الموضوع: عروة بن الورد
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2008, 04:22 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عروة بن الورد

أقف متعجباً أمام هذا الصعلوك،فقد اتخذ من صعلكته باباً من أبواب المرؤة والتعاون الاجتماعي بينه وبين فقراء وضعفاء قبيلته، فلذلك لقب بـ(عروة الصعاليك).
والطريف أنه لايغزو للنهب والسلب كالشنفرى وتأبط شراً، بل كان ذو نفس عظيمة، وهمة عالية، فلا يغزو إلا ليعين الفقراء والمرضى والمستضعفين من قبيلته، وأطرف من ذلك أن لم يكن يُغير على كريم جواد بماله، بل يتخير من عرفوا بالبخل والشح وعدم مساعدة المحتاجين في قبائلهم، فبذلك تصبح الصعلكة عنده ضرباً من ضروب نبل الأخلاق، والتضامن الاجتماعي، وأتسأل هنا هل كان اشتراكيا من حيث لا يعلم ؟
إستمع إليه وهو يذكر حسن تعامله مع الضعفاء والفقراء، فيؤثرهم بكل طعامه على الرغم مما به من جوع، واكتفائه بشرب الماء البارد القراح. وحينما عابه أحد أصحابه على ضعفه وهزله أجابه بأن له نفساً تسمو به إلى المجد وأنه يؤثر الغير على نفسه:
إني امرؤ عافى إنائي شركه ::::: وأنت امرؤ عافى إناؤك واحد

أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى ::::: بجسمي شحوب الحق والحق جاهد

أفرق جسمي في جسوم كثيرة ::::: وأحسو قراح الماء والماء بارد


أنظر إليه يرد على زوجته حينما لامته على مغازيه وإلقائه لنفسه في المهلاك فوضح لها أنه يبحث عن الذكر الحسن.

أقلي عليَّ اللوم يا ابنة منذر ::::: ونامي فإن لم تشتهِ النوم فأسهري

ذريني ونفسي أم حسان إنني ::::: بها قبل أن لا أملك البيع مشتري

أحاديث تبقى والفتى غير خالد ::::: إذا هو أمسى هامة تحت صيري


وهو ينتقد الصعلوك (السلبي) وفقاً لوجهة نظره:

لحا الله صعلوكًا إذا جن ليله ::::: مصافي المُشاش آلفًا كل مجزرٍ

يعد الفتى من دهره كل ليلة :::::أصاب قراها من صديق ميسرٍ

ينام عشاء ثم يصبح قاعدًا ::::: يحث الحصى عن جنبه المتعفرٍ

يعين نساء الحي ما يستعنه ::::: فيضحى طليحًا كالبعير المحسر


وهنا ينتقل ليضع الخطوط العريضة للصعلوك (الأنموذج) :
فلله صعلوكاً صحيفة وجهه ::::: كضوء شهاب القابس المتنورِ

مطلأ على أعدائه يزجرونه :::::بساحتهم زجر المنيح المشهرِ

وإن بعدو لا يأمنون اقترابه ::::: تشُّوف أهل الغائب المتنظرِ

فذلك إن يلق المنية يلقها ::::: حميدًا وإن يستغن يومًا فاجدرِ


وفي الختام أشكر أخي الفاضل هذلي قديم على اتحافنا بهذا الموضوع.






آخر تعديل حامد السالمي يوم 07-28-2008 في 06:58 PM.
رد مع اقتباس