عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2008, 05:38 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشعل الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: إشتيار العسل عند الشعراء الهذليين ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

١- سياق لذاذة ثغر المرأة :
مثل عامة الشعر العربي ، يأتي شعر الهذليين مشيرًا إلى استحضار لذاذة العسل عند الحديث
عن لذاذة ثغر المرأة حين يرى الشاعر ذلك - وقد يأتي ذلك مقترنا بمزج آخر مثل قول أبي
( صخر: ( ٢٢
كأن ذوب مجاج النحل ريقتها وما ت ضمن أجواف الرواقيد
كالكأس ما ركدت لم يصح شاربها وقال أن نفدت ياكأسنا زيدي
: ( وأحيانًا يكون ذلك الاستحضار لحديثها مقترنا بذكر لبن النوق ، مثل قول أبي ذؤيب ( ٢٣
وإن حديثا منك لو تبذلينه جنى النحل في ألبان عوذ مطافل
وتجد العسل عند الهذليين يكون صفة اللذائذ التي تصاحب الصبا والنضارة ، فهذا أبو صخر
( يقول: ( ٢٤
أخوا صفاءٍ فارقا ببشاشة وبشورة من عيشنا وفواضل
ولذائذٍ معسولة في ريقة وصِبًا لنا كدجان يوم هاطل
وعنائب َ غذوِية تندى ضحى وغياطل للهو بعد غياطل
ولا يقنع بعض الشعراء ذه المشاركة، بل يضعون لهذا العسل البالغ اللذاذة
وجودًا شعر يًا، يصنعون له حكاية في مكانه ،وحكاية في اشتياره ، وحكاية في مزجه
.. فالحكاية لا تأتي للعسل في ذاته ، فهي (تأتي في معرض الحديث عن طيب ريق
المحبوبة) ( ٢٥ ) ، فهي للعسل الذي يشبه هذا الثغر ، وهذا الذي ذاقه الشاعر ، أو يروم
أن يذوقه عند محبوبته، حيث تنبئ الحكاية التي يسردها الشاعر ضمن ما تنبئ عنه ،عن صياغة جودة ، وفرادة لذاذة لهذا العسل الذي يمتزج بثغر عشيقته ، فأبو ذؤيب
( بعد أن يبدأ في الإشارة إلى العسل بقوله: ( ٢٦
وما  ضرب بيضاءُ يأوي مليكها إلى ُ طنف أعيا براقٍ ونازل
ويرسم مكانه في شاهق عسير المنال ، يسرد قصة المشتار في الوصول إلى هذا العسل، ونيله ،
ومزجه بماء صاف ، ليكمل بعد عدة أبيات طرف الجملة التي بدأت ب (ما) في قوله
"وماضرب" ب " بأطيب من فيها" في قوله :
بأطيب من فيها إذا جئت طارقا وأشهى إذا نامت كلاب الأسافل
لنجد أن هذا الأمر المسرود علينا داخل في رسم فرادة هذا العسل المقترن بلذاذة ثغر المرأة.


يتبع ....................






رد مع اقتباس