عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2008, 05:59 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشعل الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الخصائص اللغوية لقبيلة هذيل ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابع خصائص لغة هذيل :

في أول البحث أشرنا إلى أن صاحب اللسان عزا الظاهرة إلى تميم، وقد سقت أدلة وشواهد عدة تؤكد أن الظاهرة في هذيل، ولكن ما السر الذي دفع صاحب اللسان إلى القول بهذا ؟ !!
أرجح أن الذي دفعه إلى ذلك الرأي هو أن الهمز من خصائص تميم في الأصل، وهو كذلك إلا أن الفصحى قد اتخذت الهمز شعارًا لها ، وأصبح الهمز ينتمي إليها أكثر من انتمائه إلى بيئة تميم، ولهذا أرى أن هذيلاً وهي التي تسهل الهمز شعرت بالنقص لهذا، فحققوا هذه الصيغ بالشروط التي أشرنا إليها كرد فعل - لإحساسهم بشعورهم بالنقص في الظاهرة العامة عندهم وهي تسهيل الهمز، ومن ذلك أن بعض القبائل كانت تهمز ما ليس بمهموز(1)، وفي الصحاح: وربما خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز(2) وذلك قولهم: حلأت السويق، ورثأت زوجي بأبيات، واستلأمت الحجر ولبَّأت بالحج (3)، فأصولها غير مهموزة لأن الأولى من الحلواء، والثانية من المرثية، والثالثة من السلام وهي الحجارة ، والرابعة من التلبية، وسبب الهمز التوهم ، وهي ظهرة شائعة في اللغات بعامة، وتسمى القياس الخاطئ (4)popular Etymology واعتبر الهمز( موضة العصر ) (5) فهذيل أرادت أن تنطق الكلمات السابقة على نمط الفصحى فأضافت الهمزة، إذ الهمز من سمات الفصحى، ولهذا ظهر في شعر الشعراء ومواقف الجد من القول، وأيًّا ما كان فالظاهرة في هذيل تعتبر مبالغة في التفاصح، ولهذا كان حمزة القارئ المشهور يحذر الناس من المبالغة في تحقيق الهمز عند التلاوة، والدليل على أن الهمــز قد ذاع وانتشر أن نافعًا
ــــــــــــــ

لمدني وابن كثير المكي كانا يلتزمان تحقيق الهمز في بعض الكلمات مع أنهما من بيئة الحجاز التي تنفر من الهمز ولهذا لا نعلق إذا وجدنا بعض الظواهر اللهجية في الهمز تخالف ما عرفناه، فهذيل وهي التي تسهل الهمز قد حققته في تلك الكلمات السابقة ، ومثلها في ذلك مثل أهل مكة وهم المشهورون بالتسهيل - عندما اختلفوا مع غيرهم من العرب فهمزوا: النبي، والبرية، والذرية، والخابية، على حين ترك العرب كلهم الهمز في تلك الصيغ( )، ولعل ذلك من أهل مكة كان من قبيل المبالغة أيضًا، ومن ذلك أن شعراء البيئة الحجازية - ومنها هذيل كانوا يعاملون همزة الوصل كأنها همزة قطع غالبًا، مبالغة منهم، أو حذلقة كما يرى رابين
على أن هذيلاً عندما حققت الهمزة فيما سبق، مخالفة بذلك بيئة المنطقة الحجازية التي هي فيها لا يعدو أن تكون أشبه بالجزيرة العربية اللغوية ( ( speech island عندما تخالف ما يشيع في جيرانها، وقد سبق في مقدمة الدراسة التاريخية للقبيلة أن وصفناها بالشذوذ الجغرافي والاجتماعي، وهذا الشذوذ يغري بالشذوذ اللغوي، وإذا كانت هذيل قد خالفت منطقة الحجاز التي هي منها في ظاهرة صوتية كما تقدم، فقد خالفتها في ظاهرة إعرابية أيضًا من هذا: أن الحجاز تنصب الخبر في مثل: ما هذا بشرًا، وتميم ترفعه، وهذيل خالفت لهجة الحجاز في ذلك وسارت في ركب تميم فلا نعجب إذا خالفت هذيل الحجاز فهمزت هذه الصيغ، وعلينا ألا نجزع لهذه التنبؤات اللهجية في المنطقة الجغرافية الواحدة ، من ذلك مثلاً أن الإدغام تميمي وهو سمة شرق الجزيرة العربية، ومع ذلك نرى ابن مسعود الهذلي يقرأ بالإدغام أحيانًا في قوله تعالى:  ومن يعمل سوءًا  ( ) ، كما يقرأ فتختم( ) مع أن الإظهار لهجة المناطق الحجازية وفيها ديار هذيل حيث كانت بين مكة والمدينة..

يتبع ..............






رد مع اقتباس