عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2008, 12:29 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية بنت مكه
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

بنت مكه غير متواجد حالياً


افتراضي ماهو رائكم ((للنقاش


((وردة الفقير وشوكة الغني))


اشتكى ولد لوالده شدة شقائه فدار بينهما هذا الحديث :
قال الولد : واشقاءاه ، لقد أخذت على جميع السبل ! وسدت جميع المسالك ، ويخيل إلى أنني سأقضي بقية أيام حياتي في ظلمة داجية
، لا ينفذ إليها شعاع من أشعة الرحمة ، ولا يلمع فيها بارق من بوارق الإحسان ،.
قال له الأب : إنك واهم يابني ، فما أنت بشقي كما تظن ، وما الشقاء إلا تلك العظمة التي تتطلبها وتسعى إليها ،
إنك تعيش من حريتك واستقلالك ، وهدوئك وسكونك ، وطهارة ضميرك ، وصفاء سريرتك ،
في سعادة لا يتمتع بها متمتع على ظهر الأرض ، فما حاجتك إلى تلك العظمة التي لا سبيل لك إلى بلوغها
إلا إذا مشيت إليها على جسر من الكذب والرياء ، والملق والدهان ، والمواربة والمداجاة ، والظلم والإثم ،
ونصبت نفسك ، ليلك ونهارك ، لمحاربة الدسائس بالدسائس ، والدنايا بالدنايا ، والأكاذيب بالأكاذيب ،
وملأت فراغ قلبك حقداً وموجدة على الذين يسيئون إليك ، أو يجترئون عليك ، وكنت في آن واحد أذل الناس لمن هم فوقك ،
وأقساهم على من دونك ، ثم لا تحصل بعد ذلك كله على طائل سوى أن تطعم لقمة يطعمها جميع الناس ،
وتستر سوءة لا يوجد في الناس من لا يسترها ؟
يابني إن الفقير يعيش من دنياه في ارض شائكة قد إلفها واعتادها ؛ فهو لا يتألم لوخزاتها ولذعاتها ،
ولكنه أذا وجد يوماً من الأيام بين هذه الأشواك وردة ناظرة طار بها فرحاً وسروراً ،
وإن الغني يعيش منها في روضة مملوءة بالورود والأزهار قد سئمها وبرم بها ، فهو لا يشعر بجمالها ،
ولا يتلذذ بطيب رائحتها ، ولكنه أذا عثر في طريقه بشوكة تألم ألماً شديداً لا يشعر بمثله سواه ،
وخير للمرء أن يعيش فقيراً مؤملاً كل شيء، من أن يعيش غنياً خائفاً من كل شيء
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
من روائع المنفلوطي / رواية الفضيلة /

وهنا يأتي النقاش
( هل للغنى والفقراثرعلى سلوك الإنسان في الحياة ومدى رضاه وسعادته
وحبه للحياة ،أم إن السعادةاكبرمن ذلك بكثير )

والسؤال الذي أريدعليه الإجابة بكل صراحة

( لوخيرت بين وردة الفقير فتعيش مرتاح البال ولكن في فقر ،وبين شوكة الغني مال ولكن خوف من كل شيء )
فماذا ستختار منهما ؟؟؟






التوقيع

رد مع اقتباس