![]() |
مقال في الصميم ...!
نوعية الحيـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــاة وصفوا القرن التاسع عشر بأنه كان قرن (التفاؤل) بسبب كثرة الفتوحات العلمية التي حدثت فيه. ووصفوا القرن العشرين بأنه كان قرن (التشاؤم) بسبب اشتماله على حربين عالميتين وأكثر من مئة حرب إقليمية ومحلية. أما القرن الحادي والعشرون والذي ما زلنا في بدايته- فلا ندري الاسم الذي سيكون لائقًا به في نهاية المطاف، لكن بعض أصحاب الرؤى الإستراتيجية يرون من الآن المسارعة إلى تسميته بقرن (التعقيد). وأعتقد أنهم محقون في هذه التسمية. والسبب في وجاهة هذا الاسم هو أن أبرز ملامح التطورات المتسارعة التي نشاهدها على كل صعيد هو (التنوّع): تنوّع في الطُّرز وتنوّع في العناصر المكونة للمصنوعات وتنوّع في الفهم وفي التفسير للنصوص والأحداث وتنوّع في الأمراض والمشكلات والأزمات يصحبه تنوّع في الحلول والأدوية والعلاجات وإذا تساءلنا عن أكثر الأشياء ملازمة للتنوع فسنجد أنه (التعقيد). وإذا تساءلنا مرة ثانية : ما الذي يترتب على التعقيد أو ما الذي يلازمه؟ لوجدنا العديد من الأشياء التي يمكن أن نتحدث عنها لكن لعل ما يهمنا منها ثلاثة هي: 1- ارتباك الوعي إذ إن الوعي الأكثر قدرة على استيعاب الأمور المعقدة هو الوعي الذي تشكل ونما في بيئة صناعية. أما الوعي الذي تشكل في بيئة رعوية أو زراعية فإنه يجد صعوبة بالغة في فك رموز التركيبات الشديدة التعقيد. وهذا هو حال الوعي لدى معظم المسلمين إذ إنه ليس هناك أي دولة إسلامية يمكن أن توصف بأنها (دولة صناعية) بمعنى الكلمة! 2- صعوبة العجز عن إدارة الأشياء المعقدة والتحكم التام بها. خذ مثالاً على ذلك السيطرة على التدفق الثقافي الأجنبي. وخذ السيطرة على موضوع (الاستنساخ) هذا العمل البالغ الخطورة والذي يمكن أن يتم في شقة مستأجرة! وخذ السيطرة على تلوث البيئة وارتفاع حرارة الأرض. إن كل هذه الأشياء ومئات الأشياء على شاكلتها باتت خارج السيطرة وهذا شيء مقلق ومخيف. 3- المرونة : إذ إن من شأن كثرة العناصر التي أدّت إلى التعقيد أن تتيح قدرًا كبيرًا من المرونة في التعامل مع الأشياء على صعيد إيجاد تكوينات جديدة وعلى صعيد إيجاد حلول للمشكلات القائمة. إن بعض العطور اليوم مكوّن مما يزيد على ستين عنصرًا كيميائيًا وهذا التعقيد والتنوّع يتيح الحصول على مئات الروائح من خلال التغيير في كميات العناصر المكوّنة. ولهذا فالتنوع يأتي بالتعقيد ويأتي بالمرونة في آن واحد وهذه معادلة غير مألوفة. الذي نخلص إليه من وراء هذه المقدمة هو أن العيش في عصر سِمته (التعقيد) يتطلب منا أن نطوّر منهجيات معقدة إذا أردنا القيام بمواجهة ناجحة للمشكلات التي أخذت تغير ملامح حياة الإنسان المسلم وتسبب له الكثير من الألم والأذى. إن ما نواجهه من مشكلات لم يحدث بمحض الصدفة ولا بوصفه ناتجًا طبيعيًا لتفاعلات بريئة هي جزء من ثمن التحضر إن هناك جهات كثيرة تسعى إلى تحقيق مصالح خاصة وطبيعة تلك المصالح تقتضي إدخال تغييرات سيئة على الحياة الشخصية لأعداد كبيرة من البشر. وتلك الجهات تستثمر أموالاً وخبرات عظيمة وهائلة في سبيل الوصول إلى أهدافها ومن ثمّ فإن ردود الفعل العشوائية والخجولة التي تصدر من هنا وهناك ستكون قليلة الجدوى. إن التخريب الواعي والمنظم يجب أن يُقابل بإصلاح على شاكلته وإلا كنا كمن يحاول علاج السرطان بـ (الإسبرين) أو إسقاط طائرة بمسدس. نحن في حاجة إلى قيام مشروع وطني في كل قطر إسلامي يكون همه الأكبر مراقبة (نوعية الحياة) ورصد التطورات الإيجابية والسلبية التي تطرأ على سلوكات الناس وعاداتهم ومواقفهم المختلفة. هذا المشروع يحتاج حتى يخدم الأغراض التي أُنشئ من أجلها إلى تشكيل عدد كبير من الهيئات والجمعيات والأنشطة المتخصصة. وستكون المهمة محاولة بلورة معايير ومواصفات للحياة الطيبة التي تليق بالمسلم المعاصر على المستوى الروحي والخلقي والاجتماعي والصحي والمعنوي ثم العمل على نشر الوعي بها في أوساط الجماهير بشتى الوسائل والسبل المتاحة. أما المهمة الثانية فهي العمل على تنظيم حملات متتابعة وأنشطة مستمرة لمقاومة أنواع الأخلاق والسلوكات السيئة التي يسببها العيش في هذا الزمان إذ المحرك الأساسي لسلوك البشر هو المادة والمتعة واللهو والإرواء المباشر للرغبات وسيكون على تلك اللجان أيضًا متابعة التقصير في الواجبات الشرعية والخلل في التواصل الاجتماعي وما شابه ذلك مما هو مشاهد اليوم. نحن في حاجة إلى جمعيات تتابع إعراض الشباب عن الذهاب إلى صلاة الجماعة في المساجد والإعراض عن القراءة واقتناء الكتاب وجمعيات تتابع التغيرات الثقافية والسلوكية مثل : الإدمان على التدخين والخمور والمخدرات والإسراف في الإنفاق وسوء استخدام الموارد مثل: الماء والكهرباء بالإضافة إلى العادات الشخصية السلبية مثل: السهر والنوم المتأخر والأكل في المطاعم والبدانة واستخدام المنبهات والمنشطات إن هذا ما هو إلا عادة محدودة للأشياء الكثيرة التي تحدّد نوعية الحياة لدى الأمة والتي تحتاج إلى الاهتمام. السؤال المطروح هنا هو: لمن نقوم بتوجيه هذا الكلام؟ الحقيقة أنني أوجه الكلام لكل أولئك الذين يملكون الوعي والغيرة على مستقبل هذه الأمة وهم بحمد الله كثر. الأمة تتملك اليوم ملايين الشباب المتحمسين لعمل شيء إيجابي يصب في المصلحة العامة وإن على الكهول والشيوخ أن يوفروا لهم الأطر والمؤسسات والجمعيات التي يتمكنون من خلالها من عمل شيء جيد. إن رصد الواقع وقراءته عن طريق المسح والإحصاء والاستبيان عمل كبير وحيوي في هذا المشروع وإن في إمكان مجموعة مكونة من خمسة شباب أن تقوم بعمل مسحي منظم ومنهجي لظاهرة من الظواهر تحت إشراف أستاذ متخصص ثم تقوم بنشر نتائج ذلك المسح على الإنترنت وغيره من أجل إيقاظ وعي الناس ورفعهم للاهتمام بتلك الظاهرة والتعامل معها بما يلائم. ولابد من التنسيق مع الجهات الإعلامية والتربوية في كل خطوة من خطوات مشروع (نوعيّة الحياة). إن الإصلاح الذي تحتاج إليه الأمة له ألف رأس وألف ذراع وألف ذيل وإن من المهم أن نمتلك القناعة بأن التقدم الشامل لا يتم من خلال عمل كبير يقوم به فلان أو فلان أو هذه الدولة أو تلك وإنما يتم من خلال ملايين المبادرات الصغيرة التي تصدر عن ملايين الأبطال الصغار وأعتقد أننا نستطيع أن نتعلم من الغرب في هذا الشأن الكثير من الدروس البليغة والمفيدة. بقلم لدكتور : عبد الكريم بكار اعداد اخوكم : ابوفهد الياسي لمجالس قبيلة هذيل أتمنى المقال يعجبكم ويترك لكم الأثر المرجو منه |
رد: مقال في الصميم ...!
لم ينال اعجابي ,,,تشكر
|
رد: مقال في الصميم ...!
اقتباس:
يعطيك العافيه يا ابو فهد تحيــــــــــــــاتي . |
رد: مقال في الصميم ...!
من ناحية ان زمنا زمن التعقيد فوالله انا اوافقك الراي مليون بالمية هههههه
:: يسلمو يابو فهد عالنقل الرائع و دمت بكل ود |
رد: مقال في الصميم ...!
اقتباس:
وأختلاف الرأي لايفسد للود قضية وربما اليوم نختلف وغداً نتفق ويكفيني حضورك بمتصفحي بارك الله فيك |
رد: مقال في الصميم ...!
اقتباس:
وهذه المبادرات الصغيره وتكوينها هي مانسعى اليها لتحقيق أهدافنا لمواجهة واقعنا المؤلم دمت للبناء والإصلاح |
رد: مقال في الصميم ...!
اقتباس:
وربما يوافقنا الكثير من أبناء هذا المجتمع بإن له أهداف واسعه من حيث التصحيح الم نكن في عصر التكنلوجيا الحديثه ولا نحتاج إلا لضغطة زر فقط لإنجاز ما نحتاج إنجازه من معاملاتنا اليوميه بدلاً من من أحضار ملفات واوراق لسنا في حاجتها اليوم ولكن البعض فكره يقبع في مستهلكات الزمن الماضي لينشا في زمن أسمه ( التعقيد ) كما أطلق عليه الكاتب لذا يجب علينا مواكبة عصر المعلومات لنكون شعب إيجابي لخدمة الاسلام والمسلمين وعلى أقل تقدير لخدمة أبناء هذا الوطن الغالي بما يرضي الله عزوجل |
رد: مقال في الصميم ...!
مقال رائع ويتوافق مع عنوانه .. ومن وجهة نظري أن الإنسان هو الذي أوجد لنفسه هذه التعقيدات ؟ تقولي كيف ؟ أنا أقولك .
اولاً يجب علينا كمسلمين وكعرب بالذات أن نفهم ديننا الصحيح وكما جاء .. حيث أن هناك شريحه كبيره معتنقه هذا الدين كعاده وليس كعباده كما أمر الله ورسوله فمن هنا وقعنا في التعقيدات سواءً تعقيدات ماليه أو إجتماعيه وقس على ذالك ثانياً: التقليد وإنبهار الكثير بحضارات الغرب وتركنا حضارتناالحضاره الإسلامية الصحيحة فالغرب أخذ الحضارة الإسلامية وطوروها بما يتلائم مع معتقداتهم وأفكارهم والعرب والمسلمون تنحوا عنها تماماً واصبحنا نستورد كل شي حتى الأفكار والأمثال لا نؤمن إلا بأمثلة الغرب في كل شئ .. وهذا لا يعني أننا لم ناخذ منهم ماهومفيد، ولكن لا يكون كل شي عندنا شعاره الغرب والذي أشوفه أن هناك خطوط حمراء لا يمكن للعرب والمسلمين تجاوزها وسنبغى رازحين تحت كلمة إفعل لا تفعل ! لن تنجح هذه الأمه إلا إذا صححت دينها وأفكارها وتبرأت من التبعية والتقليد الأعمى عند ذالك سوف تبخر الضبابية والتعقيدات التي عسمت وأرهقة كا هل الشاب المسلم أين ما كان . من هنا يتم المشروع الوطني التي أشاره إليه كاتب المقال ويتم الإصلاح وتوعية الشباب الصاعد وتربيتهم تربية إسلامية صحيحه شاكر ومقدر لك أخي أبو فهد .. على هذا الطرح تقبل مداخلتي ولو أني شطحت كثير ،،،، |
رد: مقال في الصميم ...!
فعلاً مقال في الصميم إن رصد الواقع وقراءته عن طريق المسح والإحصاء والاستبيان عمل كبير وحيوي في هذا المشروع وإن في إمكان مجموعة مكونة من خمسة شباب أن تقوم بعمل مسحي منظم ومنهجي لظاهرة من الظواهر تحت إشراف أستاذ متخصص ثم تقوم بنشر نتائج ذلك المسح على الإنترنت وغيره من أجل إيقاظ وعي الناس ورفعهم للاهتمام بتلك الظاهرة والتعامل معها بما يلائم. مقال عظيم يهدف إلى ايقاظ عقول نائمة في سباتها والتعامل مع المشكلات على ضوء يتضح من خلاله الحلول شكراً لك أبو فهد والشكر موصولاً لكاتب المقال |
رد: مقال في الصميم ...!
مرحبا اخ / ابوفهد
بالفعل مقال في الصميم يترك اثره لذوي العقول التي لا تأبا بغير الرياده نهج لها في سيرتها العلميه ومسايرة الحضاره بشتى سبلها دون القوقعه حول محيطها البسيط نحتاج لسند يدعم سواعدنا للخوض غمار التحضر العلمي واختلاط الثقافات بشرط وضع برنامج حمايه للمسلم وتوضيح نهجه المتبع الشكر الجزيل لكاتب المقال ووافر امتنانني لمعد المقال |
رد: مقال في الصميم ...!
الأخوين شذى هذيل وما يسرني لقب
تشرفت بمرور هذه العقول النيرهـ بمتصفحي وما تطرقتم له حول المقال في مداخلتكم تدل على وجود نخبه من أبناء هذيل يسمو مجالس قبيلة هذيل بتفهمهم لما يدور حولهم بهذا العصر من مقالطات للواقع كما وصفها كاتب المقال وسنسعى جاهدين كواجهة إعلاميه لهذيل بدرع الحجاز لتصدي لهذه التعقيدات لتيسير أمور الآخرين وتنويرهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى |
رد: مقال في الصميم ...!
بارك الله فيك حكيمنا هذا الزمن دعني آسميــه ( آنا الوحيـد فقط ) ويحق لك تفسرها كيف ما تشآء عرجت على ضاهره الإستنساخ ويالها من ضاهره ؟؟ مهما تكلمنا في هذا المقال يدركنا الوقت ونحن لم نكتب عن النقاط المذكوره سوى القليل القليل فبارك الله فيك |
رد: مقال في الصميم ...!
ابو فهد صباح الخير يا حلوو ..,,
الحقيقة انا زعلان منك كثير .. كثير كثير اكثر من مما تتصور << خلااص ابعد عني لا تكلمني .. :43: << متكلمنيييييييييش ابعد بعييييييييييييد بعييييييييييييد بعيييييييييييد ... ااااااه بعييييييييييد بعيد -----> ..قد تأخر ماكين كثيرا..! وجاء فى الوقت والظرف الخطأ... واختار خطابا يصلح للحرب الباردة بالكاد .. أو يصلح فى حضرة جنرالات وفقط..! كثيرا ما يشير إلى صديقه كيسنجر.. أو رفيقه جورج شولتز.. أو حضوره وأطلاعه على دقائق فى سياسة روزفلت..؟ أو أيزنهاور..! نعم انه خطاب مر زمنه ولكل زمان دولة ورجال أوباما يأتى مدفوعا بأشواق التغيير ..؟! يخاطب الذين خدعوا زمنا بالإبحار خارج الشارع الأمريكى.. أوباما يريد أن يرد أمريكا للأمريكيين..؟؟ ((هذا الشعب المخطوف بأعلى فنون تخدير الرأى العام ))..؟؟ حجم التغيير الذى يريده أوباما كبيرا وعميقا وجذريا.. والظاهر منه هو رأس جبل الجليد.؟! أتمنى أن يكرر أوباما أردوغان والعدالة والتنمية فى تركيا.., فهل يصمد أمام أكبر وأقوى لوبى مصالح عرفه التاريخ...؟ سكني << ينتظر مستقبل مشرق كـ اشراقة الماضي الجميل |
رد: مقال في الصميم ...!
والف شكر لك هذا التواجد وهذا العطاء الرائع الذي يدل على حرصك واهتمامك بطرح المفيد والرااائع
اقبل جل احترامي وتقديري ودمت في حفظ الرحمن |
رد: مقال في الصميم ...!
اخونا سهم هذيل لست وحيداً فالله معك ثم رفيق دربك ابوفهد واخوانك بهذا المجلس
الذين يسعون لبث روح الاخوة بين أعضائه ليواصل شموخه عبر العصور القادمه إن شاء اللــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــه اخونا سكني لن تزعل من اخوك ابوفهد الذي يحمل في قلبه كل التسامح للمتسامحين حتى في زمن الحرب البارده الذي يصتنعها الغرب ضد الإسلام والمسلمين اللهم أنصر الاسلام والمسلمين ووحد كلمتهم في كل مكان وزمان اخونا نصار السرواني شكر لك اخي الحبيب على تواجدك ومرورك النير بمتصفحي هذا والكلمه الطيبه رئحها فواح في ردك لا تخرج ألا من طيب ياأبومتعب جزاك الله خير الجزاء |
الساعة الآن 06:17 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل