رد: القبلية : الواقع والمأمول.
الإخوة والأخوات الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نواصل الإبحار في موضوعنا وسأتطرق في هذه المشاركة إلى (المأمول) من القبيلة بما تمثله من عنصر أساس في تركيبة المجتمع وإحدى مؤسسات المجتمع المدني .. فهناك أدوار اجتماعية مفقودة في معظم الأحيان، تعود بالنفع والفائدة على الأسرة الكبرى وهي الدولة، من الأسرة الكبيرة وهي القبيلة التي تتكون من الأسر الصغيرة الأب والأم والأبناء .. ومن ناحية فالقبيلة شريك أساسي في معالجة الخلل في المجتمع بصفتها أحد مكوناته .. ولابد من الموازنة بين القبيلة والمجتمع... بدون أن تتداخل السلطات والحقوق والواجبات، فالدولة تبقى لها سيادتها ولها حقها وهذا لا يتعارض مع حق القبيلة.. فالقبيلة جزء من الدولة حامية للنظام.. حامية للشريعة.. ولأخلاق المجتمع.. ومن الأدوار المأمولة بعد هذا التقديم ما يلي:
1)المشاركة الفعلية في التنمية الاجتماعية بكافة جوانبها وسأتطرق إلى هذه الجوانب لاحقاً، من قبل الأفراد وفي المقام الأول تطوير دور شيوخ القبائل وتجاوز الدور التقليدي المحصور في التعريف بأبناء القبيلة لدى الجهات الحكومية أو إبلاغ الجهات الأمنية عن مجرم .. أو استلام التعاميم والبلاغات، بل نريد دوراً تنموياً فاعلاً يتكيف مع المستجدات التقنية والثقافية ..
2) تعزيز دور المواقع القبلية على شبكة الإنترنت ونقلها من باب إثبات الوجود والكيان ونقل الموروث التراثي إلى التنمية الاجتماعية البناءة ومقاومة العصبية البغيضة وخدمة القبيلة على كافة الأصعدة وعدم الاكتفاء بما تحقق ..
3)تشكيل لجنة بمسمى لجنة (إصلاح ذات البين) من الشيوخ والوجهاء بالقبيلة للقضاء على المنازعات وعدم الذهاب للجهات الشرعية أو الإدارية إلا بعد مرور القضية عليها وبذل الجهود الكبيرة في الإصلاح وتقريب وجهات النظر والخروج بحلول ترضي الجميع وتقطع دابر النزاع، وهو دور اجتماعي مهم ويقلل الضغط على الجهات الأمنية والشرعية.
4)تشكيل لجنة من أعيان وشيوخ القبيلة بمسمى لجنة (الخدمات والمرافق الحكومية) وتسعى بما لها من جاه وبعمل دءوب لإيصال الخدمات والمرافق لكل قرى ومنازل القبيلة، وقد سبقني إلى توضيح هذه النقطة وإلى النقطة التي تليها أخي الحبيب: (فتى هذيل ) ولكنني رأيت إعادتها هنا مع بقية اللجان لإكمال الصورة.
5)تشكيل لجنة للشؤون الاجتماعية والإنسانية بمسمى لجنة ( التكافل الاجتماعي) لحصر الفقراء والمساكين والأيتام ومد يد العون إليهم عن طريق أثرياء القبيلة، وقبل ذلك عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية.
6)مع أحداث الإرهاب البغيضة التي مرت بها بلادنا الغالية كان هناك دور إيجابي قامت به بعض القبائل تمثل في تسليم الدولة للمطلوبين الفارين من أبنائها والتعاون مع الدولة في القبض على الفارين، أو في حالة لجو أي إرهابي إلى الاختباء في البوادي، وعدم إيواء أي إرهابي وهذا من الدور التكاملي الاجتماعي المأمول الذي يصب في مصلحة المجتمع الأكبر (الدولة) فجميعنا في سفينة واحدة، ولا نرتضي أن يقوم أي سفيه بخرقها ليغرقنا معه، فهذا من أدوارنا المأمولة.
7)هناك تجربة قامت بتطبيقها بعض القبائل عن طريق تشكيل لجان تحث على الصلاة ومثلها على الزكاة وغيرها لمتابعة الأيتام.
8)أما الثامن والأهم وتـُبنى عليه الأمور السابقة وتـُفـَعـّلُ تفعيلاً صحيحاً إذا أُحسن تطبيقه، وهو أن يكون هناك مجلس (تنسيقي) يتكون من نواب عن القبيلة (شيوخ الخـُمسْ) يرتبطون بشيخ شمل القبيلة، ويعطى هذا الشيخ إمكانات مادية ومعنوية ليقوم بهذه الأدوار ويتابع تفعيلها حتى تصير واقعاً ملموساً معاشاً، وما يقتضيه ذلك من مباركة إمارة المنطقة وولاة أمرنا الكرام.
منتظراً من الجميع مداخلتهم القيمة ..
والله أعلم بالصواب وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|