عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2008, 03:14 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية نمر لحيان
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

نمر لحيان غير متواجد حالياً


افتراضي (( وصف ابن القيم رحمه الله للحور العين ))

بسم الله الرحمن الرحيم

= (( وصف ابن القيم رحمه الله للحور العين )) =


قال : ابن قيم الجوزية رحمه الله . وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم فهن الكواعب الأتراب اللّاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب فللورد و التفاح ما لبسته الخدود واللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور وللرقة واللطافة ما دارت عليه الخصور . تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت ويضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيرين . وإذا حادثته فما ظنك بمحادثة الحبين . وان ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين . يرى وجهه في صحن خدها كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها ويرى مخ ساقها من وراء اللحم ولا يستره جلدها ولا عظمها ولا حللها . لو اطلعت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحا . ولاستنطقت أفواه الخلائق تهليلا وتكبيرا وتسبيحا . ولتزخرف لها ما بين الخافقين ولا غمضت عن غيرها كل عين . ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم . ونصيفها على رأسها خير من الدينا وما فيها . ووصالها أشهى إليه من جميع أمانيها . لا تزداد على طول الأحقاب إلا حسنا وجمالا . ولا يزداد لها طول المدى إلا محبة ووصالا . مبرأة من الحبل والولادة والحيض والنفاس مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الأدناس لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها ولا يخلق ثوب جمالها ولا يمل طيب وصالها . قد قصرت طرفها على زوجها فلا تطمح لأحد سواه . وقصر طرفه عليها فهي غاية أمنيته وهواه . ان نظر اليها سرته وان أمرها بطاعته أطاعته . وان غاب عنها حفظته فهو معها في غاية الأماني والأمان . هذا ولم يطمثها قبله انس ولا جان كلما نظر اليها ملأت قلبه سرورا . وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤا منظوما ومنثورا وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نورا . وان سألت عن السن فأتراب في اعدل سن الشباب . وان سألت عن الحسن فهل رأيت الشمس والقمر . وان سألت عن الحدق فأحسن سواد في أصفى بياض في أحسن حور وان سألت عن القدود فهل رأيت أحسن الأغصان . وان سألت عن النهود فهن الكواعب نهودهن كالطف الرمان . وان سألت عن اللون فكانه الياقوت والمرجان . وان سألت عن حسن الخلق فهن الخيرات الحسان . اللاتي جمع لهن بين الحسن والاحسان فأعطين جمال الباطن والظاهر فهن أفراح النفوس قرة النواظر . وان سألت عن حسن العشرة و لذة ما هنالك فهن العرب المتحببات إلى الأزواج بلطافة التبعل التي تمتزج بالروح أي امتزاج . فما ظنك بامراة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها . وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها وإذا حاضرت زوجها فيا حسن تلك المحاضرة . وان خاصرته فيا لذة تلك المعانقة والمخاصرة :

وحديثها السحر الحلال لو أنه
= لم يجن قتل المسلم المتحرز

ان طال لم يملل وان هي حدثت
= ود المحدث انها لم توجز

وان غنت فيالذة الأبصار والأسماع . وان اّنست وأمتعت فيا حبذا تلك المؤانسة والامتاع . وان قبّلت فلا شيء أشهى إليه من ذلك التقبيل . وان نولت فلا ألذ ولا أطيب . انتهى .






رد مع اقتباس