التصالح مع النفس

إن قضية توازن النفس مع الناس والحوادث

والأشياء..

وإعطائها حقها وحظها المشروع علامة على التصالح

معها وإشارة إلى اسمراريتها في الفلاح...وانظرإلى هذا

الحديث كيف جمع فأوعى على التصالح مع النفس...

عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ

سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً : فَقَالَ

لَهَا مَا شَأْنُكِ ؟

قَالَتْ : أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا ،

فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا ، فَقَالَ : كُلْ قَالَ : فَإِنِّي صَائِمٌ ، قَالَ مَا أَنَا

بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ ، قَالَ فَأَكَلَ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ ،

قَالَ نَمْ فَنَامَ ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ نَمْ فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ،

قَالَ سَلْمَانُ قُمِ الْآنَ ، فَصَلَّيَا

فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ :

" إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا

وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ "

فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

صَدَقَ سَلْمَانُ ) رواه البخاري

إن الموازنة مطلوبة بل هي من المهمات في الدين

إن بعض الناس يحب أن يعيش حالة التفرد والشذوذ ...

فإذافرح الناس حزن..وإذا اجتمعوا إنفرد..وإذاصلوا ترك..

أويغلوفي الدين فيتشدد وهكذافي تصرفات يريدبها التميز

وهي في الحقيقة بعيدةعن الكمال والأفضل ...

وقدتكون بعيدة عن الواجب الشرعي لاسيما الغلوفي الدين

والذي لا شك فيه أنها خصومة مع النفس وتشديد

عليهافإن المنبت لا أرضا قطع ولاظهرا أبقى

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :


( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ،

وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ ) رواه البخاري ومسلم

كما أن تسيب النفس وإنحلالها وتساهلها في دين الله عزوجل هوكذلك نوع

من العدائية معها ...فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ،

وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ

احترام النفس...

يقول بعض الناس لأخر احترم نفسك ..؟

لاسيما عند الغضب..؟

وهي جملة صحيحة لأن من احترم نفسه احترم غيره

احترمها بمنعها عن الخطأ والمشين من الفعال أوالأقوال

رحم الله أمرا عرف قدرنفسه...

ما أصدقها من حكمة فإن الذي يعرف نفسه لايرفعها فوق

ما تستحق ولا يعطيها فوق حقها كما أنه لاينقصها

عن حقها...

ولكن يحتاج أن يكون صادقا مع نفسه فلايغشها ...

وأصل هذه الحكمة ...

ما ذكره القرطبي في تفسيره:

"بلغ عمر بن عبد العزيز أن ابنه اشترى خاتما بألف

درهم فكتب إليه: إنه بلغني أنك اشتريت خاتما بألف

درهم، فبعه وأطعم منه ألف جائع، واشتر خاتما من حديد

بدرهم، واكتب عليه " رحم الله امرأ عرف قدر

نفسه "



فذة ..

لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها

لنفسي من نفسي عن الناس شاغلُ