::{ مجالس قبيلة هذيل  }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها (https://hothle.com/vb/index.php)
-   المجلس العام (https://hothle.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   السيستاني وسر رسالة أوباما ودلالاتها (https://hothle.com/vb/showthread.php?t=42991)

نصارالسرواني 09-04-2010 03:42 AM

السيستاني وسر رسالة أوباما ودلالاتها
 
السيستاني وسر رسالة أوباما ودلالاتها
كشفت مجلة فورين بوليسي (6/8) عن رسالة سرية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني يدعوه فيها إلى ممارسة ضغوط على القادة السياسيين العراقيين من أجل تشكيل حكومة جديدة.
ونقلت المجلة الأمريكية عن مصدر مقرب من السيستاني أنه حصل على هذه المعلومة من عدد من أفراد عائلة السيستاني في مدينة قم الإيرانية، مشيرا إلى أن الرسالة سلمها أحد الأعضاء الشيعة في البرلمان العراقي, وأنها تطلب تدخل السيستاني في العملية السياسية واستخدام نفوذه لدى الجماعات الشيعية من أجل التوصل إلى تسوية قريبة لمنصب رئاسة الحكومة.
وقالت المجلة في تقريرها إن الرسالة أرسلت بعد فترة قصيرة من انتهاء زيارة "جو بايدن"، نائب الرئيس الأمريكي، إلى بغداد في 4 يوليو الماضي، حيث فشل بايدن في حل المشكلة السياسية العراقية,والتوصل إلى توافق يشأن الحكومة المقبلة.
وتشير هذه الرسالة إلى خمس دلالات سياسية هامة كونها أتت في الوقت الذي فشل فيه السياسيون العراقيون في تشكيل حكومة في الأشهر الخمسة التي تلت الانتخابات النيابية ومع اقتراب إنهاء القوات الأمريكية عملياتها القتالية في العراق.
وهذه الدلالات هي:
أولا: أن الولايات المتحدة فشلت في حلحلة الواقع السياسي المأزوم في العراق, وأنه رغم ما تدعيه من سيطرة عسكرية, ألا أن الواقع السياسي تتناوشه قوى عديدة داخلية وإقليمية تستعصي وتتأبى على الانصياع للولايات المتحدة, وهى قوى لها مشروعها وطموحها السياسي الطائفي في العراق, وتصادم طموحها مع الرغبات الأمريكية, وافرازات العملية السياسة والانتخابات الأخيرة التي جعلت منصب رئاسة الوزراء في العراق من نصيب القائمة العراقية التي تتشكل أساسا من تيارين اثنين:
الأول القوى السنية المنخرطة في العملية السياسية.
الثاني القوى الشيعية العلمانية التي تحتفظ بصلات وثيقة مع الولايات المتحدة منذ الغزو في عام 2003, والممثلة في رئيس الوزراء السابق إياد علاوي.
والذي عكس هذا الفشل, بصورة واضحة وجلية, فشل كافة الزيارات التي قام بها مسئولون أمريكيون ومنهم نائب الرئيس جو بايدن,ولجو الإدارة الأمريكية إلى مخاطبة مرجعيات شيعية أملا في التوصل لحل لهذا معضلة السياسية.

ثانيا: أن الواقع الطائفي وليس السياسي ولا المؤسسي ولا حتى الديموقراطي, هو من يحكم العراق ويتحكم في كافة المؤسسات, ويعتبر مفهوم الأساس لكل ما يجرى في العراق, بدء من رئاسة الوزراء, أعلى هيئة حاكمة الآن, وحتى أقل المؤسسات شانا وفاعلية, وهذا ما أيقنت به الولايات المتحدة, ومن ثم جاءت رسالتها لمرجعية شيعية ارتأت أنها يمكنها تفكيك عُقد بناء وتشكيل الحكومة الجديدة,وفض التنازع بين التيارين الشيعيين, الأول الذي يقوده رئيس الوزراء المنتهية ولاياته نوري المالكي والمحسوب على التوجهات الإيرانية, والثاني الذي يرئسه إياد علاوي والأقرب إلى التوجهات الأمريكية.
ومن هنا يمكن القول بأن الولايات المتحدة سلمت بفشل مشروعها الذي روجت له عن عراق ديموقراطي, كونها نحت العملية الديموقراطية جانبا ولجأت إلى مراكز القوى الطائفية لتسهيل العملية السياسية وتشكيل الحكومة الجديدة.
ثالثا:أن الولايات المتحدة سلمت, بهذه الرسالة, بالنفوذ الإيراني الطائفي في العراق, ووجدت في السيستاني, الإيراني الأصل, بابا يمكن الولوج منه إلى تفاهم يحفظ لها ماء وجهها بدلا من الانخراط المباشر في مفاوضات مع إيران, وفي ذات الوقت يحقق لها القدر الذي تريده من النفوذ في العراق.
وحاصل الأمر أن النفوذ في العراق سيتم,وفق ما توحي به هذه الرسالة, على ضوء تفاهم أمريكي ـ إيراني, فأمريكا تريد زحزحة النظام السياسي نحو بناء حكومة توافق واستقرار في العراق تؤمن لهم الانسحاب الآمن الذي يريدونه، وتؤمن لهم أيضا بقاء العراق على النحو الذي يرغبون فيه, وهي مضطرة للتسليم بالنفوذ الإيراني في مقابل الضوء الأخضر الذي يسهل عملية ولادة هذه الحكومة وخروجها من السرداب.
رابعا: غياب البعد العربي تماما من خريطة القوى الفاعلة في العراق, فكل الدول العربية الإقليمية المجاورة لم تستطع أن تصنع لنفسها وضعا نافذا في العراق, وهو ما هيئ الساحة للنفوذ الإيراني للتمدد دون رادع, حتى بات من العسير تسيير الدولاب السياسي دون مرجعية إيرانية مباشرة أو غير مباشرة, وبما يخدم الطموح الإيراني ومشروعه الطائفي.
حتى سوريا التي استضافت عدة زعماء عراقيين مؤخرا, يبدو أنها دورها هامشيا للغاية, في الملف العراقي, ولا تستطيع فرض رؤيتها وكلمتها على ساسة العراق خاصة المالكي الذي انقلب على سوريا وهي التي فتحت له أبوابها يوم كان في صفوف المعارضة في زمن الرئيس السابق صدام حسين.
خامسا, وهو متعلق بمستقبل العراق, فالحكومة العراقية المنتظرة ستكون معنية بتثبيت واقع سياسي جديد في العراق، هو واقع ما بعد الاحتلال، وهذه الرسالة تشير إلى أن هذه الواقع الجديد يجب أن يتشكل حسب ما تريده أمريكا وتريده إيران أيضا.
فالرسالة تكشف عن قبول أمريكي بتفاهم مع إيران حول مستقبل العراق ، قد يكون مدخلا بذاته للتوصل إلى معادلة توازن مصالح أمريكية ـ إيرانية في العراق، تقود إلى تشكيل الحكومة الجديدة، وتكون أيضا بداية لصفقة مصالح أمريكية ـ إيرانية تشمل الملف النووي وترتيب أمن الخليج بمعزل عن كافة الدول العربية في المنطقة.


الساعة الآن 08:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل