![]() |
أبو طبيع ...
أبو طبيع ...
نعمد ـ كثيراً ـ كآباء إلى مشاركة الأبناء بعضا من هواياتهم وبرامجهم وألعابهم من باب التقارب وتنويع القواسم والاهتمامات المشتركة .. ومن ذلك مشاهدتي لفلم كرتوني مع ابني خالد ، تدور فكرته على مجتمع برجوازي إيطالي مترف ذي بروتوكولات معقدة ، وفي محفل بهيج بقصر فاخر من قصور عصر النهضة ، تنتصب أعمدته الرخامية البيضاء باسقة تلامس عنان السماء ، وتتدلى من سقفه الشاهق ـ ذي القبة العملاقة ـ النجفات الكرستالية الثمينة ، والثريات المذهبة ، وتتزاحم اللوحات موقعة من كبار الرسامين العالميين ،وتتناثر التماثيل المنحوتة بين الردهات وعلى أطراف الممرات ، وفي هذا الجو المترف ، دخل أحد ضيوف الحفل الأثرياء ، مصطحبا معه كلبه المدلل ، وقد ألبسه قبعة وبدلة سوداء تليق بالمناسبة ، وكان الكلب يتصرف وفق "الإتيكيت" المتعارف عليه ؛ فقد اجتهد صاحبه في تدريبيه وأنفق على ذلك الكثير ، وكان يصحبه للمناسبات الراقية متناسيا طبيعته الحيوانية التي ستؤزه ذات يوم ، وتدعوه إلى أحضانها بشوق. نعود لضيفنا وكلبه فها هما يتجولان في أنحاء الحفل ، وصاحب الكلب يتجاذب أطراف الحديث مع صفوة المجتمع ويضاحك هذا، ويلقي التحية على الآخر ، ويشارك الراقصين رقصاتهم .. ، وعلى أنغام البيانو ، رأي الكلب قطاً تحتضنه بين يديها سيدة سمينة ، وقد أسرفت في دلاله ، والمسح على فرائه ، وكان للقط نظرات هادئة باهتة وكان قليل الحركة يميل إلى الخمول والكسل ، فقد ألف هذه الأجواء وتقمص دوره باقتدار ، إلى أن ألتقت عيناه بعيني الكلب ، فأتته بعض المخاوف القديمة ، وحاول تجاهلها ، أيضا الكلب من جهته قرر أن يغمض عينه ويتجاهل الرؤية ، ويجعلها أضغاث ، إلا أن جفنه كلما أغمضه وطواه ، عاود الارتفاع بسرعة مذهلة ، ومع كل نظرة إليها ، يصد عنها ، وبعد عدة محاولات ، ألقى بالقبعة ، ومزق البدلة ، وعاد للنباح والجري بهمجيته الأولى خلف القط ، ولسان حاله يقول أعطني حريتي .. ، ضاربا عرض الحائط بالمحفل ومن في المحفل من علية القوم ، ــ وذكرني بكلمة "طز" القذافية ــ المهم أن الكلب عاد لطبيعته ، وأخلد إلى الأرض ، وعاد إلى مربضه الأول حيث الثرى والرطوبة : ). كنت أشاهد ذلك وأنا غارق في الضحك فما أصدق العبرة المستخلصة من هذا الفلم الكرتوني ، والتي تذكرني بالمثل الشعبي "عمر ذيل الكلب ما ينعدل" ، والذي نطلقه للشخص الذي يعود لطباعه السيئة بعد إعلان ابتعاده عنها. وما أصدق الشاعر حين قال : كُلُّ امْرِئٍ صَائِرٌ يَوْمًا لِشِيمَتِهِ ،،، وَإِنْ تَخَلَّقَ أَخْلاقًا إِلَى حِينِ تحياتي الطيبة ،،، |
رد: أبو طبيع ...
نعم
ابو طبيع مايغير طبعة يعطيك العافية استاذ/حامد |
رد: أبو طبيع ...
اقتباس:
عافاك الله وشكرا للمرور والتعليق بارك الله فيك ،،، |
رد: أبو طبيع ...
حقيقة موقف عجيب, ولعل الكلب بعنجهيته الكامنة التي استثارتها عريزة المطاردة قد حط من الوقار المصطنع الذي يبديه صاحبه
تمنيت أن تصف حال صاحب الكلب في تلك اللحظة الصاخبة :bigsmile: ولعل الضحك ألهاك عن ذلك :smile: أجدت أبا خالد تصوير ذلك المشهد تحية من القلب تليق بسمو أدبك |
رد: أبو طبيع ...
سلمت وسلم فكرك ولافض فوك
|
رد: أبو طبيع ...
اقتباس:
رزقك الله برّ خالد تحيتي |
رد: أبو طبيع ...
تبارك الله ماشاء الله . . . رائع يا ابو خالد رائع جدا
تملك براعة في الكتابة و روعة في التصوير ، أسلوبك أخاذ جذاب أهنيك على هذه الملكة و أتمنى أن أراك كاتب في احدى الصحف لك زاوية خاصة . . . أراهن على نجاحك و زيادة مبيعات الصحيفة :) |
رد: أبو طبيع ...
يقــــــال ( زيح جبل ولاتزيح طبع ) << بعيد عن مضمون الروايه وماتحمله من مغزى
استاذ/ حامد الملكــ لله أنت تملكـ أسلوب قصصي روائي رائع لديكـ ثروه تصويريه ملموسه ثمينه لاقوة الا بالله تحياتي |
رد: أبو طبيع ...
سرد اكثر من رائع واسقاط ثلاثي الابعاد
سلمت يمنك اديبنا الفاضل وزادك الله من فضله تحياتي |
رد: أبو طبيع ...
اقتباس:
أشكر مرورك الإثرائي الخصيب ، وملاحظتك معتبرة ، وبالفعل كان "الزوم" مركز على "الكلب" ، فهو جوهر الموضوع ، والكتابة مستعجلة من حاضر الكيبورد : ) |
رد: أبو طبيع ...
اقتباس:
أشكر لك كريم المرور وجميل التعليق بارك الله فيك ،،، |
رد: أبو طبيع ...
اقتباس:
أشكر مرورك الكريم وتعليقك القيم وحفظ الله والدكم وشكرا لك الدعاء ولك بمثل وزيادة بالنسبة للمثل أرى أنه يطابق الموضوع. |
رد: أبو طبيع ...
اقتباس:
أشكر مرورك الخصيب وكلماتك وسام أتقلده كيف لا وهي من أحد القامات الشعرية المعتبرة لك جل التحايا على التشجيع والمساندة ،،، |
رد: أبو طبيع ...
اقتباس:
أشكر مرورك الكريم وتعليقك القيم وشهادة أعتز بها بارك الله فيك ،،، |
رد: أبو طبيع ...
اقتباس:
أشكر مرورك الكريم وتعليقك القيم ويسلم غاليك أخي العزيز قرناس وبارك الله فيك ،،، |
الساعة الآن 03:43 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل