عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2008, 02:14 PM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ما سبب ندرة الشعر الهذلي بعد العصر الجاهلي وصدر الإسلام ؟

أشكرك كثيرا أخي الفاضل الفند الضبيبي على مشاطرتي العناء
في هذا المبحث الرائع، الذي تكتنفه الكثير من الصعوبات خلال
سبر غوره والإلمام بجوانبه المتعددة، ولكن حسبنا أن نجتهد
قدر استطاعتنا، وننتظر من المهتمين من يميط اللثام عن كثير
من الجوانب ..

لكن غياب الرواة وسقوط الحضاره أدى الى عدم تدوين الشعر الهذلي
وندرة الورق في البوادي وقلة الكُتـْاب أضعفت التدوين ،
ونشطت الرواية الشفوية ، ومعروف أن التدوين أول مراحل
الكتابة، وكذلك لا ننسى مقولة المستشرق الفرنسي (بلاشير)، الذي يرى أن التدوين لم يشمل في الغالب سوى آثار الحضريين
فلو لاحظنا الشعر الهذلي في ديوان الهذليين نجد ما يقرب من
ثلاثة الآف بيت من الشعر مما قاله الهذليون، ولكن إذا عرفنا أن
شعراء القبيلة المعروفين قاربوا الأربعين، اتضح لنا أن المجموع الشعري لا يمثل كل ما قاله أولئك الشعراء، وأنه لا يعدو أن يكون نموذجاً من أشعارهم، وهذا دليل على أن الشعر الهذلي أخذ
بالرويات الشفوية، وأن الكثير منه تعرض للضياع، فلولا تدارك السكري لما دونه منه لضاع من بين أيدينا، فقد قام بتدوينه من الروايات الشفوية، فكتب له البقاء.

الجدير بالذكر أن الشعر الهذلي القديم موثوق الروايات لأن السكري ألف بين روايات الجيل الأول : المفضل الضبي، الأصمعي، أبي عمر الشيباني وابن الأعرابي، عبر شيوخه المباشرين أمثال : حبيب الرياشي ومحمد بن الحسن .. ، فسنده متصل إلى مشايخ الأدب الأوائل.

كذلك كان للرواية الشفوية سلطانها ومكانتها حتى نهاية القرن
الثالث الهجري.

كذلك قلت العناية بالشعر المنسوب للقبائل ، فقد كان في
النظام القبلي قديما عناية فائقة بالشاعر وكان لكل شاعر
راوية خاص بشعره، وظل هذا التقليد حتى عهد جرير والفرزدق،
أيام الأمويين.


تراجع لغتهم وبعدهم عن اللغه العربيه الفصحى ولم تبقى من اللهجات الفصحى سوى لغة القران الكريم ولو ان اقرب لهجه الى الفصحى من اللهجات المتاخره هي لهجة قبيلة هذيل وهذا اثر سلبا الى اندثار الشعر الاصيل واكتفاء كل اقليم بموروثه الشعري والادبي

ومن عوامل انقطاع الشعر وعدم وصوله إلينا إضافة إلى ما سردته
لنا وما أضافه الإخوان ما يلي :
1) سقوط بغداد في أيدي التتار عرض الكتب والصحائف إلى
الإحراق والضياع، وقد جرى نهر دجلة بسواد الحبر من كثرة
ما ألقي فيه من كتب نفيسة.

2) وفي الأندلس عند سقوط غرناطة ( 1492م)، أمر الكاردينال فرانسيسكو وهو عرّاف الملكة إيزابيل أن تحرق الكتب العربية
في ساحة باب الرملة وبأن تباد كل الكتب العربية نهائياً من أسبانيا، وقد قدر أكثر الباحثين حذراً عدد هذه الكتب بثمانين ألف كتاب.

3) وفي دير فخم على بعد (50) كم من مدريد جمعت نفائس المخطوطات التي سلمت من الحرق والدمار فكانت بضعة الآف
مجلد سلبها قراصنة أسبان من مركب سلطان فأس، ثم لما جاء
عام(1671م)، سقطت صاعقة على الدير أحرقت معظم هذه
الكتب والمخطوطات.






آخر تعديل حامد السالمي يوم 09-01-2008 في 02:04 PM.
رد مع اقتباس