رد: الفوضوية وعدم احترام حقوق الآخرين والأنظمة.
تحيه من جديد للعقل النير صاحب الموضوع فارسنا حزين الطلعه
وتحيه لجميع الاعضاء الذين شاركوا في الادلاء بارائهم في موضوع فارسنا
ومع احترامي لكل الاراء فالموضوع له شموليه ضخمه لايكفيها النقاش في موضوع واحد
لكن لابأس من سرد الاراء على الاقل لتكون لدينا نظره تجاهه وخلق فكره عنه
وبعد اذن صاحب الموضوع ساطرح بين ايديكم سلسله من اراء لاتعبر سوى عن وجهة نظر كاتبها وانا اذهب الى ماذهب اليه لنقف وياكم على حقيقة الفوضى وعلى اسبابها ومحاولة علاجها
وابداء هنا بمقدمه للدكتور خالص الجلبي في كتابه " مخطط الانحدار وإعادة البناء" الذي كتبه لخلق نظرية تخلف اكبر حضاره عرفها التاريخ وهي الحضاره الاسلاميه حيث بداء بقوله
((( لو أتيح لزائر سماوي أن يمر على الأرض قبل ألف سنة من غير أن يعرف أي لغة أو ثقافة أو دين، وتفقد الأرض والناس والوقت والعمل، فسوف يتشكل في ذهنه انطباع واضح من جراء تكرار المناظر، أن هذا العالم ليس عالماً واحدا بل عالمين، وأن هناك خطين واضحين يفصلان الناس في الكرة الأرضية، تماماً مثل خطوط الطول والعرض وخط الاستواء ومدار الجدي والسرطان، ولكنهما ليسا خطين جغرافيين ولكنهما خطان حضاريان متميزان، أو لنقل محوران للشمال والجنوب: يمتد الخط أو المحور الأول على طول طنجة _ جاكرتا، ويربط الثاني بين موسكو ولندن. المحور الأول ( طنجة ـ جاكرتا ) يملك الثروة والعلم والقوة العسكرية، ناشط اقتصادياً، تمر عبر أراضيه خطوط التجارة الدولية، وتزدحم أسواقه بالبضائع والناس والمال معاً، في أعظم دينامية اقتصادية عرفتها أسواق المال، وتزدان بيوته بكتب العلم والثقافة العالمية والترجمات المنوعة، ومجالسه بالبحث العلمي والمناظرات على الطريقة التي سجلها لنا مثقف ذلك العصر أبو حيان التوحيدي، في كتابه ( الإمتاع والمؤانسة )، ومدارسه التي تقيس محيط الكرة الأرضية، وتخطط لانتقاء أفضل مكان لبناء بيمارستان ( مستشفى ) بتجربة صمود اللحم للفساد وتمتلك دوله الجيوش النظامية المتطورة، ويتحرك في مدنه بشر فعَّالون بوجوه تفيض بالجمال والحيوية، يرتدون الملابس النظيفة الجميلة، وفي مدينة مثل بغداد يعالج فيها أكثر من 800 طبيب في عشرات البيمارستانات عشرات الآلاف من الناس، الذين ينعمون بالرفاهية ويرتادون الحمامات العامة بشكل دوري، ويعنون بالنظافة والجمال، وتشع منهم الزينة ويتبارون في التأنق في المأكل والملبس، ويقضون الكثير من الوقت في مجالس العلم والرحلات، كما خلدها الأدب العربي في قصص السندباد البحري، ومجالس الظرف والفكاهة، وعجائب الأسفار وغرائب الحوادث، في قصص ألف ليلة وليلة، وكتاب ( الأغاني ) لأبي فرج الأصفهاني.
كتاب الثقافة العالمية وسطور الحضارة كانت تكتب في ذلك الوقت بخط ولغة من اليمين إلى الشمال .......... وفي المحور الثاني على خط لندن ـ موسكو يعيش أكثر شعوب العالم فقراً وتخلفاً، ينتشر فيهم الطاعون فيحصد ثلث السكان على الأقل، في المدن القذرة التي لا تعرف نظام التصريف الصحي والحمامات بعد، يطاردون الساحرات والقطط، ويعالجون السعال الديكي بلبن الحمير، ويشترون تذاكر لدخول الجنة، ويحرقون العلماء والكتب معاً في الساحات العامة، بتهمة الهرطقة والزندقة، وتزدحم مدنهم بالشحاذين على الطريقة التي وصفها الروائي الفرنسي ( فيكتور هوجو ) في قصته العالمية المشهورة ( أحدب نوتردام) ويُعالج المريض النفسي بالسلاسل والضرب بالكرباج لاستخراج الأرواح الشريرة من جمجمته، وينسب انتشار الأمراض إلى البروج والكواكب أو اليهود! فتخرج الناس على شكل طوابير تطوف البر تضرب نفسها بالسوط لدفع المرض، أو تحرق اليهود والساحرات والقطط معاً في الساحات العامة، وتتحرك من وسطه أفواج من الحجاج الفقراء لزيارة القدس، أو عصابات صليبية مفلسة يقودها رجال أمُّيون من طراز ريتشارد قلب الأسد، ويضحك البابا لاكتانتيوس أشد الضحك على الذين يزعمون أن الأرض كروية فيقول: هل جُنَّ الناس إلى هذا الحد فيدخل في عقولهم أن البلدان والأشجار والناس تتدلى من الطرف الآخر ؟! ! في صورة حضارية ( كاريكاتورية ) تعجز عنها ريشة أعظم فنان !! وبعد ألف سنة بالضبط يصاب الزائر السماوي بالدوار وجحوظ العينين، ويبدأ ليمشي على رأسه حتى يفهم قراءة الخطوط من جديد ؟!...........إن الشمال تحرك إلى الجنوب، وتزحزح الجنوب فاستقر في الشمال في معادلة معكوسة جداً.. محور طنجة جاكرتا يزدحم بشعوب فقيرة هزيلة عاجزة عن حل مشاكلها، يشكل العالم الإسلامي فيها وزناً كبيراً، قد خسرت الرهان العالمي، وطُوِّقت بحضارة رأسمالية غربية، ذات إدارة موحدة، تُحْكِم قبضتها على الكرة الأرضية كلها، للمرة الأولى في تاريخ الجنس البشري، مسلحة بالصواريخ النووية ومصارف المال ومراكز البحث العلمي.... وانقلب خط الشمال ليمتد هذه المرة فيملك أربع قارات جديدة، ويضع يده على ممرات الملاحة البحرية ومعها الثروة العالمية ويمتلك الجيوش النظامية المتطورة التي فاجأت فرسان المماليك عند سفح الأهرام مع نهاية القرن الثامن عشر ومعها الأسلحة المتطورة من البنادق والمدفعية، بالإضافة إلى التقنية الحربية الرفيعة.
الغرب اليوم يملك ثلاثة أخماس الكرة الأرضية وأربعة أنهار من كل خمسة أنهار هامة في الجغرافيا، وخمسة فدادين من كل سبعة فدادين صالحة للزراعة، ويملك ثمانية قروش من كل تسعة قروش ونصف في العالم وتنام في مانهاتن في نيويورك، أعظم خزينة ذهب في تاريخ الجنس البشري لم يحلم بها الفرعون خوفو، ولم يملكها قارون بذاته. وانتشرت لغة ريتشارد قلب الأسد لتصبح اللغة العالمية، وبُني لأحفاده بيت على ظهر القمر.
كتبت الحضارة هذه المرة من الشمال إلى اليمين.....
مجلة الشبيجل الألمانية تمثل لهذا الانقلاب العالمي بعنوان ( عالم منكوس _ Verkehrte Welt ) وتمثل لهذا بكمية الاستهلاك العالمية للطاقة، حيث تحتل أمريكا الشمالية رأس القمة ؛ فتستهلك ثلث ما يستهلكه جميع البشر على وجه الكرة الأرضية (822120 مليون طن ) وتأتي أوربا في المقام الثاني إلى
(216850مليون طن ) وتأتي دول أوربا الشرقية في المقام الثالث (114070مليون طن ) وتنكمش قارة أفريقيا كلها في هذه الخريطة إلى ما يعادل استهلاك أسبانيا، وعندما نَفَخت الصورةُ أمريكا، أو بالعكس انكمش حجم الدول إلى مقدار استهلاك الطاقة، فإن صورة العالم تحولت إلى كائنات عملاقة يسكنها الرجل الأبيض، وتحولنا نحن إلى كائنات قزمة وذيول تابعة لكائنات خرافية ديناصورية تتمدد على خط الشمال المحور الذي سماه سابقاً المفكر الجزائري مالك بن نبي ( واشنطن _ موسكو ))) انتهى كلام الدكتور خالص الجلبي
وقد ناقش سبب انتقال الحضاره في هذا الكتاب وكيفية انطفاء العقل عند افراد او مجتمع الحضاره الاسلاميه المتوفاه - على حد قوله - الامر الذي خلق الفوضى لدى تلك المجتمعات
هذا ولكي لا اطيل عليكم فهي اول مشاركه لي في الموضوع و لي عوده اخرى ان شاء الله
آخر تعديل الفند الضبيبي يوم 05-08-2008 في 06:24 PM.
|