الموضوع
:
مومياء
عرض مشاركة واحدة
03-18-2008, 09:32 AM
رقم المشاركة :
6
معلومات
العضو
أبو خالد
إحصائية العضو
اخر مواضيعي
رد: مومياء
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود
مومياء
وقلتِ لي: السحر في البحر والليل والبدرِ
في الكائنات المدمأة بالعشق
تحلم أن تتضاعف وهي تحبّ
وتكبر وهي تحب
وتولد في الفجر
قلت لي: السحر في الوتر
المتنفّس شوقاً وشعراً
وقلتِ .. وقلت..
وأرسلتُ روحي تعبر هذا الفضاء
المرصع باللانهاية .. تسأل ما السحرُ؟
ما الحب؟ ما العيش؟ ما الموتُ؟
تسألُ .. تسألُ
يا أنت! لا تنبشي ألف جرح قديم
وألف سؤال عتيق
فإني نسيت الضماد
نسيت الإجابات
منذ تبرأتُ من نزوة الشعراء
وعدت إلى زمرة الأذكياء
الذين يخوضون هذي الحياة
بدون سؤالٍ .. بدون جواب
ويأتزرون النقود ويرتشفون النقود
ويستنشقون النقود
وهذي الثواني التي أخذتنا إلى
عبقرٍ كيف جاءت؟
وكيف استطاعت عبور الطريق
المدجج بالمال والجاه والعز واليأس؟
كيف استطاعت نفاذاً لقلبي؟
ويا ويح قلبي!
منذ سنين تجمّد كيف يعيشُ
الفتى دون قلبٍ يدقّ؟
ودون دماء تسيلْ؟
تحنطتُ لكنني لم أبح
فمشيت ولم يدر من مرّ بي
أنني دون قلبْ
فمن أين أقبلت ترتجلين القصائد
تستمطرين الكواكب زخة وجدٍ
تثيرين زوبعة في الرميم؟
أنا قد تقاعدت سيدتي
من مطاردة الوهم عبر صحارى الخيال
تقاعدت من رحلتي في تخوم الرجاء
وعبر بحار المخاض المليئة
موجاً عنيفاً
تقاعدت أعلنت للناس أني
قد كنت منذ سنين طوال ومتّ
فمن يفضح السر؟ من يحفر القبر؟
سيدتي! أوغل الليل فانطلقي
ودعي المومياء الذي مسّه البحرُ
لم ينتفض .. مسه الليل لم ينتفض
مسه البدر لم ينتفض يتأمل في المال
والجاه، والعز، والبأس
حسناء أنت؟ أظنك! ما عدتُ
أشعر بالحسن
كل النساء الجواري سواء
ولو جئتني في صباي منحتك
شعراً جميلاً
وحباً طهوراً
ولكن أتيت وقد يبس الكرم
والطير هاجر والعمر أقفر
ما في ضلوعي سوى رزمة من نقود
فهل أنت، كالأخريات سبتك النقود؟
أم البحر أغناك عن همسة الدر؟
والبدر أغناك عن شهقة الماس؟
سيدتي!
اتركيني فإني أطلت الكلام
وأدركني الآن ضوء الصباح.
غازي القصيبي
الأخت العنود
السلام عليكم
قصيدة بديعة، واختيار موفق، وإنني لأرى أنه من الصعوبة
بمكان أن يجعل الرجل نفسه (مومياءً) لاسيما وأنه وصف مشاعره (...استطاعت نفاذاً لقلبي؟)،
(.... استطاعت عبور الطريق)
ثم كابر في الحب فقال: (تقاعدت أعلنت للناس أني--قد كنت منذ سنين طوال ومتّ)وهذا الزهد في الحب كما يتبين من القصيدة بسبب
كبر السن ونهاية الشباب ليس إلاّ : (ولكن أتيت وقد يبس الكرم ــ والطير هاجر والعمر أقفر).
ما أروع شاعرية غازي، وما أسبك أبياته، وما أروع تصاويريه، وما أجزل كلماته ...
أكرر الشكر والتقدير للأخت الفاضلة العنود على حسن اختيارها.
حامد السالمي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى حامد السالمي
البحث عن كل مشاركات حامد السالمي