز ولا انترنت ولا شيء آخر من الممكن أن يعتاض به أبو ملهم عن "العربي" ليرافق وقت الفصفص. لا أحد يعرف السر - سر التعلق بالعربي - إلا صديقه الوحيد "منصور بادن" والذي بدوره يرفض أي تعليق حول هذا الموضوع فهو يعلم أن "محمد سفر" وإن كان على خلاف مستمر معه إلا أنه صديقه الوحيد؛ على فرض أن هناك أصدقاء. يتبع [/align] |
رد: القصة بكااااااملها
[align=right]
"أبو ملهم" ليس من الذين يحرصون كثيرا على صلاة الجماعة في المسجد غير أنه لا يتأخر أبدا إذا كان مع مجموعة في من زملاء العمل أو الرحلات وحان وقت الصلاة. الجميع يعتقد بأن "محمد سفر" يحفظ الكثير من القرآن الكريم وما رفضه الدائم لأن يكون إماما في جماعة خارج المسجد إلا من باب التواضع والخوف من الرياء، هذا الاعتقاد في "محمد سفر" يعجبه في الحقيقة ويسر عندما يقرأه في تلميحات زملائه، بل ويعززه في أذهانهم بجمل من قبيل: "الواجب ألا يتفاخر الإنسان بما حباه الله به من حفظ للقرآن أو الحديث أو أشعار العرب، بالنسبة لي لا أحفظ إلا قصار السور وبضع آيات وعدد محدود من أبيات الشافعي" هذه الجملة تكاد تكون لازمة لأي مناسبة أو اجتماع يتواجد به "أبو ملهم" مثلها مثل التعليق نفسه الذي يكرره صديقه "منصور بادن" : "لا تصدقوا هذا النصاب، إنه يحفظ البقرة وآل عمران والأنعام عن ظهر قلب" وهكذا يستمر هذا الثنائي "محمد سفر" و "منصور بادن" في السيطرة على الجلسة، أي جلسة بمكر لا يتفقان عليه مسبقا يتبع [/align] |
رد: القصة بكااااااملها
[align=right]
وهكذا تساقطت السنوات من تقويم "محمد سفر"، سنة تلو أخرى وهو يعيش في عالم من الخيال المذهل، تعدد مربك من الأحلام والآمال والثقافات كفيل بأن يسبب الكثير من الأزمات النفسية لأي شخص "طبيعي"، لكن "محمد سفر" كان يرتدي حلة متقنة النسج من الخيال. لا يستطيع الشخص محدود التفكير والقدرات أن يقدر أهمية الخيال في الحفاظ على التوازن النفسي، لقد كان "محمد سفر" يقرأ كثيرا ولكنه لا يقرأ كأي مثقف آخر، لم يكن يقرأ مثل صديقه "منصور بادن" قراءة ترفيهية، ولم يكن يقرأ مثل صديقهما المشترك "سويلم بن عايد" قراءة نخبوية يحاول فيها أن يحقق شيئا من الانتماء، لا، لقد كان "محمد سفر" يقرأ ليعيش. كل مفارقة فذة أو شخصية متفوقة أو قصيدة غامضة أو أسطورة متكررة كانت جزء من التفاصيل اليومية لحياة "محمد سفر". لا يزال أخوه "سامح سفر" يكرر قصة تعلق "محمد سفر" بشخصية "بيتر بان" وكيف أنه استمر لمدة أسبوع في محاولاته لاقناع أخيه الأصغر "محمد" بأنه ليس "بيتر بان" وأنه لن يستطيع في يوم من الأيام أن يجمع كل الجنيات الشريرة في حيهم ويذهب بهن إلى "الديرة" يتبع [/align] |
رد: القصة بكااااااملها
(2)
[align=right] هذا العالم المبهر من الألوان والشخصيات الدرامية كان يسيطر على فترة المراهقة أيضا لدى "محمد سفر". المراهقة هذه الفترة المرهقة للفتى ولأهله لم تكن كذلك بالنسبة لـ "محمد سفر"؛ لقد كان يعرف بالضبط ماذا يريد في هذه الفترة. لقد فلسف أوقات اللهو بكل عنفها وتطرفها ووجد المبررات ليذهب إلى الحد الأقصى في المتعة. كيف لا وهو شخص غير "عادي" نعم لقد عاش مراهقته كما ينبغي لشخص عظيم أن يفعل؛ اللهو والمزيد من اللهو. على أنه كان يقضي الأوقات مع أشخاص عاديين جدا لا يملكون تلك الروح الوثابة التي تسكن جنباته. كان رائعا في التواصل معهم ولكنه كان يحتقرهم ويحتقر حبه لهم ومن هنا بدأت أولى معاناته الحقيقية. يتبع [/align] |
رد: القصة بكااااااملها
[align=right]
تداعت العديد من الأفكار والتصورات في مخيلة "صلاح القوّاطي" رئيس تحرير مجلة " محاريب " التونسية اليسارية التي كان يكتب لها "أبو ملهم" بشكل مستمر وكثيف تحت عدة أسماء مستعارة وعن طريق المراسلة. وتساءل: من هو "أبو ملهم" ؟ هل هو شخصية مشهورة؟ لماذا يرفض الكشف عن اسمه فطرحه في النهاية مقبول جدا ويكاد يكون وسطي بل ومتحفظ؟ لا يهم فهو مطلوب جدا في تونس والعديد من القامات الثقافية تعتقد أنه هو "صلاح القواطي" وأنه يحاول فقط معادلة الكفة اليسارية في "محاريب" يتبع [/align] |
رد: القصة بكااااااملها
شكرا لكل من مر هنا واحترم خصوصية هذا السرد البدائي.. مجرد محاولة
نعود يوم السبت تحايا |
رد: القصة بكااااااملها
اقتباس:
|
رد: القصة بكااااااملها
محاولة رائعة ونص راقي كرقي صاحبه وهدف سردي نبيل يشي بنفس شفيفة
ومتحمسون لبقية السرد. |
رد: القصة بكااااااملها
قلم مبدع ، وفن لا يجيده إلا الكبار ، فلله درك ودر ما يجود به فكرك الراقي.
تحياتي الطيبة لشخصك النبيل ،،، يثبت |
رد: القصة بكااااااملها
شكرا على النقل
|
الساعة الآن 01:05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل