رد: نحن ومشاعرنا المكبوته
أشكر الأخت الفاضلة عفة هذيل ..
وأحييها بتحية الإسلام الخالدة ..
وفي البداية .. أعجبني ما أعجب معلمي الأستاذ مشعل من حسن الديباجة وجميل الصياغة .. حتى كادت لتشغلني عن صلب الموضوع .. فنهنئ أنفسنا بهذه الأقلام الواعدة المثقفة التي نتطلع إلى الكثير والكثير من نتاجها الغـدِق في هذا الموقع المبارك ..
أما بالنسبة للموضوع الذي أوردتيه فأرى شخصياً أن الإنسان يتوجب عليه بث مشاعره الطيبة والمحبة لمن يراه مستحقاً لها، ولا يكتمها في صدره، فهي من أسباب زرع الألفة والمحبة بين الناس، وفتح القلوب والقوالب والتقارب .. وهي زادٌ للتضحية ومَعينٌ للعطاء ..
أما الجانب الآخر المتعلق بقول كلمة خطأ لمن أخطأ .. وعدم كتم هذه الكلمة، فهذا موضوع حساس على النفس البشرية بصفة عامة، ولكن الإنسان الكيـّس الفطن يستطيع إيصال الملاحظة، ويـُقـوّم السلوك الخاطئ بكل دبلوماسية وبطريقة لا تجرح المشاعر أو تكسبه كراهية وعداء الآخرين،وطبيعة الإنسان أيضا أنه يرفض النقد والانتقاص أو التوجيه المباشر و العلني، وتحتاج نفسه البشرية إلى من يستبيها بحسن الخـُلقْ والتوجيه البناء، والأسلوب النبوي في معالجة الأخطاء، هو الذي يأسر القلب ويخاطب الروح :
حديث الروح للأرواح يسري ،،، فتدركه القلوب بلا عناء
وينبغي تجنب اللوم والمجادلة في النصح .. ولنا في المنهج القرآني خير منهل : ( عفا الله عنك لما أذنت لهم ...) وفي حنكة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم : ( ما بال أقوام ... )، وقد ورد في صحيح الإمام مسلم عن تميم الداري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة" قلنا: لمن؟ قال "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
وروي أن الحسن والحسين رضي الله عنهما أقبلا على شيخ يتوضأ وضوءا غير صحيح ، فقال أحدهما للآخر : تعال نرشد هذا الشيخ. فقال أحدهما : يا شيخ ، إنا نريد أن نتوضأ بين يديك حتى تنظر إلينا وتعلم من منا يحسن الوضوء ومن لا يحسنه ... ففعلا ذلك . فلما فرغا من وضوئهما ، قال الشيخ : أنا والله الذي لا أحسن الوضوء، وأما أنتما فكل واحد منكما يحسن وضوءه .فانتفع بذلك منهما من غير تعنيف ولا توبيخ..
لا أريد الإطالة أكثر مما وقع .. إلاّ أن الموضوع له العديد من الجوانب لعل بقية الإخوة يثرونها ويضيفون بمداخلاتهم القيمة ما يميط اللثام عن الكثير من هذه الجوانب.
تحياتي وتقديري للجميع ،،،
آخر تعديل حامد السالمي يوم 06-18-2008 في 12:23 PM.
|