رد: ونادى المنادي ... الرحيل الرحيل
الغالية مسك كلام رائع للغاية ....
ولأهمية الموضوع لابد من بعض الاضافة لزيادة الفائدة .
.................................................. .................................................. .
من العجيب الغريب أن كثيراً من الناس لا يذكرون الموت ولا يحبون أن يذكّروا به، ومنهم من يتشاؤم بمن يذكره بذلك، وينبهه لما هنالك، كأنما كتب الموت على غيرهم، ونسوا أوتناسوا أن الأحياء جميعاً هم أبناء الموتى، وذراري الهلكى، أين الآباء والأجداد؟ بل أين بعض الأبناء، والازواج، والأقارب، والجيران، والأحفاد؟
ما منا من أحد إلا ومعه أصل شهادة وفاته، فقد نعى الله إلينا رسولنا، ونعانا إلى أنفسنا، فقال: "إنك ميت وإنهم ميتون"، وما يستخرج من شهادة بعد الوفاة إنما هي مثل ما سجله الملائكة للعبد وهو في رحم أمه، ورحم الله ابن الجوزي حين قال في قول الله عز وجل: "كل من عليها فان": (هذا والله توقيع بخراب الدنيا).
فالموت لا يفرق بين صغير وكبير، ولا صحيح وسقيم، ولا غني وفقير، ولا أمير ولاوزير ولاغفير، ولا عالم ولا جاهل،ولا بر ولا فاجر: "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون".
رحم الله العلامة الشهير، والشاعر القدير، والواعظ الناصح البصير، أبو إسحاق الألبيري حين قال مذكراً ابنه أبا بكر بأن الموت لا يفرق بين صغير وكبير، في قصيدته الشهيرة التي حث فيها ابنه على طلب العلم والاشتغال به، التي مطلعها:
تفتُّ فـؤادك الأيـامُ فتـاً وتنحتُ جسمكَ الساعاتُ نحتا
وتدعوك المنونُ دعاءَ صدق ألا يا صاح أنتَ أريــدُ أنتا
فكم ذا أنت مخـدوع وحتى متى لا ترعوي عنهـا وحتى
أبابكـر ٍ دعـوتك لو أجبتَ إلى ما فيه حظك لوعقلتا
وقال مذكراً نفسه على لسان ابنه:
تقطعني على التفريط لومـاً وبالتفريط دهـرك قد قطعتا
ونفسك ذم لا تذمم سواهـا لعيب ٍ فهي أجدرُ من ذممتا
وأنت أحـقُ بالتنفيـذ ُ مني و لو كنتَ اللبيب لما نطقتا
ولو بكت الدّما عيناك خوفاً لذنبك لم أقل لك قد ربحتا
ومن لك بالنجاح وأنت عبد ٌ أمرتَ فما ائتمرت ولا أطعتا
### ## ##
أخي في الله :
إذا أردت الخـلاص من هذه الأدواء المضلـة المذلـة فعليك بوصيـة رسـولك صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب، أوعابر سبيل".
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، خذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".
قال النووي رحمه الله: (قالوا في شرح هذا الحديث، معناه: لا تركن إلى الدنيا، ولا تتخذها وطناً، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها، ولا بالاعتناء بها، )
قال أحدهم :
تسرُّ بما يفنى وتُشغل بالصبى كما غر باللذات في النوم حالم ُ
وتعملُ فيما سوف تكره غبـهُ كذلك في الدنيا تعيش ُ البهائـم ُ
################# ########## ################
اللهم إنا نسألك أن تقيل العثرات، وتغفر الزلات، وتستعملنا في الطاعات، وتشغلنا بما يهمنا في الحياة وبعد الممات، وأن تطيبنا للممات، وأن تغفر للآبـاء والأمهـات، وأن تصلح الأزواج والذريات، إنك ولي ذلك والقادر عليه، لا رب سواك، ولا إله غيرك.
أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله .
.................................................. .................................................. .................
م ن ق و ل
|