رد: كن صديقي
أشكر الأخت الفاضلة على هذه الرائعة للشاعرة سعاد الصباح، والنص متخم بالشعر، وقد بدأت الشاعرة القصيدة مركزة على البعد الثقافي، وحاجتها لمن يخاطب عقلها وروحها، إلاّ أنها ما لبثت ومع منتصف الجزء الرابع للقصيدة أن شعرت بالضعف وحاجتها الأنثوية في الانتقال من البعد الثقافي إلى البعد العاطفي.
ولي بعض الوقفات البسيطة:
ذكرت في تقديمك للقصيدة ما نصه: ( فهناك من يرى أنه لا توجد صداقة حقيقية صادقة بين الرجل والمرأة وهناك من يرى العكس..)، وأقول إنني كنت أتمنى أن تبيني لنا أُطر هذه الصداقة وحدودها لكي لا يلتبس الأمر على أي متصفح ..
وأقول إن مقولة الصداقة بين الجنسين المتفشية في المجتمع الغربي المنحل لا توجد في مجتمعنا المحافظ المسلم الذي ينظر إلى الأمر من المنظور الشرعي ، قال تعالى: ( ... فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ...) والقول المعروف للحاجة وأبعد ما يكون عن الخضوع، أو يكون الحوار والحديث في البحث العلمي البناء ومنضبط بالضوابط الشرعية؛ فلا غضاضة من ذلك، وكذلك لا يعتبر صوتها عورة، فقد كانت النساء يأتين إلى رسول الله فيخاطبنه بحضور الصحابة؛ ولو كان صوتهن عورة لنهاهن عن الكلام مع حضور الرجال.
أما دعوتك النظر أن إلى القصيدة موجهة من امرأة إلى زوجها أو خطيبها، فهذا خلاف مقصد الشاعرة الذي يعرفه من اطلع على قصائدها ومضامينها خاصة قصائدها القديمة، أما الأن فالشاعرة سعاد الصباح قد رجعت إلى الحجاب والحمد لله.
وقد نُـسَـلّم لك بأنها تناسب أن تكون من زوجة إلى زوجها .. أما من خطيبة إلى خطيبها .. فلا .. لأنه ينطبق على الخطيب ما ينطبق على الرجال الأجانب.
وقبل الختام أدعو إلى ما دعت إليه الشاعرة بالاهتمام بالبعد الثقافي والبعد العاطفي والعناية بكافة تفاصيلهما ...
وفي الختام أرجو من أختي الفاضلة أن يتسع صدرها لهذه الملاحظات التي أُخالها تشاطرني الرأي في الكثير منها..
رفع الله قدرك وأجزل أجرك ورزقنا وإياك وجميع الإخوة الإخلاص لوجهه الكريم.
|