رد: بحث : مملكة لحيان ما قبل الميلاد
[align=right]نقض القول بصلة لحيان بن هذيل بلحيان العلا
راشد الأحيوي
قبيلة لحيان قبيلة عربية عريقة كريمة الحسب والنسب وهي من أصحّ قبائل العرب نسبًا؛ فهم بنو لحيان بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ولحيان هي أحد قسمي قبيلة هذيل بن مدركة القبيلة العربية المضرية العدنانية وقد أنجبت قبيلة لحيان الصحابة والتابعين والقادة والعلماء وتربطها بالنبي خؤولة فمن أمّهات النبي من جهة أمّه قلابة بنت الحارث ابن مالك بن حباشة بن غنم بن لحيان بن عادية بن صعصعة بن كعب بن هند ابن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر وأمّها أميمة بنت مالك بن غنم بن لحيان بن عادية بن صعصعة وأمّها دب بنت ثعلبة بن الحارث ابن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة(1). ومنهن من جهة أبيه أميمة بنت مالك بن غنم بن سويد بن حبشي بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة ابن لحيان وأمها دب بنت الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل(2). وتجتمع قبيلة لحيان بن هذيل بن مدركة مع النبي في جدّه وجدهم مدركة، ومدركة هو الأب السادس عشر للنبي فليس في العرب من هو أقرب نسبًا من هذيل ابن مدركة إلى النبي إلا من انحدر نسبه من خزيمة بن مدركة أخي هذيل. وقد كان بنو لحيان أصحاب شوكة ومنعة وعدد وعدّة. ورغم أنّ هذه القبيلة الكريمة لا تشوب نسبها أدنى شائبة إلاّ أنّنا وجدنا أنّ بعض المعاصرين قد حاول الربط بينها وبين قبيلة سبقتها بالوجود قبل بضعة قرون أو يزيد تعلّقاً بتشابه الأسماء وببعض الشبه التي لا تسمن أو تغني من جوع وهي شبه -فيما أرى- أوهى من خيوط العنكبوت وهذا الربط المحدث ينقسم في طرحه إلى رأيين متناقضين لا سبيل للتوفيق بينهما البتّة يريد أوّلهما ترحيل الدولة اللحيانية زمانيًّا من القرن الخامس قبل الميلاد الذي بدأت دولتها فيه إلى عهد لحيان بن هذيل في القرن الثاني للميلاد وهو القرن الذي ولد فيه لحيان وهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق فكيف ووجود لحيان أصحاب هذه الدولة قد سبق نشوء دولتهم بقرون؟؟؟ ويريد ثانيهما ترحيل لحيان بن هذيل بن مدركة وانتزاعه من نسبه الصحيح الثابت ثبوت الجبال ليجعل هذه القبيلة من بقايا دولة بني لحيان الوثنية التي اندسّ بقايا أفرادها في هذيل بن مدركة في غفلة من هذيل الذين نسوا كما نسي غيرهم من العرب أنّ هؤلاء الأفراد (أجداد بني لحيان) ليسوا سوى دخلاء لا نسب لهم في هذيل فعدّوهم من هذيل نسبًا وكأنّ العرب قوم غافلون عن حفظ أنسابهم مما يفتح المجال للقول بوجود آخرين دخلاء في قبائل العرب حالهم كحال لحيان رغم أنّ الشرع الحنيف حض على حفظ الأنساب ونهى عن التبني لئلا تختلط الأنساب فقال تعالى: ادْعُوهُمْ لأَبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا ءَابَآءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [سورة الأحزاب: آية رقم5].
وقد حذّر النبي من دعاوى الأنساب التي لا تعرف فقال : "كفرٌ بالله ادعاء نسب لا يعرف وكفر بالله تبرؤٌ من نسب وإن دقّ"، قال البوصيري: "إسناده صحيح"(3) ولنا أن نتساءل عن صمت العرب في الجاهلية والإسلام عن نسب لحيان المدخول على هذيل وهم الذين بلغ من شأنهم أنّهم سألوا النبي عن نسب ربّه تعالى في علاه قال السيوطي: "أخرج أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير وابن خزيمة وابن أبي حاتم في السنّة والبغوي في معجمه وابن المنذر في العظمة والحاكم وصحّحه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي بن كعب أنّ المشركين قالوا للنبي : يا محمد انسب لنا ربّك، فأنزل الله قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص: ١-3]؛ لأنّه ليس يولد شيء إلاّ سيموت، وليس شيء يموت إلاّ سيورث، وإنّ الله لا يموت ولا يورث [وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ] ليس له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء"(4) قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه" ووافقه الذهبي(5). ولنا أن نتساءل عن ماهيّة الاجتهاد في موضع النص!!! والنصوص في نسب بني لحيان صحيحة صريحة لا لبس فيها، وإذا ما كان بنو لحيان دخلاء على هذيل بناءً على تعلّق بتشابه اسم هذه القبيلة مع قبيلة أقدم عهدًا فسنجد غداً من سيقول بمثل هذه المقولة بحق أيّ قبيلة أخرى وهذا سيؤدّي بالتالي إلى الطعن في أنساب العرب، وعلى رأسها نسب النبي المجمع على صحته، ولقد سبق للدكتور جواد علي أن زعم أنّ شخصية قصيّ، أحد أجداد النبي ، شخصية مختلقة لا وجود لها، فقال في ذكر قصيّ: "أمّا حديث الإخباريّين عن أصله وفصله فهو مّما لا قيمة له وقد ابتدعته مخيّلتهم على الطريقة المألوفة في اختراع تفاسير لأسباب التسميات"(6)؛ هكذا إذن! شخصية لا أصل لها ولا قيمة لما أورده العرب عنها! ونحن لا نريد أن يشتط البحث والدراسة ببعض الباحثين إلى هدم الموروث التاريخي والثقافي بناءً على دعاوى لا سند لها سوى ربط هشّ لا يصمد أمام التحقيق العلمي والدراسة الجادة وفي هذه الدراسة نقض لدعوى الربط بين بني لحيان بن هذيل وبين الدولة اللحيانية في شمال جزيرة العرب فنقول وبالله تعالى التوفيق:
1- الطرح الأول: أنّ الدولة اللحيانية تنسب إلى لحيان بن هذيل
ذهب الأستاذ عمير بن عويمر اللحياني في كتابه عن بني لحيان إلى أنّ الدولة اللحيانية تنسب إلى قبيلة لحيان بن هذيل وفي تقريره لذلك تناول في فصل عقده بعنوان (من هم اللحيانيون؟ وما نسبهم) نسب بني لحيان وما ورد فيه من أقوال كما يتضح هذا مما يلي:
1- القول بنسبة بني لحيان إلى ثمود.
قال: "قيل إنهم من ثمود وهذا القول لا يمتّ للصحة بصلة"، واستشهد على بطلان هذا القول بقول الله تعالى في شأن ثمود: فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ [الحاقة:8].
2- القول بنسبة بني لحيان إلى عرب الجنوب.
قال: "وقيل إنهم من العرب الجنوبيين استنادًا إلى نقش وحيد نصه (اب يدع ذلحين) ومعناه: "أبيدع ذو لحيان" وهذا القول مردود أيضًا لأنّ تفسير هذا النقش كما يراه المختصون يثبت أنّ رجلاً من لحيان عاش مع الجنوبيين".
3- القول بنسبة بني لحيان إلى جرهم
قال: "وقيل إنهم من جرهم، وهذا القول مناف للحقيقة لأنّ لحيان بطن من هذيل وهذيل قبيلة مضرية عدنانية، أمّا جرهم فقبيلة يمانية قحطانية من العرب العاربة"(7).
قلت: ها هنا لا بد من بيان ما يلي:
1- القول بنسبة لحيان إلى ثمود قيل عن الدولة اللحيانية وليس عن قبيلة لحيان الهذلية.
2- القول بنسبة لحيان إلى العرب الجنوبيين قيل عن الدولة اللحيانية وليس عن قبيلة لحيان الهذلية.
3- القول بنسبة بني لحيان إلى جرهم قيل عن لحيان الهذلية وليس عن الدولة اللحيانية.
وبعد أن ردّ الأستاذ الكريم هذه الأقوال ذهب إلى القول بأنّ الدولة اللحيانية هي دولة أنشأتها قبيلة لحيان الهذلية في شمال غرب الجزيرة العربية رادًّا على الدكتور عبد الجواد الطيّب نفيه بأنه لا صلة بين قبيلة لحيان بن هذيل وبين الدولة اللحيانية. وكان الدكتور عبد الجواد الطيّب قد قال: "إنّ لحيان القدامى ذوو التاريخ العريق المعروف غير لحيان بن هذيل، وإنما الرابط بينهما هو تشابه أسماء"(8). وفي رده على هذا القول قال الأستاذ عمير اللحياني: "هذا القول غير صحيح جملة وتفصيلاً للأسباب التالية"، وأورد حججه بهذا الخصوص التي نسوقها فيما يلي باختصار وهي:
1- أنّ الدكتور الطيّب لم يقدّم دليلاً على هذا القول ولم يقدّم قرينة واحدة بل لم يشر إلى دلالة توضح ذلك كما يفعل الباحثون.
2- أنّ المؤرخين تكلموا عن نزوح بني عدنان إلى أطراف بلاد العرب، فقد قال الأستاذ محمد بيك الخضري: "فلمّا تكاثر أبناء عدنان وضاقت بهم سبل العيش في مكة تفرّقوا في أنحاء شتى من بلاد العرب، متتبعين مواقع القطر ومنابت العُشب، فمنهم من نزح إلى البحرين، ومنهم من نزح إلى حجر اليمامة، ومنهم من سكن الطائف، ومنهم من نزح إلى جنوب العراق، ومنهم من استقر بهم المقام في تيماء ووادي القرى (الذي يعرف باليوم بالعلا) شمال الحجاز ولم يبق منهم في تهامة إلا بطون كنانة ولم يقم منهم بمكة وضواحيها إلا بطون قريش"(9).
3- أنه لا يصح الأخذ بالآراء المجردة، فلا بد من قرائن ودلالات لكي لا يحدث اللبس والخلط في الأنساب.
4- لو تم الأخذ بتوافق الأسماء في إثبات ونفي الأنساب بلا قرائن ودلالات لحصلت مشاكل لا حصر لها ومن ثم لنفيت أنساب قبائل إلى أصولها كنسبة معيني الشمال إلى معيني الجنوب، ولقلنا إنّ هذيل مصر والعراق ليسوا من هذيل الحجاز، فكل ذلك تشابه أسماء ليس إلا.
5- أنّ البلادي ذكر أنه قامت للحيان هذيل دولة في الشمال.
6- أنّ الأستاذ عمر رضا كحالة ذكر أنّ الدولة اللحيانية هي للحيان هذيل.
7- أنّ الأستاذ أحمد عبد الله أحمد علي عبد الكريم ذكر بأنّ اللحيانيين لم ينقرضوا بانتهاء الدولة اللحيانية بل ذكروا حول مكة والذين حول مكة هم لحيان هذيل.
ثم قال الأستاذ عمير بن عويمر اللحياني بعد أن أورد هذه الحجج مقرّرًا أنّ لحيان الهذلية ولحيان الشمال هم قبيلة واحدة: "وبعد هذا كله يتضح أنّ لحيان القدامى أصحاب الحضارة وذوو التاريخ العريق هم من لحيان هذيل لحمًا ودمًا، لا شك في ذلك ولا ريب، وأنّ لحيان قبيلة عربية مضرية عدنانية وهي بطن من هذيل يصل نسبها إلى إبراهيم بل إلى آدم أبو البشر عليهما السلام"(10).
قلت: والخلاصة أنّ الأخ الكريم يرى أنّ الدولة اللحيانية تنسب إلى قبيلة لحيان الهذلية بنو لحيان بن هذيل، وأنّ قبيلة لحيان قبيلة عدنانية مضرية هذلية، وأنها من سلالة لحيان بن هذيل. ونقل عن (وينت) و(ألبرايت) و(فان دن بران دن) أنهم يرون: "أنّ قيام مملكة لحيان الأولى بدأت في القرن الخامس قبل الميلاد واستمرت حتى القرن الثالث قبل الميلاد. ويرى كاسكل أنها بدأت في سنة 115ق.م. وانتهت في سنة 24ق.م. وعلى رأي بعض الباحثين أنها استمرت حتى سنة 9ق.م."(11).
قلت: والحق أنّ ما ساقه الأخ الكريم من أدلة على صلة النسب بين اللحيانيين في الشمال ولحيان هذيل ليس فيها شبه دليل، وفيما يلي بيان ذلك:
1- ردّه على الدكتور الطيّب مردود، فالطيّب ليس صاحب دعوى ليدلل عليها ويورد القرائن التي تدعمها، والأَولى بهذا هو الأخ الكريم فهو الذي ربط بين لحيان الشمال ولحيان هذيل.
2- أنّ ما قيل عن نزوح بني عدنان، وأنه لم يبق منهم إلا بطون كنانة في تهامة وقد استقرت بطون قريش من كنانة بمكة وضواحيها قول باطل لا يسنده شبه دليل، فدعوى ارتحال بني عدنان وتفرقهم وفقًا لما ذكره الخضري يكذّبه واقع الحال ونصوص العلماء والمؤرخين، فالخضري لم يذكر مصدر زعمه ودعواه ولن يجد لدعواه دليلاً فدون ذلك خرط القتاد وهيهات هيهات فقد تحدّث أهل العلم بالأنساب عن تفرّق ولد عدنان وفصّلوا فيه القول، فلم يدعوا لزاعم قولاً، فنقل أبو عبيد البكري عنهم ارتحال بعض ولد عدنان من تهامة إلى البحرين وسواد العراق(12) وقال هشام الكلبي: "تيامنت عك بن الديث بن عدنان بن أدد... إلى غور تهامة اليمن فنـزلوا فيما بين جبال السروات وما يليها من جبال اليمن على أسياف البحر"(13). ونقل عن أبي المنذر بسنده عن ابن عباس أنّ مضر وربيعة وإياد بقيت في بلادها ثم ارتحلت إياد(14)، ثم تظاهرت مضر وربيعة على إياد فالتقوا فهزمت إياد فارتحلوا ونزلوا ناحية الكوفة( 15). قال الكلبي: "فلم يبق بتهامة وغورها من ولد عدنان إلا مضر وربيعة ومن كان معهم أو دخيلاً فيهم أو مجاورًا لهم"(16). قال: "فكثروا فتضايقوا في منازلهم فانتشرت ربيعة فيما يليهم من بلاد نجد وتهامة"(17) ثم إنّ بطون ربيعة تحاربت فيما بينها؛ قال: "فتفرّقت ربيعة في تلك الحرب وتمايزت فارتحلت عبد القيس بن شن بن أفصى ومن معهم... فاختاروا البحرين وهجر"(18). وقال في ذكر عامر بن الحارث من عبد القيس إنهم نزلوا: "ومعهم عميرة بن أسد بن ربيعة حلفاء لهم الجوف والعيون والأحساء حذاء طرف الدهناء وخالطوا أهل هجر في دارهم"(19)؛ وقال: "ودخلت قبائل من ربيعة ظواهر بلاد نجد والحجاز وأطراف تهامة وما والاها من البلاد"(20)؛ وقال: "تيامنت عنـز أيضًا فصاروا حلفاء لخثعم"؛ قال: "وظعنت بنو حنيفة"، ثم ذكر نزولهم باليمامة(21) وقال: "وانتشرت بكر بن وائل وعنـزة وضبيعة باليمامة فيما بينها وبين البحرين إلى سواد العراق ومناظرها وناحية الأبلة إلى هيت وما والاها من البلاد"؛ قال: "وانحازت النمر وغفيلة إلى أطراف الجزيرة وعانات وما دونها"(22)؛ وقال: "فلم تزل مضر بن نزار بعد خروج ربيعة من تهامة وما والاها حتى تباينت قبائلهم وكثر عددهم وفصائلهم وضاقت بلادهم عنهم فطلبوا المتسع والمعاش وتتبّع الكلأ والماء، وتنافسوا في المحال والمنازل، وبغى بعضهم على بعض فاقتتلوا، فظهرت خندف على قيس"؛ قال: "فظعنت قيس من تهامة طالعين على بلاد نجد إلا قبائل منهم انحازت إلى أطراف الغور من تهامة"؛ قال: "ثم تنافست أولاد مدركة وطابخة ابني إلياس ابن مضر في المنازل وتضايقوا فيها ووقعت بينهم حرب فظهرت مدركة على طابخة فظعنت طابخة من تهامة وخرجوا إلى ظواهر نجد والحجاز"؛ قال: "فنـزلت مزينة بن أد بن طابخة إلى جبال رضوى وقدس وآرة وما والاها وصاقبها من أرض الحجاز وظهرت تميم بن مر بن أد بن طابخة وضبة بن أد ابن طابخة وعكل بن أد إلى بلاد نجد وصحاريها... ونزلوا بين اليمامة وهجر(23)؛ وقال: "وأقامت قبائل مدركة بن إلياس بن مضر بتهامة وما والاها وصاقبها فصارت مدركة بناحية عرفات وعرنة وبطن نعمان ورحيل وكبكب والبوباة وجيرانهم فيها طوائف من أعجاز هوازن، وكانت لهذيل جبال من جبال السراة ولهم صدور أوديتها وشعابها الغربية ومسايل تلك الشعاب والأودية على قبائل خزيمة بن مدركة في منازلها"؛ قال: "ونزلت خزيمة بن مدركة أسفل من هذيل بن مدركة فاستطالوا في تلك التهائم إلى أسياف البحر، فسالت عليهم الأودية التي هذيل في صدورها وأعاليها، وشعاب جبال السراة التي هذيل سكانها"؛ قال: "وأقام ولد النضر بن كنانة بن خزيمة حول مكة وما والاها بها جماعتهم وعددهم فكانوا ينتسبون إلى النضر بن كنانة"(24)؛ هذا ما أورده أبو عبيد البكري عن تفرّق بني عدنان، ولم نجد من فروعهم من استقر بهم المقام في تيماء ووادي القرى شمال الحجاز، وفيه نص على أنّ الذين استقروا حول مكة هم قبائل مدركة وهم خزيمة (أصل كنانة ومن كنانة قريش) وهذيل؛ وبهذا يتضح لنا بطلان ما ذكره الخضري وتهافته، ذلك لأنه لا أصل له، وقد ظهر الإسلام والقبائل العدنانية في منازلها المذكورة.
3- وما ذكره اللحياني بشأن عدم الأخذ بالآراء المجردة بلا دليل، وعدم الاعتماد على تشابه الأسماء في إثبات أو نفي الأنساب بلا أدلة أو قرائن، كلام لا نختلف معه فيه ولكن أين هي القرائن والأدلة في نسبة لحيان الشمال إلى لحيان بن هذيل غير مجرد تشابه الأسماء؟
4- اعتماد اللحياني على ما ذكره ونقله الأستاذ عاتق بن غيث البلادي والأستاذ عمر رضا كحالة والأستاذ أحمد عبد الله أحمد علي عبد الكريم بأنّ لحيان الشمال أصحاب الدولة اللحيانية هم من لحيان بن هذيل لا يصحّ الأخذ به بلا أدلة أو قرائن تؤكده وتدل عليه، فهل ما ذكروه يعد أدلّة صحيحة؟ وهل يصح الأخذ بكلام لا يسنده شبه دليل؟ والغريب أنّ اللحياني طالب الدكتور الطيّب بالأدلة والقرائن دون أن يلتزم هو بتقديمها وهو صاحب الدعوى بوجود صلة نسب بين لحيان الهذلية ولحيان الشمال، ولعل السابق إلى هذا الزعم من الكتّاب العرب هو الأستاذ عمر رضا كحالة نقلاً عن الكاتب ي. ج. برل في كتاب "إنسكلوبيديا الإسلام"(25)، وتبعه على ذلك الأستاذ خير الدين الزركلي(26).
بطلان القول بصلة لحيان الشمال بلحيان بن هذيل
مما يدل على بطلان دعوى وجود صلة ما بين اللحيانيين أصحاب الدولة اللحيانية وبني لحيان بن هذيل أدلة صريحة فيما يلي بيانها:
1- يرى الكاتب الفاضل أنّ الدولة اللحيانية التي نشأت في القرن الخامس قبل الميلاد تنسب إلى قبيلة لحيان الذين لا ريب في نسبتهم إلى هذيل، فهم بنو لحيان بن هذيل، وهذه الرؤية وهذا القول لا يستقيمان مع حقيقة أنّ بني لحيان هم بنو لحيان بن هذيل بل لا يقبله العقل، وفيما يلي بيان ذلك:
من المعلوم المجمع عليه بلا خلاف بين علماء الأمّة أنّ نسب نبينا محمد هو كما يلي:
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
قلت: هذا النسب أجمعت عليه الأمّة، واتفقت على صحته، وفيما يلي جملة من أقوال أهل العلم بهذا الشأن:
1- قال العيني في شرح سياق البخاري لنسب النبي إلى عدنان: "اقتصر البخاري في ذكر نسبه الشريف على هذا ولم يذكره إلى آدم لأنّ أهل النسب أجمعوا عليه إلى هنا، وما وراء ذلك فيه اختلاف كثير"(27).
2- وقال ابن القيّم وقد سرد نسب النبي إلى عدنان: "إلى هنا معلوم الصحة، متفق عليه بين النسابين، ولا خلاف فيه البتة"(28).
3- وقال ابن كثير: "هذا النسب بهذه الصفة لا خلاف فيه بين العلماء"(29) وقال: "وأمّا الأنساب إلى عدنان من سائر قبائل العرب فمحفوظة شهيرة جدًّا لا يتمارى فيها اثنان، والنسب النبوي إليه أظهر وأوضح من فلق الصبح"(30).
4- وقال العاقولي وقد ساق نسب النبي إلى عدنان: "قال الشيخ النواوي: إلى هنا إجماع الأمّة وما بعده إلى آدم فمختلف فيه أشد الاختلاف؛ قال العلماء ولا يصح فيه شيء يعتمد"(31).
5- وقال ابن حجر: "النسب النبوي ما بين عدنان إلى إسماعيل بن إبراهيم مختلف فيه"؛ قال: "وأمّا من النبي إلى عدنان فمتفق عليه"(32).
6- وقال البيهقي: "كان شيخنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله يقول: نسبة رسول الله صحيحة إلى عدنان، وما وراء عدنان فليس فيه شيء يعتمد عليه"(33).
7- وقال ابن حزم وقد ساق النسب إلى عدنان: "ها هنا انتهى النسب الصحيح لا شك فيه"(34).
8- وقال البغوي وقد ساق النسب إلى عدنان: "ولا يصح حفظ النسب فوق عدنان"(35).
9- وقال النووي: "والاتفاق على هذا النسب الشريف إلى عدنان وليس فيما بعده إلى آدم طريق صحيح، وفيما بعد عدنان إلى إسماعيل خلاف كثير"(36) وقال وقد ساق نسب النبي إلى عدنان: "إلى هنا إجماع الأمّة، وأمّا بعده إلى آدم فيختلف فيه أشد الاختلاف؛ قال العلماء ولا يصح فيه شيء يعتمد"(37).
10- وقال ابن قدامة وقد ساق النسب إلى عدنان: "هذا ما لم يختلف فيه أحد من الناس وأختلف فيما بين عدنان وإسماعيل"(38).
11- وقال أبو الفرج ابن الجوزي وقد ساق النسب إلى عدنان: "ولا يختلف النسابون إلى عدنان"(39).
12- وقال الصالحي وقد ساق النسب إلى عدنان: "هذا هو النسب الصحيح المتفق عليه في نسب سيدنا رسول الله وما فوق ذلك مختلف فيه"(40).
قلت: يتضح من هذا أنّ ذاكرة نسابة العرب ورواتهم لم تستطع أن تتجاوز حفظ 22 اسمًا في سياق النسب فتوقفت أنساب العرب عند عدنان وهو الصريح من ولد إسماعيل . قال الحافظ ابن حجر: "روى الطبراني بإسناد جيّد عن عائشة رضي الله عنها قالت: استقام نسب الناس إلى معد بن عدنان"(41).
قلت: وما وراء عدنان لا يصح الأخذ بشيء منه إلا ما صح عن النبي الذي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى إليه، وقد صح عنه أنه قال: "معد بن عدنان بن أدد بن زند بن برى بن أعراق الثرى" رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي(42)، وهذه الزيادة في نسب عدنان لم تأتنا عن علم عالم ولا شعر شاعر بل أتتنا عن نبيّنا عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو الذي لا ينطق إلا حقًّا.
قلت: وبنو لحيان هم بنو لحيان بن هذيل بن مدركة ومدركة هو الجد الذي يجمع بني لحيان مع النبي كما نص عليه أهل العلم بالنسب، فإذا ما علمنا أنّ مدركة هو الأب السادس عشر للنبي ، وعلمنا أنّ النبي قد ولد عام 571م، وأردنا أن نعرف زمن وجود مدركة، وحسبنا المدة الزمنية بين كل أب وأبيه وفق متوسط حسابي يبلغ 30 عامًا فإنه سيتضح لنا ما يلي:
إذا علمنا أنّ نبيّنا وسيّدنا محمدًا وقد ولد عام 571م فيكون أبوه:
1- عبد الله ولد عام 541م.
ويكون أبوه:
2- عبد المطلب ولد عام 511م.
ويكون أبوه:
3- هاشم ولد عام 481م.
ويكون أبوه:
4- عبد مناف ولد عام 451م.
ويكون أبوه:
5- قصي ولد عام 421م.
ويكون أبوه:
6- كلاب ولد عام 391م.
ويكون أبوه:
7- مرة ولد عام 361م.
ويكون أبوه:
8- كعب ولد عام 331م.
ويكون أبوه:
9- لؤي ولد عام 301م.
ويكون أبوه:
غالب ولد عام271م.
ويكون أبوه:
10- فهر ولد عام 241م.
ويكون أبوه:
11- مالك ولد عام 211م.
ويكون أبوه:
12- النضر ولد عام 181م.
ويكون أبوه:
13: كنانة ولد عام 151م.
ويكون أبوه:
14- خزيمة ولد عام 121م.
ويكون أبوه:
15- مدركة ولد عام 91م؟
ويكون أبوه:
16- إلياس ولد عام 61م.
ويكون أبوه:
17- مضر ولد عام 31م.
ويكون أبوه:
18- نزار ولد عام 1 قبل الميلاد.
ويكون أبوه:
19- معد ولد عام 29 قبل الميلاد.
ويكون أبوه:
20- عدنان ولد عام 59 قبل الميلاد.
ومن هذا يتضح لنا أنّ لحيان بن هذيل بن مدركة من أجيال كنانة بن خزيمة ابن مدركة المولود عام 151م، ولو احتسبنا لكل قرن ثلاثة آباء فإنّ لحيان سيكون من رجال القرن الثاني للميلاد، ومما يدل على صحة هذا ما رواه هشام الكلبي سمعت من يقول أنّ معد بن عدنان كان على عهد عيسى بن مريم"(43)، ومعد هو الأب التاسع عشر للنبي ، وهذا هو الراجح -أي معاصرة معدّ لعيسى -. ونلاحظ أنّ بين مولد النبي عام 571م وبين مولد جدِّه الأعلى معد عام 29 قبل الميلاد ستمائة سنة، وهذا يتفق تمامًا مع ما ورد عن الصحابيين الكريمين سلمان الفارسي وابن عباس رضي الله عنهما بأنّ الفترة بين نبينا محمد وبين عيسى بن مريم هي 600 سنة؛ فقد روى البخاري بسنده عن سلمان الفارسي قال: "فترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ستمائة سنة"(44). وروى الحاكم بسنده عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "بين عيسى ومحمد ستمائة سنة"(45).
قلت: يتحقق لنا من خلال ما سبق بيانه أنه من المحال أن يكون اللحيانيون -أصحاب الدولة اللحيانية التي نشأت في القرن الخامس قبل الميلاد- من نسل لحيان بن هذيل بن مدركة الذي ولد تقديرًا في عام 151م.
2- من المعلوم أنّ اللحيانيين أصحاب الدولة اللحيانية في الشمال كانوا وثنيين ولهم آلهتهم التي يعبدونها من دون الله تعالى كما قاله الدارسون لهم والباحثون في نقوشهم وهو ما ذكره الكاتب الكريم الذي قال: "من خلال دراسة النقوش اللحيانية يتضح لنا أنّ المجتمع اللحياني مجتمع وثني كبقية معظم المجتمعات التي عاشت في الجزيرة العربية في تلك الفترة"(46)؛ وذكر أسماء عدد من هذه الآلهة(47).
قلت: كان بنو إسماعيل على دين أبيهم إسماعيل حتى ظهر فيهم عمرو بن لحي فجلب لهم الأصنام، وبدّل لهم الدين، فأصبح بنو إسماعيل يعبدون الأصنام من دون الله تعالى، ولم يكن هذا منذ عهد بعيد جدًّا من ظهور الإسلام، وفيما يلي بيان ذلك:
روى البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي : "عمرو بن عامر بن لحي" الحديث(48). وروى بسنده عن أبي هريرة قال: قال النبي : "عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة"(49). وقد روى ابن إسحاق بسنده عن أبي هريرة أنّ النبي قال في ذكر عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف: "إنه كان أول من بدّل دين إسماعيل"(50). قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في ذكر إسناده: "إسناد حسن"(51)؛ وقال العيني : "سند صحيح"(52).
قلت: يتضح من هذا أنّ عمرو بن عامر بن لحي وهو ربيعة كما نص عليه ابن حزم وهو لحي بن قمعة، وهو لقب عمير، كما نص عليه ابن الكلبي، وهو قمعة بن خندف، وخندف هي أمّ بني إلياس بن مدركة وهم: مدركة وعامر وهو طابخة وعمير وهو قمعة( 53) يجتمع مع النبي ومع لحيان في جدّهم مدركة، وهذا يعني أنّ عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن خندف هو الابن الرابع من سلالة إلياس فجدّه قمعة هو عم هذيل وخزيمة، وجدّه لحي هو ابن عم هذيل وخزيمة، وأبوه عامر هو ابن ابن عم لحيان وكنانة، وهذا يكشف لنا أنّ لحيان بن هذيل معاصر لأبي عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن إلياس وهو عامر بن لحي بن قمعة بن خندف (إلياس) أي أنه أقدم عهدًا من عمرو بن عامر بن لحي الذي كان أول من بدّل دين إسماعيل ونشر عبادة الأصنام؛ ومما يدل على تقدّم عهده عن عهد عمرو بن عامر بن لحي أنّ هذيلاً كان أكبر أولاد مدركة؛ قال الصالحي في ذكر مدركة: "كنيته أبو هذيل ويقال له أبو خزيمة"(54). وقد كان القوم على الإسلام، دين أبيهم إسماعيل حتى غيّر دينهم عمرو بن عامر بن لحي قال الصالحي: "روى ابن حبيب بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مات خزيمة على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام"(55)، وكان أول من استجاب من هذيل لعمرو بن عامر ابن لحي هو الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل، فأخذ منه صنم سواع فتمّ نصبه في رهاط من بطن نخلة(56)، وكل هذا يدل على تقدّم عهد لحيان عن عهد عمرو بن عامر بن لحي والله تعالى أعلم. ومّما يفيدنا بهذا الخصوص نصّ لابن إسحاق، فقد قال السهيلي في "الروض الأنف" عن ابن إسحاق: "كان عمرو بن لحي قريبًا من زمن كنانة جد النبي "(57).
قلت: يتضح بهذا أنّ دين إسماعيل لم يبدّل إلا في عهد عمرو بن عامر ابن لحي بن قمعة بن خندف (إلياس) وعمرو هذا هو الابن الرابع من سلالة خندف (إلياس) أي أنه سيكون معاصرًا لمالك بن النضر، صهر الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل الذي أخذ منه صنم سواع، ومالك هو مالك بن النضر ابن كنانة بن خزيمة بن إلياس الذي يقدر ميلاده بعام 211م، وكان فهر (وهو قريش) بن مالك بن النضر قد تزوّج ليلى بنت الحارث بن تميم(58) مما يعني أنّ عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن خندف (إلياس) المعاصر للحارث معاصر لمالك أيضا هو مثلهما من رجال أواخر القرن الثاني للميلاد، بل لعلّه من رجال القرن الثالث للميلاد أيضًا، والله تعالى أعلم. وقد ذهب الأستاذ موسى الغول رحمه الله إلى أنّ زمان عمرو بن لحي كان في القرن الأول للميلاد فقال: "أمّا الأصنام فلم تكن معروفة عند العرب كآلهة بل هي نزوة أدخلها عمرو بن لحي في القرن الأول الميلادي"(59)، وهذا أقصى تقدير لزمن عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن خندف.
قلت: ومّما يؤكد هذا أنّنا نجد أنّ معدّاً وهو الأب العشرون للنبي كان من أهل نهاية القرن الأول قبل الميلاد وفقًا لتقدير بعض أهل العلم بأنّ الفرق الزمني بين الأب وابنه لحساب الأجيال هو 30 عامًا، ومعد هو الأب العشرون للنبي فيكون الفرق الزمني بينهما 600 عام وهي ناتج 30 عامًا × 20 جيلاً وهذا الفرق بين محمد بن عبد الله المولود عام 571م وجدّه الأعلى معدّ بن عدنان؛ وعلى هذا يكون معدّ من رجال نهاية القرن الأوّل قبل الميلاد والقرن الأوّل للميلاد. وإذا قلنا أنّ المراد بالـ 600 سنة سنين قمرية فإنّها تعادل 56, 583 سنة شمسية، أي أنّ عهد معدّ وفقًا لهذا يكون: 583-571 = 12ق.م، وهذا زمن معدّ بن عدنان أو قريبًا من هذا، والله تعالى أعلم. وهذا يعني أنّ معدّاً معاصر للمسيح عيسى بن مريم عليه وعلى نبيّنا الصلاة والسلام، وهذا ما ذكره ابن الكلبي الذي قال في ذكر معدّ: "سمعت مَن يقول أنّ معدّ بن عدنان كان على عهد عيسى بن مريم"(60)، وهذا هو الصحيح، ذلك أنّ الفترة بين عيسى وبين محمد صلّى الله عليهما وسلّم هي ستمائة سنة كما تقدّم بيانه، وهذا يعني أنّ عيسى كان قبل مولد النبي بستمائة سنة، فإذا ما علمنا أنّ النبي قد ولد عام 571م فإنّ هذا يعني أنّ عهد المسيح قد انتهى عام 12 قبل الميلاد، فإذا ما صحّ أنّ عيسى رفع وهو ابن 33 سنة كما ذكره بعض أهل العلم فإنّه يكون قد ولد نحو عام 45 قبل الميلاد، والله تعالى أعلم. وهذا يعني أنّ معدّاً معاصر لعيسى وهو المولود وفق تقديرنا آنف الذكر سنة 29 قبل الميلاد، وهو ما يتّفق مع ما ذكره ابن الكلبي بأنّ معدّاً كان على عهد عيسى .
قلت: يتضح مما سبق بيانه أنّ هذيلاً كانوا على دين أبيهم إسماعيل إلى أن أظهر عمرو بن لحي عبادة الأصنام، وقد تبيّن لنا أنّ لحيان بن هذيل أقدم عهدًا من عهد عمرو بن لحي الذي عاصر حفيد أخي لحيان بن هذيل، وهو الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل، أي أنّه لم تكن للحيان ديانة غير ديانة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وأنّ لحيان كان من رجال القرن الثاني للميلاد، وهذا يهدم الزعم بوجود أدنى صلة بين لحيان بن هذيل والدولة اللحيانية.
2- الطرح الثاني: أنّ أصل لحيان الهذلية من لحيان العلا
ذهب الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الطيّب الأنصاري إلى القول بأنّ قبيلة لحيان الهذلية قسم من اللحيانيين الذين كانت لهم دولة في شمالي الحجاز في العلا وقال في مقالة له بعنوان (لقاء مع بني لحيان) نشرها في جريدة "الجزيرة": "إنّ الاتفاق بين لحيان الشمال ولحيان مكة ليس اتفاقًا في الاسم فقط ولكن هناك بعض الدلائل العلمية التي يمكن أن نهتدي بها توحي بوجود علاقة وطيدة بينهما تتمثل في ديانتهم قبل الإسلام ونسبهم حسب ما ورد في بعض المصادر وبعض أسماء أعلامهم قديما وحديثا وفيما يلي أُورد عددًا من الملاحظات للقارئ الكريم، ومع كل ملاحظة سأطرح عددًا من التساؤلات لعلِّي أجد إجابة شافية من الباحثين ورجال العلم تثري الموضوع:
1- أولاً: الديانة:
من المعروف أنّ اللحيانيين الذين كانوا يسكنون منطقة العلا خلال الفترة من القرن السادس ق.م إلى نهاية القرن الثاني ق.م أو بعده حسب رأي بعض المؤرخين كانوا وثنيين، ويتضح ذلك من خلال ما تركوه لنا من كتابات وتماثيل ومعابد في هذه المنطقة، ويذكر أنّ بني لحيان في العصر الجاهلي (لحيان مكة) كانوا متعصبين لوثنيتهم أكثر من سائر هذيل، وكان منهم بنو لحيان سدنة معبود هذيل (سواع) في الجاهلية، وقد ورد ذكره ضمن المعبودات في النقوش اللحيانية التي اكتشفت مؤخرًا في منطقة العلا، وهذا المعبود له دور ديني واضح في الكتابات اللحيانية والمعينية في العلا، وربما كان عمرو بن لحي الخزاعي الذي أتى بالأصنام من الشام وأدخلها إلى مكة كما يروي ابن الكلبي، خالط قبيلة لحيان خصوصًا إذا عرفنا أنّ اسم لحيان اشتق من (اللحي) كما ذكر ابن دريد في "الاشتقاق"، واسم لحي من الأسماء التي وردت في النقوش اللحيانية في العلا. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لِمَ كان بنو لحيان وحدهم متعصبين للوثنية أكثر من هذيل؟ ولِمَ كان سدنة سواع، وهو المعبود الرئيس لهذيل من لحيان، وما هي العلاقة التي تجمع بين تعصب بني لحيان للوثنية في الجاهلية وبين عمرو بن لحي الخزاعي الذي أدخل الأصنام مكة؟"(61).
وقد استدل الأستاذ مساعد بن منشط الغريفي اللحياني بهذا القول بأنّ لحيان الهذلية من لحيان الشمال، فقال في ذكر الأدلة على ذلك أنّ منها: "تعصبهم لوثنيتهم أكثر من سائر هذيل، وقد كان منهم سدنة سواع معبود هذيل في الجاهلية، دليل على انتمائهم إلى عبادتهم السابقة وسدانتهم للمعابد والآلهة"(62).
قلت: من يقرأ هذا يظن أنّ بقية هذيل كانوا أقل وثنية من بني لحيان، وهذا غير صحيح، فقد تصدّت هذيل مع قريش لجيش النبي عند فتح مكة فقتل منهم أربعة رجال وهذا يعني أنّ هذيلاً كقريش ظلوا على وثنيتهم حتى فتح مكة المكرمة قال ابن حجر: "أسلمت هذيل عند فتح مكة"(63)، ثم من الذي أخذ صنم سواع من عمرو بن لحي ونصبه في رهاط؟؟؟ أليس هو الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل، وهو من القسم الآخر من هذيل؟؟؟
ولقد كان أعظم أصنام قريش العزّى؛ قال أبو المنذر ابن الكلبي: "كانت أعظم الأصنام عند قريش وكانوا يزورونها ويهدون لها، ويتقرّبون عندها بالذبائح"(64)، وهذا الصنم ورد ذكره في بعض النقوش القديمة في بلاد اليمن وشمالي الجزيرة.
قلت: فهل لورود اسم هذا الصنم في بعض النقوش أيّ دلالة ذات علاقة بنسب قريش؟ مع طرح ذات السؤال الذي طرحه الأنصاري لم كانت قريش وحدها متعصبة للوثنية أكثر من سائر العرب؟ وهل يعني هذا أنّ لها صلة نسب ما بمن ورد ذكر العزّى في أصنامهم ونقوشهم؟؟؟
2- ثانيًا: النسب:
وقال الدكتور الأنصاري: "ذكر الأزرقي أنّ هذيلاً من لحيان، وفي بعض سلاسل النسب يذكر أنّ هذيلاً فرع من لحيان كما في نسب سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي اللحياني، ويذكر بعض النسابة ومنهم ابن دريد أنّ لحيان من هذيل، وهنا نتساءل: هل قبيلة لحيان دخلت في حلف مع هذيل بعد نزوحها لفترة من الزمن إلى مكة لسبب من الأسباب؟ ربما كان سياسيًّا أو اقتصاديًّا أو غير ذلك، ولهذا أصبحت لحيان تنسب إلى هذيل أم أنّ نسبة هذيل إلى لحيان سبق قلم كما يرى الأستاذ عاتق البلادي؟ ولِمَ لا تكون هذيل ولحيان قبيلة واحدة أتت من الشمال فتغلّب أحد فرعي القبيلة على الآخر عندما نزحوا إلى مكة فمرة تظهر لحيان ومرة تظهر هذيل، واستطاع كلا الفرعين الاحتفاظ باسميهما حتى الوقت الحاضر. ولعلنا نتساءل أنه إذا كانت هذلية فمن أين نزحت هذيل إلى مرابعها المعروفة"(65).
قلت: قال الأزرقي فيما رواه بسنده عن ابن إسحاق في ذكر خبر مسير تبع إلى البيت الحرام: "...كان في أول زمان قريش قال: وكان سبب خروجه ومسيره إليه أنّ قومًا من هذيل من بني لحيان جاءوه فقالوا: إنّ بمكة..."(66) والغريب أن يفهم الدكتور الفاضل من هذا أنّ هذيلاً من بني لحيان، والصحيح أنّ لهذا أصلاً عند العرب، وقد تكلم عنه علماء النسب وهو مشهور مذكور؛ قال القلقشندي: "إذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر كهاشم وقريش ومضر وعدنان جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع فيجوز لبني هاشم أن ينتسبوا إلى هاشم وإلى قريش وإلى مضر وإلى عدنان، فيقال في أحدهم: الهاشمي، ويقال فيه: القرشي والمضري والعدناني، بل لقد قال الجوهري: إنّ النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل، فإذا قلت في النسبة إلى كلب ابن وبرة: الكلبي استغنيت عن أن تنسبه إلى أيّ شيء من أصوله، وذكر غيره أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى، ثم يرى بعضهم تقديم العليا على السفلى مثل أن يقال في النسب إلى عثمان بن عفّان الأموي العثماني، وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا فيقال العثماني الأموي"(67).
قلت: من هذا النص يتضح أنه يجوز الجمع بين طبقتين عليا وسفلى وتقديم العليا على السفلى ومن الأمثلة على ذلك:
1- قال السمعاني: "...وقرابته أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي"(68)
قلت: نلاحظ هنا تقديم القرشي على الأموي مع أن بني أمية فرع من قريش ومن غير المعقول أن يفهم أحد أن قريشا من بني أمية
2- وقال السمعاني في ذكر المنتسبين إلى بكر بن وائل: "...وأبو عمرو سعد ابن إياس البكري الشيباني"(69)
قلت: وهنا نلاحظ ما لاحظناه في المثال السابق مع أنّ بني شيبان فرع من بكر بن وائل ومن غير المعقول أن يفهم أحد أنّ بني بكر بن وائل من بني شيبان.
3- وقال في ترجمة لأحدهم: "التميمي الحنظلي"(70) ومن غير المعقول أن يفهم أحد أنّ بني تميم من بني حنظلة.
4- وقال: "الهاشمي اللهبي"(71) ومن غير المعقول أن يفهم أحد أنّ بني هاشم من بني لهب.
5- وقال: "القرشي اللهبي"(72)، ومن غير المعقول أن يفهم أحد أنّ قريشًا من بني لهب.
6- وقال الواقدي في ذكر من قتل من المسلمين في غزوة أحد: "....ويقال خمسة من قريش من بني أسد"(73) ومن غير المعقول أن يفهم أحد أنّ قريشًا من بني أسد.
قلت: من هذا يتضح أنّ الاستدلال بنص الأزرقي قام على سوء فهم لنصه ومن ثم فإنه لا يصح الاستدلال بهذا الفهم الخاطئ على أنّ هذيلاً من بني لحيان!!! وأمّا تساؤل الدكتور: لِمَ لا تكون هذيل ولحيان أتتا من الشمال ونزحتا إلى مكة، فإنّه تساؤل يقودنا إلى التساؤل عن أنساب القبائل العربية وفقًا لشبه لا سند لها وهو ما سيقودنا إلى رمي كلّ ما ورد بشأن أنساب العرب بل وتاريخهم وراء ظهورنا، فإذا كان هذا هو الحال مع قبيلة هذيل وهي من أصحّ العرب نسبًا فكيف بغيرهم؟؟؟!!! إنّها دعوى خطيرة جدًّا وهي نبتة من أفكار المستشرقين والمنقادين لأفكارهم.
3- ثالثًا: أسماء الأعلام:
وقال الدكتور الأنصاري: "من المعروف أنّ أسماء الرموز التي لها استمرار وتوارث لدى القبائل العربية، ومن خلال مقارنة أسماء الأعلام ذكورًا وإناثًا الواردة في النقوش اللحيانية في منطقة العلا مع أسماء الأعلام لدى قبيلة لحيان مكة وجدنا أنّ هناك بعضًا من الأسماء تتوافق وتتشابه بعضها مع بعض، كما أنّ أسماء القبائل لدى العرب لها من العراقة ما يجعلها أهلاً لتكون اسمًا أو صفة لهذه القبيلة أو تلك، وإذا عرفنا أنّ الفترة الزمنية بين وجود اللحيانيين في العلا ووجودهم حول مكة في العصر الجاهلي فترة ليست طويلة خصوصًا إذا كان تاريخ نهاية الحكم اللحياني في العلا محل خلاف بين المؤرخين، وهنا نتساءل: ألا يشير ذلك إلى رابطة نسبية بين لحيان العلا ولحيان مكة؟ وإذا لم تكن لحيان الحالية لها صلة بلحيان الشمال فمن أين جاء اسم لحيان لهذه القبيلة ومتى وكيف؟"( 74) وقال في ذكر رحلته إلى لحيان: "وجدت أنّ هناك عددًا لا بأس به من الأسماء ما زال له استمرار ووجود عند بني لحيان في الوقت الحاضر، ومن هذه الأسماء: ثابت، حسنة، رابح، زيد، زايد، زكي، زكية، زاهد، سجر، سعد، سلم، سلمة، شكر، شاكر، شيم، شامان، ضبية، عبدان، عبيدة، عامرة، ماجد، هلال، هاني، وائل، مزن"(75).
قلت: هل تنفرد قبيلة لحيان بهذه الأسماء، وهل وجود أسماء عند قبيلة من القبائل القديمة في نقوشها ووجود ذات الأسماء عند إحدى قبائل العرب التي وجدت بعد ذلك بزمن يعني أنّ القبيلة الأحدث من القبيلة الأقدم؟ لم يقل أحد أنّ توافق الأسماء وتشابهها دليل على النسب!!! وأمّا القول: وإذا لم تكن لحيان الحالية لها صلة بلحيان الشمال فمن أين جاء اسم لحيان لهذه القبيلة ومتى وكيف؟؟؟ فإنه تساؤل لا معنى له، فلحيان اسم رجل نسب أبناؤه إليه، وهو لحيان بن هذيل، كما أنّ الأسماء لا تعلّل، ولو سرنا على هذا المنهج فقد يخرج علينا غدًا من يقول أنّ الأنصار هم بقية الأنصاريين في جنوبي الجزيرة العربية؟! فهل ورود اسم هذا الشعب يعني أنّ الأنصار هم من بقية هذا الشعب، وأنهم غادروا ديارهم هناك إلى يثرب؟؟؟ لقد ذكر استرابو (64 ق.م-19م) نقلاً عن الأخبار التي وردت في تقارير الذين عادوا من حملة جالوس أنّ أماكن وشعوبًا أخرى تقع إلى الجنوب وهم: (الأنصاريون ansaritae) وشعوب رندان....(76)، إنّ القول بمثل هذا اعتمادًا على تشابه الاسمين مردود بل باطل بنصوص شرعية من الكتاب والسنّة، فما عرف الأنصار بهذا الاسم إلا بعد هجرة النبي إلى المدينة المنورة، ومن هنا نجد أنّ الربط بين اسمين متشابهين لمجرد تطابق الاسمين لا يصح البتّة قرينة على وحدة النسب لاسيّما إذا ما أخذنا في الاعتبار الفارق الزمني الكبير بين أصحاب كل من الاسمين؛ فالأنصاريون القدماء كاللحيانيين بينهم وبين ظهور مسمّى الأنصار قرون طويلة، فلا ريب أنّ الأنصاريين أقدم وجودًا من عهد حملة جالوس سنة 24 ق.م وبين هذه السنة وبين السنة التي عرف فيها الأنصار بهذا الاسم ما يزيد عن ستة قرون، وهذا يعني بطلان الربط بين أصحاب كل من المسمّيّين بأنهم أصحاب نسب واحد.
(للبحث صلة)
الهوامش:
* العقبة، الأردن.
(1) الطبقات الكبرى، مجلد1، ص60. (2) الطبقات الكبرى، مجلد1، ص63.
(3) قصص الأنبياء ومناقب القبائل، سراج الدين أبي حفص عمر بن علي المعروف بابن الملقّن، دراسة وتحقيق أحمد حاج محمد عثمان، المكتبة المكيّة، مكّة المكرّمة، المملكة العربية السعودية، مؤسّسة الريّان للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط 1، 1418هــ/ 1998م، حاشية ص383.
(4) الدرّ المنثور، ج 8، ص 669.
(5) المستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ج 2، ص540.
(6) المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، الدكتور جواد علي، ط2، 1413هــ 1993م، ج 4، ص57.
(7) لحيان عبر التاريخ، عمير بن عويمر اللحياني، دار المحبة، دمشق، سورية، دار آية، بيروت، لبنان، ط 1، 1424هــ/2004م، ص26-27.
(8) لحيان عبر التاريخ، ص27. (9) المصدر السابق، ص27-28.
(10) المصدر السابق، ص30. (11) المصدر السابق، ص43.
(12) معجم ما استعجم، أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري، حقّقه وضبطه مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت، ط3، 1403هـ/1983م، ج1، ص52.
(13) المصدر السابق، ج1، ص53. (14) المصدر السابق، ج1، ص67-68.
(15) المصدر السابق، ج1، ص69. (16) المصدر السابق، ج1، ص76 و79.
(17) المصدر السابق، ج1، ص79. (18) المصدر السابق، ج1، ص80.
(19) المصدر السابق، ج1، ص82. (20) المصدر السابق، ج1، ص82.
(21) المصدر السابق، ج1، ص83. (22) المصدر السابق، ج1، ص86.
(23) المصدر السابق، ج1، ص87-88. (24) المصدر السابق، ج1، ص88-89.
(25) معجم قبائل العرب، ج3، ص1011. (26) الأعلام، ج5، 241.
(27) عمدة القاري بشرح صحيح البخاري، بدر الدين محمود بن أحمد العيني، دار الفكر، بيروت، مجلد 8، ج16، ص303
(28) زاد المعاد، ج1، ص71.
(29) البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، دقّق أصوله وحقّقه: د. أحمد أبو ملحم، الدكتور علي نجيب عطوي، الأستاذ فؤاد السيد، الأستاذ مهدي ناصر الدين، الأستاذ علي عبد الساتر، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط4، 1408هـ/1988م، المجلد الأول، ج2، ص237.
(30) المصدر السابق، ج2، ص181.
(31) الرصف لما روي عن النبي من الفعل والوصف، محمد بن محمد العاقولي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1414هـ/1994 م، ج1، ص27.
(32) فتح الباري، أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني، دار إحيار التراث العربي، ط4، 1408هـ/1988م، ج6، ص411.
(33) دلائل النبوة، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وثّق أصوله وخرّج حديثه وعلّق عليه الدكتور عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، دار الريّان للتراث، القاهرة، ط1، 1408هـ/1988م، ج1، ص180.
(34) جوامع السيرة، أبو محمد علي بن احمد ابن حزم، تحقيق الدكتور إحسان عبّاس، الدكتور ناصر الدين الأسد، مراجعة أحمد محمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، ط3، 1391هـ/1971م، ص2.
(35) شرح السنّة، الحسين بن مسعود البغوي، حقّقه وعلّق عليه وخرّج أحاديثه سعيد اللحام، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1414هـ/1994م، ج7، ص405.
(36) صبح الأعشى في صناعة الإنشا، أحمد بن علي القلقشندي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1405هـ/1985م، ج1، ص307.
(37) تهذيب الأسماء واللغات، محيي الدين بن شرف النووي، دار الكتب العلمية، بيروت، القسم الأول، ج1، ص21.
(38) التبيين في أنساب القرشيين، موفّق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، حقّقه وعلّق عليه محمد نايف الدليمي، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت،ط2، 1408هـ/198م، ص25.
(39) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي، دراسة وتحقيق محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، راجعه وصحّحه نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1412هـ/1992م، ج2، ص195.
(40) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1414هـ/1993م، ج1، ص239.
(41) فتح الباري، ج6، ص411.
(42) المستدرك، ج4، ص403, 465. (43) فتح الباري، ج6، ص420.
(44) المصدر السابق، ج7، ص222، البداية والنهاية، المجلد الأول، ج2، ص202.
(45) المستدرك، ج2، ص598. (46) لحيان عبر التاريخ، ص41.
(47) المصدر السابق، ص42-43. (48) فتح الباري، ج6، ص438.
(49) المصدر السابق، ج6، ص427-428.
(50) السيرة النبوية، ابن هشام، تحقيق وشرح وضبط: مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، عبد الحفيظ شلبي، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، 1355هـ/1936م، ج1، ص78-79.
(51) سلسلة الأحاديث الصحيحة، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، طبعة جديدة منقحة ومزيدة، 1415هـ/1995م، ج4، ص243.
(52) عمدة القاري، مجلد 8، ص91.
(53) جمهرة النسب، أبو المنذر محمد بن هشام الكلبي، تحقيق الدكتور ناجي حسن، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1413هـ/1993م، ص20، جمهرة أنساب العرب، أبو محمد علي ابن أحمد بن حزم، تحقيق وتعليق عبد السلام محمد هارون، دار المعارف، القاهرة، ط3، 1391هـ/1971م ، ص10.
(54) سبل الهدى والرشاد، ج1، ص288.
(55) نفسه، ج1، ص287؛ وانظر ص291.
(56) معجم البلدان، ياقوت بن عبد الله الحموي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1399هـ/1979م، ج3، ص314، رسم: سواع.
(57) الرسائل التسع، جلال الدين السيوطي، دار إحياء العلوم، بيروت، ط1، 1405هـ/ 1985م، ص239.
(58) جمهرة النسب، ص22؛ أنساب الأشراف، ج1، ص45-46؛ الطبقات الكبرى، ج1، ص65.
(59) جزيرة العرب قبل البعثة، دي لاسي أوليري، ترجمه وعلّق عليه موسى علي الغول، ط1/1990م، عمّان، حاشية ص215.
(60) فتح الباري، ج6، ص420.
(61) جريدة الجزيرة، الرياض، عدد رقم 8984 الصادر نهار الأحد الموافق 27 من ذي الحجة عام 1417هـ/الموافق 4 أيار 1997م، ص9.
(62) لحيان بين العلا ومكّة، مساعد بن منشط الغريفي اللحياني، الرياض، ط1، 1425هـ/ 2004م، ص262.
(63) الإصابة، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دراسة وتحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوّض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ/ 1995م، ج4، ص528. (64) معجم البلدان: رسم العزّى.
(65) جريدة الجزيرة، عدد رقم 8984 الصادر نهار الأحد الموافق 27 من ذي الحجة عام 1417هـ الموافق 4 أيار 1997م، ص9.
(66) أخبار مكة، محمد بن عبد الله الأزرقي، تحقيق رشدي الصالح ملحس، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع، ط3، 1403هـ/1983م، ج1، ص132.
(67) نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، أحمد بن علي القلقشندي، تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط2، 1400هـ/1980م، ص20-21.
(68) الأنساب، أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، دار الجنان، بيروت، ط1، 1408هـ/1988م، ج1، ص209-210.
(69) المصدر السابق، ج1، ص209-210. (70) المصدر السابق، ج3، ص510.
(71) المصدر السابق، ج5، ص28. (72) المصدر السابق، ج5، ص28.
(73) المغازي، محمد بن عمر الواقدي، تحقيق الدكتور مارسدن جونس، عالم الكتب، بيروت، ط3، 1404هـ/1984م، ج1، ص300.
(74) جريدة الجزيرة، عدد رقم 8984 الصادر نهار الأحد الموافق 27 من ذي الحجة عام 1417هـ الموافق 4 أيار 1997م، ص9.
(75) المصدر السابق، عدد رقم 8984 الصادر نهار الأحد الموافق 27 من ذي الحجة عام 1417هـ الموافق 4 أيار 1997م، ص9.
(76) جزيرة العرب قبل البعثة، ص114.
[/align]
|