بيت من الشعر فعل الأفاعيل
ذكر ابن الجوزي في كتاب الأذكياء :
أن رجلاً من تميم كانت له بنت في غاية الجمال ,
وكان يخاف عليها خوفاً شديداً , و يغار عليها غيرة شديدة .
فزوجها من ابن عمها وبنى لها بيتاً بجواره كي يحرسها .
فحصل أن رجلاً من كنانة مر بجوار بيتها فرآها ورأته واشتد وجد كل واحد منهما بالآخر .
ثم نادى غلاماً من الحي ؛
وقال له :
اذهب إلى ذلك البيت وأنشد هذا البيت من الشعر كأنك لاعب ولا تنظر إلى أحد ولا تشير إلى أحد
حتى لا ينكشف أمرك .
فذهب العبد واخذ ينشد البيت التالي مع أنه لا يفقه منه شيئاً :
لحى الله من ينحي عن الحب أهله ........... ومن يمنع النفس اللجوج هواها
فسمعت البنت البيت وعرفت أنه يعنيها ,
فأنشدت قائلة :
ألا إنما بين التفرق ليلة ....... وتعطى نفوس العاشقين مناها
تقصد أن زوجها سيسافر بعد ليلة .
فسمعت الأم البيتين وعرفت المقصود وقالت :
ألا إنما تعنون ناقة رحلكم ...... ومن كان ذا نوق لديه رعاها
فسمع الأب ما قيل فقال :
فإنا سنرعاها ونوثق قيدها ...... ونطرد عنها الوحش حيث اتاها
وكان الزوج يستعد للرحيل وسمع كل ما دار ففهم المراد وقال :
سمعت الذي قلتم فإني مطلق ...... فتاتكمُ مهجورة لبلاها
فطلقها الزوج .
ولكن العبد لم يفهم إلا الطلاق , فذهب إلى الرجل وأخبره أن الرجل قد طلقها .
فذهب إليهم الرجل فأرغبهم في المهر وتزوجها.
|