عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2008, 09:17 PM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

وضّاح اليمن غير متواجد حالياً


افتراضي رد: انتظرني على المفرق

عرفنا البحر مافي البحر غير موج ازرق
الأمواج زرقـا والسمـا فوقهـا زرقـا

هنا في هذا البيت المتوشح بالأزرق تكمن كل المفاتيح الجمالية لهذه القصيدة الرائعة. القصيدة تبدأ بالفعل "عرفنا" الذي يعطينا إشارة أن البحر لم ولن يستهوي الشاعر، وانما هو مدخل للقصيدة.

عليك الخطر يانـازل البحـر لاتغـرق
وتنـزل وترقـا ثـم تنـزل ولاتـرقـا

هنا يتبين بما لا يدع مجالا للشك أن "البحر" رمز لأن استخدام النزول والترقي أو الرقي لا يتناسب بشكل مباشر مع البحر وأهواله. ولكن ما هو هذا الرمز؟ وهل كشف عنه الشاعر أم تركه لخيال القارئ؟

تراني طلبتك تنتظرنـي علـى المفـرق
اببعدك عن جو البحـر واخـذك شرقـا

هنا تخلص جميل ومبدع من "البحر..المقدمة" والدخول في موضوع القصيدة: "البر".

نبا ديرةٍ بـرق الحيـا صوبهـا يبـرق
وجات العسوس تقول ريضانهـا غرقـا

هذا البيت تحريضي لخوي الدرب ليحث المطايا نحو هذه الديرة الغارقة في "المطر"

وذيك الدير سبحان منهو خلـق وافـرق
يجي نبتها عن نبت كـل الديـر فرقـا

وليس بعد المطر الا "النبت" النتيجة الطبيعية للغيث الهمال العميم

رياضٍ من السندس توشـح بالإستبـرق
ونسرق بها يوميـن مـن وقتنـا سرقـا

هذا الوصف الذي يبدو مباشرا يحمل الكثير من الغموض واختفاء المعالم الدقيقة لـ "الديرة" ولكنه معبر عن حالة الشوق وحب التملك لهذه الطبيعة البكر.
ابتداءا من هذا البيت بدأ الشاعر في استخدام ضمير الجميع المتكلم

نخلي مسانـا والعشـا قاعـة الأبـرق
ضليعٍ خبرته لـه مكاسـر ولـه مرقـا
نجي في تقاه وناخذ عن الهـوى مـدرق
ونشعل بسمـرٍ كنـه الطيـب لاإحترقـا
ليامن حمسنا البـن ثـم إبتـدى يعـرق
تهيّض ضميري ثم غنيـت لـي طرقـا

في هذه الأبيات يستمر الوصف الجزل لهذه الرحلة المغامـِرة وما تحمله من استطلاع ووصف "للمكان" المبتعد عن هبوب الرياح.

وتذكرت طرقٍ كان راعي الولع يطـرق
( ألا لاجزيت بخيـر يالاعـي الورقـا
تذكرني اللـي واسـم الكبـد بالمطـرق
وليفٍ طرح وسمه على الكبد ثـم عرقـا
ذكر فيه..عيني تذرف الدمع لين أشـرق
واخذ فيه..لين يقول..يانايـض البرقـا )

هذه الأبيات المقوسة يبدو أنها من التراث المحفوظ لشاعر وان كنت لا انكر جهلي به إلا انني أقر بجمالها ومناسبتها للموضوع بشكل مذهل.
وكأنها كانت الملهم والباعث على هذه القصيدة. فهل هذه القصيدة نوع من المجاراة أم المعارضة لقصيدة لا نعرفها؟
ولكني أتساءل أيضا هل كان النقل بتصرف بإضافة "ذكر فيه" و "اخذ فيه" و "لين يقول"؟ على كل حال هذا نقل وتضمين لا يتقنه الا متمكن مثل عبدالله الطلحي.


أفرّق همـوم القلـب بالبـر واتشبـرق
ولامـن تذكـرت البحـر قلـت يافرقـا

أعتقد أن هذ البيت الوحيد يمثل رحلة العودة الى البحر و "المفرق" موضوع القصيدة، ومن هنا لا أستغرب اختيار العنوان.

قصيدة رائعة جدا


شكرا يا عبدالله الطلحي






التوقيع

!

رد مع اقتباس