::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها - عرض مشاركة واحدة

12-04-2008, 12:44 AM

إبحار إلى ذكرى ..

تنداح أمامي ذكريات موغلة في القِدمْ ..

لتدلف بي إلى زمان طهر وبراءة ودِعة ..

كنت أنا وأنتِ وثالثنا الفضاء الرحب الفسيح ..

حيث ركضنا محملين بأحلامنا الطفولية الصغيرة ..

متسابقين تحت زخات المطر ..

تارة نجمع قطراته بلورات مترقرقة ..

وتارة نخوض في بقايا المطر ..

هل تذكرين ذات مطر .. والسماء مزمجرة بالرعود ..

مومضة بالبروق ..

وقد تقاربت خطواتنا المتسارعة .. وتعالت أنفاسنا اللاهثة ..

وتلاقت أعيننا صدفة .. نحن الطفلان ..

فتجمدت أعيننا لبرهة وجيزة .. توقف خلالها الزمن ..

نعم التقت أعيننا .. على حين خلسة من الدهر ..

لكم كانت عيناك ساعتها عميقتين .. وكم كانتا ملهمتين ..

لقد اجتاحتني مشاعر خلاّقة .. ونشوة بعبير تلك النظرة ..

ماذا حدث لي بعدها .. وماذا حدث لي خلالها ..

فلم يكن في قاموس طفولتنا كلمة "حب" أو كلمة "شوق"

نعم أنا الآن أصنع نقطة ارتكاز هامة في خبايا الذاكرة من حيث لا أعلم ..

والآن ...

وبعد ( ......) ؟ سنةً ..

وقد دارت عجلة الحياة متسارعة بأعمارنا وأحوالنا ..

فصيرتنا كباراً .. ثم ألوت بنا .. وجعلت بيننا مدنا وفيافياً ..

ولم تلتقط أنفاسها .. وتطيب نفسها .. حتى تفرق ركبنا .. وأنفضّ سامرنا ..

وانفرط عقدنا .. ومضى كلا إلى سبيله ..

آآآآآه

ما أكثر تداعي الأيام ، وانحراف الفصول ..

لكأنني عُنيت بقول الشاعر :

(عجبت لسعي الدهر بيني وبينها ::: فلما أنقـضى ما بيـــننا سكن الدهر)

ورغم كل ذلك فإن جوانحي لتلح في التساؤل ..

هل لا زلتِ تذكرين تلك النظرة القديمة .. وتلك اللحظة الدفيئة ..

لبرهة جاد بها الزمن .. وسمح بها الدهر ..

فأحالتني ربيعا خصيباً .. كلما أسقط الخريف أوراقه ..

عاودت زهوره وأفانينه .. باعثة معها بالحياة .. والأمل المتجدد ..

والآن ...

وبعد تلك السنوات ..

فلا زالت تعاودني أعراض الحنين إليكِ .. مع كل غيمة مطيرة ..

ومع كل قطرة مطر .. وزمجرة رعد .. ووميض برق ..

سأتذكرك مع اخضرار جبال مكة .. ومع سيول شعابها .. وصوت حمامها ..

فلقد خالطت لحمي ودمي .. فتنشقتك نسيما عليلاً ..

واحتسيتك قطرات مطر عذبة ..

~ ~ ~

فهل يمثل لك كل ذلك شيئا ..

هل اختزلت ذاكرتك شيئا من كل ذلك ..

أم أنه ذهب أدراج الرياح ..

[align=left](بقلمي)

[/align]