::{ مجالس قبيلة هذيل  }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها (https://hothle.com/vb/index.php)
-   مجلس مضارب بادية هذيل (https://hothle.com/vb/forumdisplay.php?f=103)
-   -   الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر" (https://hothle.com/vb/showthread.php?t=40983)

ابنة هذيـــــل 06-26-2010 08:32 AM

الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 


ذكرها الشعراء في قصائدهم

الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر


مدخل:

قال عبيد بن الأبرص في وصف السحاب:


[poem=font=",6,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
دانٍ مسفٍّ فُوَيْقَ الأرضِ هيدَبُه =يكادُ يدفعُه من قامَ بِالراحِ
فمن بنجوته كمن بعُقوته =والمستكن كمن يمشي بقَرواحِ [/poem]

وصف السحاب والمطر وآثارهما فنٌ برع فيه أبناء الصحراء منذ كانوا، وهذه البراعة جاءت نتيجة لمعيشتهم التي تعتمد على الترحال طلباً للماء والكلأ ولأن نمط هذه المعيشة مرتبط بالسماء ارتباطاً مباشراً فهم يرقبونها ليلاً ونهاراً فما تنشأ سحابة إلا تحت أبصارهم يخيلون برقها وينصتون لرعدها ويشاهدون تأثير الرياح في إلقاحها وسوقها ويتابعون حركتها واتجاهها فخبروا بتجاربهم تشكيلات السحاب المختلفة وتأثيراتها وقوة أمطارها وميزوا كل منها بأسماء خاصة،
وقد رأيت تسليط الضوء على مصطلحات العرب قديماً في وصف السحاب والمطر محاولة لتطبيقها على الواقع وللتعريف بالفرق بينها في مفهوم العرب قديماً وحديثاً وكما تأملنا قول عبيد في مستهل الكلام فلنتأمل قول الهزاني في استغاثته المشهورة:


[poem=font=",6,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وأسألك غادياً مادياً كلما =لجّ فيه الرعد حل فينا الوجل
وادقٍ صادقٍ غادقٍ ضاحكٍ =باكيٍ كلما ضحك مزنه هطل [/poem]






وصف أبناء الصحراء للمطر:

قال الأصمعي:

مررت بغلمة من الأعراب فقلت: أيكم يصف لي الغيث وأعطيه درهماً.

فقالوا: كلنا يصف وهم ثلاثة .

فقلت: صفوا فأيكم ارتضيت صفته أعطيته الدرهم.

فقال أحدهم:

عنَّ لنا عارض قصرا تسوقه الصبا وتحدوه الجنوب، يحبو حبو المعتنك حتى إذا ازلأمت صدوره، انثلجت خصوره، ورجع هديره، أصعق زئيره، واستقل نشاصه، وتلاءم خصاصه، وارتعج ارتعاصه، وأوفدت سقابه، وامتدت أطنابه، تدارك ودقه، وتألق برقه، وحفزت تواليه، وانسفحت عزاليه، فغادر الثرى عمدا، والعزاز ثئدا، والحث عقدا، والضحاضح متواصية، والشعاب متداعية.
قال الآخر: تراءت المخايل من الأقطار، تحن حنين العشار، وتترامى بشهب النار، قواعدها متلاحكة، وبواسقها متضاحكة، وأرجاؤها متقاذفة، وأرجاؤها متراصفة، فوصلت الغرب بالشرق، والوبل بالودق، سحا دراكا، متتابعا لكاكا، فضحضحت الجفاجف، وأنهرت الصفاصف، وحوضت الأصالف، ثم أقلعت محسبة محمودة الآثار، موقوفة الحبار.
وقال الثالث: والله ما خلته بلغ خمسا: هلم الدرهم أصف لك. فقلت: لا أو تقول كما قالا. فقال: والله لأبذنهما وصفا، ولأفوقنهما رصفا.
قلت: هات لله أبوك. فقال: بينا الحاضر بين الياس والإبلاس، قد غمرهم الإشفاق، رهبة الإملاق، قد حقبت الأنواء، ورفرف البلاء، واستولى القنوط على القلوب، وكثر الاستغفار من الذنوب، ارتاح ربك لعباده، فأنشأ سحابا مسجهرا كنهورا. معنونكا محلولكا، ثم استقل واحزأل، فصار كالسماء دون السماء، وكالأرض المدحورة في لوح الهواء، فأحسب السهول، وأتاق الهجول، وأحيا الرجاء، وأمات الضراء، وذلك من قضاء رب العالمين.

قال الأصمعي : فملأ والله اليفع صدري فأعطيت كل واحد منهم درهما وكتبت كلامهم.


ومن أبلغ ما قيل في ذلك قول الأعرابية التي سألها ذو الرمة عن الغيث فقالت: غثنا ما شئنا. فكان ذو الرمة يقول قاتلها الله ما أفصحها.

وقال الأصمعي:

سألت أعرابياً من عامر بن صعصعة، عن مطرٍ أصاب بلادهم،
فقال: نشأ عارضاً فطلع ناهضاً، ثم ابتسم وامضاً، فاعترض الأمطار فأعشاها، وامتد في الآفاق فغطاها، ثم ارتجز فهمهم، ثم دوي فأظلم، فأرك ودث وبغش، ثم قطقط فأفرط، ثم ديم فأغمط، ثم ركد فأجثم، ثم وبل فسح وجاد، فأنعم فقمس الربى، وأفرط الزبى سبعاً تباعاً، لا يريد انقشاعا، حتى ارتوت الحزون، وتضحضحت المتون، ساقه ربك إلى حيث شاء، كما جلبه من حيث شاء.
ترتيب السحاب وأسمائه وأصنافه عند العرب:

قال النويري في نهاية الأرب نقلاً عن الثعالبي في فقه اللغة:

أول ما ينشأ السحاب، فهو نشء،
فإذا انسحب في الهواء، فهو السحابُ، فإذا تغيرت وتغممت له السماء، فهو الغَمَام، فإذا كان غيما ينشأ في عُرض السماء فلا تبصره، وإنما تسمع رعده، فهو العَقْر،
فإذا أطل وأظل السماء، فهو العارضُ، فإذا كان ذا رعد وبرق، فهو الَعرَّاصُ،
فإذا كانت السحابة قطعا صغارا متدانياً بعضها مع بعض، فهي النَّمرةُ،
فإذا كانت متفرقة، فهي القَزَعُ،
فإذا كانت قطعا متراكمة، فهي الكِرفِئ، فإذا كانت قطعا كأنها قطع الجبال، فهي قلعٌ، وكنهورٌ، فإذا كانت قطعا رقاقا، فهي الطخاريرُ ،فإذا كانت حولها قطع من السحاب، فهي مكللةٌ،
فإذا كانت سوداء، فهي طخياءُ، ومتُطخِطخَة، فإذا رأيتها وحسبتها ماطرة، فهي مُخيلة، فإذا غلظ السحاب وركب بعضه بعضا، فهو المُكَفهِر، فإذا ارتفع ولم ينبسط، فهو النَّشاص،
فإذا تقطع في أقطار السماء وتلبد بعضه فوق بعض، فهو القِردُ، فإذا ارتفع وحمل الماء وكثف وأطبق، فهو العَمَاء، والعَمَاية ، والطَّخاء، والطَّخاف، والطَّهاء،
فإذا اعترض اعتراض الجبل قبل أن يطبق السماء، فهو الحبيُّ، فإذا عنّ، فهو العنان، فإذا أظل الأرض فهو الدَّجن، فإذا اسود وتراكب، فهو المُحمومي،
فإذا تعلق سحاب دون السحاب، فهو الرَّباَب، فإذا كان سحاب فوق سحاب، فهو الغفارةُ،
فإذا تدلى ودنا من الأرض مثل هدب القطيفة، فهو الهيدبُ،
فإذا كان ذا ماء كثير، فهو القنيف، فإذا كان أبيض، فهو المزن، والصَّبير،
فإذا كان لرعده صوُت، فهو الهَزيم،
فإذا أشد صوت رعده، فهو الأجشُّ، فإذا كان بارداً وليس فيه ماءٌ، فهو الصُّراد،
فإذا كان ذا صوت شديد، فهو الصَّيّب، فإذا أهرق ماءه، فهو الجهام
( وقيل بل الجَهاَم الذي لا ماء فيه).

ترتيب المطر وأسمائه عند العرب:

قال الثعالبي رحمه الله في ترتيب المطر: أخف المطر وأضعفه الطل، ثم الرذاذ،ثم البغش والدث ومثله الرك، ثم الرهمة.
ويقال أيضاً: أوّله رشّ وطشّ، ثم طلُّ ورذاذ، ثم نضح ونضخ، وهو قطر بين قطرين، ثم هطل وتهتان، ثم وابل وجود.
ما قيل في فعل السحاب والمطر يقال إذا أتت السماء بالمطر اليسير الخفيف: حفشت، وحشكت.فإذا استمر قطرها،
قيل: هطلت، وهتنت.فإذا صبت الماء، قيل:همعت، وهضبت.
فإذا ارتفع صوت وقعها، قيل: انهلت واستهلت. فإذا سال المطر بكثرة، قيل: انسكب، وانبعق.فإذا سال يركب بعضه بعضاً،
قيل: اثعنجر، واثعنجج.فإذا دام أياماً لا يقلع، قيل: أثجم، وأغبط، وأدجن.فإذا أقلع، قيل أنجم،وأفصم، وأفصى.


ومن أسماء المطر في اللغة أيضاً:

إذا أحيا الأرض بعد موتها فهو الحيا.فإذا جاء عقيب المحل أو عند الحاجة إليه، فهو الغيث.فإذا دام مع سكون، فهو الديمة. والضرب فوق ذلك قليلا، والهطل فوقه.فإذا زاد، فهو الهتلان، والهتان، والتهتان.
فإذا كان القطر صغارا كأنه شذر، فهو القطقط.فإذا كانت مطرة ضعيفة، فهي الرهمة.فإذا كانت ليست بالكثيرة، فهي الغيبة، والحفشة، والحشكة.
فإذا كانت ضعيفة يسيرة،فهي الذهاب، والهميمة.فإذا كان المطر مستمرا، فهو الودق.فإذا كان ضخم القطر شديد الوقع، فهو الوابل.
فإذا انبعق بالماء، فهو البعاق.فإذا كان يروي كل شيءٍ، فهو الجود.فإذا كان عاماً، فهو الجدا.فإذا دام أياما لا يقلع، فهو العين.
فإذا كان مسترسلاً سائلاً، فهو المرُثعن.فإذا كان كثير القطر، فهو الغدق.فإذا كان شديد الوقع كثير الصوب، فهو السحيفة.
فإذا كان شديداً كثيراً،فهو العز، والعباب.فإذا جرف ما مر به، فهو السحيقة.فإذا قشرت وجه الأرض، فهي الساحية.
فإذا أثرت في الأرض من شدة وقعها، فهي الحريصة.فإذا أصابت القطعة من الأرض وأخطأت الأخرى، فهي النفضة.
فإذا جاءت المطرة لما يأتي بعدها، فهي الرصدة، والعهاد نحوٌ منها.فإذا أتى المطر بعد المطر، فهو الولي.
فإذا رجع وتكرر، فهو الرجُع.فإذا تتابع، فهو اليعلولُ.
فإذا جاءت المطرة دفعات، فهي الشآبيب.

سيلاحظ القارئ الكريم أن كثيراً من التعابير التي يستخدمها العرب الأوائل في وصف السحاب والمطر ما زالت تستعمل بنفس معانيها ودلالاتها عند سكان الجزيرة العربية إلى اليوم ولكننا أوردناها هنا للتفريق بينها اعتماداً على أصولها الفصيحة والحقيقة أن المتأمل في قصائد الشعر النبطي الخاصة بالاستغاثة كقصيدة محسن الهزاني الشهيرة وغيرها سيجد توافقاً بين ما يرد في هذه القصائد وأقوال العرب قديماً ،

وأخيراً قال فهد بن بداح الزقعاني:





[poem=font=",6,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يالله بنواً لانشا ينثر مزون =يسقي دياراً عقب الأمحال ميته
تسعين ليلٍ لأسود الماء ينايون =كلٍ يقول السيل والله لقيته
كل ٍتسده ديرته ما يحولون =محدٍ يجيك لديرتك لو دعيته[/poem]

ماطر السويدي 06-26-2010 09:53 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابنة هذيـــــل (المشاركة 434283)

سألت أعرابياً من عامر بن صعصعة، عن مطرٍ أصاب بلادهم،
فقال: نشأ عارضاً فطلع ناهضاً، ثم ابتسم وامضاً، فاعترض الأمطار فأعشاها، وامتد في الآفاق فغطاها، ثم ارتجز فهمهم، ثم دوي فأظلم، فأرك ودث وبغش، ثم قطقط فأفرط، ثم ديم فأغمط، ثم ركد فأجثم، ثم وبل فسح وجاد، فأنعم فقمس الربى، وأفرط الزبى سبعاً تباعاً، لا يريد انقشاعا، حتى ارتوت الحزون، وتضحضحت المتون، ساقه ربك إلى حيث شاء، كما جلبه من حيث شاء. ترتيب السحاب وأسمائه وأصنافه عند العرب:

[/poem]



طرح رائع ومعلومات لغوية

فلك الشكر يا ابنة هذيل

فتقبلي مروري وتقديري

فتى الحجاز 06-26-2010 10:21 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
مشكور على الموضوع الاكثر من الرائع يابنة هـــــذيــــل وهناك اسماء للمطر في لهجة هذيل اهل الباديه منها - المصرد - المقض - الجاهز -
- المهجي - الرجوع - القشوع ولكل اسم من الاسماء هاذي معنى وباقي اسماء احاول اتذكرها واجيبها لاني دايم اسمعها من شيابنا الله يحفظهم وتقبل مروري

ابنة هذيـــــل 06-26-2010 10:24 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
أشكرك استاذي الفاضل على المرور الراقي

ابنة هذيـــــل 06-26-2010 10:25 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
حياك الله اخي فتى الحجاز ..
سعيدة جداً بهذه الاضافات الثمينة ..
بانتظار البقية بارك الله فيك

عبدالله العبيدي الهذلي 06-27-2010 08:44 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
مشكوره على الطرح الرائع ...
معلومااات مفيده واسمــــاء المطر كثيره ....
اشكرك على معلوماتك القيمه ...
تحيه طيبه ...

ابنة هذيـــــل 06-27-2010 09:17 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
بارك الله مرورك أخي الفاضل
جزيتــ خيراً و كُفيتـ شراً..

مساعد الهذلي 07-02-2010 10:30 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
الله عليك لا تحرمينا من روائعك
ننتظر الزود من المشاركات ..

سلطان السويهري 07-03-2010 12:47 AM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
تسلمين الله يحفظك

معلومات إثرائية قيمة ونافعة

ولغتنا الجميلة هذا ما يميزها ( تعدد المسميات )

أبو رديد 07-07-2010 06:50 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
موضوع جميل ومفيد


ألف شكر

عمر العميري 07-09-2010 05:28 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
موضوع جميل

الف شكر ... ولي عوده بأذن الله

بن قاسي الهذلي 07-10-2010 02:36 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
مبحث جميل يستحق الثناء ومن ثم التثبيت

شكرا اختي الكريمه ونفع الله بك وحفظك

اخوك

ابنة هذيـــــل 07-23-2010 12:48 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
حياكم الله جميعاً بارك الله مروركم الكريم //
اشكركم فرداً فردا

ابو ياسر 07-23-2010 03:34 PM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
بارك الله فيك اختى الكريمة وتقبلي هذه الاضافة
[frame="10 90"]

(1)
حدثنا إسماعيل بن أحمد بن حفص النحوي المعروف بسمعان النحوي قال حدثنا أبو عمر الضرير قال حدثنا عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب عن موسى بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جده قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالساً مع أصحابه إذ نشأت سحابة، فقالوا: يا رسول الله، هذه سحابة، فقال: كيف ترون قواعدها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها! قال: وكيف ترون رحاها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد استدارتها! قال: فكيف ترون بواسقها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد استقامتها! قال: كيف ترون برقها: أوميضاً أم خفواً، أم يشق شقاً؟ قالوا: بل يشق شقاً، قال: فكيف ترون جونها؟ قالوا: ما أحسنه وأشد سواده! فقال صلى الله عليه: الحيا، فقالوا: يا رسول الله ما رأينا الذي هو أفصح منك، فقال: وما يمنعني، وإنما أنزل القرآن بلساني لسان عربي مبين؛ قال أبو بكر: قوله قواعدها أسافلها، ورحاها: وسطحها ومعظمها، وبواسقها: أعاليها، وإذا استطار البرق من أعاليها إلى أسافلها، فهو الذي لا يشك في مطره، والخفو أضعف ما يكون من البرق، والوميض: نحو التبسم الخفي يقال: ومض وأومض؛
(2)
أخبرنا أبو حاتم قال: أخبرنا الأصمعي قال: خرج معقر بن حمار البارقي ذات يوم، وقد كف بصره، وابنته تقوده، فسمع رعداً فقال لابنته: ما ترين؟ قالت: أراها حماء عقاقةً كأنها حولاء ناقة لها سير وان، وصدرٌ دانٍ، فقال: مري لا بأس عليك! ثم سمع رعداً آخر فقال: ما ترين؟ قالت: أراها كأنها لحم ثنت منه مسيك ومنه منهرت، فقال: وائلي بي إلى قفلة، فإنها لا تنبت إلا بمنجاة من السيل؛ قال أبو بكر: الحماء: السوداء تضرب إلى الحمرة، العقاقة تنعق بالبرق، يريد أن البرق ينشق عقائق الواحدة عقيقة، والحولاء جلدة رقيقة تقع مع سليل الناقة كأنها مرآة، فشبه السحاب في كثرة مائه بالحولاء، قولها لحم ثنت تريد مسترخياً قد أنتن: بعضه متماسك وبعضه متساقط، وهو المنهرت، والقفلة ضرب من الشجر، والجمع قفل قال الشاعر:
ومفرهة عنس قدرت لساقها ... فخرت كما تتايع الريح بالقفل
قال أبو بكر قوله: تتايع: تجتمع، ومنه تتايع الفراش في النار؛ المتساقط: أي يسقط ويركب بعضها بعضاً.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: سئل أعرابي عن مطر فقال: إستقل سد مع انتشار الطفل فشصا واخزأل، ثم اكفهرت أرجاؤه، واحمومت أرحاؤه، وابذعرت فوارقه، وتضاحكت بوارقه، واستطار وادقه، وارتتقت جوبه، وارثعن هيدبه، وحشكت أخلافه، واستقلت أردافه، وانتشرت أكنافه، فالرعد مرتجس، والبرق مختلس، والماء منبجس فأترع الغدر، وأنبت الوجر، وخلط الأوعال بالآجال، وقرن الصيران بالرئال، فللأودية هدير، وللشراج خرير، وللتلاع زفير، وحط النبع والعتم من القلل الشم إلى القيعان الصحم، فلم يبق في القلل إلا معصم مجرنثم، أو داحض مجرجم، وذلك من قضاء رب العالمين على عباده المذنبين.

(3)
أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: وقف أعرابي على قوم من الحاج فقال: يا قوم، بدو شاني، والذي ألفجني إلى مسألتكم، أن الغيث كان قد قوي عنا، ثم تكرفأ السحاب، وشصا الرباب، فادلهم سيقه، وارتجس ريقه، وقلنا: هذا عام باكر الوسمي، محمود المسي، ثم هبت له الشمال، فاحزألت طخاريره، وتقزع كرفئه متياسراً، ثم تتابع لمعان البرق حيث تشيمه الأبصار وتحده النظار؛ ومرت الجنوب ماءه، فقوض الحي مزلئمين نحوه، فسرحنا المال فيه، وكان وخماً، فأساف المال، وأضف الحال، فرحم الله امرءاً جاد بمير، أو دل على خير.
تفسيره - قوله: ألفجني، أي اضطرني، قال أبو زيد: ألفجني إلى ذلك الاضطرار إلفاجاً.
وقوله: الغيث قوي عنا: أي احتبس عنا، قال أبو عمرو الشيباني: وقد قوي المطر يقوى إذا احتبس.
وقوله: شصا الرباب ارتفع.
وقوله: فادلهم سيقه، ادلهم أظلم، والسيق من السحاب ما طردته الريح، وارتجس ريقه: ريق المطر أول شؤبوبه، وارتجس سمعت له رجساً، وهو صوته بهدة شديدة.
والسمي جمع السماء أي السحاب، وتجمع على أسمية وسموات. واحزألت طخاريره: أي انتصبت سحائبه الرقاق جمع طخرور وطخرورة، وهي سحابة رقيقة مستدقة.
وتقزع كرفئه أي تفرق متراكمه، وفي الصحاح: الكرفي السحاب المرتفع الذي بعضه فوق بعض، والقزع في الأصل: كل شيء يكون قطعاً متفرقة، ومنه قيل لقطع السحاب قزع.
وقوله: مزلئمين نحوه، المزلئم الذاهب مسرعاً، أو المرتفع في سيره، ومر بنا ازلأمت صدوره أي ارتفعت وانتصبت.
قوله: فأساف المال، قال ابن السكيت: أساف الرجل إذا هلك ماله، ويقال: أساف الله ماله وإبله أي أهلكه ورماه الله بالسواف: وهو الموت في المال والناس أيضاً.
وأضف الحال: أي ضيقها، قال أبو زيد: الضفف الضيق والشدة.

[/frame]

ابنة هذيـــــل 09-30-2010 11:39 AM

رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
 
بارك الله فيك يا أبو ياسر لا هنت


الساعة الآن 10:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل