![]() |
بالكتاب والقلم تسود الأمم
٥ تعليقات
يقول تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، وهذا للكتاب ويقول: ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ وهذا للقلم، فالكتاب والقلم هما سر عظمة الأمم ومفتاح مجدها وسلم رقيها ومصدر عزتها وباب فخرها وشرفها، وكل ما حصل في العالم من علم أو نصر أو فتح أو اكتشافات أو ريادة فبسبب الكتاب والقلم، وكل ما وقع في المعمورة من جهل وأميّة وهوان وتخلف وانحراف وهزيمة فبسبب إهمال الكتاب والقلم، وما نبغ عالم ولا تفوق مجتهد ولا ظهر حكيم ولا برع فيلسوف ولا تميز طبيب إلا من بوابة الكتاب والقلم، وفي عالم الدنيا إنما ساد الغرب في عالم الصناعات والاختراعات عن طريق الكتاب والقلم، والتخلف عن ركب الحضارة المادية في الشرق سببه الأميّة القاتلة والجهل المركب بهجر الكتاب والقلم، ورسالتنا المحمدية حيّت الكتاب ورحّبت بالقلم ومدحت العلماء وذمت الجهل وحذّرت من إهمال العلم والمعرفة، متى نصحو يا مسلمون فنحارب الجهل والأميّة ونقوم بحركة علمية تصحيحيّة تجديديّة قوية في البيت والمدرسة والجامعة والمسجد والشاشة والصحيفة، تدعو إلى العلم والتعلم مع وضع الجوائز للقراء وإلزام الجيل بالقراءة، عندنا إهمال كبير في التزود من المعرفة، عندنا نفور شديد من الكتاب، بيننا وبين القراءة قطيعة، نحن نحب الفنون واللهو والطرب والمظاهر الاستعراضية الجوفاء والأعمال الخدّاعة الزائفة، لكننا نكره العكوف على الحرف وملازمة الكتاب ومدارسة المعرفة والتزود من الثقافة، أركب الطائرة في بلاد العرب من مدينة إلى مدينة ومعي ما يقارب ثلاثمائة راكب فلا أجد من فتح كتاباً أو أمسك قلماً، إنما هذيان في الكلام وإسهاب في الحديث وقتل للوقت وضياع للزمن وإتلاف للذاكرة، أحضر المجلس فيه أكثر من مائتي إنسان عربي فلا آية محكمة تُفسّر ولا حديث شريفاً يُدرّس ولا مسألة علمية تُناقش ولا بيت شارداً يكرر، وإنما حديث هائج أشبه بحديث الأسواق ولغط وضجيج كأنهم في مزاد، الكل يتحدث عما جرى ويجري وسوف يجري من غلاء أسعار وحوادث مرورية وزواج وطلاق، في سمر فارغ وسهر عابث يُختم بمفطحات وكبسات وقعدان تُوضع على صحون لتزيدنا شحوماً بلا فهوم، وأبداناً بلا أذهان، فنتمدد في الأجسام، ونضمر في الأفهام، ونصرف القروش على الكروش، ونبخل بالفلوس على الدروس، نحب العرضة الشعبية وتثقل علينا التلاوة، ونعشق الدبكة ونكره القراءة، ونهيم بالرقص ونفرُّ من المعرفة، فأصبحنا أمة مستهلكة آكلةً شاربةً راقصة، وغيرنا أمم منتجة مخترعة مكتشفة، وليتنا يوم أخطأنا خجلنا، ويوم أسأنا سكتنا، لكننا خرجنا بقصائد وأهازيج نفخر بها على البشرية ونمدح أنفسنا أمام الإنسانية، وننسب لأنفسنا مجد الأجداد الذي ما صنعناه، وشرف الآباء الذي ما بنيناه، هل نحن الذين شجع عمر بن الخطاب على العدل والإنصاف؟ أم هل نحن الذين ألهمنا خالد بن الوليد الشجاعة والإقدام؟ أم هل ترانا درّسنا أبا حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل؟ وهل نحن مَنْ ثقّف ابن خلدون والغزالي وابن رشد، وهل حضرنا بدراً وأُحُداً واليرموك والقادسية؟ كلا وألف كلا والقرآن يقول: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ، والشاعر العربي يقول: إذا فخرتَ بآباءٍ لهم شرفٌ نعم صدقت ولكن بئس ما ولدوا نحن استوردنا كل شيء حتى تعليم القرآن الذي نزل بلغتنا العربية الفصحى، استوردنا الباكستاني والأفغاني يدرّس أبناءنا، فمدرّس القرآن ومدرس الإنجليزي ومعلم الكمبيوتر والمشرف على المشروع كلهم مستوردون، وأثاث المنزل كله مستورد من الثلاجة إلى سكين الفاكهة، أجل فلماذا نفخر على الناس؟ ونمدح أنفسنا في كل مناسبة، وليتنا اقتصدنا في الولائم، ورشّدنا العزائم، لننقذ أجسامنا من الكولسترول وعقولنا من الغباء وبطوننا من التخمة، ونوفر للفقراء ونشبع المساكين، لكننا فتكنا بالخراف وعصفنا بالتيوس، فهددنا الثروة الحيوانية ثم قمنا بسهرات طويلة من الرقص فأتلفنا البنية التحتية، وأكثر مرضانا في أقسام الباطنية، فنحن شهداء الكبسة والمرقوق والعصيدة والجريش، عسى الله أن يتوب علينا وأن يعيدنا إلى رشدنا ويدلّنا على الصواب في أمورنا، ويلهمنا السداد حتى نفهم حجمنا، فنعي مسؤوليتنا ونحترم أنفسنا ونتواضع لإخواننا البشر، سوف يلازمنا النقص ما دام الهجر بيننا وبين الكتاب، واستمرت القطيعة بيننا وبين القلم، إذا لم يكن الكتاب آثر عندك من الابن وأكثر قرباً من الصديق وآنس من الحبيب، فاعلم أنك مازلت في قائمة الإهمال وفي حاشية التهميش. إذا لم يكن الكتاب أوسك والقلم خزرجك فلست بمنصور في هذه الحياة، كما قال ابن الرومي: سيصغي لها من عالم الغيب ناصرٌ ولله أوسٌ آخرون وخزرجُ لقد طالعتُ سير العظماء العباقرة والمبدعين فوجدتهم ينامون والكتاب على صدورهم، ويجلسون والكتاب في أحضانهم، فهو لهم في الخلوة أنيس، وفي النهار جليس، قد سلموا من مجالس الهراء واجتماعات الهذيان وأندية القيل والقال، بالاستقراء كل رقي حضاري وتمدن إنساني صاحبه كتاب وقلم، وكانت كلمة السر في هذا الرقي والتمدن هي المعرفة والعلم هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ؟ لا يستوون، فالذين يعلمون هم الصفوة المختارة والرّواد لقافلة الحياة والأساتذة لجامعة الدنيا وشهود العيان على بناء المجد، أما الذين لا يعلمون فهم أصفار على الشمال وأشباه رجال وأحلام في عالم الخيال، الذين يعلمون هم نجوم العبقرية في سماء الشرف، وهم تيجان النُبل على هامة الدهر، وهم أوسمة الفخر على صدور الزمان من عالم وحكيم وأديب وشاعر وكاتب، والذين لا يعلمون أرتال من الحطب وأكوام من الخشب يأكله اللهب فـتبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَب. منقوووول .. مقال أعجبني ، للشيخ / عايض القرني المصدرhttp://www.alsharq.net.sa/2011/12/05/30247 |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
سلمت على مانقلت
الشيخ عايض منهل للعلم والأدب والثقافة شكراً لك |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
كلام شدني بصراحه ويحكي عن واقع نعيشه ونلمسه ونسأل الله ان يبدل الحال
جزاك الله خير اخي صالح |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
اقتباس:
حياك الله .. نعم منهل للعلم والأدب والثقافه تحيه طيبه لك ،،،، |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
اقتباس:
حياك الله ياولد العم فعلاً يتكلم عن واقع موجود ، وقد أسرفنا من أنفسنا وضيعناها في أمور كثيره ولا همنا إلا الأكل ! تحيه طيبه لك ،،، |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
كلام في الصميم وياليت قومي يعلمون ثم إننا لم نصل (مواصيل) الباكستاني الذي اخترع كل شيء حتى القنبلة الذرية وأصبح خصما يحسب حسابه مشركو الهند وغيرهم ، ونحن على سياسة "مكانك راوح" والله المستعان. أما العادات الغذائية السيئة و"الهياط الفاضي" فقد بدأنا ندفع فاتورته نحن الشعب السعودي ولك أن تبحث عن عد المصابين بأمراض السكري والضغط والقلب والكولسترول والعظام الإحصائيات مفزعة والحلول المطروحة والجهود المبذولة أقل من حجم الكارثة بمراحل. تحياتي وتقديري لشخصك النبيل ،،، |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
الله يحفظك ياشيخنا والله ان حالنا غير مطمئن .
في إحصائيات اليونيسكو المواطن العربي يقرأ نصف ساعة من الكتب في السنة بينما المواطن الألماني يقرأ سبعة كتب في السنة على أقل تقدير. شكراً لك اخوي صالح |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
بارك الله فيك يا بوخلود
إنتقاء جميل جداً تحياتي وتقديري |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
يعطيكـ العاافية يابو خلود
نقل مميز ؛ وأهنيكـ على ذائقتكـ الرآئقة // أعطر التحايا |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
اقتباس:
ما ذكرته رائع .. أما الصناعه ماحنا بحولها ! والعادات السيئة في الغذاء ، فعلاً كما تفضلت بدأنا ندفع ثمن الفاتوره ههههههههه تحيه طيبه لك ،،، |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
اقتباس:
معلومه رائعه .. تحيه طيبه لك ،،،، |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
اقتباس:
تحيه طيبه لك ،،، |
رد: بالكتاب والقلم تسود الأمم
اقتباس:
تحيه طيبه لك ،،،، |
الساعة الآن 02:13 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل