عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2008, 08:25 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية سهــ الحب ــــــام
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

سهــ الحب ــــــام غير متواجد حالياً


يتضاحكون عند أفظع منظر ...؟!

بسم الله الرحمن الرحيم



حينما لا يقدر المرء على التحكم في شخصيته ، و تفعيل التوازن فيها فإنه يساير الفوضى الحقيقة الحسية و المعنوية ، فيفعل ما لا يجب فعله ، و يترك ما يجب فعله ، و يخالف النظرة الحكيمة و هي : فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي ..!

فلا تثرّب على من يضحك في وقتٍ خيّم فيه الحزن ، أو يهزل في موضعٍ وثب فيه الجد ، فهو إلى فاقد العقل أقرب ، لأنه لم يعقل ذاته ولم يعقل ما يدور حوله ..

و قد تأتي على الإنسان مشاهد فظيعة ، و مواقف بشعة ، فالعاقل يكون مدركاً لبشاعة ما يمر به ، و فظاعة ما يعتريه ، و هنا أتحدث عن أفظع مشهد يراه الإنسان و لكن إذا أحضر قلبه ، و الذي حكم ببشاعته هو النبي الكريم على صلاة و سلام رب العالمين ، حيث يقول :" ما رأيت منظرا قط إلا و القبر أفظع منه " أخرجه الترمذي و غيره ، و حسنه الحافظ ابن حجر و الألباني و غيرهما .

فكان على زوار المقابر ، و متبعي الجنائز أن يدركوا بشاعة هذا المنظر ، و أن يُحيووا قلبوبهم و ضمائرهم لتتفكر في عظم هذا المواقف الذي يقفونه ، و هذه المشاهد الحقيقية التي يعيشونها .
أقول هذا و أنا أرى أننا بحاجة إلى استيعاب ما يحدث ، حيث أن الحال اليوم في المقابر و للأسف تجاذب للحديث و القصص و المواقف ثم تتعالى أصواتُ الضحكات ، و القبور بجوارهم ، و كأنهم في نزهة برية .. !

و قد ذكر العلماء عن الحكمة من مشروعية زيارة المقابر للرجال : انتفاع الزائر بالاتعاظ و تذكر الموت و الآخرة . و لهذا قال صاحب الروض : " و يكره الحديث في أمر الدنيا " قال العلماء : لأن المحل غير لائق بالحال ، بل هو مزهد في الدنيا و مرغب في الآخرة .ثم ذكر أن التبسم و الضحك أشد من الحديث في أمور الدنيا ، لمنافاتهما للحال ..
و من العلماء من حرّم الضحك . فلا بد أن نسير على التوازن ، و نقدر المواقف و المشاهد قدرها ، فلكل مقامٍ مقال ، و لكل حادثة حديث .

أسأل الله أن يمن علينا بحسن الختام ، و أن يرحم أموات المسلمين






رد مع اقتباس