عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2008, 12:54 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف لمجلس أبي ذؤيب الهذلي للشعر الفصيح

 
الصورة الرمزية رداد الفضلي الهذلي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

رداد الفضلي الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي (شاعر المليون) يهدم ما بناه الخليل

برنامج ( شاعر المليون ) يهدم ما بناه الخليل


قدر لي أن أشاهد بعض حلقات برنامج شاعر المليون ,
وقد لفتت نظري ملاحظة للدكتور غسان الحسن ؛ حيث قال لأحد المتسابقين :

" ليت أنك جعلت قصيدتك من البحر الصخري ...... "

فما هو البحر الصخري ؟!

الحقيقة أن البحر الصخري في الشعر الشعبي هو بحر الوافر ,
ولا يحق للدكتور غسان أو غيره أن يغير اسم هذا البحر العربي لمسمى آخر , لأن هذا البحر قد نظم فيه الشعراء العرب القدماء وما زال شعراء الفصيح والشعبي ينظمون فيه إلى اليوم .

وإذا نظرنا لبحور الشعر الشعبي نجد أن بعضها تنتمي لبحور الشعر الفصيح ؛ لأن لهجتنا الشعبية هي امتداد للفصيح .

فالأولى أن نسمي البحور بمسمياتها الأصلية , وتغيير مسميات البحور يجعل بعض العامة يظنون أن بحور الشعر الشعبي ليس لها علاقة ببحور الشعر الفصيح , وبالتالي تتسع الفجوة بين الفنين وكأن الأمة انسلخت من ماضيها الأدبي .

ومن أمثلة ما يسمونه بالصخري قول الشاعر الشعبي :
سقى صوب الحيا مزن(ن) تهاما ..... على قبر(ن) بتلعات الحجازي
وتفعيلاته هي :
مفاعلْتن مفاعلْتن فعولن مفاعلْتن مفاعلْتن فعولن
فقد عُصِبت التفعيلة ( مفاعَلَتن ) فأصبحت ( مفاعلْتن ) بتسكين اللام

ومن أمثلة الوافر في الفصيح :
ولست أرى السعادة جمع مالٍ ..... ولكن التقيّ هو السعيدُ

ومن خلال الموسيقى الشعرية للبيتين نجد أنهما من بحر واحد هو الوافر .

وكذلك بحر الرمل يسمونه الهجيني , ومن ذلك قول الشاعر :
اجرحيني جرح في قلبي عميق .... جرح ذكرى ما تداويه السنين
وتفعيلاته :
فاعلاتن فاعلاتن فاعلات ..... فاعلاتن فاعلاتن فاعلات

فهو من نفس بحر البيت الفصيح الذي يقول :

طائرٌ يسبحُ في جوِّ الخَيالْ في سكونٍ وهُيامِ واختيالْ
وتفعيلاته :
فاعلاتن فعلاتن فاعلات ..... فاعلاتن فعلاتن فاعلات

ويتضح جليا أن البيتين من بحر الرمل .

وأوزان الشعر الشعبي بعضها لم تتغير إلى الآن فهي نفس أوزان الفصيح , وإنما التغيير في اللغة فقط .

فالأوزان هي القوالب التي يضع فيها الشعراء شعرهم ,

وكان الجاهليون ينظمون على هذه الأوزان بالسليقة , ثم جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله- فوضع لهذه القوالب ( الأوزان ) أسماء , وسماها بالبحور , وذلك للتمييز بينها , وحتى لا تندثر الأوزان ,

وأصبح الناس يتداولون أسماء البحور بحسب ما سماها الخليل .

ثم بدأ العرب يفقدون فصاحتهم شيئا فشيئا حتى وصلوا إلى مرحلة فقدوا فيها الكثير من فصاحتهم , وعم الجهل وساد حتى أصبح الناس يتكلمون وينظمون بلهجة عامية .

ولكن قوالب الشعر موجودة كما هي , وهم ينظمون عليها أشعارهم . فأرادوا أن يميزوا هذه القوالب فسموها بمسميات شعبية من بيئتهم مثل : الهجيني والمسحوب ....... إلخ

فأصبحت هذه المسميات سائدة عندهم .

ثم جاء بعض الباحثين في زمننا هذا فأخذوا يسمون بحور الشعر الشعبي بنفس المسميات الموجودة عند الشعبيين , وكأن هذه البحور لم تكن موجودة من قبل .

والواضح أن أبيات الشعر الشعبي من ناحية بحورها تنقسم إلى قسمين :

1- أبيات تنتمي إلى بحور الشعر الفصيح مثل قول الشاعر :
تريد الهوى لك على ما تريد ... وعمر(ن ) تقضى تريده يعود
فهو من بحر المتقارب , وتفعيلاته :
فعولن فعولن فعولن فعول ..... فعولن فعولن فعولن فعول

2- وهناك بحور في الشعر الشعبي لا نظير لها في الشعر الفصيح , وهذا يعد من التجديد الشعري عند شعراء الشعر الشعبي

وخلاصة القول ؛ أن أي بحر في الشعبي له نظير في الفصيح أو مقتبس من البحور العربية القديمة ينبغي أن ينسب إلى بحره الأصلي . والأبيات التي لها أوزان مستحدثة لا مانع أن تسمى بأسماء جديدة .

ودمتم في خير وسعادة .

بقلم : رداد بن شبير الهذلي

( الموضوع غير منقول )






التوقيع

وأنسى الذي قد كنت فيه هجرتها

كما قد تنسّي لبّ شاربها الخمرُ

رد مع اقتباس