::{ مجالس قبيلة هذيل  }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها (https://hothle.com/vb/index.php)
-   المجلس العام (https://hothle.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الأشهر الحُرم (https://hothle.com/vb/showthread.php?t=43975)

طيب الهقوات 10-15-2010 11:28 AM

الأشهر الحُرم
 
خطبة يوم الجمعة 7/ 11/ 1431هــ
الأشهر الحـرم وتعظيمـــــها
الحمد لله الرحيم الرحمان،خالق الإنس والجان،وخالق الأكوان و مقلب الدهور والأزمان ،أحمده سبحانه وأشكره فحق للمنعم أن يشكر بكل لسان،فله الحمد والشكر على كل نعمة أنعم بها علينا في زمان أومكان،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الديان، شهادة أرجو بها الدرجات العلا من الجنان. وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى للثقلين الإنس والجان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى الخطى بإحسان0أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون، وعظِّموا شعائره وحُرُماته، وابتغوا بتوقيرها غفرانَه ومرضاته، }ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ{ [الحج:30].
أيها المسلمون:لقد اختص الله عز وجل هذه الأمة بأزمنة فاضلة، وأمكنة مباركة ورتب عليها أجوراً عظيمة فمن الأمكنة المباركة مكة وفيها المسجد الحرام والمدينة وفيها المسجد النبوي والقدس وفيها المسجد الأقصى، ومن الأزمنة الفاضلة رمضان وليلة القدر، وعشر ذي الحجة، ويوم الجمعة ،والأشهر الحرم ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب0 قال الله تعالى:}إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{ [التوبة:36] .
أيها الإخوة المؤمنون:ونحن اليوم نعيش في ظلال هذه الآية الكريمة من سورة التوبة}إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً{ فلقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يفضل بعض الشهور على بعض، ففضل شهر رمضان على سائر الشهور، فهو شهر القرآن وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وهو الشهر الذي كان يعظم في الجاهلية فلما جاء الإسلام زاده تعظيماً. فحرم الله ظلم النفس في كل الشهور ولكن في الأشهر الحرم يكون أشد تحريماً وأشد تعظيماً . ففي هذه الآية العظيمة عباد الله ! أخبرنا الله تعالى أنه منذ خلق السموات والأرض وخلق الليل والنهار وجعل الشمس والقمر يسبحان في الفلك وينشأ منهما ظلمة الليل وبياض النهار، فمن حينئذ جعل الله تعالى عدة الشهور عنده اثنا عشر شهراً،وأخبرنا أيضا أنه جعل منها أربعةً حرم. والأشهر الحرم ينبغي مراعاة حرمتها،والمقصود من ذلك اتباعُ أمر الله تعالى ورفضُ ما كان عليه أهل الجاهلية من تأخير أسماء الشهور وتقديمها، ولذا بين رسول اللهr في خطبته في حَجّة الوداع: ((أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان))}إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَـابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوات والأرْضََ {[التوبة:36]وفي هذا بيان أن الله عز وجل قضى وقدَّر وضع هذه الشهور وسماها بأسمائها على ما رتّبها عليه يوم خلق السماوات والأرض, وأنزل ذلك على أنبيائه في كتبه المنزلة.وحكمها باقٍ على ما كانت عليه لم يُزِلها عن ترتيبها تغييرُ المشركين لأسمائها,وتقديمُ المقدّم في الاسم منها. وأن ما فعله أهل الجاهلية من جعل المحرّم صفراً، وصفرٍ محرّماً ليس يتغيّر به ما وصفه الله تعالى. وهذه الآية تدلّ على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب,دون الشهور التي يعتبرها اليهود والنصارى،فلا يليق بالمسلمين أن يقدموا الشهور العجمية والنصرانية على الشهور العربية. وقوله تعالى: }مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ{الأشهر الحُرُم المذكورة في هذه الآية ذو القعدة وذو الحِجة والمحرّم ورجب وقوله تعالى}ذلِكَ الدّينُ الْقَيّمُ{ أي ذلك الشرع القائم المستقيم،وقوله تعالى:}فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ{قيل: راجع إلى جميع الشهور. وقيل: إلى الأشهر الحُرُم خاصّةً لأنه إليها أقرب ولها مزية في تعظيم الظلم لقوله تعالى:}فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجّ{[البقرة:197]. ولا يعني أن الظلم في غير هذه الأشهر جائز. بل لمزيد التعظيم ولمزيد الحرمة خصها بالذكر}فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِن{:لا تظلموا فيهن أنفسكم بالقتال, ولا تظلموا فيهنّ أنفسكم بارتكاب الذنوب والآثام لأن الله سبحانه إذا عظّم شيئاً من جهة واحدة صارت له حُرمة واحدة, وإذا عظّمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعدّدة وسميت هذه الأشهر الأربعةُ حرماً لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها، روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" اختص الله تعالى أربعة أشهر جعلهن حرماً وعظم حرماتهن،وجعل الذنب فيها أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم"0
وخصّ الله تعالى الأربعة الأشهر الحُرُم بالذكر, ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها، وإن كان منهيّاً عنه في كل الزمان. كما قال تعالى: }فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجّ{ [البقرة:197]. على هذا أكثر أهل العلم. أي لا تظلموا في الأربعة الأشهر أنفسكم. وروى حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن يوسف بن مِهْران عن ابن عباس قال: }فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُم{ْ [التوبة:36]في الاثني عشر.
أيها الإخوة المؤمنون:لقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يفضل بعض الشهور على بعض، ففضل الأشهر الأربعة وجعلها حراماً فإنه سبحانه تعالى يفعل ما يشاء. ويخص بالفضيلة ما يشاء، يفعل ما يريد بحكمته, وقد تظهر فيه الحكمة وقد تخفى. فاتقوا الله يا عباد الله في الأشهر الحرم وفي غيرها واحذروا من الظلم فيها وفي غيرها. وأعظم الظلم الشرك بالله تعالى صغيره وكبيره لقوله عز وجل: }إِنَّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ{ْ[لقمان:13].ومن الظلم ظلم النفس بالبدع والمعاصي والذنوب،ومن الظلم : ظلم الناس بأخذ حقوقهم الخاصة والعامة ، فاحذروا يا عباد الله من الظلم، فإن الظلم ظلمات وروى مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللّهَr قَالَ:((اتَّقُوا الظُّلْمَ. فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))فاحذروا يا عباد الله من الظلم بأنواعه فإن الله تعالى جعله في هذه الأشهر أشد حرمة، واعلموا أن الله عز وجل كما حرم علينا الظلم فقد حرمه على نفسه عز وجل فهو سبحانه وتعالى تنزه وتقدس عن الظلم }وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا{ [الكهف:49]. بل إنه سبحانه وتعالى نفي عن نفسه إرادةَ الظلم وما الله يريد ظلماً للعالمين روى ذلك الإمام مسلم في صحيحه والترمذي وابن ماجه عن عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ عَنْ أَبِي ذَرَ عَنْ النَّبِيِّ r فِيمَا رَوَى عَنِ اللّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: ((يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي. وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً. فَلاَ تَظَالَمُوا. )).
أيها المؤمنون:إن المؤمن الصادق هو الذي يعظم ما عظمه الله فيعظم شعائر الله ويمتثل الأوامر ويجتنب النواهي ويبتعد عن كل ما يضره ويؤذيه من قول أو فعل يسارع إلى الخيرات ويفعل الصالحات. وإن مما عظمه الله جل وعلا هذه الأشهر الحرم ونحن في بدايتها فلنعظمها ولنعظم حرمات الله فيها وفي سائر العام وقد بين ذلك رسول الله rأعظم بيان في حجة الوداع فقرر حرمة الزمان وحرمة المكان، وحرمة الدماء والأموال والأعراض قال صلى الله عليه وسلم في معرض خطبته الطويلة: ((إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا لا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض ألا هل بلغت ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من يسمعه)). والمسلم مطالب بتعظيم حرمات الله على الدوام لكنها في هذه الأشهر الحرم تتأكد أكثر، يقول القرطبي رحمه الله: (خص الله تعالى الأربعة الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها وإن كان منهياً عنه في كل زمان).وتعظيم حرمات الله من التقوى كما أخبر الله جل وعلا :}وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ{ [الحج:32]

وفقنا الله وإياكم لكل خير

محبكم / ابو الوافي

حامد السالمي 10-15-2010 02:42 PM

رد: الأشهر الحُرم
 
جزاك الله خيرا ونفع الله بك وفي موازين حسناتك إن شاء الله ،،،

هذلي قديم 10-15-2010 10:09 PM

رد: الأشهر الحُرم
 
جزاك الله خيراً
وبارك فيك

سلطان السويهري 10-15-2010 10:28 PM

رد: الأشهر الحُرم
 
أشكرك أخي طيب الهقوات وجعل الله لك ذلك في ميزان حسناتك

خطبة رائعة عن الأشهر الحرم

من كوكب اخر 10-16-2010 01:54 AM

رد: الأشهر الحُرم
 
جزاك الله خير


إمضــــاء من نور

ابو صقر 10-16-2010 05:49 PM

رد: الأشهر الحُرم
 
جزيت خيرا بارك الله فيك

هكر معتزل 10-16-2010 06:10 PM

رد: الأشهر الحُرم
 
جزيت خيرا

أبو محماس 10-17-2010 12:32 AM

رد: الأشهر الحُرم
 
الله يثبيك اخي الكريم

صآلح الهذلي 10-17-2010 01:34 AM

رد: الأشهر الحُرم
 
جزاك الله خيرا


الساعة الآن 03:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل