عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2008, 07:18 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ابن خفاجه في وصفه للجبل,,,

أشكر أخي هذلي متطور على حسن الاختيار،
وها قد حططت رحالك في مجلس الأدب وفنونه فحيهلاً بك :
ويكفينا أن الجبال من آيات خلق الله وإبداعه فسبحانه بديع السموات والأرض :
" ولقد آتينا داود منا فضلاً ياجبال أوّبي معه والطير وألنّا له الحديد " (سبأ- 10)
" إنا سخرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ والإشراق" (ص18).
"تتخذون من سهولها قصوراً، وتنحتون الجبال بيوتاً، فاذكروا آلاء الله، ولا تعثوا في الأرض مفسدين" (الأعراف74)
" وجعل لكم من الجبال أكناناً " (النحل81)
"والجبال أرساها متاعاً لكم ولأنعامكم" (النازعات 32-33) "
أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء
كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت" (الغاشية 170-19).
"يوم تمور السماء موراً ،وتسير الجبال سيراً " (الطور 9-10) "
يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن" (المعارج 8-9)
"وسيّرت الجبال فكانت سراباً " (النبأ 20).


وهذه الرائعة لابن خفاجة الأندلسي حينما مر بجبل، فتخيله
رجلاً مُعَمَّراً طاعناً في السن قد بلى الحياة حلوها ومرها
وعرف معادن أهلها ، فطفق يحاور الجبل
ويبثه نفثاً من فؤاده.
وسأورد الأبيات التي تسبق مشاركتك تعميماً للفائدة:
بـعيشك هـل تدري أهوج الجنائب::::::تـخب بـرحلى أم ظـهور النجائب
فـما لحت في أولى المشارق كوكباً::::::فـأشرق حتى جئت أخرى المغارب
ولا أنـس إلا أن أضـاحك سـاعة::::::ثـغور الأمـاني في وجوه المطالب
ولـيل إذا مـاقلت قـد باد فانقضى::::::تـكشف عـن وعدٍ من الظن كاذب
سـحبت الـدياجي فيه سود ذوائبٍ::::::لأعـتنق الآمـال بـيض تـرائب
فمزقت جيب الليل عن شخص أطلس::::::تـطلع وضـاح الـمضاحك قاطب
رأيـت بـه قطعاً من الفجر أغبشاً::::::تـأمـل عـن نـجم تـوقِّدَ ثـاقب


وإن مخاطبة الأندلسي للجبل ليست بدعاً فقد سبقه أمرؤ القيس
إذ تخيل الجبل شيخاً متدثراً في بجاد مزمل :
كأن ثبيراً في عرانين وبله ::::: كبير أناس في بجاد مزمل

وترنم أمير الشعراء أحمد شوقي بجبل (التوباد) :
حيث مرابع ومراتع المجنون وليلاه :
جبل التوباد حيّاك الحيا ::::::: وسقى الله صباك ورعى
فيك ناغينا الهوى في مهده ::::::: ورضعناه فكنت المرضعا
وحدونا الشمس في مغربها ::::::: وبكرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفحك عشنا زمنا ::::::: ورعينا غنم الأهل معا
هذه الربوة كانت ملعبا ::::::: لشبابينا وكانت مرتعا
كم بنينا من حصاها أربعا ::::::: وأنثنينا فمحونا الأربعا
وخططنا في نقا الرمل فلم ::::::: تحفظ الريح ولا الرمل وعى
كلما جئتك راجعت الصبا ::::::: فأبت أيامه أن ترجعا
قد يهون العمر إلا ساعة ::::::: وتهون الأرض إلا موضعا


عمر أبو ريشة وجبل( أفرست):

إليك غير الظن لايرتقي:::::يا عاصب الغيم على المفرق
لأنت مجلى الأرض في شوقها:::::إلى البعيد المترف الشيِّق



الشاعر الفرنسي تيوفيل غوتييه :

أحبّ الجبال الشامخة والعاتية حبّاً لا حدّ له

فالأغراس لاتجرؤ أن تضع فيها أقدامها الواجفة المخذولة

وعن الوشاح الفضيّ الذي يغشّى ذراها

ينبو المحراث ويتثلّم على مرتفعاتها المعوجة

فلا الكرمة ذات السواعد اللصيقة

ولا القمح المذهب، ولا الزؤان

وفي هوائها الحرّ والصافي

تطير أفواج النسور

وصدى الصخور يردّد أغاني

الخارجين عن القانون

ليس لها سوى جمالها، وهو زهيد

وأنا أدرك ذلك.

لكنني أوثرها على الحقول الخصبة والثرية


وفي الختام تحية طيبة للجبال الشم .. فضاءات الانطلاق والحرية
والبث والشكوى، وإمضاء الهم، والتنفيس عن النفس ..
وتحية خاصة (لحَضِرْ) و(شُعَارْ) و (الغراب) و (مابد) و (المنيف) و (قراص).. وهي جبالٌ تحبنا ونحبها.
ولكم تحية شامخة كشموخ جبال هذيل وقممها السامقة.






آخر تعديل حامد السالمي يوم 08-08-2008 في 07:38 PM.
رد مع اقتباس